أكد المدرب الجديد لمنتخبنا الوطني الفرنسي كلود لوروا أن أسلوب عمله يرتكز على الانضباط والتركيز والتوازن معتبرا أن هذا الأمر يحتاج إلى جهود الجميع من أجل تحقيقه، وأوضح من خلال اللقاء مع الإعلاميين أمس في فندق راديسون ساس أن هدفه ليس كأس الخليج فقط بل أكثر من ذلك. وكشف أنه تلقى العديد من العروض الكبيرة من منتخبات عالمية خلال تفاوضه مع اتحاد كرة القدم العماني، لكنه فضل التعاقد مع المنتخب العماني بعد ان سمع الكثير عن المنتخب من خلال المدرب الفرنسي برونو ميتسو مؤكدا فخره واعتزازه بالعمل والوجود في السلطنة. كلود لوروا أكد انه لن يشتكي بل سيعمل لان الشكوى لا جدوى منها، وهو يعلم الظروف الصعبة المتعلقة بوجود اللاعبين المحترفين ولكنه سيبقى قريبا من اللاعبين من خلال زيارتهم في البلدان التي يلعبون فيها. الكثير من المواضيع تطرق إليها لوروا في المؤتمر الصحفي وقدم نفسه فيها بطريقة جميلة من خلال تعامله مع الإعلاميين خاصة وأنه شدد على أهمية التعاون معهم. المؤتمر حضره إضافة إلى لوروا أحمد الحبسي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة القائم بأعمال أمين السر والمدرب الوطني أحمد العزاني ومدرب اللياقة سبيستيان. البداية كانت من خلال الكلمة التي رحب بها أحمد الحبسي بالمدرب وبوسائل الإعلام مشيرا إلى أن مناسبة تقديم المدرب جاءت في يوم خاص ومميز على قلوب الجميع وهو يوم النهضة المباركة. بعد ذلك قدم لوروا نفسه وأعطى الجميع لمحة عن تاريخه الرياضي بشكل سريع، وأشار إلى انه قادم من منطقة غرب فرنسا تدعى بريتان، وكان منتخب غانا آخر منتخب دربه وأنهى العقد مع الاتحاد الغاني بناء على رغبته الشخصية رغم رغبة الغانيين في مواصلة التعاقد معه وأنه جاء إلى السلطنة بعد الكلام الجميل الذي سمعه من المدرب الفرنسي ميتسو الذي أشاد كثيرا بمنتخبنا الوطني وتوقع له مستقبلا رائعا، واختار التعاقد مع الاتحاد العماني وفضله على بقية العروض الأخرى التي تلقاها وكانت من منتخبات مشهورة ومعروفة، مبديا فخره الكبير لوجوده في السلطنة وتدريب المنتخب العماني. لوروا تابع أتمنى أن احقق مع المنتخب العماني بطولة كأس الخليج ونتائج جيدة في بطولة أمم آسيا القادمة وهذه الأمور لا تأتي إلا من خلال مساندة الجميع مشددا على أهمية دور الإعلاميين الكبير والمهم جدا في المرحلة القادمة، أضف إليهم الجمهور وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد واللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية.
فترة قصيرة

