تستقطب هواة الغوص وتشمل 15 نوعا من النباتات البرية
جزر الديمانيات.. متحف عماني للطبيعة البكر

سعت السلطنة إلى إنشاء مناطق محمية بغرص حماية الأنظمة البيئية ومكوناتها الحيوية، إلى جانب الحفاظ على الخصائص الطبيعية والسمات الثقافية، ومن بين المناطق العمانية المحمية التي تزخر بأنواع فريدة من التنوع الأحيائي جزر الديمانيات. تحظى جزر الديمانيات بشواطئ رملية ناعمة، وهي ملاذ آمن لأنواع فريدة من الأحياء البحرية، بهذا فهي توفر مناخا مناسبا لفئات مختلفة من السياح الذين يتوافدن عليها من مختلف دول العالم، فزائر هذه المحمية يمكنه ممارسة رياضة الغوص، وهواية مشاهدة الطيور البحرية والتي من أشهرها الصقر السخامي الذي يتميز بتلوينه الأسمر والأبيض وبمنقاره متعدد الألوان.
ويمكن الوصول إلى محمية جزر الديمانيات باستخدام الزوارق البحرية من أي موقع على طول السواحل العمانية، وهي عبارة عن أرخبيل يضم تسع جزر قبالة ساحل ولاية السيب وولاية بركاء، تتميز هذه الجزر بطبيعتها البكر ومناظرها الخلابة التي تؤهلها لأن تصبح متحفا للطبيعة، وتعتبر جزر الديمانيات منطقة حماية رائعة ذات أهمية وطنية وإقليمية، فهي ذات تراث طبيعي غني وتعد مركزا إقليميا ودليا مهما لتكاثر أعداد لا حصر لها من الطيور المهاجرة والمستوطنة، حيث تعشش بها الطيور البحرية بكثافة عالية، ويوجد بالمحمية الطبيعية أنواع عديدة من المرجان وأسماك الشعاب المرجانية بألانها الزاهية، وتتيح هذه الشعاب المتنوعة ومحيط قاع البحر فرصا جيدة للاستمتاع بكنوز البحر ومياهه الدافئة.
تزخر المحمية بموردين أساسيين، أولهما الموارد الفيزيائية، حيث تتكن الجزر من صخر جيرية وشعاب مرجانية عتيقة ما زال المرجان فيها ظاهرا للعيان، كما توجد بها منحدرات صخرية منحدرة في اتجاه البحر، وتستمر هذه المنحدرات الى داخل المياه في انحدار شديد الى اعماق تتراوح بين 20 – 52 مترا، وتحد الجزر من الجنوب جروف رملية ضحلة ونطاق مرجاني بارز.
من جانب اخر تتميز المحمية بموارد أحيائية فريدة، فهي تعتبر منطقة حماية طبيعية رائعة ذات أهمية وطنية واقليمية ودلية، فبحلول الصيف تؤوي الجزر الاف الطيور البحرية، التي من أهمها الصخر السخامي،، وتدعم جزر الديمانيات العديد من أنواع الشعاب المرجانية المجودة بهذه المنطقة والتي تحمي الشاطئ بتكوينها كأرصفة مرجانية في المياه الضحلة، ويعتقد بأن النم الكثيف للمرجان ناتج بصفة أساسية عن وفرة الطبقة الاساسية الملائمة وغير الملوثة في المياه الضحلة.
يعيش في هذا الارخبيل نوعان من السلاحف البحرية هما: السلاحف الخضراء وسلاحف الشرفاف التي تتراوح أعدادها بين 250 – ،300 تأتي لتضع بيضها سنويا على شواطئ الجزر،. كما يوجد بالمحمية 15 نوعا من النباتات البرية، كما تشمل الجزر على نوعين من الثعابين هما السقنقر والوزغه، بينما تشاهد الثعابين البحرية أحيانا بعيدة عن الشاطئ وبصفة خاصة في جانب البر الرئيس للجزر. كما يوجد بالمحمية أنواع أخرى من الثدييات البحرية كالدولفين ذوالأنف القنيني والأنواع المحلية من الدلفين الشائع كما يوجد دلفين سبنر والحت الأحدب، مضيفة لهذه الجزر أهمية بيئية على المستويين الاقليمي والدولي.
وقد تم الاعلان عن هذه الجزر كمحمية في عام 1996 م بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (23 / 96 )، وتتلخص أهم الأهداف من إعلان هذه المنطقة كمحمية طبيعية هوإتاحة الفرصة لتعشيش أكبر عدد من السلاحف والطيور بالمحمية، وتوفير حماية خاصة لمناطق الشعاب المرجانية القيمة والمعرضة للتهديد، إضافة الى تشجيع وتسهيل البحوث العلمية والميدانية وتنظيم السياحة البيئية والعمل على استخدام الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة.