ولكن ما باليد حيله عرفت لحظتها أنها كمياء الحب تسري في دمي وعروقي..
لا حيله فلأواجه واقعي..
رفعت عيناي إليك مجددا لأكتشف أنك توقفت عن الحديث بدون أن أشعر..
و إكتشفت من نظراتك حينها أن كيوبيد قد أصابك بسهمه مثلما أصابني..
إبتسمت وأنا أفكر بعمايل كيوبيد..
وحينها أنت إبتسمت..

تخطيتك لأكمل طريقي.. ..
وبعد أن طفت على أربع بنايات ..
فكرت أنه إلى هنا قد يكون الوداع فدرت بوجهي إليك لأخطف نظرة إليك واالتي قد تكون الأخيره ..فوجدتك..
مثلما كنت..
تنظر إللي كصنم بلا حركه..

مرت أياما وشهور وتلك الذكرى لا تبتعد عن مخيلتي أبدا..إلى أن أتى ذلك اليوم الغريب حين عدت من الكلية إلى المنزل لأجد على بابه باقة ورد حمراء كبيرة على باب المنزل وكأن من وضعه كان يعرف مواقيت كل شخص يدخل فيه, أخذتها وهرولت إلى غرفتي يومها لم أذهب لأحضن أمي كعادتي اليومية و اكتفيت بصرخة (ماما أحبك موووت يا عسل) وقفزت على السلالم قبل أن، تلتفت إللي وتجدني بالجرم المشهود..

جلست القرفصاء فوق سريري والباقة في حضني تحسست كل وردة بحب إلى أن وجدت رسالة صغير مطوية تقول..

“” نادر أحبك..أرجوك إتصل بي على ######### فاديه””

ضحكت وضحكت إلى أن إنقلبت ضحكاتي إلى بكاءً مُراً أرهقني ,نادتني أمي للغداء وقلت لها “لا أريد” , وإنتظرت عندما إنتهوا من الغداء ذهبت إلى غرفة نادر وأنا أغبطه “”على الأقل هناك من تحبك بحق””

طرقت بابه وقال “نعم” ..فدخلت ووضعت له الورود في حضنه وخرجت بلا كلمه مع نظراته المستغربة… ..وبدأت أذاكر كعادتي ..ولم أدم هكذا لحظات حتى شعرت بطرقات خفيفة وكأنها خجله على بابي وقفت وفتحت الباب ووجدت نادر متوترا

“أ أستطيع الدخول”

وسعت له الباب وجلس على مكتبي فدخلت وبدأ يتحدث بهدوء.. ..

“إسمعيني جيداً قبل أن تحكمي علي..”

فقلت ” الحب ليس عيباً”

فقال “نعم”

“ولكني لا أحبها”

“أأأها””

“عزيزتي أنا لست مؤهلا للحب أريد أن أكمل دراستي ..,ان أعمل ,أكون نفسي بعدها قد أفكر بترهات الحب و”

“لا تكمل أخي الحبيب أنا أكثر وحده تعلم ما بك فيوم ماتت شروق مات جزء من قلبي معها فصار أقسى أما أنت فيبدو أن قلبك كله قد مات”

لمحت دمعة مخنوقة تتسلل من بين عيناه وقف ليهرب إلى غرفته قبل أن أرى المزيد من دموعه..
” أه يا أخي الحبيب كان الله في عونه”

وعادت الذكرى حية وكأن ما حدث كان بالأمس وليس منذ سنوات..
شروق هي ِإبنة خالتي وكانت صديقتي الوحيدة والمقربة كانت ونادر واقعان في السحر منذ نعومة أظافرهما.. .. ..

حصل نادر على رخصة السياقة أخذني وشروق إلى السينما وبعدها إلى العشاء ثم تمشينا على البحر وهناك أكلنا البوضة..
وعند العودة وقع الحادث الأليم حيث إصطدم بنا أحدهم وكان الحدث مريع..أنا لم أصب إلا بخدوش و نادر بكسر في الذراع أما شروق فقد أصيبت في الرأس, نزل نادر بسرعة وأنزلني من المقعد الأمامي و سألني ” أأنتما بخير” أنا لم أرد ووقف قلبي عندما سمعت أنة ألم شروق , أسرع نادر إليها..يمسح الدماء على وجهها ويحاول أن يكلمها ونظرت إليه مبتسمة بألم وقالت”أحبك” و فارقت أنفاسها , بكيت وبكى ,إحتضنها,قبلها ,وحملها رغم ألمه..من المقعد الخلفي إلى سيارة الإسعاف وأنا أصرخ “ستكون بخير” ولكنه لم يرد ولم ينظر إلي وكأنه كان يرى روحها المحلقة إلى السماء..أأه للذكرى”

شعرت برائحة أمي تلثم أنفاسي وفتحت عيناي عليها وهي تجلس بجانب سريري “أحبك ماما” يبدو أني قد نمت..

إبتسمت وقالت “مساء الخير..لم تسلمي علي اليوم كعادتك..”

“مساء الورد”

“هل أنت بخير ..وهل نادر كذلك..لمحته عندما خرج من غرفتك وهو …… هل تكلمتها عنها”

“نعم”

“أنا كنت أتمنى أن أحصل على كابوسي الخاص ولكنه لم يأتِ بعد أما نادر فهو يسكن في كابوسه منذ سنوات طويلة.. …لا يبدو أنه سيفوق منه أبدا”

في ذلك المساء كتبت رسالة وحرقتها ثم رميت رمادها في الهواء لأؤمن أنك مجرد هواء.. ..
لا لون,لا مذاق, ولا رائحة…

وكانت رسالتي هي…..

” عزيزي.. .
.أحببتك طويلا وكبرت على حبك الوهمي .. ..
وحينها فقط إكتشفت أنك لست سوى رجل وهمي..
لست سوى سراب..
ليس لك وجود..
حتى أنت لم تكن يوما أنت..
ويا خوفي أن لا أكون أنا هي أنا”