احب ان اخبركم بامر يا رب يكون مفيد ليكم وتستمتعوا بقرائته
ومتعتي الاكبر ان تستفيدوا منه ولا تتعجلوا بالقراءة بل تفكروا وتمعنوا في كل كلمه في موضوعي ؟
لا اعرف لماذا يلح عليا هذا الموضوع ان اخبركم عنه ….. ولكن
من رأيى انه موضوع مهم ………… ارجوا ان تقراوه ولا تملوا منه

** سعادة الإنسان ، او شقائه أو قلقه أو سكينته ، تنبع من نفسه وحدها .!!
إنه هو الذى يعطي الحياة لونها البهيج ، أو المقبض ، كما يتلون السائل بلون الإناء الذي يحتويه
(( فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط )) .

زار النبي (صلى الله عليه وسلم) أعرابياً مريضاً يتلوى من شدة الحمى ، فقال له مواسياً ومشجعاً :
(طهوراً) ، فقال الاعرابي : بل هي حمى تفور ، على شيخ كبير ، لتورده القبور ! فرد رسول الله عليه
” فهي إذن ” .

يعنى ان الأمر يخضع للإعتبار الشخصي ، فإن شئت جعلتها تطهيراً ورضيت، وإن شئت جعلتها هلاكاً وسخطت .

إن العمل الواحد بما يصاحبه من حال نفسي يتغير تقديره تغيراً كبيراً

قيمه العمل ، بل قيمه صاحب العمل ترتبط إرتباطاً وثيقاً بحقيقه الأفكار التي تدور في الذهن ، والمشاعر التي
تعتمل في النفس ، قال ( ديل كارنيجي ): ” ان أفكارنا هي التي تصنعنا ، وإتجاهنا الذهني هو العامل الأول في تقرير
مصيرنا ، ولذلك يتساءل ( ايمسون) : نبئني ما يدور في ذهن رجل أنبئك أي رجل هو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نعم .. فكيف يكون الرجل شيئاً آخر غير ما يدل عليه تفكيره ؟

وهناك فصه لشاب نهكته العله ، فرحل عن وطنه يطلب الصحه في السياحة وإرتياد الأقطار البعيدة , وكان أبوه يعلم
طبيعه مرضه , وأن سقامه جاء من توعك مزاجه وغلبه أوهامه , فكتب إليه في غربته هذه الرساله :
” ولدى ، إنك الآن على بعد آلاف الأميال من بيتك ، ومع ذلك لست تحس فارقاً بين الحالين هنا وهناك ، اليس كذلك ؟؟؟ بلى ! لأنك أخذت عبر هذه المسافه الشاسعه ، الشيئ الوحيد الذى هو مصدر كل ما تعانيه , ذلك هو نفسك
لا آفه ابداً بجسمك أو عقلك , ولا شيئ من التجارب التى واجهتها قد تردى بك إلى هذه الهاويه السحيقة من الشقاء
وإنما الذى تردى بك هو العوج الذهنى الذى واجهت به تجاربك , وكما يفكر المرء يكون ، فمتى أدركت ذلك يا بني
فعد إلى بيتك وأهلك ، لإنك يومئذ تكون شفيت”!!!

فغضب الشاب من تلك الرساله وقرر عدم الرجوع غير انه سار هائما في الشوارع وهناك راى كنيسه وكانت بها موعظة عن ( هذا الذى يقهر نفسه , أعظم من الذى يفتح مدينه ) وعندها دارت الافكار في مخيلته وكلام ابيه المحب له
وعندها اراد ان يغير ما في نفسه وادرك ان الشيئ الوحيد الذى كان أشد حاجة الى التغير هو تفكيره وإتجاهه الذهنى

ولكن يا أعزائي ان ديننا القويم هو مرادنا في هذه الحياه
فالاسلام – كسائر رسالات السماء – يعتمد في إصلاحه العام على تهذيب النفس الإنسانيه قبل كل شيئ
فالنفس المختله ، تثير الفوضى في أحكم النظم , وتستطيع النفاذ منه إلى أغراضها الدنيئه , والنفس الكريمه , ترقع الفتوق في الأحوال المختله ، ويشرق نبلها من داخلها , فتحسن التصرف والمسير , وسط الأنواء والأعاصير.

وبذلك أحبائي في الله ارجوا ان تعيشوا حياتكم في سعادة