الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان عبــــــــــــــــادة منســـــــــــية

مشاهدة 7 مشاركات - 1 إلى 7 (من مجموع 7)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #98050

    عبادة منسية

    توقفت مع نفسى لحظة .. و تفكرت فى شىء غريب جدا .. عندما أنظر إلى الناس من حولى و أرى الرجال على هيئاتهم المختلفة و صورهم المتباينة و أحجامهم ، أقول : سبحان الله ، كان هذا الرجل فى يوم من الأيام تحمله أمه وترضعه و ما إلى ذلك بل كان فى بطن أمه ………. ، و ظللت أتفكر فى هذا الموضوع و أقول سبحان الله .

    اشياء كثيرة تمر علينا فى حياتنا اليومية ومن كثرة اعتيادنا عليها لا نلقى لها بالا إلا أننا لونظرنا إليها و تفكرنا فيها لرأينا قدرة الله سبحانه و تعالى وعظيم صنعه فى كل شئ.
    إن الناظر إلى السماء والشمس والقمر يرى عظيم صنع الله والناظر إلى النمل و النحل و الذرة يرى دقيق صنع الله و الناظر إلى الإنسان و صورته يرى بديع صنع الله بل حتى الناظر إلى التطور و التكنولوجيا الحديثة و التقدم و الأبنية الضخمة و الأجهزة الدقيقة و المصانع و ما إلى ذلك مما هو من صنع الإنسان يرى قدرة الله العظيمة فى خلقه هذا الإنسان الضعيف و كيف أن هذا العقل أو المخ البشرى الذى لا يتعدى السنتيمترات ، كيف جعله الله يصنع كل هذه الأشياء الضخمة …………. سبحان الله.

    إن عبادة التفكر يغفل عنها كثير من الناس مع أنها تورث من الإيمان ما لا يستطيع أن يتحصل عليه الإنسان من عبادات كثيرة أخرى . ليس معنى الكلام أن نهتم بها و نتغافل عن العبادات الأخرى و لكن أن نعيرها من الاهتمام ما تستحقه إذ أنها هى الغذاء المفيد المطلوب لإقامة العبادات الأخرى. فانظر إلى صلاة بلا تفكر أو حج بلا تفكر أو صوم بلا تفكر أو أى عبادة بلا تفكر تجد أنها لا قيمة لها إلا أداء الواجب فقط.

    ولقد وصف الله سبحانه وتعالى المتفكرين بأولى الألباب فقال فى حقهم : إن فى خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب .. الذين يذكرون الله قياما و قعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار……….. إلى الآية 195 من سورة آل عمران.
    حين نقرأ تلك الآيات نجد أن التفكر فى خلق السماوات والأرض قاد أصحابه إلى الخوف من الله سبحانه وتعالى وإلى الرجاء فى رحمته و إلى حبه سبحانه وتعالى وهذا يتبين من ثلاثة أوجه وهى
    :
    1- أن الله سبحانه خلق كل شئ فى هذا الكون لخدمة هذا الإنسان و سخر له كل شئ من نبات وحيوان وشمس وقمر حتى الحشرات لو تفكرنا حق التفكر لوجدنا أنها إنما خلقت لخدمة هذا الإنسان. فإذا كان الله سبحانه قد خلق كل شئ من أجل هذا الإنسان أفلا يستحق منه الحب والشكر ؟!..

    2- أن الله ارانا فى هذه الدنيا ألوانا من نعيمه التى هى مقارنة بما فى نعيم الجنة ليس هناك وجه للمقارنة أصلا إذ أن الجنة فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فإذا تفكر الإنسان فيما ينتظره من ألوان النعيم فى الجنة تولد لديه الإشتياق إليها و الرجاء فى رحمة الله أن يجعله من أهلها.

    3- أن الله سبحانه وتعالى أرانا فى خلقه ما هو عظيم مثل الشمس و القمر والجبال والنار بل و أرانا قدرته فى الأقوام السابقة كيف أخذهم و كيف كانوا أشد منا قوة وآثارا فى الأرض بل وما زلنا نرى من الآيات ما يجعلنا نتعظ مثل الزلازل و البراكين والعواصف وما إلى ذلك.

