مشاهدة 11 مشاركة - 1 إلى 11 (من مجموع 11)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #93232

    الحيـــوان

    المقدمــــة

    وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

    المملكة الحيوانية Kingdom Animalia

    المدخل

    تتكون المملكة الحيوانية من ملايين الكائنات، التي تعيش على الكرة الأرضية، وتختلف فيما بينها في تركيبها وشكلها وحجمها. فقد تكون صغيرة الحجم لدرجة أنها لا تُرى إلاّ من خلال المجهر، أو كبيرة الحجم. وقد لا تتجاوز أطوالها بضع ملليمترات، أو تصل إلى ما يزيد على ثلاثين متراً. ومنها ما يعيش في أعلى قمم الجبال، أو في أعماق البحر، سواء في مناطق شديدة البرودة، كالقطبين الشمالي والجنوبي، أو شديدة الحرارة، كمنطقة الصحارى وخط الاستواء. وتعيش الحيوانات بكافة أشكالها وأحجامها، في مختلف أنحاء العالم. منها ما يمشي أو يزحف على الأرض، ومنها ما يطير في الهواء أو ما يسبح في الماء.

    وكان الفيلسوف اليوناني أرسطـو ( 384 – 322 ق.م) Aristotle، أول من جمع المعلومات الخاصة بحيوانات عصره وشكلها، ولم يقترح تقسيماً رسمياً للحيوانات أكثر من تقسيمه لها إلى حيوانات ذات دماء، وأخرى دون دماء. ولكنه وضع أسساً لهذا التقسيم في فقرة قال فيها: “يمكن تمييز الحيوانات طبقاً لطريقة حياتها وأفعالها وعاداتها وتركيب أجزاء جسمها”. وتلت محاولة أرسطو محاولات عديدة، حتى جاء عالم التاريخ الطبيعـي، السـويدي الأصل، كاروليوس لينيوس (1707ـ 1778م) Carolus Linnaeus، ويطلق عليه بحق “إمام علم التصنيف الحديث”. وله مؤلف مهم في هذا الخصوص، عنوانه ” النظام الطبيعي ” (1758م) Systema Naturae ، يُعتبر أساس علم التصنيف الحديث. يعتمد التصنيف الحديث على التركيب الداخلي والخارجي للكائن، إضافة إلى حقائق علم وظائف الأعضاء، وعلم البيئة، وعلم الوراثة، وعلم الأجنة.

    أمّا العالم الأمريكي روبرت هويتيكر R.H. Whittaker، فقد صنف في الخمسينيات، الأحياء في خمس ممالك (مجاميع رئيسية) هي:

    المملكة
    التنظيم

    مملكة أوليات النواة (المونيرا) Monera
    وحيدة الخلية وتتكون من خلايا أولية، النواة بلا غشاء (بدائية)، أحياناً تُكوَّن مجموعات على شكل سلاسل أو تراكيب أخرى.

    مملكة القرطيسيات (البروتستا) Protista
    وحيدة الخلية وتتكون من خلايا حقيقية النواة، كبيرة الحجم، تُكَوِّن مجموعات على شكل سلاسل أو مستعمرات

    مملكة الفطريات Fungi
    عديدات الخلايا، وخيطية الشكل، وذات خلايا متخصصة معقدة التركيب

    مملكة النبات Plantae
    عديدات الخلايا وذات خلايا معقدة التركيب

    مملكة الحيوان Animalia
    عديدات الخلايا وذات خلايا معقدة التركيب

    ويسمى علم التصنيف Taxonomy، وهو لفظ مشتق من اليونانيـة، مكونٌ من كلمتين:Taxis وتعني ترتيب، وNomos وتعني قانون. وهو علمٌ يهتم بترتيب الكائنات المختلفة على أساس طبقي. فتندمج كل مجموعة أو أكثر من المجموعات الدنيا، في مجموعة واحدة من المستوى الأعلى، الذي تندمج مجموعاته أيضاً بالطريقة نفسها في المستوى الذي يعلوه وهكذا. ويبدأ هذا التسلسل الطبقي من الوحدات التصنيفية الأساسية الموجودة عند القاعدة ـ وهي الأنواع ـ صاعداً نحو القمة، التي يُعبر عنها باسم العالم أو المملكةKingdom .وتبعاً لهذا التسلسل، فهناك سبع طبقات أو مرتبات أساسية، هي: النوع Species، الجنس Genus، الفصيلة (العائلة) Family، الرتبة Order، الطائفة Class، الشعبة Phylum، المملكة kingdom. ويمكن أن يُحدد الموضع النسبي لكل حيوان في المملكة وفقاً لهذا النظام الطبقي، تحديداً معتدل الدقة.

    ومع التقدم العلمي والاكتشافات الحديثة في علم الوراثة، ظهرت الحاجة إلى تنظيمات أكثر دقة. وقد أمكن تحقيق ذلك عن طريق إدخال مرتبات إضافية، بين المرتبات الأساسية السبع السابق الإشارة إليها. وبذلك يكون هناك “فوق رتب”Superorder و” تحت رتب ” أو ” رُتيْبـات “Suborder و” فوق طوائف ” Superclass و” تحت طوائف ” أو ” طويْئفيات ” Subclass. كما استُخدم لفظ ” قبيلة “Tribe بين الجنس والفصيلة.

    ومع التقدم المذهل في علوم الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية ظهرت الحاجة الملحة إلى مزيد من التقسيمات الفرعية. وعموماً فالمرتبات المعترف بها حالياً، هي:
    عالم، عويْلم، شُعبة، شُعيْبة، فوق طائَفة، طائَفة، طويْئفة، فيلق، فوق رتبة، رتبة، رتيبة، فوق فصيلة، فصيلة، تحت فصيلة أو فُصيلة، قبيلة، جنس، جُنيْس، فوق نوع، نوع، نُويْع.

    وفي الطبعة العاشرة من كتاب ” النظام الطبيعي “، طبّق العالم لينيوس نظام التسمية ذات الاسمين، للمرة الأولى، بكيفية ثابتة على الحيوانات. وطبقاً لهذا النظام أصبح الحيوان يعرف باسم الجنس Genus، واسم النوع Species، فمثلاً، الأسد والنمر وهما من فصيلة واحدة Family Felidae، وجنس واحد يطلق عليه جنس Panthera، ولكن الأسد يسمى Panthera leo، بينما يسمى النمر Panthera tigris.

    وقد قسم علماء التصنيف المملكة الحيوانية إلى قسمين رئيسيين، هما:

    عويلم بروتوزوا أو الأوليات Subkingdom Protozoa، ويضم الحيوانات ذات الخلية الواحدة.

    عويلم ميتازوا أو الحيوانات متعددة الخلاياSubkingdom Metazoa. وهذا العويلم يضم عدة شعب، أهمها: شعبة الحبليات Phylum Chordata، وهي من أكبر شعب المملكة الحيوانية وأهمها، وتشمل بدورها أربع شعيبات، أهمها شعيبة الفقاريات Subphylum Vertebrata، التي تتميز أجسادها بوجود حبل شوكي، يمتد للأمام حتى منتصف المخ فقط. أمّا الفقاريات فيندرج تحتها فرعان أساسيان، هما:

    أ. الفقاريات عديمة الفكوك، وهي التي ليس لها أطراف مزدوجة، كما أنّ لها عضو شم واحد Olfactory Organ.

    ب. الفقاريات التي لها فَكان نشطان، وعضو شمٍ، وأطرافها مزدوجة. والمجموعة الأخيرة تضم خمس طوائف هي:

    الأسماك Class Pisces.

    البرمائيات Class Amphibia : وتعني كلمة Amphibia باللغة اليونانية الحياة المزدوجة، لأن Amphi تعني مزدوج، وbios تعني حياة. ويرجع أصل هذه التسمية إلى أن جميع أعضاء هذه الطائفة ومن أمثلتها الضفدع، تبدأ حياتها يرقات تعيش في الماء وتتنفس عن طريق الخياشيم، ثم تتحول مع الوقت إلي حيوانات تعيش على الأرض وتتنفس عن طريق الرئة.

    الزواحف Class Reptilia

    الطيور Class Aves.

    الثدييات Class Mammalia.

    والثلاث طوائف الأخيرة، مع اختلافها ووجود مميزات خاصة لكل منها، يجمع بينها أن أجنتها تحاط بغشاء خاص يُسمى “الغشاء الأمنيوسي” Amnion، يمتلئ بسائل خاص يُسمى “السائل الأمنيوسي”Amniotic Fluid لحماية الجنين، من الصدمات التي قد يتعرض لها أثناء فترة التكوين. وإضافة إلى هذا الغشاء، فإن أجنة هذه المجموعة تحاط بغشاء خارجي آخر، يُسمى “الغشاء الألنتويسي” Allantois، يتكون من الجدار الخلفي للقناة الهضمية للجنين. والجزء من الغشاء الألنتويسي الذي يقع خارج جسم الجنين، يلقى أثناء الولادة إذ لا حاجة له، بينما تتكون المثانة البولية من الجزء الآخر من هذا الغشاء، الذي يقع داخل جسم الجنين.

    وتتميز حيوانات هذه المجموعة برقبة، لا توجد في طائفة الأسماك أو البرمائيات. وتضم هذه الرقبة عدداً من الفقرات العنقية، كما أن لها أثني عشر زوجاً من الأعصاب الدماغية، بينما للأسماك والبرمائيات عشرة أزواج فقط. ويُقَسّم الفم في هذه المجموعة إمّا تقسيما كاملاً أو جزئياً، إلى ممر علوي للهواء، وآخر سفلي للطعام.

    وفيما يخص طائفة الطيورClass Aves، فهي تتميز بأنها فقاريات من ذات الدم الحار، فإن معظمها يتكيف للعيش في الهواء. ويُغطّي أجسامها ريش، يختلف في كثافته ولونه. وقد تحور الطرفان الأماميان إلى جناحين يساعدان في الطيران، ولكل منها عادة ثلاثة أصابع.

    ويتحرك الجناحان بمساعدة عدد من العضلات الصدرية القوية. أمّا الطرفان الخلفيان، اللذان يتحرك بهما الطائر على الأرض، فمتصلان بالجسم في منطقة أمامية نسبياً، مقارنة بالحيوانات الأخرى، حتى يساعدا على حفظ توازن الطائر أثناء سيره على الأرض.

    وقد جعل الله سبحانه وتعالى لهذه الطيور ميزات خاصة، تساعدها على الطيران بخفة ورشاقة. فقد تبين، مثلاً، أن في عظامها فراغات هوائية، حتى تقلل من وزن الطائر الذي يحلق في الهواء متحدياً قوانين الجاذبية الأرضية. كما أن لها أكياساً هوائية متصلة بالجهاز التنفسي، تمتلئ بالهواء أثناء الطيران لتساعد الطائر على التحليق. وللطيور 14 فقرة عنقية، و5 فقرات صدرية، التحمت الثلاث الأمامية منها سوياً، و6 فقرات قطنية تلتحم في الجزء الأمامي مع الفقرة الصدرية الأخيرة، وفي الجزء الخلفي مع الفقرتين العجزيتين الأماميتين، والخمس فقرات الذيلية الأولى.

    وطيور عالمنا اليوم ليس لها أسنان، وقد تحور الجزء الأمامي من جمجمتها العظمية إلى منقار عظمي، تغطيه من الخارج قرنية صلبة. وتنقسم طائفة الطيور إلى طويئفتين، تندرج تحت إحدى رتبها الطيور التي يكون ريشها مزوداً بخطاطيف دقيقة، مثل الصقور والدجاج والحمام والببغاء والبوم وغيرها.

    أمّا طائفة الثدييات Class Mammalia فتشتمل على الحيوانات الراقية، أي الأكثر تطوراً. وكلمة Mammalia مشتقة من الكلمة اللاتينية Mammae، التي تعنى “ثدي”. ولذا تتميز هذه الطائفة بأنها ترضع صغارها. وللثدييات خاصية أخرى وهي أن أجسادها مغطاة بالشعر، وهذه الخاصية تُميز بها وحدها دون أي نوع آخر من الفقاريات. وحتى الحيتان والدلافين، وهي من الثدييات المائية، التي ينعدم تقريباً وجود شعر على أجسادها، نجد عندها بعض الشعيرات التي تُغطي منطقة المخطم.

    والثدييات فقاريات من ذوات الدم الحار ـ مثلها في ذلك مثل الطيور ـ وحرارة أجسادها أعلى قليلاً من حرارة البيئة المحيطة. ولهذه الحيوانات جميعها زوجان من الأطراف، ما عدا بعض الثدييات المائية التي اختفت أطرافها الخلفية تماماً، أو تركت أثاراً طفيفة لوجودها لا تكاد تُرى خارج الجسم. وفي بعض الثدييات كالخفافيش، تحورت الأطراف الأمامية على هيئة أجنحة، ولكنها تختلف تماماً في تركيبها التشريحي عن أجنحة الطيور.

    وتندرج تحت هذه الطائفة من الحيوانات ثلاث طويئفات، هي:

    (1) الثدييات البيوضة أو وحيدة المسلك Monotremata، وهي تتكاثر عن طريق وضع البيض، ولكنها تُرضع صغارها ولها منقار يشبه منقار البط كما في خلد الماء، أو مدبب وطويل كما في آكل النمل الشوكي. وذكور هذه الحيوانات لها غدد سامة عند فخذها الخلفي وتخرج فضلاتها من خلال شوكة.

    (2) الكيسيات أو الثدييات البعدية Marsupialia : في هذه المجموعة تولد الصغار في مرحلة جنينية مبكرة نوعاً، وتحميها أمها داخل كيس في منطقة البطن تعلوه مجموعة من الحلمات لتغذية الصغار. والكيسيات أيضاً وحيدة المسلك، ومنها الكانجارو والأَبوسوم.

    (3) المشيميات أو الثدييات الأصيلة Eutheria : وأهم صفات هذه المجموعة وجود مشيمة تتغذى عن طريقها الأجنة داخل الرحم، حتى تولد تامة النمو. وتشتمل هذه الطويئفة على 9 رتب، هي:

    رتبة آكلات الحشرات Order Insectivora : ثدييات بدائية، أطرافها ذات مخالب ولها مخطم طويل، وأسنان كبيرة حادة لتلائم طبيعتها في التغذي على الحشرات، كالقنفذ والخلد.

    رتبة الخفاشيات Order Chiroptera : وتشمل الثدييات الطائرة، مثل الخفاش آكل الفاكهة ، والخفاش آكل الحشرات ، وهو يختلف عن النوع الأول بأن له جهازاً يشبه الرادار يساعده على تحديد موقع الفريسة.

    رتبة الرئيسيات Order Primates : وتتميز حيوانات هذه الرتبة بكبر حجم المخ وتعقيد تركيبه التشريحي، ولها أيادٍ قابضة في أطرافها الأمامية، مع وجود إبهام في اتجاه عكسي للأصابع المتحركة. وتشمل هذه الرتبة القرود والبابون، والميمون، والنسناس، ومجموعة الشمبانزي، والأورانج يوتان إنسان الغاب: ضرب من القردة العليا الشبيهة بالإنسان Orangutan، والغوريلا.

    رتبة اللواحم أو آكلات اللحوم Order Carnivora : وهي ثدييات تتغذى على اللحوم، ولها مخالب قوية تمزق بها الفرائس، وأسنان حادة. ولها من القواطع ثلاثة في كل فك. والأطراف الأمامية والخلفية مزودة بما لا يقل عن أربعة أصابع، ولها مخالب إمّا متحركة قابلة للانكماش، أو غير متحركة.
    وتشتمل حيوانات هذه الرتبة على لاحمات أرضية، مثل: عائلة القطط الأسد ، والببر، والسبع الأمريكي، والنمر، والفهد، وعائلة الدببة وهي حيوانات ذات فراء سميك وذيل قصير وتمشي على بطن القدم وتتغذى على اللحوم، ومنها أنواع عدة، وعائلة الكلاب التي لها مخالب ثابتة، مثل الكلاب، والذئاب، والثعالب .

    رتبة القيطسيات أو الثدييات المائية Order Cetacea : ليس لها أطراف خلفية، وقد تطورت أطرافها الأمامية إلى ما يشبه المجاديف. كما أن لها زعنفة ظهرية، وزعنفة ذيليه متعامدة عليها. والفقرات العنقية في هذه الحيوانات ملتحمة جميعها. وهي ليس لها أظافر، أو غدد جلدية، أو آذان خارجية. وتندرج تحت هذه الرتبة الحيتان والدلافين.

    رتبة الخيلانيات Order Sirenia : وهي ثدييات مائية أيضاً، ولكنها تختلف عن المجموعة السابقة بعدم التحام فقراتها العنقية مثل عرائس البحر .

    رتبة القوارض Order Rodentia : وهي ثدييات صغيرة، لها أسنان قارضة أزميلية الشكل تنمو طوال فترة الحياة، وليس لها أنياب، وتوجد مسافة خالية بين القواطع والضروس. ويندرج تحت هذه الرتبة: الأرانب ، والأرانب الجبلية، والفئران، والجرابيع.

    رتبة عديمة الأسنان Order Edentata : تفتقر حيوانات هذه الرتبة إلى الأسنان، مع وجود لسان طويل لزج تستخدمه في التقاط الحشرات، ولها مخالب قوية طويلة حادة ذات أطراف مقوسة. ومن أفراد هذه الرتبة: آكل النمل الكسلان ، المدرع ذو الحراشيف الأرماديللو Armadillo .

    رتبة ذوات الحافر Order Ungulata : أفراد هذه الرتبة من آكلي الأعشاب Herbivores، وتنقسم إلى رُتْيبتين أساسيتين:

    ** Suborder Ungulata Vera، وهي التي لا تزيد أصابعها عن أربعة، وتشمل:

    ـ فردية الأصابع Perissodactyla، وهي حيوانات يكون الإصبع الثالث في أطرافها الأمامية والخلفية أكبر من باقي الأصابع، التي قل حجمها كثيراً. وتنتهي أطرافها بغطاء قرني صلب، يعرف بالحافر. ولهذه الحيوانات معدة بسيطة التركيب. وتمثل هذه المجموعة ثلاث عائلات: عائلة الخيول أو الحصان، وعائلة الخرتيت أو وحيد القرن ، الذي يتميز بجلد سميك وقرن أو قرنين من مادة قرنية أعلى المنخار، وعائلة التابير، التي يستطيل فيها المخطم مُعْطياً شكل الخرطوم.

    ـ مزدوجة الأصابع Artiodactyla، وفيها يتماثل الإصبعان الثالث والرابع في كل من الأطراف الأمامية والخلفية، بينما تختفي باقي الأصابع أو يقل حجمها كثيراً. وَمَعٍدة هذه الحيوانات مُرَكَّبَة. وتشمل هذه المجموعة الحيوانات مشقوقة الحافر، ومنها الحيوانات المجترة من عائلة الجمل واللآما، التي تتميز بوجود أسنان في فكها العلوي، وعائلة الأيائل، والعائلة البقرية، التي استُبدلت فيها الأسنان الأمامية في الفك العلوي بوسادة لحمية، والحيوانات غير المجترة مشقوقة الحافر، مثل عائلات الخنازير وأفراس النهر.

    ** Suborder Subungulata وهي التي قد يكون لها خمس أصابع، ومنها رتبة الوبريات Hyracoidea، ورتبة الخرطومياتProboscidea مثل الفيل .

    يتبع

    #1048900
    أماكن وجود الحيوانات
    توجد الحيوانات في كل الأماكن، وفي مختلف أنواع المُناخات، على الأرض، أو في أعماق المحيطات. وتعيش أنواع كثيرة من الحيوانات في المكان نفسه في الغالب، تكون عادة من الأنواع نفسها التي عاشت في ذلك المكان منذ آلاف السنيين. ولذلك فإن أجسام الحيوانات وطرق معيشتها متوائمة تماماً مع ظروف أماكن وجودها. فتتحرك بحرية عبر تلك الأماكن وتتكاثر بها، كما تجد طعامها بيسر وسهولة. ويسمى الوسط الذي يعيش فيه الحيوان “بيئة الحيوان”. وفيما يلي تجميع للحيوانات حسب بيئاتها:

    حيوانات الجبال.

    حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية.

    حيوانات الغابات المعتدلة.

    حيوانات الغابات الاستوائية.

    حيوانات الصحاري.

    حيوانات المناطق القطبية.

    حيوانات المحيطات.

    حيوانات الجبال

    تتضمن السلاسل الجبلية أنواعاً متعددة من المُناخات والبيئات الحيوانية. والقليل من الحيوانات، فيما عدا الحشرات والعناكب، يمكنه أن يعيش في البرد القارس في قمم الجبال المغطاة بالجليد. وأسفل القمم الجليدية بقليل، تحتوي معظم المناطق الجبلية على أماكن صخرية، وجروف شديدة الانحدار. ويعيش هناك من الحيوانات ما يستطيع أن يتسلق الصخور والجروف الصخرية بكفاءة عالية، مثل الماعز والأغنام الجبلية. كما تعيش الحيوانات صغيرة الحجم، مثل حيوانات البيكا الشبيهة بالأرانب. ويبني الكثير من الطيور أعشاشة بين الجروف الصخرية، مثل طائر السمامة النيبالي الذي يتخذ أعشاشه على ارتفاع حوالي 6100 متر فوق سطح البحر كما في جبال الهملايا. ويوجد في كل السلاسل الجبلية تقريباً قمم ومنحدرات مغطاة بالأعشاب، أو وديان مغطاة بالغابات، حيث تعيش حيوانات المراعي، مثل الفكونة والياك ويتجول العديد من الحيوانات الجبلية من ارتفاع إلى آخر، بحثاً عن الطعام حسب تغير الفصول.

    حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية

    تعيش أكثر الحيوانات الكبيرة حجماً والسريعة عدواً، في مساحات شاسعة من السهول المكشوفة، تعرف بمناطق السهول الطبيعية. ومن بين أكبر حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية الفيل وفرس النهر ووحيد القرن، بينما تشمل حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية السريعة العدو، الظبي الأسود وبقر الكودو الوحشي والنعام والغزال الشائك القرن والحمار الوحشي وتوجد أكثر حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية والسهول المكشوفة في قارة أفريقيا، حيث تصطاد الأسود ويعيش الزراف، الذي يعتبر من حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية الأفريقية. ويعد الكانجارو أكثر حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية شيوعاً في قارة أستراليا ويحفر الكثير من حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية الصغيرة أوجاراً (أنفاق) في الأرض للمأوى، مثل كلب البراري في قارة أمريكا الشمالية، وهو حيوان من أكبر القوارض حجماً.

    حيوانات الغابات المعتدلة

    تعيش في الغابات المعتدلة حيوانات مختلفة الأحجام، منها ذوات الحجم الصغير مثل الصيدناني والقنفذ والشهيم … ويساعدها صغر حجمها على سهولة الحركة في الغابات. كما تعيش في مثل هذه الغابات أيضاً حيوانات كبيرة الحجم مثل الدب والخنزير البري والأيل الأحمر وحيوان الموظ. كما تأوي غدران وبحيرات وجداول غابات المناطق المعتدلة حيوانات برمائية (تعيش في البر وفي الماء) من بينها القندس والضفادع وجرذ المسك وثعلب الماء والسمندر والسلاحف المائية. ويبني الكثير من الطيور أعشاشه في غابات المناطق المعتدلة حيث تتغذى بالحشرات والديدان، التي تعيش بين النباتات وفي التربة الغنية. وتوجد معظم غابات المناطق المعتدلة في قارات آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، بينما يوجد بعض تلك الغابات في قارة أستراليا وفيها يعيش قنفذ النمل والكوالا.

    حيوانات الغابات الاستوائية

    تعيش حيوانات الغابات الاستوائية في بيئة حارة طوال العام. ومن تلك الحيوانات آكل النمل واليغور والنمر التابير والنمر المخطط. وتوجد في الغابات الاستوائية أماكن قليلة الأشجار في مناطق الأمطار المتوسطة، وأماكن كثيفة الأشجار في مناطق الأمطار الغزيرة. وفي هذه المناطق المطيرة تُكوِّن قمم الأشجار وعروشها غطاءً رأسياً كثيفاً يسمى “الظلة”، حيث تعيش الحيوانات المتسلقة، مثل القردة والكسلان. ويعيش في الغابات المطيرة الاستوائية كذلك قردة الجيبون والقردة العظمى، كما تعشش في أشجارها الببغاوات ذات الألوان الزاهية، والكثير من الطيور الأخرى. ويتغذى الكثير من طيور الغابات الاستوائية المطيرة أساساً بمعسكرات النمل الكبيرة والحشرات الأخرى. كما توجد الثعابين، مثل أفعى البواء، والعناكب، مثل عنكبوت الرتيلاء، بأحجام كبيرة.

    حيوانات الصحاري

    تتميز أكثر حيوانات الصحاري بصغر الحجم، الذي يمكنها من الهرب من حرارة شمس الصحراء المحرقة خلال النهار. وتختفي معظم تلك الحيوانات في أوجارها الأرضية خلال النهار. بينما تستظل الحيوانات الأخرى تحت الشجيرات الصغيرة والصخور والأشجار الكبيرة. ومعظم هذه الصحاري تبرد بعد الغروب، فتخرج الحيوانات بحثاً عن الغذاء. وتفضل بعض السحالي والحيات والسلاحف البرية البحث عن الطعام خلال حر النهار الشديد. ويمكن لمعظم حيوانات الصحاري العيش دون ماء لعدة أيام. ويُعَدّ الجمل العربي أشهر تلك الحيوانات في تحمل العطش. وحيوانات الصحاري الصغيرة الحجم، مثل الفئران والأرانب البرية وفأر الكنجرو والعلجم مجرافي القدم؛ والكبيرة الحجم، مثل القيوط وكلب الدنجو المتوحش والإِبل والأذاني.