وعن الفترة القادمة قبل انطلاق بطولة كأس الخليج التي تعتبر قصيرة وهل يعتبرها فترة تحدى، وما هو العرض الذي شده للقدوم قال: المشكلة ليست في الوقت، ولكن في عدد اللاعبين المحترفين الذين يلعبون في العديد من الدول، وهو سيحاول الاستفادة من الجميع في أيام الفيفا، خاصة في المباريات الودية مع المنتخبات الخليجية التي ستكون في حالة استعداد للمرحلة القادمة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، وإقامة العديد من المباريات القوية مع هذه المنتخبات.
وأشار إلى أن الأجواء مريحة للغاية داخل المنتخب ومرتاح لرغبة اللاعبين وحماسهم، وسيقوم بمتابعة مباريات الدوري وكافة المسابقات من اجل اكتشاف وضم المزيد من الأسماء وان كان حاليا سيركز على الأسماء الموجودة كقاعدة أساسية وان باب المنتخب مفتوح لمن يثبت جدارته.
أما عن الأسباب التي أدت الى تفضيله عرض المنتخب العماني قال: زارت أسرتي السلطنة عام 1992 وأعجبت بالسلطنة من كافة النواحي ودائما ما كانت تتحدث عن هذه الزيارة والطريقة الرائعة التي عوملوا بها خلال وجودهم فيها من قبل الناس، وزاد من تطلعي للعمل هنا ما قاله صديقي ميتسو عن المنتخب العماني، ثم أهمية بطولة كأس الخليج بالنسبة للخليجيين وللعمانيين، وهذا تحد رائع ولهذه الأسباب أنا موجود هنا.

مستوى رائع

المدرب الجديد اعتبر ان لاعبي المنتخب العماني من المستوى الجيد، وانا أعرف علي الحبسي، ووجوده في الدوري الإنجليزي دليل على وجود لاعبين على مستوى عال وهذا يغري أي مدرب، وهدفي ليس كأس الخليج فقط وإنما بطولة أمم آسيا وأنا رغم أن عقدي لمدة عام إلا أنني لم يسبق لي أن عملت لفترة قصيرة في أي بلد عملت به من قبل وتاريخي يؤكد ذلك.
أما عن بقية اللاعبين فهو يتابعهم من مباريات المنتخب السابقة التي يشاهدها حاليا وهو سيعمل على تشكيل فكرة عنهم من خلال مساعدة الجهاز الفني المساعد حمد العزاني وسيبستيان، كذلك سأعمل على اكتشاف اللاعبين الجدد، وهذا الأمر يقع على عاتق اللاعب نفسه الذي سيقدم نفسه من خلال الأداء الجيد.

أسلوب

لوروا أشار إلى أنه سيتابع ما بدأه المدربون الذين سبقوه وسيرتكز على عملهم، وليس هناك مدرب فشل وإنما لم يوفق لأسباب مختلفة، وسيفرض شخصيته على المنتخب، وسيكون الانضباط في الملعب والتدريبات وحتى خلال المعسكرات هو العامل الرئيسي في العمل، ويجب استغلال الوقت بشكل رائع، كذلك فان التركيز سيكون من العوامل الأساسية التي سيركز عليها في الفترة القادمة شرط ألا يتسبب ذلك بالضغط على اللاعبين، ويجب أن يكون الأمر متوازنا، وهذا يتطلب تعاون الجميع من أجل تحقيق الهدف.

شروط

وفيما إذا كان هناك من شروط وضعها الاتحاد على عمله، أكد انه لا يوجد شيء من هذا القبيل سواء من قبل الاتحاد أو من قبله، وهو له نهجه التدريبي الخاص الذي سيعمل من خلاله، وهو صاحب القرار الفني الوحيد، وان كانت هناك بعض المتطلبات المعروفة من أجل مواصلة العمل بالطريقة المثالية، وفلسفتي في العمل تقوم على مقولة: (الفوز ينسب للاعبين والفشل للمدرب)، وفي حال شعرت ببعض التدخل في عملي لن أستمر بالتأكيد.

تفاؤل

وعن مدى تفاؤله خاصة وان المنتخب خرج من التصفيات المؤهلة للمونديال القادم وعلى أي شيء يرتكز في تفاؤله قال: طبعا أنا متفائل ولو كنت عكس ذلك لما تابعت عملي ووصلت إلى هنا، والتفاؤل بالمنتخب العماني مرتكز على ان المنتخب استطاع في المباريات الثلاث الأخيرة من التصفيات، تجاوز كل الصعوبات والعودة من جديد بقوة،وهذا دليل على قوته وامتلاكه الإمكانيات الجيدة، والقدرة على التطور، كما يجب ألا ننسى أنه وصل إلى المباراة النهائية لكأس الخليج الأخيرة وفاز على البطل في المباراة الافتتاحية وكان الأقرب للفوز باللقب،وهذا يعني ان المنتخب في حالة جيدة ويشكل الأرضية التي استند عليها في التفاؤل إضافة إلى الكثير من العوامل الأخرى.

جيل جديد

وعن عمله لتكوين جيل جديد من اللاعبين قال: هذا الأمر يحتاج إلى فترة زمنية طويلة، وجربها مع الكاميرون ونجحت بعد ان وصل المنتخب الكاميروني إلى الأدوار المتقدمة في المونديال، ولابد من التركيز على هدفنا القادم حاليا وهو كأس الخليج، والفوز باللقب يعطينا الأمل والدافع من أجل العمل على تكوين جديد، وهو خلال الحصة التدريبية الأولى وجد العديد من اللاعبين أصحاب المهارة أمثال يونس مبارك وإبراهيم عبد الله وحسن ربيع، وهذا يعني ان هناك الكثير ممن يمكنهم الوصول إلى التشكيلة الأساسية وباب المنتخب مفتوح لكل لاعب يملك المؤهلات الفنية والبدنية.
وأضاف انه يجب أن يكون هناك تعاون مع مدربي الأندية وسيكون هناك لقاء معهم خلال الأسبوع القادم للتباحث حول كافة الأمور التي تهم المنتخب واللاعبين.

شكوى

وعن الطريقة التي سيتعامل بها مع اللاعبين المحترفين خاصة وأنهم سيكونون بعيدين عنه قال: لن أشتكي، لأنني أعرف أنها عديمة الجدوى، وأنا أحترم قوانين الفيفا، وسنحاول لعب أكبر عدد ممكن من المباريات أيام الفيفا، كما ساتابع المنتخبات الخليجية، سأقوم بزيارة اللاعبين المحترفين في قطر والكويت والسعودية والجلوس معهم حتى أبقى قريبا منهم، وسأزور الحبسي في بولتون، وسيكون لي نهج خاص مع علي كونه سيكون اللاعب الأقل حضورا بسبب وجوده هناك، وأمس تحدثت معه هاتفيا، حول الأمور التي تهم علي والمنتخب الوطني.

ارتياح

وعن انطباعه في يومه التدريبي الأول مع لاعبي المنتخب، أبدى لوروا ارتياحه الكبير خاصة بعد أن لمس الكثير من الإمكانيات المهارية عند اللاعبين، وأكد انه يجب بذل الكثير من الجهود من الناحية البدنية خاصة وأننا في بداية الموسم،وهو سيشارك في بطولة غرب آسيا وسيتحمل النتائج، من باب إبعاد اللاعبين عن الضغوط بسبب وجود الكثير من الغياب في صفوف المنتخب، وسأقوم بدفع العديد من اللاعبين الشباب لأنني أعتقد بان لديهم القدرة للذهاب بعيدا مع المنتخب.

طريقة لعب

وعن طريقة اللعب التي سيحاول من خلالها فرض أسلوبه الفني قال: نهجي هجومي وأنا تابعت المنتخب الذي يلعب بطريقة 3/5/2 وهي طريقة دفاعية، وفي المرحلة القادمة سأركز على اللعب بطريقة 4/2/2/2 أي لاعبان في المحور ومثلهما على الأطراف ومهاجمان، وهناك طرق أخرى 4/2/2/1/1 وكل هذا سيتقرر بناء على إمكانيات اللاعبين وسرعتهم وتجاوبهم، وأنا أتمنى وجود مدافعين مهاريين وأقوياء وعلى الأطراف لاعبين يمتلكون نزعة هجومية ومعظم من يلعب في الظهير كان مهاجما أو بدا مهاجما، وكرة القدم بسيطة ومبدأها العام الانكماش عندما تفقد الكرة، والانتشار عندما تستحوذ عليها، والمهم هو كيف تلعبها على ارض الملعب.