مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #97808
    memo_yafa
    مشارك

    قصص قصيرة جدا

    دم

    جلس على الأرض .. وضع البندقية بعيداً عنه .. أخذ يفكر بفاطمة التي تنتظر في المخيم.. قال : بعد شهر ستضع المولود الأول .. شعر بالفرح .. شيء جميل ورائع أن يكون له ولد .. ابتعد عن البندقية أكثر .. وحدق في البعيد .. سمع صوتها الدافئ فابتسم .. قالت فاطمة : الوطن .. وقالت إحدى الإذاعات : السلام .. انفتحت برك من دم .. امتلأ الأفق بالأحمر .. تدفقت الجثث .. صرخت فاطمة .. صرخت أمه.. صرخت شرايينه .. اقترب من البندقية ، شدها إلى صدره .. جهزها .. فابتسمت فاطمة من جديد ..

    الحمام
    في اللحظة التي ارتفع فيها سرب من الحمام يحمل العلم الفلسطيني في سماء مدينة نابلس أخذ جنود الاحتلال يتجادلون حول خداع البصر ، وما أشبه ذلك من أمور .. صاح أحدهم محتداً : كيف يمكن لسرب من الحمام أن يحمل هذا العلم الكبير ؟؟ أصرّ آخر : لقد قرأت كثيراً عن خداع البصر ، ولا يمكن إلا أن يكون كذلك!!.. ضحك الطفل الذي يحمل بيده الصغيرة حجراً، وما قال أي شيء .. وعندما اشتد النقاش واحتد، قرروا أن يطلقوا الرصاص على سرب الحمام ، فعلوا ، تكاثر الرصاص ، سقطت حمامة واحدة، وبقي العلم الفلسطيني مرتفعاً في السماء ..

    الجسر
    قبل سقوطه ، أشار إلى الجسر .. تطلع الولد حائراً .. قالت الأم : عليك أن تمشيه .. قال الولد : حدثني أبي عن فتاة حلوة اسمها حيفا.. تطلعت الأم إلى البعيد .. دمعت عيناها .. قالت: كم كان يحبها .. وقف الولد .. وقفت الأم.. وكانت الجدة تسقي شجرة البرتقال .. قال الولد: سأمشيه .. طبعت الأم قبلة على الجبين .. ناولته الجدة حبة برتقال . حمل البندقية ، وضع البرتقالة في صدره ، مضى.. ومع خطواته ، كان النهار ، يمتد ، ويمتد ..

    عرس حقيقي
    نامت الطفلة بعد أن حدثها طويلاً عن الوطن.. أشعل لفافة تبغ ودخن على مهل وهو يحدق في الفراغ .. تساءل قلقاً: هل سأعيش حتى العودة ؟؟.. تذكر زوجته التي ماتت أثناء الولادة .. حنّ إلى صورتها وهي تدندن أغنياتها الشعبية الجميلة ، مسح دمعة هطلت على خده .. كانت تتمنى أن ترى الوطن ، سألته مرة : متى يكون عرسنا الحقيقي ؟؟ .. تقلبت الطفلة في السرير .. مرر يده على شعرها الناعم .. تساءلت الصغيرة فجأة : متى سنعود ؟؟.. أجاب الوالد بثقة ( غداً يا بنيتي .. غداً ) ابتسمت الطفلة فرحة وتابعت النوم .. وشعر هو بالدفء والاقتراب من هذا الغد .. وعندما ابتسم بفرح سمع صوت زوجته وهي تغني للوطن ..

    عينان واسعتان
    يشعل الولد الفتيل .. يركض مبتعداً وينبطح.. يلتفت جنود الاحتلال وقبل أن ينتبهوا لأي شيء ينقلب المكان ويتعالى الصخب مع ارتماء الجثث.. يحاصر المخيم .. يمنع التجول والحركة وكل شيء .. يبحثون عن ولد له ابتسامة عريضة وعينان واسعتان .. يفتشون بيوت المخيم بيتاً بيتاً .. وفي كل مرة يقتادون ولداً له ابتسامة عريضة وعينان واسعتان .. يقلِّبون النظر في الوجوه .. يحارون أمام هذا التشابه الغريب في الملامح .. يطلبون من الأولاد أن يعترفوا من الذي فعلها ، يرد الأولاد كلهم بابتسامة عريضة وعينين واسعتين .. يقرر الجنود معاقبة الجميع بالسجن .. يقفون وراء القضبان بصلابة .. ورويداً رويداً يتحول السجن إلى ابتسامة عريضة وعينين واسعتين..

    #1113304

    يسلمووووووووووو على الموضوع

    #1113374
    نزار فارس
    مشارك

    جميلة جدا مشكورة أخي
    على القصص الرائعة
    من الجميل الى الاجمل
    تحياتي لك

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد