رحلتي إلى هضبة المسلة البشرية و الأدراج الدائرية في منتزه غوستاف فيغلاند في أسلو

د . عدنان جواد الطعمة

[IMG][/IMG]

المسلة البشرية مقربة

بعد أن نشرت عدة مقالات عن منتزه غوستاف فيغلاند في مدينة أسلو العاصمة النرويجية ، أحاول هذا اليوم تسليط الأضواء على قمة إبداعات الفنان الشهير غوستاف فيغلاند الخارقة التي يؤمها الملايين من السائحين و الزوار من كل أرجاء العالم سنويا و في مختلف فصول السنة ، ألا وهي المسلة البشرية أو عمود الإنسانية و سطح الأدراج الدائرية .

[IMG][/IMG]

أم تحمل طفليها على ظهرها

و لدى زيارتي للشرفة الأرضية الثالثة لمنتزه غوستاف فيغلاند دهشت لروعة تماثيل المنتزه .

[IMG][/IMG]

أم تحمل طفليها و أطفالا آخرين على ظهرها
و على سطح بيضوي تبلغ مساحته 120 ْ 60 مترا ، يظهر دربزين من حجر الجرانيت ، المحاط بثمانية بوابات عالية ضخمة مصنوعة من الحديد المطروق المطاوع ، عليها أشكال و مواقف مختلفة ، والتي صممها غوستاف فيغلاند في الثلاثينات و نفذت في الأربعينات .

[IMG][/IMG]

رجل يحاول إنقاذ الآخر

و بذلك أحرز الفنان باستعمال هذه المواد ، كالحديد و حجر الجرانيت ، إبداعات أصلية و بذل جهودا جبارة خارقة فوق العادة ، تشهد له القضبان الحديدية التي طواها طيا وسخرها للجسم البشري في صناعة العضلات و الأضلاع و تجاعيد البشرة و الجلد و الشعر .

[IMG][/IMG]

إحدى البوابات الحديدية التي صنعها غوستاف فيغلاند

لاحظت أن غوستاف فيغلاند قد جسد في فنه الواسع عمق الحركة و تعدد الملامح الشخصية و تقاسيم الوجوه و الصفات السلوكية للبشر بمختلف أعمارهم .

[IMG][/IMG]

الكاتب مندهش من روعة التماثيل

كما شيد غوستاف فيغلاند في وسط الهضبة المرتفقعة الأدراج الدائرية و شيد عليها 36 مجموعة من التماثيل المصنوعة من حجر الجرانيت ، موزعة على شكل لولبي ( حلزوني ) فوق الأدراج ( السلالم ) ، لكل مجموعة موضوعها و حكايتها .

[IMG][/IMG]

الزوجان العجوزان في إستعراض ذكريات الماضي

إن مواضيع هذه المجوعات تشبه مواضيع النافورة إضافة إلى عجلة أو دورة الحياة .

[IMG][/IMG]

الزوجان العجوزان و كأنهما يحتضان أحفادهما

نشاهد على السلم الأعلى للنافورة أن مجموعة تماثيل لعدة أطفال قائمة و أمامها مجموعة من الموتى . و بين هاتين المجموعتين ، مجموعة الحياة الجديدة المبتدئة بالأطفال و مجموعة الشيوخ التي تمثل الموتى ، حيث يصف النحات سلوك الأفراد .

[IMG][/IMG]

الكاتب قبيل الصعود إلى هضبة الدراج الدائرية

نشاهد أطفالا يلعبون و يتصارعون و بنات صبيات ينظرن للحياة بنظرة فرح و مرح ، و رجلا يحتضن زوجته و عائلة عادية تحتضن و تحتوي أطفالها .

[IMG][/IMG]

هكذا تبدو الأدراج الدائرية

و بالجدير بالذكر أن فيغلاند جسد أيضا الحالات النفسية و الإنفعالات و المعاناة لدى البشر في مختلف مراحل أعمارهم .

[IMG][/IMG]

أم تعانق أطفالها بشفقة

المسلة البشرية أو عمود البشرية ( عمود الإنسانية ) :

[IMG][/IMG]

المسلة البشرية من البعد

و في النهاية العليا للهضبة المرتفعة و الأدراج الدائرية ترتفع المسلة البشرية بارتفاع 17 مترا مبتدئة بمجوعات تماثيل بشرية من دائرة الأفق .

[IMG][/IMG]

رجل يقب زوجته من رأسها

نصب النحات فيغلاند فوق قاعدة المسلة البشرية الضخمة 121 تمثالا للبشر في مختلف الأعمار .

[IMG][/IMG]

مجموعة تماثيل أطفال

أطلق غوستاف فيغلاند على المسلة البشرية بعمود الإنسانية .

[IMG][/IMG]

شيخان يستعرضان تاريخ حياتهما

فمن هذا المبدأ الإنساني إنطلق غوستاف فيغلاند بنحت تماثيله من النواحي الإنسانية و الحالات و الصفات التي تجمع بين البشر كالألفة و المحبة و الشفقة أو التي لاتجمع بينهم كالإنفعالات و الصراعات و النواحي السلبية الأخرى .

[IMG][/IMG]
هكذا رتبت مجموعات التماثيل على الأدراج الدائرية

نحت غوستاف فيغلاند قاعدة المسلة البشرية الضخمة و تماثيل البشرية و بقية تماثيل المنتزه من حجر الجرانيت الذي جلب من جنوب شرقي النرويج ( Iddefjord ) .

[IMG][/IMG]

المسلة البشرية من مسافة ستين مترا تقريبا

رسم فيغلاند الرسوم و وضع التخطيطات الأولية للمسلة البشرية عام 1919 ، و تم نحت النماذج النهائية في سنتي 1924 -1925 .

[IMG][/IMG]

الجد يحتضن أحفاده

و في أسفل المسلة البشرية ، نحت فيغلاند ، كما يبدو ، تماثيل الأموات من البشر و نصب فوقهم تماثيل الأطفال و الصبيان و البنات و المراهقين و البالغين و الشيوخ على شكل لولبي ( حلزوني ) ، وهذه التماثيل البشرية متلاحمة و متداخلة مع بعضها البعض و فيما بينها .

[IMG][/IMG]
المسلة البشرية عند غروب الشمس

في وسط المسلة البشرية تظهر مرحلة الصمت و الهدوء ، ثم ترتفع التماثيل بحركة سريعة إلى الأعلى إبتداءا من الأطفال .

[IMG][/IMG]

الزوجة متكئة بظهرها على ظهر زوجها

قارن غوستا فيغلاند أسلوب التمثال بالموجة التي تلاطم صخور السواحل المرتفعة و تصعد فوقها ثم تنحدر إلى الأسفل .

[IMG][/IMG]
الأخت تسرح شعر أختها

وهكذا كما يظهر لي أن بدء موجة الحياة بالأطفال و تنتهي و تهبط بالموت ، و هذه سنة الله و الطبيعة .

[IMG][/IMG]

المسلة البشرية أثناء سقوط الثلوج في الشتاء

كما لاحظت أن اغلبية التماثيل تشكل الأطفال و الرجال و النساء بمختلف الأعمار ، بصورة إنفرادية أو على هيئة مجموعة و أنها توضح جميع الحالات و الإنفعالات و التصرفات .

[IMG][/IMG]
المسلة البشرية بعد غروب الشمس

فمثلا نشاهد بعض الأشخاص يحتضن البعض الآخر و بعضها يسقط فيمسكه الآخر لإسعافه و آخرا متشائما من الحياة و يستسلم للموت ولا يحب النهوض إلى الأعلى .

[IMG][/IMG]

المسلة البشرية في وضح النهار

زرت هذه الهضبة عدة مرات في رحلاتي وكنت أتخيل موضوعات كل مجموعة بشرية مرت و تمر بمراحل الحياة و ما جابهته من أزمات مرضية كانتشار مرض الطاعون ، حيث شاهدت رجلا يحاول إنقاذ رجلا آخرا .

[IMG][/IMG]

إحدى البوابات التي صنعها غوستاف فيغلاند

وشاهدت براءة الأطفال و الصبيان من خلال حركاتهم و تصرفاتهم و تقاسيم وجوههم . و أروع ما شاهدت أن أما تلاعب طفليها و تحملهما على ظهرها

[IMG][/IMG]

بوابة ضخمة من الحديد المطروق صنعها غوستاف فيغلاند

و بعد أن إلتقطت لها صورة صعد طفلان و جلسا على ظهرها مع طفليها ، فالأم التي تحب أطفالها ، فهي تحب أطفال الغير أيضا .

[IMG][/IMG]
إحدى الأبواب الصغيرة التي صنعها غوستاف فيغلاند

كما شاهدت زوجين عجوزين وكأنهما يعيدان ذكريات حياتهما لعشرات السنين ، و أختين أو صديقتين إحداهما تسرح شعر الأخرى .

[IMG][/IMG]
إحدى ثريات المصابيح التي صنعها فيغلاند من الحديد معلقة في مسكنه

و باختصار أن كل مجموعة تماثيل لها جانب إنساني و موضوعها الخاص ، وأمام هذه التماثيل يبدأ خيال المرء بنسج الصور والحالات .

[IMG][/IMG]

نموذج آخر من للمصابيخ من صنع غوستاف فيعلاند في مسكنه

في هذه المقالة أود أيضا المرور على إبداعات الفنان بصنع الأبواب و المصابيح للمنتزه و مسكنه مر الكرام ، على أمل أن أوافيكم بإذن الله مقالة أخرى عن زيارتي لمتحفه و مسكنه .

[IMG][/IMG]

مصباح آخر صنعه فيغلاند من الحديد في مسكنه

[IMG][/IMG]

شمعدانات صنعها غوستاف فيغلاند في مسكنه

ألمانيا في 2 / 6 / 2008 [/SIZE][/FONT]