مشاهدة 15 مشاركة - 16 إلى 30 (من مجموع 31)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1000648

    – حصن نتوف :

    يقع على سفح الجبل الأخضر بمنطقة نتوف التي يحمل اسمها، وجاء بناؤه كما يبدو لأغراض عسكرية في المقام الأول اذ يحتل موقعا استراتيجيا من حيث تحكما في مدخل الجبن الأخضر، وهو حصن فسيح تحيط به ثلاثة بروج ويحكى أن بانيه هو الشيح محمد بن سلط النبهاني.

    #1000650

    -حصن الرويدة :

    يقع هذا الحصن في برتحة الموز ويخترقه فلج البركة ويعتبر موقعا استراتيجيا مهما من حيث تحكما ء مدخل الوادي المؤدي الى الجبل الأخضر.ومؤسس هذا الحصن هو محمد بن الإمام أحمد بن سعيد.

    معظم الحضارات الكبرى التي عرفتها الإنسانية عل اتساع تاريخها نشأت وازدهرت على السواحل ، قرب البحار والمحيطات ، لضمان استمرارية الحياة وتطورها وانفتاحها على غيرها من الحضارات والتجمعات البشرية . ومعظم هذه الحضارات تجنبت على الدوام سكنى الأرض الجبلية والصحر واية ، لصعوبتها وموامتها وجفافها.

    #1000651

    غير ان ثمة حضارات أخرى قدر لها ان تقوم على أراض جبلية أو صحراوية ، متحملة مشقة صنع حياة بشروطها وبدائلها على ارض اقل ما يمكن ان توصف به انها صعبة ومستحيلة ، ومن بين هذه الحضارات ، حضارة الإنسان العماني التي كان لجزء مهم منها ان ينشأ.فوق ارض مسيجة بالجبال ، فعمان كماهر معلوم تحتوي عل نحو ربه الخط الساحلي لشبه الجزيرة العربية ، والذي يزيد طوله عن ( 4000) ميل ، ومع ذلك فان حياة الغالبية من العمانيين لم تقم عل هذا الساحل الطويل وانما في الداخل ، في مناطق جبلية وصحراوية ( المنطقة الداخلية ومنطقة الظاهرة واجزاء كبيرة من المنطقة الشرقية )، وأصعب هذه المناطق الثلاث على الإطلاق واشدها صرامة هي المتنة الداخلية والتي قلبها نزوى.

    #1000653

    كيف أسست نزوى حضارة تحت ثقل بافض من الجبال ، وكيف استطاع هذا الإنسان النن وي ان يوجد حياة قادرة على النمو والتفاعل والعطاء، وان يخلف هذا الوجود الإنساني المبكر في مكان بالصعوبة التي ذكرنا، هذا الكم الهائل من الأحداث والبطولات والمعارف ؟

    تلك امسلة اردناها مدخلا لموضوع ، يشكل في عمومه تجربة عمانية صرفة لاتحاكها تجربة في مكان او قطر أخر إلا في ما ندر، وهي تجربة “شق وبناء الأ فلاج “، كك العملية المدهشة التي استاطاع العمانيون بفضل تمكنهم منها وتطويرها على مر العصور من صناعة وصياغة حياة كاملة وناجزة بشروطها وبدائلها في المكان الأصعب تماما.

    وفي نزوى كما في نميرها من المدن العمانية المشابهة كانت الأ فلاج هي مفتاح الحياة وهندسة البقاء والنمو، وكان أول ماباشره الإنسان حال استوطانه هذا المكان ، أو ما كان يجب ان يبدأ به حياته ، هو شق الأنط ج عبر إيجاد قنوات وممرات للمياه المحزونة في باطن الجبال ، ولهذه العملية هندسة دقيقة وشاقة عني بدراستها، دراسة علمية حديثة ، كثير من الباحثين الأجانب .

    وفي هذه المدينة يوجد أكبر فلج في عمان كلها الى جانب عدد كبير من الأفلاج ، وهذا الفلج الكبير والشهير، يسمى فلج “دارس”، وتسمية الفلج تعود، حسب الرواية الشعبية في “نزوى” الى ان اربعين شخصا ماتوا غرقا عند شقة ، أي أن هذا الفلج قد لان”درس” أربعين رجلا مرة واحدة يروي “دارس ” مساحة كبيرة من نزوى.

    ويصل تصريفه المائي الي ( 55 لترا مكعبا ) وترتوي مته قرابة مائة ألف نخلة الى جانب مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية يتكون ” فلج دارس ” من رافدين ” ساعدين ” ، الأول يطلق عليه الرافد أو الساعد الكبير ويبلغ طوله ( 1700 متر) وسمي بالرافد الكبير لأنه الأكثر غزارة. أما الرافد، أو الساعد، الآخر فيسمى الصغير لأنه الأقل غزارة، ويصل طوله تحو ( 1900 مترا)- وفي لتزوى يوجد عدد كبير من الأفلاج منها فلج ” الخطمين” و “الغنتق ” ، ” ضوت ” ، ” ابو رؤابة ” ، ” السعالى” “الخوي “، ” الدنين ” ، “العين ” وغيرها من الأفلاج التي بحثت عن الحياة في باطن الجبال وبعثتها.

    ان هندسة الأفلاج العمانية هي بجملة واحدة، هندسة الحياة في المكان الأكثر صعوبة وقسوة على الحياة.

    #1000654

    الوجه الأقل صرامة
    ” الحياة هي في مكان آخر”، بحسب الكاتب “ميلان كونديرا” .

    وفي نزوى ثمة حياة في مكان أخر. حياة خارج المسجد والقلعة والحصن والمعركة والكتاب ، حياة، هي با لأحري الوجة الآخر الأقل صرامة للحياة، انها المرتبطة بالمهارات البشرية، الفردية والجماعية، من صناعات وفنون تقليدية تشتهر نزوى بعدد كبير من الصناعات والحرف التقليدية، بعضها مرتبط بالمهنة الرئيسية للنزويين، وهى الزراعة ، وبعضها الآخر بما يعاد تركيبه وتصنيعه محليا ومن هذه الصناعات .

    – صناعة البسر ( التسبسيل )، وهي صناعة موسمية مرتبطة بنوع من بلح النخيل ويسمى ” المبسلي ” حيث يؤخذ بلح هذه النخلة ويغلى في “مراجل ” كبيرة ، ثم يجفف يسوق كنوع من “الحلويات ” غير مضاف اليه اي مركب أخر،ويصبح سلعة هامة نحير انها لا تسوق محليا، وتتركز اسواقها في شبه القارة الهندية وكان يبلغ انتاج نزوى من هذه السلعة في العقود السابقة الى ألف طن )

    #1000657

    – الحلوى العمانية :

    تعتبر نزوى اشهر مدينة عمانية في صناعة وانتاج الحلوى العمانية . وهي نوع من الحلوى تصنع من النشا والقمح والسكر الأحمر الذي ينتج محليا والسمن البلدي مضافا اليه الهيل والزعفران

    #1000658

    – تقطير ماء الورد :

    الورد الذي يعرفه العالم باقات تزين الغرف والشرفات في نزوى . في الجبل الأخضر تحديدا، يزرعونه بكثرة، هنالك مساحات كاملة من الآراضي مزروعة بالورد ولكن ليس لمنشره الجميل أو شذى عبيره ، وانما لتصنعيه وتحويله الى سائل وسلعة ثمينة تدخل في استخدامات كثرة وهذه العملية التي تسمى “تقطير ماء الورد”، عملية صعبة ومعقدة للغاية ، غير أن النزويين يجيدونها إجادة تامة ومن الصناعات والحرف التقليدية التي يمارسها النزويون ، صناعة السكر، وصناعة القطن ، وصناعة ” النيل ” وهومادة تستخرج من شجرة تسمى “العظلم ” حيث يجمع ويحشى وينقع في أوعية فخارية تسمى ” الخوابي ” وبمعادلات ومعاملات خاصة تنتج مادة تسمى ” النيل ” وتستخدم في تخضيب الملابس والنسائية منها علي وجه الخصوص.

    #1000661

    ومن الصناعات الأخرى، صناعة النحاس وصناعة الذهب والفضة والنسيج ودباغة الجلود اما فيما يتعلق بالفنون التقليدية فان نزوي على أية حال لا تستل ، كفا هي في أمور كثيرة، مكان الصدارة بين المدن العمانية ففي حقل الفنون الشعبية ئ بما كانت نزوى تحتل مركزا متأخرا ، كما هو حال غالبية مدن الداخل العماني ، ولمناخ وجغرافية الداخل دور أساسي في ذلك ومن الفنون الشعبية التي تشتهر بها نزوى، فن ” القصافية ” وهو ” رزحة ” سريعة الإيقاع يقوم بها الشباب تمهيدا لرزحة الكبار وهي نوع من المبارزة أو المبادالات الشعرية القصيرة بين فريقين يحكي اغراضا وموضوعات مختلفة من الغزل الى الهجاء، وهذه ” القصافية ” الصغيرة لما لاتستمر طويلا حيث يخلي الشباب الساحة للكبار في ” القصافية الكبير” التي لأتختلف عن سابقتها إلا في طول زمنها كفا تعرف نزوي فنونا شمعبية أخرى مثل ” الطوق طوق ” الذي يقام في منتصف شهر رمضان ، ” والتهلول ” الذي يقام فى أولى شهر ذي الحجة، وفن ” التبسيل ” الذي ليصاحب عملية صناعة التبسيل.

    المكان في مجمله ، في ظواهره وبواطنه هو مجموعة من البشر، تأتي وتذهب ، تبني وتهدم لتبني تنتظم دوما هذه المجموعة، أو (لمجموعات من البشر حول عنصر، خيط واحد ناعم ولكنه متين، هو التبدل والتغير.

    الثبات في حقيقة التاريخ وحتي في حقيقة الأسطورة يعنى الموت والفناء. وتبدل الإنسان وتغيره ليس موتا وليس فناء، وإن بدا الموت الحقيقة الأكثر وضوحا ويقينيه في حياة ألإنسان ، غير أنه ليعس موتا جذريا للإنسان وإنما هو فحسب سقوط ورقات من شجرة عظيمة هي البشرية التي تبرعم على الدوام أغصانا وورقات جديدة.

