كنت اعرف بإني سأشعر بالفرح و الحزن في مثل هذه الليلة ، فرح بزواجي و حزنُ لفراقي بيتي،
لكن في الحقيقة الحزن الذي اشعر به الان من نوعٍ اخر فأنا افتقده ، و افتقد هديته، افتقد وجوده بين
الحاضرين ، افتقد أبي انظر الى الحاضرين لكني لا اجده بينهم .

اكتب الان خواطري بينما امي و اخواتي يحضرن فستان العرس و بينما اخوتي يستقبلون الضيوف ،
و انا بمعزل بإفكاري عنهم جميعا ،فأنا اتمنى – استغفر الله- ان يكون والدي موجودا و ان تكون هديته
على قمة الهدايا و ان يأخذ برأسي و يبلني من جبيني و يدعو لي ثم يأخذ بيديالى زوجي و يسلم عليه
و يشد على يده و هو يوصيه بي و يقول له بإني امانةٌ لديه ، ثم يبارك لنا نحن الاثنين، لكن هذه امنياتٌ فقط.

اعرف ان الانسان يستمر بحب شخصٍ احبه فقده حتى و إن لم يره و لم يعش معه ، إنما يتكلم الجميع عنه ،
يكفي ان يحدثوني من هم اكبر مني عن طيبة قلبه و رقة معاملته ، يكفي ان يصفوه بالصديق ، يكفي ان
يكون موجودا في ذاكرة من عرفوه و عاشروه و احبوه ، موجوداكصديق و كحبيب و كوالد ، يكفيني هذا
لأرسم له في مخيلتي صورة إطارها المحبة و الوانها ذكريات لم اعشها.