5ر2 مليون زائر وقعوا أمس شهادة نجاح مهرجان مسقط الذي يتكرس دورة بعد أخرى كواحد من أنجح مهرجانات التسوق والترفيه والثقافة والفنون في المنطقة وأكثرها تنظيما وتنوعا وشمولية في الفعاليات والبرامج .
ورغم الأنواء المناخية التي ألمت بالسلطنة في الفترة الأخيرة استطاعت بلدية مسقط أن تهيئ في ظرف وجيز مواقع المهرجان وبنيته المتضررة كالمنطقة التجارية بالقرم وحديقة القرم الطبيعية وحدائق الصحوة وميدان العذيبة وفاجأت زوارها بحلتها الجديدة حرصا من الجهة المنظمة على انتظام دورات المهرجان في موعدها.
في نسخته هذا العام التي انطلقت في الحادي والعشرين من يناير الماضي تحت شعار “سحر المكان وروعة التواصل” وطويت صفحتها أمس شهد المهرجان زخما جديدا ونقلة نوعية في دقة التنفيذ وتنوع الفعاليات والمواقع وأعداد الزوار من الداخل والخارج واستقطب مختلف الشرائح الاجتماعية ونجح في إبراز الجوانب الثقافية والتراثية والسياحية والاقتصادية التي تنفرد بها السلطنة.
نجاح المهرجان تمثل في قدرته عبر دوراته المتوالية على تحقيق أهدافه وأهمها كسر حدة الروتين اليومي للمواطنين والمقيمين في مسقط بما يجدد الحياة ويجري الدم في شرايين المدينة وتنشيط الحراك الاقتصادي والتعريف بالسلطنة ماضيا تليدا وتاريخا مجيدا وحاضرا مشرقا حافلا بالانجازات ووضعها على خارطة السياحة العالمية نظرا لما يصاحبه من حملات تسويقية كبيرة في مختلف وسائل الإعلام وما يحظى به من مشاركة دولية واسعة أهلته بامتياز لأن يكون جسرا للتواصل بين الثقافات الانسانية ويعرض تقاليد الشعوب ونتاجاتها الحرفية وفنونها وأنماط حياتها التقليدية ويجمع عناصر المعرفة والترفيه تحت سقف واحد.
استطاع المهرجان أن يوفر أعدادا كبيرة من فرص العمل المؤقتة للشباب في مختلف المواقع وتنشيط برامج التوعية والتثقيف الجماهيري والتعريف ببرامج الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني وأفسح المجال واسعا للمرأة الريفية وأثر بشكل لافت في حركة القطاعات الاقتصادية والتجارية في مسقط وأهمها قطاع الضيافة والفندقة , إذ بلغت نسبة إشغال الغرف الفندقية خلال فترة المهرجان نسبة 100 في المئة وهو مؤشر يدفع الى ضرورة تعزيز هذا القطاع بمرافق جديدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح في هذه الفترة تحديدا.
ورغم هذه المكاسب المتحققة إلا أن المهرجان في أمس الحاجة الى تعزيز بنيته التحتية وتأمين منافذ سهلة للوصول الى المواقع وتلافي بعض الأخطاء التنظيمية كالتدافع الشديد على البوابات خشية نفاد تذاكر الدخول وهو أمر حدث مرارا في أكثر من موقع بالإضافة الى ضرورة مراجعة سقف الأسعار المقررة لألعاب التسلية ومراعاة ظروف الأسر وإفساح مجال أوسع للفنانين والمبدعين العمانيين وقبل ذلك كله إجراء دراسة تقييمية ومراجعة شاملة لهذه الدورة تأخذ في الحسبان تصورات ومرئيات الجمهور من أجل مهرجان أكثر إمتاعا واكتمالا يواكب سحر المكان ويليق بأجمل العواصم.

رأي الوطن