الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات موسم قلعة مكونة

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #98424
    moha1994
    مشارك
    موسم قلعة مكونة يتحول إلى موسم لقلعة لبنان ولاستفزاز الأمازيغ
    بقلم:عمر زنفي (أسيف ن دادس، ورزازات)

    يبدو أن المقال الذي سبق أن نشرته بجريدة تاويزا ،عدد 92 بتاريخ دجنبر 2004 ، حول موسم الورود بقلعة ن امكون، قد استوعبه منظمو هذا الموعد من المساهمين التقليدين والمجالس المنتخبة، بشكل أو بآخر، إلى درجة أن برنامج هذه السنة مختلف تماما، وتضمن مواد غريبة استفزت الهوية السائدة واستفزت معها ساكنة الواحة المنسية وجعلتها تثور بشكل عبرت فيه عن رفضها تعريب وتغريب ثقافة المنطقة الأمازيغية.
    فإذا كان النقد الذي حمله نفس المقال انصب حول التنظيم الذي لم يعر أي احترام للثقافة الأمازيغية للمنطقة، و المغرب عامة، والنوايا المبيتة لتحويل هذا الموعد من موعد ثقافي حضاري إلى مناسبة لتفريغ الكبت، فإن برنامج هذه السنة جاء كرد على المقال وطور أساليب الاستفزاز بعد أن تعذر تنفيذ ما يدبر لقبر ومحو ثقافة هذا البلد وهذه المنطقة بالخصوص، عبر مخططات التعريب، محو الأمية، التغريب، تهجير الإنسان…
    فادا كانت دادس هي الأرض التي تنبت هذا المنتوج /الورد، وإذا كان إنسان هذه الواحة هو الذي يتحمل شوك هذا الورد لتجميعه والسهر على مردوديته، فإن هذا المهرجان بدأ يغادر دياره سنة بعد سنة في اتجاه أراض لم تذق رائحة الورد، وإلى أياد لم تعرف وخز الورد، تماما كما غادرت كل خيرات هذه المنطقة في اتجاه غير محدد ومجهول. وإذا كان هذا المخطط ـ سرقة الموسم ـ قد بدأ منذ الوهلة الأولى بشكل محتشم وتدريجي يصعب تحديد معالم السياسة الكامنة وراءه ،فقد خرج هذا المخطط من جعبته بعد أن تبين أن الأمر لا يحتاج إلى سنين لتمريره، وأن الساكنة لن تتصدى لمشروع يهدد موردا اقتصاديا هاما.
    إن مهمة تنظيم مهرجان الورود لهذه السنة، الذي حظي بممولين من أعلى مستوى، القناة الثانية، القناة الفرنسية 5…، أسندت لشركة لم تعر للخصوصية الثقافية الأمازيغية أي اعتبار واحترام، سيرا على نهج البرامج السابقة. وكما يبدو، فإن هذه الشركة وهذا المهرجان بأكمله استعمل كأداة لقياس مدى عمق التعريب /التغريب من جهة، ومدى نضج وتطور الخطاب الأمازيغي بالواحة المنسية من جهة أخرى. ويتجلى ذلك من خلال شكل ومضمون البرنامج الذي انتقدته جل شرائح دادس، وخاصة الغيورون على ثقافة هذه الأرض.
    فأول شيء يصطدم به قارئ أو مشاهد الملصق الإشهاري للمهرجان صورة لفتاة لا تحمل زي منطقة دادس كتمهيد شكلي لسياسة سرقة المهرجان من ذويه. وعلى نفس الملصق يمكن قراءة تعاون مجالس المنطقة، قلعة مكونة، بومال ن دادس،خميس ن دادس… مع شركة إنتاج دفين في هذا المخطط. وينظم المهرجان بقلعة مكونة وورزازات المستفيدة الوحيدة في كل هذه العملية. وفي الوصلة الإشهارية لنفس المهرجان على شاشة التلفزة نسجل تضمين جانب ثراثي لمدينة ورزازات دون أحيدوس ن امكون أو أي لون ثقافي لدادس كتأكيد على نوايا التغريب في الشكل و لمضمون كما سنرى. ولست ضد حضور أحواش ورزازات أو أي لون ثقافي أمازيغي، فقط كي أوضح معالم هدا المخطط. والغريب في هذا الأمر أن هذه الممارسات تمارس بتعاون مع مجالس المنطقة. أشير هنا إلى أن تغيب فرقة أحيدوس ن امكون في الوصلة الإشهارية جاء كرد فعل أمام مقاطعة هذه الفرقة المشهورة عالميا بحجة تعامل المنظمين معهم كأداة فلكلورية رخيصة لملء أوقات فراغ المهرجان وبأثمان 50 درهما عن كل يوم لكل شخص في الوقت الذي تستدعى أصوات من الشرق بالملايين. ولست أستغرب أمام هذا السلوك، فهذه أولى نتائج إسناد مهمة التنظيم لأناس لا يقدرون قيمة ثقافة المنطقة الأمازيغية حتى يعيروا بعض الاحترام لساكنة دادس بأكملها، حضارة وإنسانا.
    كل هذه الممارسات وإنسان دادس لا زال صامتا دون تسجيل أي رد فعل يذكر، اللهم بعض النقاشات على مستوى نخبة مثقفة أمازيغية في إطار جمعوي أمازيغي. إلا أن النقطة التي أفاضت الكأس وحركت وجدان الهوية الأمازيغية النائمة في العديد من الذوات الأمازيغية بدادس، فهو تضمينهم للبرنامج لفنان لبناني أشهر أغانيه عربي أنا….(عربي هو) سيرا على نهج مهزلة جامع الفنا ونانسي عجرم، ظنا من مديري هذه العملية الاستفزازية أن النجاح الذي حققته نانسي عجرم بمراكش قد يوازيه أو يفوقه نجاح يوري مرقادي اللبناني بدادس حيث تتكلم الأرض أمازيغي. ويبدو أن ما نشرته في المقال النقدي لهذا المهرجان حين كتبت: لو استطاعوا (أي المنظمون) أن يجلبوا نجما من الشرق لما فعلوا…. وقد استطاعوا هذه السنة وكانوا في موعد استفزاز ساكنة المنطقة عموما. وهنا ظهرت المفارقة إذ أن النجم الساطع بالشرق انطفأ بسماء أمازيغية.
    بدا الجمهور يتقاطر على مكان الأمسية للقاء النجم الذي سيحاور الجمهور بأغنيته الشهيرة عربي أنا (عربي هو) و يرد عليه جمهور دادس الأمازيغي بالمثل عربي أنا(عربي هو). إلا أن ما تم التخطيط له لإنجاح المهرجان وغزو ثقافة دادس ، تعرض لخطة مضادة للتي دبروها، وبشكل تلقائي، من طرف الغيورين على هذه الأرض البريئة. فقد تحرك الشعار والاحتجاج دون سابق إنذار وانقلبت السهرة، مع صعود أول فنان، إلى تظاهرة تخللتها شعارات مناهضة للتعريب والتغريب ومنددة بإبعاد الطاقات الفنية الأمازيغية المحلية والوطنية وبتعاون المجالس مع هذه المؤامرة: لسنا عربا، صححوا التاريخ، تمازيغت لغة وطنية ويجب دسترتها، أين أحيدوس ن امكون، أين ملال محمد، أين عمر نايت سعيد، أين باحا لحسن … في جو من الالتزام والمسؤولية رافعين الأعلام و الرموز الأمازيغية… حينها أدرك سكان ومسؤولو قلعة مكونة و عهم المنظمون حجم أخطائهم، وكذا حجم مقاومة سكان المنطقة. ونظرا لتطور الاحتجاج ونضجه اضطر المنظمون إلى الاعتذار مكان الفنان اللبناني الغائب عن الحفل بحجة ضعيفة وهي إصابته بتسمم مع أن السبب الحقيقي هو الخوف من عواقب استفزاز ساكنة دادس. وما يفسر رد الفعل هذا هو هرولة المنظمين إلى تقديم حفنة أمازيغية متمثلة في محاولة مقدم السهرة محاورة الجمهور ومعهم عمر السيد وباطما فيما بعد بالأمازيغية وأنهم أمازيغ أيضا، وإبقاء الفنانة الأمازيغية فاطمة تباعمرانت فوق الخشبة لمدة تزيد عن ساعة ونصف مع توالي طلب الجمهور إبقاءها وطالما هي ناجحة في إسكات غضب الهوية المغيبة. هذه الفنانة حظيت بتجاوب حماسي كبير. ورغم خطة الإسكات ووضع حد للغضب، إلا أن غضب الأمازيغ لم يرحم حتى المجموعة المغربية ذات الشعبية الكبيرة والذين حاولوا التحاور مع الجمهور بالأمازيغية، والذين ووجهوا بدورهم بالشعارات المناوئة لهم والتصفير الذي لم يترك لهم الفرصة للتعبير.
    وقد خلف هدا الاحتجاج ردود أفعال ونقاشات على مستوى شارع قلعة مكونة حيث ما زال الخطاب الأمازيغي لم يجد طريقه ومكانه بعد، ردودا جعلت الكل يسترجه ويراجع هويته ونفسه ويتساءل الكل عن سبب ثورة الجمهور المطالب بالخطاب الأمازيغي والمادة الأمازيغية، والمندد بسياسة التعريب والتغريب وتجاهل مطالب الحركة الأمازيغية. وقد استقر رأي الجميع على موقف مفاده أن ما تعانيه دادس والامازيغ سببه الأمازيغ نفسهم، بحيث إن سكان المنطقة هم الذين يسلمون رقابهم وأمرهم لمجالس منتخبة لا تعير لثقافة وهموم دادس أي اعتبار أو احترام، كي يجعلوا من المهرجان الذي يجب أن يكون ثقافيا تسوده محاضرات هادفة، وأشعار أمازيغية ومواد محلية ووطنية أمازيغية، مهرجانا أو مناسبة لتلقيح وتلويث ثقافة المنطقة بثقافة منحطة ومبتذلة، ويجعلوا من اللغة الأمازيغية لغة المقاهي والحقول. ولا يجب أن تلج المسرح أو فضاء الثقافة والأمسيات الفنية أو ملصقات ولافتات المهرجانات، والفنان الأمازيغي حبيس أشرطته وأعراسه، وأموال المجالس عرضة للتبذير والتنظيم العشوائي دون أن تجد المنطقة لها سوقا سياحية تنمي المنطقة التي يخطط سكانها ليل نهار لكيفية اجتياز مضيق جبل طارق دون التعرض لخطر لموت… وكيف يجدون لهم عملا بالمغرب النافع دون أن يحرجوا بسؤال رب العمل عن أصلهم وإن كان يسكنون الجبل.
    انظر المقال السابق حول نفس الموضوع بهذا الرابط:
    http://www.tawiza.net/tawiza92/zanafi101104.htm

    #1115535

    يسلمووووووووووووو على الموضوع

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد