أسباب الارتفاع
وحول العوامل الخارجية والمحلية المؤثرة على ارتفاع الذهب قال سعادة حمود بن سنجور الزدجالي الرئيس التنفيذي للبنك المركزي العماني: الذهب كأي سلعة أخرى يتم تداوله في السوق الحرة ويتحدد سعره من خلال قوى العرض والطلب. ويتغير سعره من وقت لآخر بفعل العوامل التي تؤثر في جانبي العرض والطلب. فبجانب كونه أصلاً من اصول الثروة فقد تعددت استخداماته الصناعية بحلول القرن العشرين. حيث دخل في كثير من الصناعات الهندسية والالكترونية والطبية.
مشيرا سعادته الى ان الصناعة وحدها تستأثر بنحو 60٪ من إنتاج الذهب العالمي، يذهب الجزء الأكبر منها الى صناعة المجوهرات والاسنان وبعض الاغراض الطبية الاخرى. والباقي بعد ذلك يدخل في صناعة الالكترونيات والصناعات الهندسية والكهربائية المختلفة. أما النسبة المتبقية من الانتاج العالمي السنوي من الذهب ـــــ والتي تبلغ 40٪ ــــ فهي توزع 20٪ للبنوك المركزية كجزء من غطاء العملة المحلية و20٪ تذهب الى القطاع الخاص في صورة سبائك بأوزان مختلفة.

أسباب تسعير الذهب
وردا على سؤال حول كيفية تسعير الذهب المباع لمحلات الصياغة او التجار.. قال سعادته: محلات بيع المشغولات الذهبية بالسلطنة امكانياتها محدودة نسبيا. ومن ثم فإنها لا تقوم عادة باستيراد الذهب الخام مباشرة من الخارج او حتى من المستخرج من اراضي السلطنة. لانه يتم تصديره بالكامل الى الخارج. ويتم تشغيل وتصنيع قدر محدود من الذهب الخام في السلطنة. بينما يتم استيراد معظم المشغولات الذهبية الجاهزة الصنع من الخارج من دبي على سبيل المثال ويتم تحديد سعر بيع هذه المشغولات طبقا لسعر الذهب في السوق العالمية زائد مبلغ مقابل تكلفة عمليات التشغيل (المصنعية).
أما عن أسباب ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية.. أجاب قائلا: يعزى ارتفاع أسعار المشغولات الذهبية في السلطنة الى العوامل السابق ذكرها، يضاف الى ذلك عوامل أخرى مثل زيادة الطلب في حالات الزواج، وكذلك عدم استقرار سعر صرف الدولار الامريكي، وميله نحو الانخفاض مقابل العملات الرئيسية الاخرى، ومن شأن ذلك ان يؤدي الى زيادة اقبال الاجانب العاملين بالبلاد على شراء المشغولات الذهبية على اعتبارها مخزنا للقيمة بديلا عن الدولار، وغيره من العملات الأجنبية بجانب كونها من مظاهر الثراء والزينة، كما ان العديد من السائحين الذين يفدون الى السلطنة يقومون بشراء المشغولات الذهبية. اما استمرار ارتفاع اسعار الذهب في المستقبل فيتوقف على ظروف انتاج وعرض الذهب في العالم وأيضا ظروف الطلب على هذا المعدن النفيس.

علاقة الذهب بالدولار
وعن مدى العلاقة المباشرة بين انخفاض سعر صرف الدولار وارتفاع سعر الذهب.. قال سعادته: الذهب كسلعة يتم تسعيره عالميا بالدولار الامريكي شأنه في ذلك شأن السلع الرئيسية التي تدخل في التجارة الدولية. ومن ثم فإن زيادة الطلب على الذهب لسبب او لآخر يؤدي الى ارتفاع سعره. وارتفاع سعره يعني انخفاض قيمة الدولار مقابل وحدة واحدة من الذهب. لتكن الأونصة مثلا. ويحدث العكس في حالة انحسار الطلب على الذهب ــــ نتيجة لعدم وجود توترات سياسية او انخفاض معدل التضخم على مستوى العالم او غيرها من الأسباب التي تؤثر في الطلب على الذهب ـــ حيث ينخفض سعر الذهب في السوق العالمي، ومن ثم ترتفع قيمة الدولار بالنسبة لوحدة واحدة من الذهب. من هنا يتضح ان ثمة علاقة مباشرة بين سعر صرف الدولار الامريكي وسعر الذهب في السوق العالمية وهي علاقة عكسية كما نرى.

توفر السيولة والمناسبات
محمد المطري مدير فرع الرميزان لييع الذهب والمجوهرات يشير في بداية حديثه الى أن أغلب زبائن المحل من العمانيين والذين هم مقبلون على الزواج، اما الأجانب فإنهم يقوموا بشراء السبائك التي تزن ما بين 10 أونصات و20 أونصة وذلك للاستفادة منها في بلدانهم لتسويقها للحصول على الزيادة في فارق العملة.
وعن الاوقات التي تلقى صناعة الذهب رواجا كبيرا في عمليات البيع والشراء يقول: ليست هناك أوقات محددة بعينها وانما يصبح الطلب على الذهب الاصفر في فصل الصيف حيث تكثر الأعراس العمانية نظرا لدخول إجازة نهاية العام الدراسي، أما الأوقات الاخرى فتكون عند نهاية كل شهر لتوفر السيولة بحكم استلام الرواتب وكذلك أيام الاعياد حيث يحرص البعض على تقديم الذهب كهدية في مثل هذه المناسبات.
وعن العوامل التي تؤثر على الأسعار يقول المطري: البورصات العالمية سبب مباشر في عملية ارتفاع او انخفاض الأسعار وكذلك أسعار النفط ولا ننسى المشاكل السياسية العالمية والتي ضاعفت من أسعار التأمين وعمليات النقل .
وأشار المطري الى أن سعر الذهب خلال هذه الايام ارتفع الى حوالي 126 ريالا للتولة والتي تزن 11,664 جرام وفي أواخر العام الماضي كانت الأسعار تتراوح بين 95 ريالا و99 ريالا وقبل سنة كانت بين 84 ريالا و88 ريالا. مشيرا الى انه بعد ارتفاع الاسعار كان هناك اقبال كبير على شراء الذهب خوفا من ارتفاع محتمل خلال الفترات القادمة وخاصة من قبل الشباب المقبلين على الزواج وكذلك المستثمرين في الذهب تحسبا لارتفاع في الايام القادمة.

الأسعار مباشرة
وحول عمليات تسعير الذهب يقول محمد المطري: نظرا لتوفر الاجهزة الحديثة والشبكة العالمية يتم الحصول على التسعيرة من شاشة البورصات العالمية نتيجة التداول في تلك البورصات منها اليابانية والسويسرية والامريكية. ونحن كباعة للذهب على اطلاع مباشر بما يدور في تلك البورصات لمعرفة الأسعار وما آلت اليه.
وعن تأثير المبيعات بتقلبات الأسعار يقول محمد المطري: من المؤكد أن هناك تأثيراً ولكن ليس من صالحنا في حالة الارتفاع لانه يقل عدد الزبائن لشراء الكميات.. أما في حالة ثبات الأسعار او الانخفاض ففي هذه الحالة يزيد عدد الزبائن وتزيد كمية البيع وفي هذه الحالة يكون هناك ضمان للمكسب.

أنواع الذهب
وعن أنواع الذهب التي يكون الإقبال عليها في الوقت الحالي يقول: غالبا الذهب الاصفر وبعده الذهب الابيض ولكن الذهب الاصفر عيار 21 قيراطاً يكون الاقبال عليه أكثر.

وللتعرف والتمييز بين أنواع الذهب قال: نقوم بالتوضيح للزبون عن نوعية الذهب ويكون هناك أيصال الدفع الذي يتم فيه تسجيل البيانات. كما ان هناك مختصين من الجهات المسؤولة يقومون بمتابعة أسواق الذهب بين فترة وأخرى دون تحديد مواعيد معينة كما انه يوجد ختم من مختبر المعادن الثمينة ودمغ المشغولات التابع لدائرة المقاييس والرقابة على المعادن بوزارة التجارة والصناعة.

مصادر الذهب
ومن جانبه أشار محمد حنيف بن هارون مدير محل بيع المجوهرات: انه يحصل على سبائك الذهب من البنك المركزي العماني ومن التجار المتخصصين لبيع الذهب أما المصوغات الذهبية فيتم الحصول عليها بنسبة 80٪ والتي تتم صياغتها في الورشة التابعة للمحل والباقي نستوردها من دول الخليج مثل السعودية والبحرين والامارات وكذلك من التجار المحليين.
وعن عملية الشراء وتأثيرها على الأسعار قال: في المناسبات والمواسم تكون زيادة في الطلب على المصوغات ولكن لا تزيد الأسعار حيث ان السعر الأساسي يكون عالمياً مشيرا الى ان أسعار الذهب أسعار دولية وحسب البورصات العالمية.
وحول الأسعار يقول: في اعتقادي انها سوف تزيد وذلك لأسباب دولية منها ارتفاع في أسعار النفط والاجور التصنيعية وكذلك أسعار العملات الدولية اضافة الى زيادة الطلب على الذهب عالميا لها تأثير على ارتفاع الاسعار.
وأضاف: في الوقت الحالي هناك زيادة في عملية شراء الذهب بنسبة 30٪ عن العام الماضي بالرغم من زيادة عدد المحلات في الأسواق والمجمعات.
وأشار الى ان بعض الزبائن يقومون بشراء سبائك الذهب للاستثمار لبيعها في حالة الارتفاع وسوق الذهب مفتوح لعملية البيع والشراء بخلاف أسواق الاستثمارات الاخرى التي هي بعيدة المدى.