    هذا التبدل والتغير الدائمان والحتميان في حياة البشرية هو في المقابل تبدل وتغير هائلين في ” حياة ” المكان تتناسل الأمكنة ايضا كما تتناسل البشرية ، وتشتخ الأمكنة كما يشبخ الإنسان. غير ان شيخوخة الأمكنة يمكن ” تشبيبها”، إعادة الشباب اليها، وهذا تماما ما حدث لنزوى، فننروى اليوم لمن يراها يخالها مدينة ” شابة “، مدينة جديدة، لكنه شباب وقور، شباب حافظ على ملامح ” القدامة ” التي كانت. ففي نزوى الآن (الآن الذي عمره تحديدا اربعة وعشرينسنة) يتجاور القديم والجسيد ويتاخ يان في مشهد يحفظ للقديم “قدامته وأثريته وتاريخيته ” وللجديد اشراقته وابتسامته وصرامته ايضا التى لا تجعله مختلفا في المشهد العام للمدينة، عمرانا وإنسانا ان نزوى القسيمة تلك المدينة وإذا ما أخذنا ببعض فرضيات “كمال الصليبي ” فإن تاريخها يعود الى العام 350 قبل الميلاد، هي اليوم مدينة حديثة تماما حداثة لم تنتقص ولم تؤثر في وجهها الحضاري الضارب والموغل قي القدم . بل ان وجهها الشيم حي كما كان في أيامه الأولى مع وجود ضروري وحتمي لشروط ومتطلبات الحياة المعاصرة. فقلعتها ” الشهباء” التي يزيد عمرها على 504من السنوات هي اليوم ، وكما لو أن كل هذه (لسنوات لم تؤثر ولجما تغير فيها” وفي حقيقة الأمر ان للسنوات تأثيرها الكبير على هذه القلعة وعل غيرها من آثار المدينة وعلى المدينة نفسها، اسواقها، حواريها وازقتها واسوارها ، لو لم يجدد شبابها وتعاد لها الحياة، عبر إهتمام حكومي با رز بمدينة نزوى وتراثها وتا ريخها والتي تكرس وتعرف في حكمان ، وعبر الخطاب الإعلامي والثقافي العماني بمدينة ” التاريخ والتراث ” ، وقد تجلى هذا الإهتمام على مدى السنوات الماضية في إنجاز الكثير من المشروعات علي أصعدت الحياة المختلفة والتي كان على ألف القائمة تاريخها وأثارها ويتجلى الإهتمام بهذه المدينة ويبرز أكثر خلال هنا العام ، وهو العام الذي يحمل شعارا ومضمونا ثقافيا كبيرا، والذي سمي انطلاقا من توجه وطني كبير بــ ” عام التراث العماني ” الذي أعلنه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم رائد نهضة عمان الحديثة في توجهه العميق لاحياء التراث العماني كففصل أساسي في صياغة المشروع الحضاري للبلاد. وقد أختيرت نزوى لمكانتها التي تعرفنا على بعض منها حاضنة لإبرز برامج وفعاليات واحتفالات هذا العام والتي ستتزامن في نوفمبر المقبل واحتفالات البلاد بالعمد الوطني الرابع والعشرين المجيد. إن أكثر ما أخذته في حسبانها هذه الكتابة عن مدينة هي ، في الأصل ، ذاكرة الذاكرة العمانية هو تلك المقولة الشائعة لدى أغلب المؤرخين العمانيين ، وهي أن نزوى ” أعرف من ان تعرف”.

    ونقول قي الم لأخير أننا حاولنا تعريف ما لايعرف ووصف مالايوصف وإن هذه المدينة بإختصار وبجملة واحدة ذهب المكان وفضته ، وذهابه بالحياة الى أقصاها.

    #1000705

    بارك الله فيك اخي فتى على الموضوع الطويــل والمفصل جدااا

    واضح توكن لهاته المدينة محبة كبيرة , ليكون السبب من اجل حلوتها المشهورة يادب هههههههه

    والله مجهود كبير منك , الله يقويك يارب

    #1000781

    العزيزة وردة المغرب

    ما اروع تواجدك سيدتي .

    #1001624

    شــــــــــــكرا على الموضوع الرئع اخي فتى .. نتظر جديدك

    #1002781

    فتى العرين…

    الموضوع وااااااايد طويل وعيوني عورتني صدق بس ما قدرت ما اكمل لانك تتكلم عن بلادي بس صدق تشكر ع الموضوع كثير ,, في كثير حاجات غفلت عنها بس انت كفيت ووفيت ..

    شكرا اخي وللأمام دوما ان شاء الله

    #1009456

    مشكور فتى العرين

    على المجهود الرائع

    بارك الله فيك

    #1011028

    بارك الله فيك اخي فتى العرين على هذا المجهود الرائع
    مشكور على الملعومات القيمة
    يعطيك العافية
    تحياتي

    #1013126
    الظاهرة
    مشارك

    جزاك الله خبر

مشاهدة 15 مشاركة - 16 إلى 30 (من مجموع 31)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد