نداء إلى الجهات المعنية لوقف هذه المهزلة المدمرة لشباب و شابات عمان

المعروف أن جمع التبرعات عمل تطوعي ، فالمتبرع يجود بما لديه دون إكراه و دون إلحاح و دون قطع طريق. من المناظر المألوفة في عمان و في كثير من مناطق العالم أنه حين تقوم هيئة أو جماعة ما بحملة لجمع التبرعات نرى في بعض المجمعات التجارية نوعا من “الكاونترات” يجلس أو يقف خلفها متطوعون يتوجه إليهم من يريد التبرع فيتبرع بما تجود به نفسه.

أما التسول في المراكز التجارية فإنه يتم بالتعرض للداخلين و للخارجين بطلب معونة شخصية أو مساعدة لشخص آخر أو لجهة آخرى ، و هذا ما نشاهده هذه الأيام في مداخل و مخارج المجمعات التجارية. فنحن نرى هذه الأيام شبابا و شابات عمانيون يحملون بعض التقاويم السنوية لهذا العام يعترضون طريق الداخلين و الخارجين يعرضون هذه التقاويم على أن حصيلة قيمتها هي تبرع للمكفوفين. سألت أحدهم هل أنت متطوع للقيام بهذا العمل ، أجاب كلا بل هو موظف لدى الجهة التي تجمع هذه التبرعات و قيمة الراتب 120 ريالا بالإضافة إلى عمولة تشجيعية لو قام في يومه ببيع أكثر من 40 تقويما . فإذا كان البائع موظف و يأخذ راتب لقاء عمله هذا بالإضافة إلى رواتب الهيئة الإدارية التي تدير عملية التسول هذه ثم قيمة طباعة هذه التقاويم ، إذا كم يبقى من الحصيلة ليذهب لمعونة المكفوفين.

أني أرى بأن هذه العملية ليست عملية جمع تبرعات بل عملية تعليم و تدريب الشاب العماني على مهنة التسول و قطع طريق الداخلين و الخارجين و الإلحاح عليهم للتبرع ، فماذا لو انتهت عملية الحملة هذه و تعود هذا الشاب و هذه الشابة على عملية التسول و عاد ووقف على نفس الأبواب و لكن هذه المرة بأشياء من صنع يده ليقوم بالتسول بعد أن ذاق حلاوتها في المرة الأولى؟

أتمنى تدخل الجهات المعنية في وزارة الشؤون الاجتماعية و الجهات المسؤلة لوقف هذه المهزلة و لهذا التدمير لمستقبل شباب عمان الواعد.

الحبيب العماني