سؤال يحير البنات,ويشغل بال المراهقات,ويدفعهن الى الهمس فيما بينهن عن ذلك المستقبل الغامض الذي ينتظرهن

فيتبادلن الحكايات ويتناقلن الاسرار والاخبار التي تدور في المجالس عن تجربة النساء في الزواج

وفي كل مرة يتوصلن الى نتيجة مرعبة وحقيقة ثابتة,تقول:لا التي تزوجت باختيار العقل سعيدة,ولا التي تزوجت باختيار القلب سعيدة,وكل النساء بدون استثناء يشتكين من الزواج و سنينه!!

فهذه سيدة تحكي عن تجربتها الشخصية مع ((حبيب القلب)) الذي تزوجته عن حب وعارضت أهلها وتحدت مجتمعها وتنازلت عن حقوقها,فاذا به يخذلها ويتخلى عنها بعد سنين زواج قليلة.لكنها تضطر الى الاستمرار في مسيرة التضحية لتدافع عن قرارها وخيارها حتى النهاية فهذا اهون من ان تعود الى أهلها منهزمة ومكسورة تتلقى عبارات اللوم والتأنيب

وهذه سيدة أخرى تحكي عن تجربتها مع ((كامل الاوصاف)) الذي تزوجته بقناعة العقل دون ان يكون بينها وبينه شىء مشترك يخفق له القلب.فكل ما كان هناك انه رجل من عائلة لديه وظيفة مستقرة,ومال.وعلى قدر لا بأس به من الجمال..وهذا ما جعله يبدو زوجا مثاليا.لكنه في الواقع لم يكن كذلك بل كان مجرد قشرة براقة لمعدن رخيص

فالسيدة الاولى تندم من كل قلبها على حياتها التي ضاعت هباء من جراء سماع نداء القلب والثانية تندم على عقلها الذي اشار عليها باتباع صوت العقل وكلتاهما تتمنيان لو يعود بهما الزمن فتعصي الاولى قلبها وتعصي الثانية عقلها

ويبقى جيل الفتيات حائرا بين النموذجين,يرفضن الاستسلام الى اختيار الاهل,ويخشين الوقوع في شراك الحب…ويقنعن انفسهن بان العنوسة قد تكون أقل مرارة من الزوج اللئيم.

الحقيقة انه…لا القلب يضمن للفتاة الاختيار السليم,ولا العقل يضمن لها السعادة المنشودة.وانما هو امر وسط بين الحالتين يجمع القلب والعقل في خلطة سرية سحرية للزواج الناجح..أما الباقي فمرجعه للقسمة والنصيب.