    حيوانات المناطق القطبية

    يعيش القليل من الحيوانات البرية في المناطق القطبية، التي يكسوها الثلج والجليد طوال العام. وحتى مياه القطب الشمالي والقطب الجنوبي الشديدة البرودة، يوجد بها أعداد ضخمة من الأسماك. وتمثل هذه الأسماك في القطب الشمالي، مصدر غذائي رئيسي للدب القطبي، الذي يعيش في جزر وثلوج القطب الشمالي، بينما تتغذى طيـور البطـريق والطيور الأخـرى في الدائرة القطبية الجنوبية على أسماك بحـار القطب الجنـوبي. ويعيش الكثير مـن الحيوانات في مناطق التندراTundra (مستنقعات وسهول) في شمالي قارة آسيا، وشمالي كندا وشمالي قارة أوروبا. وتشمل تلك الحيوانات حيوانات المراعي، مثل أيل الكاريبو وثور المسك، وكذلك الأرنب البري والقاقوم (حيوان من فصيلة بنات عرس)، والثعلب والدب الرمادي واللاموس، والذئب. وتضم طيور القطب الشمالي، الغطاس الشمالي الأعظم، وحجل الثلوج الألبي، وكركي التلا، وبومة الجليد، والقطقاط الذهبي.

    حيوانات المحيطات

    تعيش الحيوانات في كل مياه المحيطات، التي تغطي 70% من سطح الكرة الأرضية. ويُكّون العديد من الحيوانات الصغيرة، مثل مجدافية الأرجل الشبيهة بالروبيان، الجانب الحيواني من العوالق المائية. وهي كتلة من الكائنات الدقيقة، تنجرف مع تيارات المحيطات ومع المد والجزر. وتعيش الحيتان ـ أكبر الحيوانات على الإطلاق ـ في المحيطات. كما تشمل حيوانات المحيطات الكبيرة بقرة البحر والأخطبوط وسمك القرش والسمك اللساع. كما يعيش العديد من الأسماك ذات الألوان الزاهية قرب الشعاب المرجانية، في مياه المحيطات المدارية. وتعيش غالبية الأسماك قرب سواحل القارات، وإن كان بعضها، مثل الأسماك الطائرة، يعيش في أواسط البحار. ويعيش العديد من الحيوانات ذات الأصداف، مثل المحار الملزمي البحري والحيوانات ذات الأشواك مثل قنافذ البحر، في قيعان المحيطات.

    دفاعات الحيوانات

    لكل نوع من الحيوان وسائلة الدفاعية الخاصة، التي يدافع بها عن نفسه. فقد يُهاجَم الحيوان من قبل الحيوانات الأخرى التي تريده طعاماً لها، أو من البشر إشباعاً لهواية الصيد أو طلباً للطعام. وقد تهرب بعض الحيوانات حين شعورها بالخطر، ولكنها إذا منعت من الهرب فإنها عادة تدافع عن نفسها وعن صغارها، أو قد تتظاهر بالموت حتى زوال الخطر. ولدى العديد من أنواع الحيوانات دروع في أجسادها لحمايتها.

    التخفي والتموية (التلوين والتشابه الوقائيان)
    يختبئ كثير من الحيوانات حين اقتراب الأعداء منها. وبعض الحيوانات ذات تلوين يطابق الوسط الموجودة فيه، لدرجة يصعب فيها تمييزها. وقد تشابه أجسام بعض الحيوانات أجزاء من النباتات. والحيوانات التي لديها تلك الخصائص يمكنها أن تختفي بسهولة حين تظل ساكنة في مكانها مموهة على أعدائها فلا يصلون إليها.

    ويساعد التشابه الوقائي ـ وهو ضرب من التخفي والتموية ـ العديد من الحيوانات على البقاء وذلك بخداع أعدائها. فأجسام تلك الحيوانات تبدو كأنها جزء من الوسط الذي توجد فيه. فنطاط الأشجار يبدو على شجيرة الورد وكأنه شوكة من أشواكها، ولذلك لا تره الطيور. وكثيراً ما يطلق على طائر الواق الطائر اسم الخفي، لما لدية من تشابه وقائي جيد لعنقة الطويل وجسمه الانسايبي؛ فحينما يمد عنقه ويقف ساكناً بين القصب والبوص يصعب تمييزه منها. ويسبح سمك المحلاق في وضع عمودي بين النباتات البحرية، حتى يبدو جسمه الطويل النحيل كأنه من أوراق تلك النباتات. وتشابه أجنحة حشرة السرعوف (فرس النبي) أوراق النباتات الجافة ولا يمكن تمييزها بين تلك الأوراق. ويشابه بعض أنواع الذباب السّارق النحل الطنان، تشابهاً شديداً لدرجة أن أعداءه عادة تتحاشاه. وتبدو بعض الحشرات وكأنها أغصان أو زهور، وبذلك لا يمكن تمييزها من النباتات.

    وتوصف الحيوانات التي تعتمد على لونها لتختفي من أعدائها بأن لديها “تلويناً وقائياً”. فالعثة رمادية الجناح لا يمكن تمييزها إذا ظلت ساكنة على جذع شجرة رمادية اللون كما يصعب تمييز علجم بني اللون يقف على أرض بنية. كذلك يعتمد الكثير من الطيور على ألوانه للتخفي من الأعداء. فأجسام بعض الطيور المدارية، مثل طائر الطوقان، تضم تشكيلة من الألوان الزاهية. وهذا النسق اللوني لا يُظْهِر جسم الطائر عبر الخلفية المرقطة، الناشئة من سقوط أشعة الشمس عبر الأغصان والأوراق في الغابة.

    ويغيرّ بعض الحيوانات ألوانه لتطابق لون الخلفية التي يوجد فيها، فالحرباء مثلاً تستطيع تغيير لونها بسرعة حسب لون الوسط الموجودة فيه. وتأخذ بعض أنواع الروبيان ألوان أعشاب البحر المحيطة بها.

    وتختبئ الحيوانات الصيادة كذلك متربصة بطرائدها. فإذا وقف النمر المخطط ساكناً بين الأعشاب الطويلة، فإن تخطيط جسمه يجعله منسجماً مع ظلال الأعشاب ويصعب تمييزه عنها. كما أن الدب القطبي الناصع البياض يبدو كأنه يتلاشى بين الثلوج. وعن طريق هذا التمويه تستطيع تلك الحيوانات الصيادة رصد فريستها في صمت، دون أن تُكتَشف حتى تنقض على طرائدها في الوقت المناسب.

    التظاهر بالموت

    تخدع بعض الحيوانات أعداءها أحياناً بأن تبدو كأنها ميتة. فإذا شعر حيوان الأَبوسوم بالخطر مثلاً، فإنه يغلق عينيه ويُصلب جسمه، ويظل على هذا الحال حتى إذا التقط أو دحرج أو عُضّ برفق. فالكلب الذي يهجم عادة على الأَبوسوم الحي، لا يلقي بالاً لآخر ميت. ومن الحيوانات التي تتظاهر بالموت لتنجو من أعدائها بعض الخنافس، والحية أنف الخنزير(أفعى من فصيلة الصِّلْ)، إذ تنقلب تلك الحيوانات على ظهرها وتبدو كالميتة إذا شعرت بالخطر.

    الدفاع عن طريق الدروع

    لدى بعض الحيوانات أصداف أو أغطية صلبة، تستعملها دروعاً للحماية. كما أن بعض الحيوانات لديها قوادم حادة أو أشواك تستعملها في الدفاع عن أنفسها. فالمحارات الملزمية والقواقع تنسحب داخل أصدافها وتغلقها على جسمها بإحكام، حتى يذهب الخطر عنها. ولدى الحيوان المدرع غطاء قوي مكّون من صفائح عظمية صغيرة، ينسحب داخله عند شعوره بالخطر. ولدى حيوان الشيهم أشواك ذات أنصال معقوفة مثل خطاطيف الأسماك، فإذا هوجم قوّس ظهره فتنتصب أشواكه في جميع الاتجاهات. فإذا مُست تلك الأشواك، اندفعت كالسِّهام محدثة جروحاً مؤلمة. وكذلك سمكة الشيهم، فلديها جسم قصير مستدير مغطى بالأشواك الحادة. وينتفخ جسم السمكة إذا هوجمت فتنتصب أشواكها مثل أشواك الشيهم للدفاع عن نفسها.

    الهروب

    تحاول معظم الحيوانات الهروب من الخطر، بأسرع ما يمكن، فيسبق بعضها معظم أعدائه من الحيوانات الأخرى. فلدى الغزال والأيل والحصان والكنجرو والنعامة أرجل طويلة تمكنها من قطع مسافات كبيرة بسرعة عالية، بينما يقفز الأرنب بسرعة كبيرة قفزات عالية ومتعرجة. والعديد من الحيوانات قصيرة الأرجل، مثل كلب البراري، لا تستطيع العدو لمسافات طويلة بسرعة عالية، لذلك تُهْرع إلى جحور في الأرض يعجز مطاردها من الحيوانات تتبعها داخلها. وتختفي بعض الطيور الصغيرة داخل الشجيرات الكثيفة، حيث لا يستطيع مهاجموها من الطيور الكبيرة أو الحيوانات تتبعها. وعادة ما تطير معظم الطيور بسرعة عند شعورها بالخطر.

    القتال

    لدى العديد من أنواع الحيوانات أسلحة خاصة لقتال أعدائها. فالخيول والبغال مثلاً لها حوافر حادة وأسنان قوية تستخدمها للقتال. أما حيوانات الموظ والألكة والأنواع الأخرى من الأيل، فإنها تضرب بحوافرها، كما تستعمل قرونها أسلحة كذلك. ولدى الكنجرو والنعام مخلب قوي في أحد أصابع قدميها، يمكن بواسطته بقر بطن العدو. ولدى آكل النمل مخالب معقوفة في أرجله الأمامية القوية يستخدمها في تمزيق أعدائه. أما الخنازير الوحشية الأوروبية والأفريقية، فتعتمد في القتال على أنيابها الحادة. ويقاتل الأسد، وأفراد فصيلته من السنوريات الأخرى، بمخالب حادة وأسنان قاطعة وفكوك قوية. ولدى قرود الرَبَّاح أنياب كبيرة حادة، وفكوك قوية تستعملها في القتال. وقد تقتل قردة الرّباح النمر إذا هاجمته. وتستعمل العقبان والصقور والبوم مخالبها القوية، ومناقيرها المعقوفة القوية في القتال.

    وتلف بعض الثعابين الكبيرة ، مثل أصلات الأناكوندا والبواء العاصرة والأصلة، أجسامها العضلية القوية في حلقات حول أعدائها في القتال لتعصرها بها. كما تستخدم الطريقة نفسها في صيد طرائدها. فقد تعصر حيواناً بحجم الأيل لفترة من الزمن، فتقتله خنقاً.

    يستخدم العديد من الحيوانات أيضاً أسلحة كيميائية. فلدى بعضها، مثل بعض أنواع النمل والنحل والزنابير، سموم تحقن بها أعدائها بوساطة اللّسع، بينما تحقن بعض الثعابين والعناكب سمومها بوساطة أنيابها. وعند الخوف أو الخطر يقذف الظربان بسائل ذي رائحة كريهة قوية، من غدد قرب ذيله تطرد أعداءه.

    يتبع

    #1048901

    مساكن الحيوانات

    يمضي معظم الحيوانات حياته متنقلاً من مكان إلى آخر، وبعضها يبني مأوى لنفسه وصغاره. وتستريح معظم الأسماك، حيثما وجدت مكاناً مناسباً، فهي لا تبني مساكن، وقد يتخذ بعض الأسماك أعشاشاً بين النباتات المائية لصغارها. وتتنقل معظم الطيور بصفة عامة من مكان لآخر، ولكنها عادة تبني أعشاشاً في فصل الربيع لتبيض فيها. وهناك حيوانات أخرى تبني مساكن تقيم فيها طوال عمرها، وتلك الحيوانات لا تبعد كثيراً عن مساكنها.

    المساكن الدائمة

    لدى الكثير من الحيوانات مساكن تدوم لوقت طويل، حيث يعيش الغرير الأوروبي مثلاً في شبكة من الأوجار (الأنفاق) تحت سطح الأرض تسمى “الست”، بينما تعيش البومة والراقون والسنجاب داخل جذوع الأشجار الجوفاء أو داخل الأشجار الميتة. ويبني القندس بيوتاً من الطين والأغصان على ضفاف الغدران والأنهار والمجاري المائية. ويجعل مدخله بذكاء من أسفل المسكن حيث لا يمكن الوصول إليه إلاّ عبْر الماء، ليحمي نفسه من أعدائه. وتتخذ الدببة من الكهوف سكناً لها، ويتخذ الأسد عرينه في مكان خفي مثل الأدغال الكثيفة.

    وتبني الحشرات مساكن في مستعمرات ذات غرف وممرات متشابكة، حيث يحفر النمل أوجاراً (أنفاقاً) متشابكة في الأرض، أو في تلال مرتفعة من التربة. وتقود تلك الأنفاق إلى غرف تربي فيها صغارها، وغرف تستعمل مستودعات، وأخرى خاصة تستخدم في الجو البارد أو الممطر. بينما يبني النحل خلاياه من الشمع. وتحتوي خلايا النحل على غرف كثيرة تستخدم لأغراض شتى، منها حاضنات لتربية الصغار. وتبني الزنابير أعشاشاً عديدة الخلايا، من أوراق تصنعها بنفسها.

    المدى السكني
    تعيش معظم الحيوانات، حتى تلك التي لا تبني مساكن، ضمن مقاطعات ذات حدود خاصة تمثل المدى السكني لكل حيوان. فالحيوان لا يعيش ضمن حدود مقاطعته فقط، بل يطرد منها الحيوانات الأخرى من نوعه. وتهاجر بعض الحيوانات لمسافات طويلة في أوقات محددة من العام، ولكنها حيثما حلت يقيم كل منها ضمن مدى سكني معين. مثال ذلك أن السحالي قد تعيش في سور حاجزٍ، وتُبعد عنه السحالي الأخرى التي تقترب من تلك المنطقة. ويطرد زوج طائر أبي الحناء، عن الشجرة التي يعشعش فيها طيور أبي الحناء الأخرى، ويمنعها من الاقتراب من تلك الشجرة. وتُرى السمكة الببغاء تسبح ضمن منطقة معينة من الشعاب المرجانية، خوفاً من الدخول ضمن المدى السكني لسمكة ببغاء أخرى. ولا يبتعد الأرنب ثلجي القبقاب لمسافة أكثر من نصف كيلومتر من مكان ميلاده. فإذا طارده ثعلب جرى الأرنب حتى يدخل حدود منطقته، ثم يتجه اتجاهاً آخر دون أن يعبر حدود منطقته. ولدى بعض الحيوانات مدى سكني كبير، حيث يصطاد أسد الجبل عادة ضمن منطقة تمتد لحوالي 24 كيلومتراً في الاتجاهات الأربعة من مسكنه.

    وكثيراً ما يَسِم (يُعَلِّم) العلماء حيواناً بحلقة، تحمل رقماً أو رمزاً يميز. وبهذه الطريقة وُجد أنّ كثيراً من الحيوانات تعيش ضمن حدود خاصة، أو تفضل أماكن معينة للسكنى. فوُجِد أحد ثعابين الغرطر في قارة أمريكا الشمالية مرات عديدة على سفح تل، طوله حوالي 30 متراً وعرضه 9 أمتار. وتتنقل الخفافيش إذا أُزعجت من كهف لآخر، ولكنها تعود للعيش في مسكنها الأصلي، مرة أخرى.

    المشاركات بين الحيوانات
    تُساعد الحيوانات أحياناً بعضها بعضاً، لدرجة أن يصبح حيوانان شريكين. فهناك مثلاً ما يُعْرف بالسمك الطعم، وهو سمك صغير الحجم يسبح قرب شقائق النعَمّان البحرية الجاثية فوق الشعاب المرجانية في المحيط الهادي .فعندما يحاول السمك الكبير اصطياد السمك الطعم، يصبح السمك الكبير فريسة سهلة لشقائق النعَمّان البحرية. وعند ابتلاع شقائق النعَمّان للسمك الكبير، يبدأ السمك الطعم بقضم بعض أجزاء السمك الكبير.

    وتعيش بعض الطيور البيضاء من فصيلة مالك الحزين، المعروفة بطير البقر، بالقرب من الظباء والأبقار والأفيال في أفريقيا. والسبب في ذلك أن حركة الحيوانات الكبيرة فوق الأعشاب تُثير الحشرات الجاثمة على الأعشاب، وعندها يسهل على طير البقر اصطياد تلك الحشرات. ويجلس عادة طير البقر على ظهر الحيوانات الكبيرة، فإذا أحس بدنو الخطر فإنه يطير عن ظهر الحيوانات، وهذا يحذرها أيضاً من الخطر.

    أجسام الحيوانات
    يملك كل نوع من الحيوانات مميزات جسدية خاصة تتواءم مع طريقة حياته، وتمكنه من العيش حسب متطلبات بيئته. فالحيوان يستخدم بعض أجزاء جسمه للحركة، وبعضها للتغذية وبعضها للتنفس، وبعضها للتكاثر، وبعضها للاستجابة لمؤثرات بيئته. وكل هذا نتيجة للتكيف حسب متطلبات الحياة. ويبدو ذلك جلياً في الطيور، فالجوارح ، مثلا لها منقار قصير مدبب وقوي يمكنها من تفتيت عظام فرائسها وتقطيع جلدها السميك. أما الحمام وطائر الكناري فإن منقارها مجهز لالتقاط الحبوب. أما منقار الببغاء، فإنه مجهز لتكسير قشر الجوز الصلب أما طائر البطريق فإن شكل جسمه المغزلي يساعده على العوم والغوص، أما منقاره فإنه يمكنه من إحكام القبض على الأسماك قبل بلعها.

    كيف تتكاثر الحيوانات
    تتكاثر معظم الحيوانات عن طريق تراكيب جسدية خاصة بالتكاثر، بينما يتكاثر بعض منها من دون تلك التراكيب الخاصة. وهناك طريقان أساسيان تستخدمهما الحيوانات للتكاثر، هما: التكاثر الجنسي، والتكاثر اللاجنسي.

    التكاثر الجنسي
    في التكاثر الجنسي يتولى الوالدان معاً عملية إنتاج الصغار. ومعظم الحيوانات تتكاثر جنسياً.

    التكاثر اللاجنسي
    في التكاثر اللاجنسي ينتج أحد الوالدين الصغار، ويتكاثر الكثير من الديدان المُفَلْطَحة عن طريق التشظي (التقطيع)، حيث يتقطع جسم الدودة إلى قطعتين أو أكثر ثم ينشأ من كل قطعة دودة جديدة. فالمستورقة عادة ما يتقطع جسمها إلى نصفين، ثم ينمو في كل نصف ما يفقده من أعضاء ليصير دودة جديدة، ويمكن للمستورقة أن تتكاثر تكاثراً جنسياً أيضاً.

    وتتكاثر حيوانات الهيدرا والمرجان تكاثراً لا جنسياً عن طريق التبرعم، حيث تنمو على جسم الحيوان نتوءات صغيرة تسمى براعم، وبعضها تنمو به أعضاؤه المختلفة وينفصل عن الحيوان الأم كفرد مستقل، بينما يتكاثر كثير من الإسفنج عن طريق تكوين البريعمات، وهي تراكيب شبيهة بالبراعم ولكنها تتكون من خلايا خاصة داخل غطاء واق. وقد ينشأ من تلك الخلايا فرد جديد.

    ولدى معظم أنواع الحيوانات، التي تتكاثر جنسياً خلايا خاصة ينشأ منها صغارها. وتسمى الخلايا الجنسية الأنثوية، “البيوض”، كما يطلق على الخلايا الجنسية المذكرة “النطاف” (الحيوانات المنوية). وينشأ حيوان جديد عند التحام نطفة ببيضة، ويسمى ذلك الالتحام “الإخصاب”. وبعض الحيوانات التي تتكاثر جنسياً قد تنتج صغاراً حتى دون تزاوج بينها. فمثلاً تفرز قنافذ البحر ملايين البيوض والنطاف في مياه المحيط. وقد يجد بعض تلك الخلايا بعضه الآخر وعند ذلك يتم الالتحام بينها أو الإخصاب في مياه المحيط. وينشأ من البيوض المخصّبة صغار تسبح في المياه، ثم تهبط إلى قاع المحيط حيث تصير قنافذ بحر كاملة وشبيهة بآبائها. ولكن التزاوج يتم بين غالبية الحيوانات التي تتكاثر تكاثراً جنسياً، حيث تلتقي الذكور والإناث أولاً ثم يتم التزاوج بينها. ويجري التعرف والالتقاء بين الجنسين في الطيور، مثلاً، حسب نسق لوني معين في المناقير أو الريش أو الأرجل حيث يتمايز الجنسان في النمط اللوني لتلك الأماكن. أما حشرات اليراعة فينتظر أحد الجنسين أن يصدر فرد من الجنس الآخر إشعاعاً ضوئياً بصورة معينة، حتى يحدث التعارف بينهما والالتقاء والتزاوج. وتفرز إناث حشرة العثات رائحة في الليل لتجذب إليها الذكور للتزاوج، وتصدر ذكور الجنادب وزيز الحصاد والضفادع والعلاجم، أصواتاً تدعوا بها إناثها للتزاوج.

    التجديد

    تستطيع بعض أنواع الحيوانات الدنيا إنتاج صغار أو تعويض ما فُقد من أجزائها عن طريق عملية تسمى “التجديد”. وتشبه تلك العملية عملية تكاثر شائعة بين النباتات. فإذا قُطِّع حيوان الهيدرا قطعاً عديدة تصير كل قطعة حيوان هيدرا جديداً، وكذلك إذا فُتت بعض الإسفنج بتمريره عبر شبكة سلكية، ينشأ من بعض تلك القطع الصغيرة إسفنج جديد. وتنمو للسرطان والكركند مخالب جديدة إذا انكسرت منها تلك المخالب. ويتم التجديد أيضاً حتى في بعض الفقاريات. فإذا فقد السمندر رجلاً تنمو له أخرى جديدة، ويبتر كثير من السحالي طويلة الذيل ذيله عمداً ليهرب من قبضة عدو، وبعدها ينمو له ذيل جديد في فترة وجيزة. ولكن التجديد في الحيوانات العليا يتم في الشعر والأظافر والجلد وبعض أنسجة الجسم الأخرى فقط

    #1048903

    أنواع الحيوانات

    يختلف كل نوع من الحيوانات عن الأنواع الأخرى؛ فلكل نوع طريقة حياته الخاصة التي تتواءم مع المكان الذي يعيش فيه، الغذاء الذي يأكله. ومع ذلك يتشابه كثير من الحيوانات في أشياء معينة. فبعضها يُربى كحيوانات مدللة في المنازل، وبعضها الآخر يُربى لإنتاج اللحوم، وبعض الحيوانات وحشي (فطري). وتعيش بعض الحيوانات في البر وبعضها في الماء. ويمكن تصنيف الحيوانات بطرق عديدة أخرى، تعتمد على التشابه فيما بينها، مثل عدد الأرجل لدى كل منها. ويعد تصنيف الحيوانات حسب التشابه فيما بينها، من الطرق الجيدة المستعملة في تقسيم المملكة الحيوانية إلى مجموعات كبيرة معدودة. ولكن الدراسة العلمية للحيوانات تتطلب اهتماماً أكبر، حيث يُصنفها علماء الحيوان إلى مجموعات اعتماداً على صفاتها الجسمية الخاصة.

    الحيوانات المستأنسة والحيوانات الوحشية
    صُنفت الحيوانات إلى أليفة ووحشية حسب تعاملها مع البشر. فالكلب الذي لا يَعُض ولا يهرب إذا حاول أحدٌ ملاطفته، حيوان أليف؛ وكذلك الحصان الذي لا يرفس، والقط الذي لا يخدش، والطائر الذي يجلس على يد الإنسان. أمّا الحيوانات الوحشية فهي تخشى الاقتراب من البشر. والغالبية العظمى من الحيوانات وحشية، ويمكن استئناس بعضها، ولكنها كثيراً ما تعود إلى طبيعتها مرة أخرى. وقد استؤنس عدد قليل من أنواع الحيوانات الوحشية بأعداد كبيرة، وأكثرها من الحيوانات المدللة المنزلية أو حيوانات المزارع.

    الحيوانات البرية والحيوانات المائية
    تقسم غالبية الحيوانات إلى مجموعتين كبيرتين، حسب البيئة التي تعيش فيها. فبعضها بري يعيش في البر، وبعضها الآخر مائي يعيش في الماء. وتضم الحيوانات البرية أنماطاً عدة من الحيوانات، مثل القردة العظمى والفراشات والعقبان والأفيال والخيول والحمام والعناكب. كما تضم الحيوانات المائية مخلوقات متباينة مثل الشعب المرجانية ، والإسفنج بأنواعه ، والمحار الحلزوني ، والأسماك ، والكركند (جراد البحر) والحيتان.

    ويمضي بعض الحيوانات مثل اليعَّاسيب والضفادع والسرطان حدوة الحصان (السلطان الملك) والسَّمنْدر والسلاحف، جزءاً من حياته في البر وجزءاً في الماء.

    الحيوانات متساوية الأرجل
    قد يصنف العديد من الحيوانات حسب عدد أرجلها، وكل حيوان من ذوي الأرجل يكون لديه رجلان أو أربع أو ست أو ثماني أو عشر أو مئات الأرجل. وتُكَوِّن الخفافيش والطيور غالبية الحيوانات ذات الرجلين، بينما تشمل ذوات الأربع الحيوانات المألوفة مثل القطط والأبقار والكلاب والضفادع والأسود والنمور. وكل أنواع الحشرات لديها ستة أرجل ، ولدى العناكب ثمانية أرجل، بينما يصل عدد الأرجل لدى بعض الحيوانات إلى أكثر من مائة رجل والعديد من الحيوانات مثل الأسماك والديدان، ليس لديها أرجل على الإطلاق.

    الحيوانات ذات الدم الحار، والحيوانات ذات الدم البارد
    تبقى حرارة أجسام بعض الحيوانات ثابتة دون تغيير في كل الأوقات، وتسمى الحيوانات ذات الدم الحار. وتكون درجة حرارة أجسامها في معدلٍ ثابت، في الأيام الحارة والباردة.

