مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #95478
    نزار فارس
    مشارك
    لحظة واحدة من عمر طويل !! قصة قصيرة من وحي الخيال

    رحت انثر الدمع مجبورا بحسّ للأسى كادت تفيض له نفسي من نواحيها … لست أجد لروحي و لا أرى لها من أمل يداويها فقد أُقفلت كل سبل السعادة و ماتت بداخلي كل دواعي الحياة !!
    لقد بدأت معاناتي منذ ذلك اليوم الربيعي المشرق و الذي رأيت فيه حبيبتي أول مرة فسلبتني عقلي و تفكيري و أسرتني بابتسامة أذهلتني عن الدنيا بأسرها و رحت أرسم لنفسي معها أملا …
    ورغم العذاب و رغم الألم لم استسلم لداعيات الابتعاد فكنت كلما صدتني عنها اقترب رغبة في سحرها متعة في عذابي بها أملا في أن حبّا كحبي لها ما هكذا يقضي و ينتهي …
    كنت أُخفي عن نفسي قسوتها بجمالها و كنت أُداري كبرها بابتسامتها التي بتّ مأسورا بها …
    و اكتشفت في يوم قاس كحبيبتي أنها متعلقة بشاب وسيم في سنها … و رغم ألمي عذرتها و رحت أرش الصبر على نفسي بخاطرات كنت أقولها و أذرف الدمع إشفاقا على نفسي و قد حاولت رحمة مني بي أن أقلب موازين المشاعر عندي من حب أناني قاتل إلى تمنيات بالسعادة لا تذهبها رياح المساء , فقد عاهدَتْه بأن لا تكون لغيره و عاهدها بأن يصنع سعادتها من وحي جمالها الممزوج بألمه في هواها …
    رغم أننا جئنا في الوقت ذاته و رغم أنها كانت تحبه و لا تبالي بي إلا أني لم أحقد عليه لأني كنت أري بيديه سعادتها فكنت حين أراه أبتسم و أدعو لهما بأن ينعما معا بسعادة لا سعادة بعدها .
    لم أحاول منذ ذلك اليوم أن أقترب منها أو أن أفرض كما كنت عليها نفسي و لأني لم أستطع أن أنتزع طيفها من ذاكرتي ولا أن ألقي بصورتها من على جفوني أصبحت أنظر إليها من بعيد و أدعو لها في صمتي أن لا تشقى كما أشقى و أن تسعد ما كتب الله لها أن تحيا …
    و زاد عذابي فبعد أن كنت أحبها أصبحت أحب اشتياقي لها … و رحت شيئا فشيئا أحرق ذاتي بآمال تذوب أمامي كالشموع و أُغرق نفسي في بحر من الدموع … أهيم في عالم غريب .. رغم ظلامه لست أرجو منه الرجوع !!
    وتزوجتْ حبيبتي بيعا لآخر !! و خلفتني دون عهد أحيا على ذكراه و خلفت حبيبها الذي خفرت عهده يشتعل غيظا و يتلاشى ألما … نعم لقد تزوجت مرغمة بآخر لم تربطها به عاطفة قط … لقد حزنت كثيرا ليس على نفسي فحسب بل على ذلك الذي خلفته منهارا لا يرى بدنياه إلا ظلامها و لا يشعر من حياته إلا بآلامها …
    و مر عام كامل على زواجها حاولت خلاله أن أتعلم كيف تقتلع الأطياف من الأذهان و رحت أتعلم كيف يكرم المرء نفسه بعد أن يُهان و كنت أتعرض للحظات شوق كانت تقتلني حين تحملني لذروة العشق و الاشتياق فكنت أرحم نفسي بدموع رغم حرقتها و مرارتها تداوي نارا مشبوبة بصدري برد العالم كله ليس كفيلا بها !!
    و بمرور الزمن بدأت تلك العاصفة بالانقضاء و بعدما كنت أقضي الوقت كله بالتفكير بها أصبحت أفكر بها لبعض الوقت فأدعوا لها بسعادة لا تنتهي و أنصرف عن نفسي لشؤوني !!
    و ذات مساء خريفي حزين سمعت أنها أنجبت ولدا أطلقت عليه اسم حبيبها الذي خلفته .. لست أدري ما أصابني و كأن الكون ألقى بألوان الحزن على عاتقي فأثقلتني الهموم ورحت أسأل نفسي و قد أنهكني الأسى أين دخان نار عشقي و احتراقي أين نتائج ألمي … أحببتها فأحبت غيري و تزوجت بآخر !! أحببتها فامتلكها غيري و سافر حبها لآخر !!
    وإنني و في لحظاتي الأخيرة لست أرجو منها شيئا سوى أن تمنحني لحظة واحدة قصيرة جدا من عمرها الطويل تمنحني خلالها ذرة إشفاق واحدة من كل العواطف التي عصفت بحياتها أكثير عليّ أن تفكر بي قليلا و تقول في نفسها إنه يحبني و تبتسم .. وتنصرف بعدها لشؤونها فلا تفكر بي أبدا بعدها !! نعم لست أرجو إلا أن تبتسم و أكون سببا لذلك ولو مرة واحدة في حياتها … فلست أرجو ما أرجوه إلا لأني أشعر و كأني خُلقت من أجل إسعادها أكثير على من حمل في صدره مثل هذه المشاعر أن يُرحم بابتسامة رضاً أكثير عليها أن تمنحني تلك اللحظة التي أعيش لأجلها و قد مر بها و لا يزال الكثير من اللحظات التي ترسم عمرها الذي أتمنى أن يطول مليئا بالسعادة و الرضى . انتهى
    ــــــــــــــــــ أتمنى أن تنال رضاكم

    #1078311

    جميل ماكتبت اخي الكريم

    سلمت يداك

    تحياتي لكـــــــــ….

    #1081664
    noormalak
    مشارك

    سلاااااااام الله عليك اخى نزار
    دام قلمك الاخاذ ودمت بود اخى
    تقبل مرورى
    تحياتى وسلامى

    #1081725
    نزار فارس
    مشارك

    أشكرركم مشتاقة * نور ملاك
    على المرور العطر
    ادام الله لنا مروركم الرائع

    تحياتي لكم

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد