الصداقة بناء

* الصداقة -كأي بناء- لا بد أن تقوم فوق أرض صلبة, لأن البناء لا يثبت فوق أرض رخوة أو رملية. وكثير من الصداقات تعصف بها الأمواج, لأنها كالنباتات الضحلة الطافية على وجه الماء, بلا أرض تثبت فيها جذورها!

أقم صداقاتك فوق مبادىء قوية, وقواعد راسخة حتى لا تميل ولا تنجرف!

* والصداقة -كأي بناء- لا بد أن تكون لها أساسات قوية, فالصداقة التي ليس لها أساس -هي صداقة سطحية خالية من العمق. وكثير من الصداقات تتحطم لأنها تفتقر إلى الأساس, إنها كالنباتات المتسلقة, ترتفع بلا قوام, فتضر بها حرارة الشمس -المواقف الصعبة- فتحترق وتتلاشى.

الصداقة ذات الأساسات القوية تواجه الزلازل, وتصمد أمام الصعوبات.

أقم صداقات على أساسات عميقة حتى لا تنهدم فوقك!

* والصداقة -كأي بناء- لا بد أن تحمل أساساتها المختفية جسماً ظاهراً, هو جسم البناء المستخدم. فالأساسات لا تحفر لكي تطمر في الأرض بلا فائدة؛ بل لكي يقوم فوقها البناء النافع.

لذلك فالصداقات التي لا تقوم على هدف, ولا تعود على أحد بفائدة, هي كالبناء المهجور, يشغل الأرض عبثاً.

اجعل لصداقاتك أهدافاً, فلا معنى لصداقة عاطلة!

* والصداقة -كأي بناء- لا بد أن يكون لها نوافذ تطلع منها على الآخرين, وتتابع منها أحداث الطريق.

والصداقة المغلقة صداقة خانقة, تقتل أصحابها حين لا يتجدد هواؤها!

وبعض الأصدقاء يغلقون نوافذهم, يرفضون الهواء المتجدد, يعزلون أفكارهم, فيدب الملل في حياتهم.

اجعل صداقاتك منفتحة, متجددة, لها أبواب ونوافذ ومراوح حتى لا تختنق.

* والصداقة -كأي بناء- لا بد أن نجملها, أن نضع فيها مفروشات مريحة, مستلزمات الإقامة, نلونها بالألوان المناسبة, ولا نترك جدرانها خشنة.

نحن مسئولون عن تجميل صداقاتنا, وإعادة ترتيب محتوياتها, وطلائها, حتى تكون مريحة, تشجعنا على الإقامة في ظلالها, ولا تدفعنا لهجرتها.

اجعل صداقاتك حديقة عامرة, بيتا نظيفاً, حتى لا يهجره أصدقائك إلى الشارع, أو إلى صداقة أخرى أكثر راحة.

* الصداقة -كأي بناء- لا بد أن تصان. الصداقة تحتاج إلى صيانة, وإلى ترميم. مهما كان البناء قوياً, فالزمن يضعف من قوته. لا تظن أن صداقاتك من القوة بحيث لا تؤثر فيها أحداث الحياة اليومية إلى الأبد. إنها تحتاج إلى مراقبة وإصلاح قبل أن تنهدم.