أقدم الزواحف الأحفورية عثر عليها في إسكتلندا و تعود إلي أكثر من 340 مليون سنة و منذ هذا الوقت تطورت الزواحف إلي العديد من الأنواع تتراوح من الزواحف الكبيرة مثل التماسيح و القاطور إلي الأنواع الأصغر حجماً متمثلة في أكثر من 2600 نوع من الثعابين المتواجدة في مختلف أرجاء العالم.

و في هذة الدراسة الخاصة نتعرض لعائلة البويدى من الثعابين و التي تشمل أكبر الثعابين حجماً علي كوكب الأرض مثل الأناكوندا و أيضاً البوا و البيثون الشبكي.

و هنا نتحدث تحديداً عن الأناكوندا:
الأناكوندا هي أكبر الثعابين المعروفة علي وجه الأرض و غالباً ما يتراوح طولها ما بين 25 – 30 قدماً كما يصل وزنها إلي أكثر من 300 رطل كما أن متوسط أعمارها يتراوح ما بين 15 – 20 عاماً.

و هناك أربعة أنواع مختلفة من الأناكوندا و التي تنتمي إلي جنس اليونيكتس و هي كالأتي:
1- باربورى 2- ديسشواينسيا 3- نوتايوس 4- مارينوس.

الأناكوندا الخضراء صاحبة الصورة الأولي هي الأكبر حجماً علي الإطلاق في عائلة البويدى صاحبة الثعابين العملاقة و يأتي بعدها في الترتيب من حيث الحجم البيثون الشبكي.

كل الثعابين التي تنتمي إلي جنس اليونيكتس تستخدم حجمها الضخم و قدرتها الهائلة علي قبض أجسامها لكي تلتف بإحكام و تعتصر فرائسها حتي الموت.

و هذا الضغط الهائل الذى يقع علي الفرائس يحد تماماً من قدرة هذة الفرائس علي التنفس إلي حد الإختناق كما أن أعضائها الداخلية مثل الرئتين تتمزق و تنفجر بسرعة كبيرة و من ثم يتسني لهذا الثعبان العملاق التمتع بوجبته بهدوء.

كما أن جميع الثعابين لها القدرة علي فصل فكوكها عن بعضها البعض لكي تكون قادرة علي إبتلاع ضحاياها التي قد تكون أكبر حجماً من قطر فتحات أفواهها في الحالة العادية.

و هناك حالات عديدة سجلت لبشر قد وقعوا كضحايا و فرائس للثعابين العملاقة من عائلة البويدى.

و الأناكوندا الخضراء توجد في أمريكا الجنوبية في منطقة حوض نهر الأمازون و روافده و تمضي معظم وقتها في الزحف خلال الأدغال و المستنقعات بحثاً عن فرائسها.

و الأناكوندا في الغالب تعيش في المناطق الأقرب إلي الماء و لكن أحياناً تخرج إلي الأراضي الجافة و ذلك لكي تشمس أجسادها أو للصيد.

الأناكوندا الصفراء و التي صورتها بالأعلي هي إحدى أقارب الأناكوندا الخضراء و لكن أقل منها كثيراً في الحجم و لها نفس الطريقة في الصيد و في نوعية الفرائس مثل الزواحف الصغيرة و الطيور.

و الثعابين العملاقة التي تنتمي إلي عائلة البويدى لا تأكل ثلاثة مرات في اليوم بل الحقيقة ربما تمر أسابيع عديدة قبل أن تصيد و تأكل أى نوع من الطعام و هذا راجع إلي كونها من ذوات الدم البارد لذا فهي لا تحتاج إلي الكثير من الطعام مقارنة بذوات الدم الحار. فهي من الممكن ألا تحتاج إلي أكثر من أربعة أو خمسة وجبات كبيرة خلال العام كله كي تبقي علي قيد الحياة.

و في الأسفل صورة لأناكوندا عملاقة تعتصر الحياة من تمساح من نوع الكايمان و هو نوع التماسيح الموجودة في أمريكا الجنوبية.

الأناكوندا لها قدرة منخفضة من الإبصار و السمع و لكنها مهيئة خصيصاً للإحساس بالحركة القريبة منها كما أنها تتمتع بمقدرة عالية في حاستي الشم و التذوق.

و علي النقيض بالنسبة لباقي أنواع الثعابين التي تستطيع تذوق الهواء بإخراج و تحريك ألسنتها, فإن لسان الأناكوندا غير حساس للمؤثرات الخارجية كلها إلا حاسة اللمس فهو حساس جداً لهذة الحاسة.

و الأناكوندا تمتلك مستقبلات عصبية كميائية خاصة متطورة تسمي ( عضو جاكوبسن ) عبارة عن زوج من التجاويف أو الأنابيب الصماء و توجد علي جانبي الحاجز الأنفي أو في تجويف الفم و يوجد مثيلها في البرمائيات و الزواحف و بعض الثدييات … و توجد أيضاً في الإنسان و لكن بصورة ضامرة أولية.

كما أن الأناكوندا تمتلك ناتئتين خلفيتين علي جانبي منطقة الإخراج و التناسل تعتبر كأقدام بدائية ضامرة.

و الأناكوندا تصل إلي طور النضوج الجنسي عند سن 3 – 4 سنوات و يكون موسم التزاوج في شهرى ديسمبر و يناير. و فترة حمل أنثي الأناكوندا تتراوح ما بين 180 – 200 يوم و النسل الناتج يعتمد بصورة كبيرة علي حجم و صحة الأنثي و قد تصل أعداد الثعابين المولودة ما بين 90 – 100 ثعبان وليد ( و لكن في الغالب تكون الأعداد ما بين 20 – 30 صغير و تكون حوالي 2 – 3 أقدام في الطول )

و علي عكس باقي أنواع الثعابين التي تبيض فإن أنثي الأناكوندا تحتفظ بالبيض في داخلها ثم تلد صغار مكتملة النمو و تكون نسخة من أبويها و في خلال بضعة أيام تكون هذة الصغار قادرة علي الخروج لصيد فرائسها الخاصة بنفسها و التي تتمثل في الضفادع و السحالي.

و في الخريطة المبينة في الأسفل فإن الجزء المظلل بالأحمر منها يمثل مناطق تواجد الأناكوندا العملاقة.