بسم الله الرحمن الرحيم

أوقفت سيارتي على جانب الشارع لأني لم أستطع على الاكمال فقلبي بدأ يخفق خفقانا شديدا و كلمات أخذت لساني ترددها و ما أحسست بنفسي الا و أنا أخرج دفتر مذكراتي من الرف الأمامي للسيارة و أخذت أبحث عن القلم بين كل تلك الأوراق فواتير التيلفون و الكهرباء و الانترنيت (( و بينهم فاتورتين لأخي العزيز)) و مذكرة تليفوناتي ..أخيرا و جدته و بدأت أناملي تخط كل ما أشعر به …و الكلمات تتدفق بدون أن أشعر بها

كل يوم أرى ذلك المشهد الجميل على باب المدرسة و اسوارها العالية و الأنامل الناعمة تتقبض في تلك الجدران خوفا من الوقوع من كثرة عدد البنات المتدفق الى داخل المدرسة و التسابق  للدخول اليها وجوه ناعمة بريئة التي توحي لك بالأمان بمجرد رؤيتها ..ذلك المشهد اعادني 14 سنة الى الوراء و بالتحديد عندما كان عمري 7 سنوات في اليوم الأول لذهابي الى المدرسة..كنت فرحة جدا عكس الأخريات كان المكان يملؤه الصراخ و البكاء ..الدموع تذرف و العيون و الخدود حمراء مثل التفاح ..((أمي..أمي ..لا تروحي)) و أصوات أخرى ((أريد أروح البيت ماما)) ..أنا كنت فرحة بثوبي الجديد و بحقيبتي المدرسية الصغيرة مع أنه كان أول يوم لي الا أني كنت ألبسها في ظهري و كل ثانية تمتد أناملي الصغيرة لتتحسسها ((خوفا أن تسرق مني)) ياله من تفكير طفولي بريء ..عقلي و قلبي خاليا..تفكيري كله لا يتعدى حدود حقيبتي و أقلامي و ثوبي و حذائي الذي كان قيمته لا تتعدى الريال الواحد تلك الأيام..((كم هو محدود تفكيري)) آآه من تلك الأيام ..قلبي يحن لها ..صوت بوق سيارة عالي بدد كل تلك المشاعر و الأحاسيس ..و لو كان صاحب تلك السيارة قريب مني لكنت أطبقت بيدي على عنقه..لقد..أوقظني من زمان جميل كنت أحياه…و تنفست الصعداء و قلبي يرتجف من قوة كل تلك الأحاسيس الجميلة العذبة..و عدت أزاحم السيارات لأصل الى الشارع , أدخل في ذلك الزحام المروري من أول الصباح..عدت الى زماننا هذا و الى كل همومي ..و قلت وداعا لطفولتي الجميلة

ولكم مني أرق التحيات

سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله أكبر  

كن جميلا ترى الوجود جميلا