    فإذا تفكرنا فى كل هذه الأشياء التى خلقها الله وكان يسيرا عليه خلقها، إذا تفكرنا فى نار الدنيا البسيطة وهى التى تحرق بشدة فكيف بنار الآخرة. أفلا يكسبنا كل ذلك الخوف من الله سبحانه وتعالى ومن أليم عذابه وعقابه ؟!…….
    وهذه هى الأوجه الثلاثة التى تنهتى بالإنسان أو تدفعه إلى صالح الأعمال : المحبة والخوف والرجاء.

    ومما دفعنى للكتابة فى هذا الموضوع تجديد فتح الباب الذى أغلقه كثير من الناس على أنفسهم بسبب انشغالهم فى الدنيا والعمل وما إلى ذلك بل إن كثيرا من العباد قد انشغلوا بعبادتهم عن هذه العبادة العظيمة التى يجب عليهم أن ينشغلوا بها أثناء عبادتهم.

    وهنا يأتى السؤال : ما هى الخطوات التى بها يكتسب الإنسان هذه العبادة العظيمة؟
    و سأحاول تلخيص الإجابة على هذا السؤال إن شاء الله :

    أولا : الإخلاص لله سبحانه والاستعانة به فهو وحده القادر على الإعانة على الأعمال قال تعالى فى سورة الفاتحة إياك نعبد و إياك نستعين

    ثانيا : تفريغ وقت و لو يسير لهذا العمل يكون فيه العقل خاليا تماما من أى شئ مستعدا للتفكر فى آيات .

    ثالثا : اختيار شئ للتفكر فيه والتركيز مثلا ، الأرض أو السماء ، النمل أو النحل ، العين أو الأذن ، آية فى كتاب الله.
    رابعا : النظر فى هذا الشئ وملاحظته فهذا النظر يولد التفكير قال تعالى فى سورة الغاشية : أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت .. وإلى السماء كيف رفعت .. وإلى الجبال كيف نصبت .. و إلى الأرض كيف سطحت و قال فى سورة الروم : فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحى ِ الأرض بعد موتها

    وقال فى سورة محمد : أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ، والآيات فى الأمر بالنظر كثيرة جدا مما يدل على أهميتها .

    خامسا وأخيرا : للوصول للهدف يجب الربط بيت تلك الأشياء وبين قدرة الله ورحمته وحكمته ويتولد من كل ذلك تعظيمه سبحانه فى القلب محاولة عبادته على أكمل وجه حبا له و رجاء فى رحمته وخوفا منه .
    بقى شئ يجب ذكره ألا وهو ضبط هذا التفكر و جعل حدود له كى لايخرج صاحبه عن الإطار الشرعى ومثال على هذا ألا يتفكر الإنسان فى كيفية استواء الله سبحانه على عرشه فالستواء معلوم و الكيف مجهول

    قال تعالى : ليس كمثله شئ وعدم التفكير فى صفاته والذى قاد بعض الناس إلى تأويلها و قاد بعض الآخرين إلى الكفر و إلى الإلحاد والعياذ بالله. و بهذه الخطوات أعتقد أنه يمكن للإنسان ان يرتقى بتفكير و أن يكون معتدلا فلا يصل مرحلة الإفراط ولا التفريط .
    ومن لطيف ما سمعت ولعله يكون ختام الموضوع بعض الأبيات من نشيد للأطفال تقول :
    الكون الرائع يدعونا أن نفتح للقلب عيونا
    فنرى الآيات تنادينا أن نسجد شكرا للبارى
    فلنسجد شكرا للبارى

    #1110632

    موجهـ

    شكرا لطيب الطرح

    جزاك الله الجنة

    //

    شفاهـ الصمتـ

    #1110808

    بارك الله فيكي

    تحيتي

    #1110860
    alhayatoamal
    مشارك

    جزاك الله كل خير على هذا الموضوع الهام

    #1187397

    صمت الحنين
    شكرااا لمرووورك الجميل
    بارك الله فيكي

    #1187398

    زموووونة
    شكراااا ياقمر علي المروووور الغالي
    تحياتي

    #1218263

    alhayatoamal

    يسلمووووو المروووور الطيب
    تحياتي

مشاهدة 7 مشاركات - 1 إلى 7 (من مجموع 7)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد