لا تزال تداعيات نشر الفيلم الهولندي المعادي للإسلام مستمرة؛ حيث تصاعدت الأصوات التي تدعو الدول الإسلامية إلى مقاطعة البضائع الهولندية كسلاح قوي في وجه هذه الإساءات المتكررة للإسلام ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
وفي أحدث تحرك في هذا الاتجاه، دعت مجموعات تجارية ماليزية مختلفة إلى مقاطعة البضائع الهولندية كإجراء عقابي على قيام النائب الهولندي اليميني “غيرت فيلدرز” بنشر فيلم مسيء للقرآن الكريم على الإنترنت.
وفي هذا السياق، طالبت منظمة المستهلكين المسلمين في ماليزيا بإطلاق حملة لمقاطعة البضائع الهولندية. وقال مسئول بالمنظمة: إن هذه المقاطعة تأتي احتجاجًا على فيلم “الفتنة” المسيء للإسلام.
وأشار المسئول إلى أن مِن بين البضائع المختارة للمقاطعة والتي تصدرها هولندا لماليزيا منتجات شركة “شل” للنفط وحليب “داتش ليدي” ومنتجات “فيليبس” الكهربائية وشوكولاتة “فيريرو روتشي” وشاي “ليبتون”.
وأثار فيلم “فتنة” المعادي للإسلام الذي أخرجه النائب الهولندي “غيرت فيلدرز” والذي بثه على شبكة الإنترنت، مساء الخميس الماضي، استياءً واسعًا في الدول الإسلامية.
وطالب علماء دين ومثقفون ومواطنون بمقاطعة الشركات الهولندية وبضائعها، واتباع كافة السبل الحضارية لمنع الإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومنها توعية الغرب برسالة الإسلام التي تضع “الإنسان” على قمة معطياتها.
وعقب نشر الفيلم المعادي للإسلام، نأت الدولة الهولندية بنفسها عن الفيلم، وأوضح وزير خارجيتها أنّ “الفيلم الذي أنتجه نائب بالبرلمان الهولندي لا يمثل سياسة الحكومة الهولندية”.
وينظر كثيرٌ من المسلمين إلى موقف الحكومة الهولندية على أنه موقف سلبي يهدف إلى تبرئة ساحتها أمام الشعوب المسلمة من تبعات نشر هذا الفيلم المسيء للقرآن الكريم، ومحاولة لتفادي حملات مقاطعة الشعوب الإسلامية للبضائع الهولندية.
الشركات الهولندية تخشى المقاطعة
من جانبها، هددت شركات هولندية بملاحقة النائب الهولندي “غيرت فيلدرز” إذا أدى فيلمه المعادي للإسلام إلى مقاطعة تجارية.
وقال رئيس المنظمة الهولندية لأرباب العمل “برنارد فينتيس”: “لا أعرف إذا كان فيلدرز غنيًا أو يملك تأمينًا جيدًا لكن إذا تعرضنا لمقاطعة فسنرى إذا كنا نستطيع تحميله مسئولية ذلك”.
وأضاف أنّ “المقاطعة يمكن أن تضر بالصادرات الهولندية وشركات مثل “شل” و”فيليبس” و”أونيليفر” معروفة بأنها هولندية”.