    وأمّا الحيوانات التي تتغير درجة حرارة أجسامها من وقت لآخر، فتسمى الحيوانات ذات الدم البارد. وتكون درجة حرارة أجسامها مرتفعة في الجو الساخن، منخفضة في الجو البارد. ويندر أن تختلف درجة حرارة أجسام هذه الحيوانات، عن درجة حرارة الوسط الموجودة فيه.

    وتمثل الطيور والثدييات (أو الحيوانات اللبونة أو الحيوانات التي تربي صغارها على حليب الأمهات) الحيوانات ذات الدم الحار، بينما بقية الحيوانات الأخرى في المملكة الحيوانية تقريباً كلها من ذوات الدم البارد. وقد تضم الحيوانات ذات الدم البارد حيوانات ليس لديها دم على الإطلاق، مثل قنديل البحر والإسفنج

    أهمية الحيوانات
    يمثل كل نوع من أنواع الحيوان جزءاً مهماً من النظام الطبيعي الفريد. فالحيوانات تساعد على بناء الحياة، حيث تُمثل غذاءً للبشر وللنباتات. وهي في الوقت نفسه تحفظ التوازن الطبيعي، لأنها تتغذى على الحيوانات الأخرى والنباتات. وهذا التوازن مهم في الطبيعة، ويُسمى دورة الحياة.

    وقد لا يستطيع البشر الحياة دون مساعدة الحيوانات. فالدور الذي تؤديه في حفظ التوازن الطبيعي، يُعد خدمة مقدرة للبشرية. فضلاً عن أن الحيوانات تمد الإنسان بعدد من الأغذية المختلفة، مثل اللحوم والألبان والبيض والعسل، والمنتجات المفيدة مثل الصوف والفراء والحرير.

    وقد أحدث الإنسان منذ آلاف السنين تغييرات في عالم الحيوان، حين استأنس العديد من أنواعها واستغلها في إنتاج الأغذية والملابس المختلفة. كما قتل أو شرد الحيوانات التي كانت تهاجم أو تعوق استصلاح الأراضي. أما اليوم فالإنسان يسعى لحماية العديد من أنواع الحيوانات، التي عرضوها من قبل لخطر الانقراض.

    وتعتمد معظم النباتات، مثلها مثل البشر، على الحيوانات في احتياجاتها الأساسية. فمن غير الحيوانات لا يستطيع العديد من النباتات التكاثر (أي ينتج أجيالاً جديدة من نوعه). وعلى سبيل المثال يعتمد العديد من النباتات الزهرية على النحل والحشرات الأخرى لحمل حبوب اللقاح من نبات إلى آخر.

    كما ينمو عدد من أشجار البلوط من جوزات البلوط، التي دفنتها السناجب كمؤونة غذائية ونسيت المواقع التي دفنتها فيها. وبالمثل ينمو كثيراً من أشجار البلوط من الجوزات التي وطئتها الأيائل ودفنتها عميقاً في التربة. وأمّا الطيور فتطير من مكان إلى آخر، وتكون بذور النباتات غالباً معلقة بأرجلها. ونجد لبعض البذور أغلفة شائكة تتعلق بفراء الحيوانات، فتحملها لمسافات بعيدة تنمو فيها تلك البذور بعيداً عن النبات الأم.

    والحيوانات تأكل النباتات أو تحطمها، وكلاها يعتمد على الآخر في غذائه، حيث تُكوِّن فضلات معظم الحيوانات أسمدة للنباتات. وبعد موت وتحلل الحيوانات والنباتات، فإنها تعيد إلى التربة المواد التي تُعين على النمو والحياة.

    وبعض الحيوانات تغير من طبيعة بيئاتها بترسيب مواد صلبة في تلك البيئات. وهذا ما تفعله حيوانات المرجان مثلاً، بتكوينها للصخور الجيرية في بيئاتها من الجير، الذي تمتصه من مياه البحر لتكوين هياكلها الجيرية.

    الحيوانات المساعدة للبشر
    بدأت معرفة الإنسان بالحيوانات معتمداً عليها في غذائه. وربما كان الكلب هو أول الحيوانات التي استأنسها الإنسان ودربها للصيد. وبعد ذلك تعلم الإنسان استئناس الحيوانات التي كان يصيدها لطعامه. فمنذ حوالي أثنى عشر ألف عام مضت تم استئناس الأبقار في الأجزاء الجنوبية من جمهورية آسيا الوسطى، المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق. وفي الشرق الأقصى استأنس سكان التيبت Tibet حيوان الياك (ثور التيبت). واستأنس الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية قطعاناً من حيوانات الألكة واللآما.

    استأنس الإنسان الماعز والضأن أولاً للحومها، ثم تعلم الاستفادة من فرائها وجلودها وأصوافها لعمل الملابس والمساكن. وكذلك استؤنس الحصان أولاً للحمه، ثم تعلم الإنسان ركوبه والاستفادة منه في جر الأحمال والأثقال. واستؤنس الخنزير منذ حوالي ثمانية آلاف عام في العصر الحجري الحديث، كما استؤنس البعير في جنوبي شبه الجزيرة العربية، وفي بابل في العراق للركوب وحمل الأثقال. وقد كان الحمار مستئنساً في شمالي أفريقيا منذ حوالي خمسة آلاف عام مضت. واستأنس قدماء المصريين القط لحماية مخازن غلالهم من الفئران والجرذان.

    وقد استخدمت الكلاب والفئران والقوارض في تجارب العلاج لكثيرٍ من الأمراض. ويختبر الأطباء العقاقير الجديدة في الحيوانات أولاً قبل استخدام الناس لها، كما تمد الحيوانات البشر بالكثير من العقاقير المهمة، مثل الإنسولين والأمصال التي تستخدم لمكافحة الأمراض، كما يمد النحل الإنسان بحاجته من العسل الأبيض الذي يستخدمه في غذائه وللاستشفاء.

    الحيوانات الضارة بالبشر
    إن معظم الحيوانات الوحشية لا تهاجم الإنسان إلاّ عندما تعجز عن الهروب منه، أو عند الدفاع عن صغارها. ولكن هناك القليل من الحيوانات، مثل الأسود والنمور المخططة، قد تفترس البشر، لكنها لا تفعل ذلك إلاّ إذا أصابها الصيادون، أو صارت طاعنة في السن، بحيث لا تستطيع صيد طرائدها المعتادة من الحيوانات الأخرى. وقد تقتات لحوم البشر حسب نهجها الطبيعي في تنوع الغذاء. ولكن التماسيح وأسماك القرش تقتات على أي لحم تجده عندما تكون جائعة. وتتسبب الثعابين السامة في موت البشر في كثير من أجزاء العالم. أمّا أخطر أعداء البشر من الحيوانات فهي الطفيليات، من بعض الحشرات والديدان والحيوانات الصغيرة الأخرى. ويعيش الطفيلي على سطح أو داخل أجسام الحيوانات الأخرى أو النباتات ويتغذى بها. وتشمل الطفيليات الحشرات ماصة الدماء، مثل البعوض وذباب التسي تسي اللذين ينقلان الأمراض الفتاكة. فالبعوض ينقل طفيل الملاريا والحمى الصفراء وأمراضاً أخرى، بينما ينقل ذباب التسي تسي مرض النوم، الذي يفتك بكثير من البشر. كما ينقل مرض الذبابة المميت للأبقار والخيول. أمّا البراغيث والقمل فتنقل أمراض الطاعون وحمى التيفوس.

    وتسبب الطفيليات الدقيقة، التي تدخل أجساد البشر، العديد من الأمراض. وهناك أكثر من مائة نوع من الديدان المسببة للأمراض تعيش داخل أجسام البشر، مثل ديدان البلهارسيا والديدان الكبدية وديدان الإنكلستوما والديدان الشريطية المُفَلْطَحة والديدان الشعرية. وتتكون أجساد تلك الديدان ـ أساساً ـ من طبقات محدودة من الخلايا.

    الحيوانات التي أثر عليها البشر
    أثر البشر على المملكة الحيوانية بطرق عدة. فبعض أنواع الحيوانات اختفت لأن الإنسان قتل أعداداً كبيرة منها أو سلبها أماكن معيشتها الطبيعية، وبعضها الآخر في طريقه للاختفاء، بينما قام علماء الأحياء بانتخاب سلالات من الحيوانات لم تكن موجودة من قبل عن طريق التهجين.

    وقد أصطاد إنسان ما قبل التاريخ حيوانات ذلك الزمان، مثل الماموث ودب الكهوف، لدرجة أدت بها إلى الانقراض. وبعد ذلك قتل ثور الأرخُصّ الوحشي، الذي كان يوجد بكثرة في أوروبا. كما أباد تقريباً ثور البيسون الأمريكي الشمالي، وهو حيوان خشن الوبر يُسمى عادة الجاموس، ويعيش الآن في المزارع الخاصة والمحميات الوطنية.

    وقد قلت أعداد كثيرة من الحيوانات لأن البشر استغلوا أماكن معيشتها السابقة، لبناء المدن والمزارع. ومن تلك الحيوانات الظباء والأفيال ووحيد القرن والحمار الوحشي.

    وعبْر التهجين الانتقائي تم انتخاب صفات منتقاة، من سلالات الحيوانات الأليفة. ومن أمثلة ذلك أن لحوم بعض سلالات الدجاج ) أصبحت ذات مذاق أفضل مما كانت عليه. وصار بعض سلالات الدجاج ينتج كميات أكبر من البيض، كما صارت سلالات الماعز والأرانب تنتج صوفاً وفراء أجود. كما تم انتخاب سلالات معينة من الحيوانات لأداء أغراض ومهام خاصة، مثل سلالة كلاب الداشهوند Dachshund الألمانية ذات الأرجل القصيرة، المتخصصة في محاربة حيوانات الغرير التي تعيش في أوجار (أنفاق) ضيقة تحفرها في الأراضي الزراعية؛ وسلالة كلاب الأغنام ذات الكفاءة العالية في حراسة قطعان الأغنام ورعيها. وهناك سلالات الأبقار ذات الإنتاج العالي للألبان، وسلالاتها الأخرى ذات اللحوم. وهناك أيضاً سلالات الخيول المختلفة التي تستخدم في الأغراض المختلفة سواء للنقل أو السباق.

    #1048904

    حواس الحيوانات
    لدى معظم الحيوانات أجزاء من جسمها تستجيب للتغيرات، التي تحدث في الوسط الذي تعيش فيه. وقد يكون مصدر المؤثر (التغيير) رائحة أو منظراً أو صوتاً أو ذوقاً أو لمساً. ولا يوجد لدى الحيوانات بسيطة التركيب أجزاء خاصة من أجسامها تستجيب بها نحو المؤثرات الخارجية، بل تفعل ذلك بكل خلايا جسمها. أما الحيوانات معقدة التركيب خاصة الفقاريات، فلديها أعضاء رفيعة التكوين، تستجيب بها نحو المؤثرات الخارجية.

    الحواس
    تتفاعل بعض الحيوانات بسيطة التركيب، مثل الهيدرا والمشط الهلامي، مع المؤثرات الخارجية عن طريق خلايا خاصة مبعثرة بين الخلايا الأطرية لجسم الحيوان. أما استجابة معظم أنواع الحيوانات الأخرى للمؤثرات الخارجية، فتعتمد إلى حد كبير على واحد أو أكثر من حواسه الأساسية، وهي البصر والسمع والشم والذوق واللمس. ولكن بعض تلك الحواس قد يكون أكثر أهمية لنوع معين من الحيوان دون نوع آخر. فمعظم الطيور، مثلاً، لا تستطيع الحصول على الطعام إذا لم تكن تراه. أمّا السمع فهو الحاسة الأهم للخفافيش. فإذا غُطْيت أذنا الخفاش فهو يعجز عن الطيران وصار يصطدم بكل ما يواجهه من أشياء. وحاسة الشم الدقيقة هي التي تمكن الكلاب من إيجاد الطعام، وتتبع الأثر، والتعرف على المخاطر التي قد تواجهها. أما حاسة الذوق فهي مهمة جداً لدى الكثير من الحشرات، حيث تحدد الفراشة الطعام بتذوقها حلاوة رحيق الأزهار بوساطة أرجلها. وحاسة اللمس شديدة الأهمية للقطط، فشواربها تمثل أعضاء لمس تمكنها من تحسس طريقها بين الأعشاب القصيرة، حتى تتلافى الاصطدام بالأشياء التي في طريقها.

    السلوك

    يداوم العلماء على دراسة تفاعلات الحيوانات لفهم سلوكها. ويشتمل السلوك على استجابات الحيوان للمؤثرات، وكيفية تصرفها حيالها. ويبدو أن السلوك العام لمعظم الحيوانات يعتمد على أنماط تفاعلها التي زودها الله سبحانه وتعالى بها، وهي الغرائز والأفعال المنعكسة. وهي ليست مرتبطة بالتقدير العقلي لعواقب التصرفات، لأن الله سبحانه وتعالى وهب تلك الخاصية فقط للبشر من خلقه. فالحيوانات تتصرف من منطلق الغرائز التي أودعها فيها الخالق جل جلاله، وليس من منطلق تعلم تلك التصرفات، أو تقدير عقلي لعواقبها. مثال ذلك أن العثة تطير، على نحو غريزي، بعد خروجها من شرنقتها مباشرة لتجد غذاءها من عصائر النباتات دون أن يُعَلّمها أحد ذلك، فتلك غريزة أودعها الله سبحانه وتعالى فيها. فالخالق، جل شأنه وعظمت قدرته، أودع في الحيوانات مجموعة من الغرائز تمكنها من البقاء والحياة.

    وقد وهب الله سبحانه وتعالى بعض أنواع الحيوان نوعاً من الذكاء (أي بعض المقدرة للتعلم من الخبرة لحل بعض المعضلات)؛ فالفقاريات لديها بعض الذكاء بعكس اللافقاريات. ومن بين الفقاريات فإن القردة العظمى، والقردة، والدلافين، تتعلم بسرعة حل بعض المعضلات التي تتطلب نوعاً من الذكاء. أما اللافقاريات مثل الحشرات والكركند فتظهر مقدرة للتعلم فقط بعد تدريبها بعناية فائقة. وحتى دودة الأرض يمكن تدريبها لتتنحى يميناً أو يساراً، لتتفادى صدمة كهربائية.

    الاتصالات بين الحيوانات

    يستخدم الحيوان حواسه لتلقي الاتصالات من حيوانات أخرى من نوعه. فحينما يسمع ذكر طائر أبي الحناء غناء ذكر أبي حناء آخر، يعلم جيداً أن الطائر المُغَنِّي سوف يستميت في الدفاع عن مقاطعته ضده، أما أنثى أبي الحناء فتعلم أن الذكر المُغَنِّى سوف يرحب بدخولها مقاطعته، بغرض التزاوج معها .

    وقد يتواصل بعض الحيوانات عن طريق الرائحة، حيث تطلق أنثى عثة الغجر، أو أنثى عثة دودة الحرير، رائحة مميزة في الهواء لتعلن استعدادها للتزاوج. وعندها تطير ذكور تلك العثات من مسافة تصل إلى الكيلومتر مبدية استجابة لتلك الرائحة للتزاوج مع تلك الإناث. وتميز ذكور الببر وعامة الذكور في فصيلة السنوريات حدود مقاطعاتها بالتبول عند تلك الحدود. وتُعْلِم رائحة البول من ذكور الببر الأخرى أن هذه المقاطعة يحتلها ذكَر من نوعها.

    ويستخدم بعض الحيوانات التعبير بالوجه وبالجسم للاتصالات. فقد يهدد ذَكَرُ الرُّباح (السعدان) ذَكَرَ رباح آخر بدفع كتفه للأمام، وفتح فمه مكشراً عن أنيابه وأسنانه الضخمة الحادة. وقد يرمي ذكر الغوريلا الغاضب بأوراق الأشجار في الهواء ويدق على صدره بقبضتيه. ويؤدي نحل العسل نوعين من الرقصات، ليُخبر بقية أفراد الخلية عن أماكن وجود الأزهار ذات الرحيق الوافر. فإذا وجدت نحلة عسل أزهاراً ذات رحيق قرب خليتها، عادت إلى خليتها ورقصت في دوائر. أما إذا كانت تلك الأزهار بعيدة عن خليتها فهي ترقص في خط مستقيم تجاه وجود الأزهار، وعندها تطير شغالات النحل في ذلك الاتجاه لتجد الأزهار ذات الرحيق.

    بتمنى يعجبكو الموضوع

    تحياتي

    #1049652
    noor_888
    مشارك

    تسلمي زموووونه

    موضوع رائع ومتكامل

    الله يعطيك الف عافية حبيبتي

    #1050366

    مشكورة نور على مرورك

    يعطيكي العافية

    تحياتي

    #1050372
    سراب..
    مشارك

    رائع طرحك يا زمن

    معلومات هامة وشاملة ل التعريف بمملكة الحيوان الكبيرة كبر مملكة

    النبات الشاسعة

    شكرا على المجهود

    #1053282

    يسلمو ملوكة على مرورك

    يعطيكي الف عافية

    تحياتي

    #1056887
    مشكوووووورة زمن الرحيل
    عرض رائع وبسيط
    طويل لكنه شيق ومثير
    يكمن به قدرة الخالق العظيم
    فاذكروا الله
    تحياتى

    #1056993

    اسماء

    مشكورة ع مرورك

    وبارك الله فيكي

    يعطيكي العافية

    تحيتي

مشاهدة 11 مشاركة - 1 إلى 11 (من مجموع 11)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد