الرئيسية منتديات مجلس الثقافة الأدبية والشعر من أشعار الدكتور عبد الرحمن العشماوي

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #9832
    الهدى
    مشارك

    من شعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي

    يا أبي

    هذي روابينا تغشَّاها سكونُ الموتِ ..

    أدماها الضجرْ ..

    هذه قريتنا تشكو ..

    وهذا غصن أحلامي انكسرْ ..

    يا أبي ..

    وجهك معروق ..

    وهذا دمع عينيك انهمرْ ..

    هذه قريتنا كاسفة الخدينِ ..

    صفراء الشجرْ ..

    ما الذي يجري هنا يا أبتي ..

    هل نفضَ الموتَ التتَرْ ؟!

    يا أبي ..

    هذا هو الفجر تدلَّى فوقنا من جانب الأُفُقْ ..

    وفي طلعته لون الأسى ..

    هاهو المركب في شاطئنا الغالي رَسَى ..

    غيرَ أنا ما سمعنا يا أبي ..

    صوتَ الأذانْ ..

    عجبًا ..

    صوتُ الأذانْ ؟؟

    منذ أنْ صاحبني الوعيُ بما يحدث في هذا المكانْ ..

    منذ أنْ أصغيتُ للجدَّةِ ..

    تروي من حكاياتِ الزمانْ :

    ( كان في الماضي وكان )

    منذ أن أدركتُ معنى ما يُقالْ ..

    وأنا أسمع تكبيرَ أذان الفجرِ ..

    ينساب على هذي التِّلالْ ..

    فلماذا سكت اليومَ ..

    فلم أسمعْ سوى رَجْعِ السؤالْ ؟؟!

    يا أبي ..

    هذا هو الفجر ترامى في الأُفُقْ ..

    هذه الشمس تمادت في عروق الكونِ ..

    ساحت في الطرقْ ..

    فلماذا يا أبي لم نسمع اليومَ الأذانْ ؟!

    ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟؟

    يا أبي ..

    كنا على التكبير نستقبل أفواج الصَّباحْ ..

    وعلى التكبير نستقبل أفواج المساءْ ..

    وعلى التكبير نغدو ونروحُ ..

    وبه تنتعش الأنفس تلتأم الجروحُ ..

    وبه عطر أمانينا يفوحُ ..

    فلماذا يا أبي لم نسمع اليوم الأذانْ ؟!

    ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكان ؟!

    يا بُنَيَّ اسكتْ فقد أحرقني هذا السُّؤالْ ..

    أنت لم تسألْ ولكنّك أطلقت النِّبال ..

    أوَ تدري لِم لمْ نسمع هنا صوت الأذانْ ؟!

    ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟!

    هذه القرية ما عادتْ لنا ..

    هذه القرية كانت آمنهْ ..

    هي بالأمس لنا ..

    وهي اليوم لهم مستوطنَهْ ..

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد