وفي يوم من الايام , استيقضت صباحا على لثتين منتفختين متورمتين تسببان الما وانزعاجا شديدين , وبما ان القانون الذي يحكم سلوكي هو عدم الاحتفاظ بانزعاجي لنفسي , بل ابلاغ الاخرين به وحتى ازعاجهم ليساعدوني , اخذت ابكي واتململ واطالب بما اعتبره من حقب , فاتت امي وحملتني بين ذراعيها آخذة بالحديث معي وتطيب خاطري وتقبيلي.

لم اجد ان اجراءتها تلك كانت نافعه للتخفيف من حدة المي , فواصلت البكاء ورفعت من حدته درجه . فسالتني عما بي وماذا يؤلمني وكاني استطيع الكلام للرد عليها …فلو استطعت الكلام لما بكيت.. احتارت بامرها , واخذت تهدهدني وتنشد لي الاناشيد المهدئه . واحنرت بدوري كيف افهمها وانا ابعد ما اكون عن الحاجه الى الموسيقى والغناء الان.

فجاءه خطرت لي فكره نيره, فحملت يدي الى فمي وادخلت ما تيسر لي منها في داخله . تبدلت ملامح امي , وحل الفرح على وجهها محل الحيره وكانها اكتشفت اكتشاغا عظيما تهتز له البشريه جمعاء , تفحصت لثتي ورات احمرارها الشديد , فقالت “اتبكي كل هذا البكاء لمجرد سن ضغيره قاربت على البزوغ؟”.

باردة الاعصاب هي حقا , ليت جدتي تخبرني ما فعلت امي يوم طلوع اسنانها , وهل تعاملت مع المساله بروح رياضيه وبحكمه وهدوء بالغين كما تفعل امي اليوم معي ؟؟

غير انها في الحقيقه لم تكتفي بسؤالها البارد , بل اتت لي بدواء مرطب ومهدىء فركت به لثتي فزال الالم , واعطتني لعبة مستديره من ” المطاط” اعض عليها .

ولكن المشكله الانهي انها تفرك لثتي بالدواء وتعطيني اللعبه كلما فتحت فمي لابكي حتى لو كان مصدر المي هو أذني.