الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › دعوة لأصحاب الفكر الجهادي
- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 16 سنة، 4 أشهر by عبدالحق صادق.
-
الكاتبالمشاركات
-
6 مايو، 2008 الساعة 3:12 م #94246عبدالحق صادقمشارك
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء إلى أصحاب الفكر الجهادي الغير منضبط :
إلى القابعين في كهوف الجبال و المختبئين في مخابئ المدن والاستراحات و المغيبين في غياهب السجون و المتسمرين خلف أجهزة الحاسب و الشبكة العنكبوتية يبثون أفكارهم الغير محققة أوبوا إلى رشدكم فالأمر جد و الخطب جلل و الأمة بحاجة إليكم و إلى جهودكم وطاقاتكم ولكن في الاتجاه و التوقيت و المكان الصحيح على سير العلماء العاملين و الأئمة المجتهدين و الدعاة المخلصين و العباد المتملقين المشهود لهم بالصلاح و الاستقامة من عموم الأمة و هذه الأمة لا تجتمع على شر ، فلا ننكر حسن نوايا ونبل مقصد بعضكم و أنكم تمتلكون طاقات كبيرة و همم عالية و غيرة شديدة على أوضاع أمتكم الحالية و ما تمر به من ظلم و تحكم الأعداء بها و لكنكم أخطأتم الطريق و لم تستفيدوا من تجارب الجماعات الإسلامية سابقا و هذه الغيرة الزائدة هي سبب انحراف تفكيركم لأن الغيرة الزائدة عن اللزوم في الأوقات الصعبة تحجب الحقيقة و تؤدي إلى اليأس و القنوط و إلى تصرفات غير محسوبة و غير منضبطة بالمصالح الشرعية المؤصلة ، فعلى المسلم في هذه المواقف أن يضبط انفعالته و يعلم أن هناك إله رحيم و حكيم يتصرف في هذا الكون فهل تدعون أنكم أرحم من الله – حاشاه سبحانه و تعالى – ثم فربما تمتلكون حجج فقهية تبرر أعمالكم و لكنها كانت لزمان غير زماننا و كما هو معلوم إن بعض الأحكام تتغير بتغير الأزمان و قد فاتكم أن تفهموا واقعنا المعاصر جيدا و ما فيه من تناقضات معقدة يعجز عن فهمها مركز دراسات متخصص و هو ما يسمى بفقه الواقع الذي لا يعرفه إلا الحاذقين في العلم ذوي البصائر المنورة و ذلك بأن تدرسوا أوضاع مجتمعاتنا الإسلامية و ما فيها من ضعف و تمزق و ظلم و جهل و انقلاب في المفاهيم و انحراف في التفكير و فساد و انحلال و بعد عن الدين و القيم و الأخلاق و لذلك سلط الله علينا أعداءنا ، و أن تدرسوا الوضع العالمي جيدا و ما فيه من اختلال في موازين القوى و أطماع الأعداء التي تبحث عن مبررات لتحقيق أطماعهم الشريرة و قد كفاكم الله عناء هذا التفكير بأن سخر لكم في هذه المملكة المباركة قيادة حكيمة موفقة و علماء أفاضل شهد لهم القاصي و الداني بالفضل و الصلاح ، و بفرض أنكم انتصرتم على أعداء الأمة فستصطدمون بواقع مرير لا تعرفون خلاصاً منه و ستنشغلون و تضيع جهودكم في أمور و مشاكل جمة لم تكونوا حسبتم حسابها اقتصادية و اجتماعية و عرقية و مذهبية و …….الخ وستنقلب عليكم الشعوب الإسلامية لأنهم كانوا يتوقعون منكم رخاءً اقتصاديا و عدالةً و تقدماً و ازدهاراً و حريةً و عزاً و كرامةً و لكنكم لن تستطيعوا تحقيق ذلك لكثرة المشاكل التي ستواجهكم لأننا نعيش ظروف عالمية بالغة التعقيد و ستراق دماء غزيرة ستبوؤون بوزرها و سيصبح حلم الناس الشعور بالأمن و الأمان و بعد ذلك ستكتشفون أنكم ضللتم الطريق و لكن بعد فوات الأوان .
و أود أن ألفت انتباهكم إلى ميزان دقيق فرضه الله علينا كل يوم خمس مرات و يمكننا أن نقيم به أنفسنا و عملنا ألا و هي الصلوات الخمس فهل تجدون خشوعاً في صلاتكم و خضوعاً في ركوعكم وذلاً و انكساراً في سجودكم والتي لأجلها خلقنا أم انشغالا في التخطيط لأعمالكم و …………؟
و حقيقة الخشوع لا يذوقها إلا من حسنت عقيدته و حسن سلوكه و تهذبت نفسه من الأهواء و الشهوات و صدقت نيته ، فو الله لو ذقتم حقيقة الخشوع لتغيرت الكثير من أعمالكم و أفكاركم .
فبالله و والله و تالله لو أنكم بذلتم جزءاً من جهودكم التي تبذلونها الآن و أخلصتم النية فيها و ذلك في طريق الدعوة إلى الله و الإصلاح بين الناس و مساعدتهم و الذب عن حياض رسول الله صلى الله عليه و سلم بالطرق السلمية و قبل ذلك استقامت أعمالكم و سلمت عقيدتكم لوجدتم حلاوة الإيمان و برودة اليقين و لهفة المحبين و أنين الخائفين و لذة تمريغ الجباه بين يدي الله في السحر و لاستنارت قلوبكم و عقولكم فتميزون بها بين الحق و الباطل و تلهمون بها رشدكم و ترزقون الفطنة و حسن التصرف و التدبير ، و مع الصبر و الثبات وصدق النوايا و عدم تعجل قطف الثمرة ، ستؤول الأمور إليكم منحةً من الله دون طلب منكم و ستجدون التوفيق من الله في مهمتكم و سينعم الناس بالعيش في ظلال شريعة الله بعد أن يكونوا قد هيئوا لذلك .
و أعتقد أن الظرف الحالي هو الفرصة الذهبية للحركات الجهادية التحررية و كذلك التحالف الغربي الصليبي ، لإلقاء السلاح و الاحتكام إلى العقل وتغليب المصالح على المفاسد و ذلك بسبب بداية تصدع التحالف الدولي ضد ما يسمى بالإرهاب و بسبب الشعور بالإرهاق الذي بدأت تعانيه أمريكا و هي الآن تبحث عن مخرج لها و كذلك بسب تململ و سئم الناس من هذا الوضع الذي لا يرى فيه بصيص أمل لحل قريب يخلصهم مما يعانونه من انعدام الأمن و كثرة الدماء التي تسيل و كثرة المشاكل و المصائب التي أرهقت كاهلهم و الخوف الشديد الذي ينتاب الذين هم خارج المناطق الملتهبة من أن يحل بهم ما حل بإخوانهم فالكل يريد مخرجاً من هذا النفق المظلم وهذا المجهول المخيف الذي ينتظرهم .
وإنني أعتقد بأن المخرج و الحل المرضي لجميع الأطراف في الوقت الراهن هو البحث عن نقطة التقاطع بين جميع الأطراف المتصارعة على الساحة الدولية و نقطة التقاطع هذه بين جميع المشاريع و المصالح المتصارعة تتمثل في المملكة العربية السعودية ، بسبب نهجها السلمي تجاه جميع دول العالم و فهمها للعبة الدولية ولعبة المصالح بالإضافة إلى تمسكها بالإسلام المعتدل الذي لا يخيف الآخر و يحقق له مصالحه و كذلك يحقق الهدف النبيل للجهاد و هو إعلاء كلمة الله و السماح للدعوة الإسلامية بالانتشار لتخليص البشرية مما هي فيه من الظلم و الضغوط و المشاكل لينعموا بلذة الحرية التي يجدونها بتحققهم بعبودية الله عز وجل و ليس بإخافة الناس و إرهابهم ، فأي مسعى لإقامة دولة جديدة على أسس إسلامية سوف يلاقي هذا المشروع معارضة دولية و إقليمية شديدة و سوف يحارب بكل الأشكال و السبل لإجهاضه قبل أن يرى النور و حتى إن رأى النور فلن ينعم الناس بثمرته و ربما ينقلبون عليه ، بسبب الوضع الدولي البالغ التعقيد حالياً ، و سوف تسيل دماء غزيرة و تحصل كوارث إنسانية و مشاكل اقتصادية و اجتماعية و طائفية و عرقية و أمنية و …….. لا طاقة للناس باحتمالها و خاصة أنهم غير مهيئين لذلك معنوياً و إيمانياً .
فعلى أصحاب مشاريع الدولة الإسلامية المنتظرة أن يعلموا أن دولتهم هذه سوف تكون محل شك و توجس من قبل الكثيرين بينما المملكة العربية السعودية هي دولة مجربة و معروفة و موثوق بها من قبل الآخرين بتوجهها السلمي فانضواءهم تحت جناحيها لن يخيف أحد خاصة إذا عملوا بتوجيهاتها ونسقوا معها في تصرفاتهم و استفادوا من خبرتها وتجربتها في ذلك و الخيار الآخر هو المزيد من الدماء و الخسائر المادية من كلا الطرفين المتصارعين و لن يستطيع أحد أن يحسم المعركة لصالحه على المدى القريب فلا بد من حل سلمي يرضي جميع الأطراف و توجيه الجهود و الطاقات و الإمكانات لعملية البناء و الدعوة و الإصلاح التي تعود بالخير على العالم بأجمعه بدل هدرها في الحروب و المواجهات.
وإن أبيتم إلا أن تركبوا رؤوسكم فاتركوا لنا هذه القلعة المتبقية من قلاع الإسلام هذه المملكة المباركة ، وإن أبيتم فإلى من يلتجأ المضطهدون في بلدانهم و من يرعى علماء الأمة و مفكريها و من يرعى مقدسات المسلمين وقضاياهم و منظماتهم و مراكزهم و مجالسهم و هيئاتهم و من يطفأ نار الفتن في بلاد المسلمين و يصلح بينهم ومن يمد يد المساعدة للفقراء و المنكوبين ومن يدفع الأذى عن بلاد المسلمين- قدر المستطاع- من قبل أعداء الأمة و ذلك بالحكمة و حسن السياسة و إلى أين يذهب أكثر من ستة ملايين عامل و من وراء كل واحد ربما أكثر من عشرة أفراد أي يعيش على خيرات مملكة الإنسانية أكثر من ستين مليون مسلم .
فهل أرواح الناس و أقواتهم و مقدساتهم ساحة للتجارب فكفانا تجارب و أعيدوا النظر فيما أنتم فاعلون .
و إليكم قصتي و بكل صدق ، قدمت إلى المملكة العربية السعودية بقصد العمل كمهندس و عندما تعرفت عليها عن قرب أنكرت نفسي بسبب الصورة المشوهة عنها في ذهني و ما رأيت على أرض الواقع فلم أكن أتصور أنه يوجد بلد في العالم يطبق الإسلام بهذا الشكل و يرفع رايته بكل فخر و اعتزاز و عندما تأملت الأمر تبين لي أنه توجد يد خفية تريد تشويه سمعة المملكة و هي تريد تشويه سمعة الإسلام من وراء ذلك و بسطاء الناس يتلقون هذا الكلام و يمجونه دون تحقق و دون إعمال العقل و من باب الواجب الشرعي و الأخلاقي نذرت نفسي للدفاع عن عرض المملكة شعباً و حكومةً في كل مجلس و لقاء و بسبب هذا الموقف خسرت الكثير من الصداقات و تعرضت للكثير من المضايقات و لكنني لا أندم على ذلك لأنني أقوم بواجب شرعي أولاً و لأن أولادي تربوا على المنهج الصافي منهج حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم و كذلك استطعت أن أغير الكثير من القناعات وأزيل الكثير من الغشاوات تجاه هذه المملكة الحبيبة ، فكنت عندما أرى ضابط أمن ملتحي و ملتزم بدينه و أخلاقه أود أن أقبل رأسه و يكفيك هذا الشعور الذي ينتابك عندما ترى رجل الأمن السعودي حيث تشعر بالأمن و الأمان بخلاف ما ينتابك عندما ترى رجل الأمن – والحق أن يسمى رجل الرعب – في بعض البلدان العربية الأخرى فبالله عليكم هل هؤلاء يقتلون ماذا جرى لعقولكم ؟ و والله لو اطلعتم على حقيقة ما يجري في بعض البلدان العربية الأخرى لشكرتم الله صباح مساء حتى يديم عليكم هذه النعم التي أنتم غافلون عنها و لبذلتم الغالي و النفيس دفاعاً عن مملكتكم أدام الله عزها.
و عندي شعور في نفسي بأنني على استعداد أن أضحي بنفسي و أولادي و مالي في سبيل الله دفاعاً عن هذه المملكة الغالية فإذا لم تكن هذه التضحية في سبيل الله فأين تكون؟
فعجباً كيف يطيب لكم أن ترفعوا السلاح في وجه هذه المملكة و حكومة خادم الحرمين الشريفين ذلك الأب الرحيم الذي تعامل معكم بحكمة و رقي فاقت الدول المتقدمة و في وجه رجال أمنها الذين قل نظيرهم و ذلك باسم الإسلام ، فأنتم لا تعرفون كيف تعاملت حكومات بعض الدول العربية التي تعرضت لمثل أعمالكم مع الفارق الكبير بين تلك الحكومات و حكومتكم فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان !!!!!
و خلاصة القول إن أمتنا غير مهيأة الآن للنصر و قطف ثماره و ستضيع جهودكم سدى و لو وجهتم هذه الجهود للدعوة و الإصلاح في مجتمعاتكم فإن النصر آت – إن شاء الله – و لكنكم قوم تستعجلون و سيكون – إن شاء الله- عندما يلتقي حماس الشباب و حكمة الشيوخ و تعود الثقة بالعلماء العاملين و بالحكومة التي ترفع راية التوحيد راية السلام و العطاء ، هذا و الله الهادي إلى سواء السبيل و لا حول و لا قوة إلا بالله و الحمد لله رب العالمين . -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.