[img][/img]
صورة عين الناقة الدامعة

وقصة الناقة الباكية هذه تدور في صحراء غربي جنوب بلاد المنغوليا . كانت عوائل منغولية بدوية تسكن في خيامها و ترعى إبلها و مواشيها و لديها جمال ذات سنامين و أغنام و صخول و ماعز و دجاج .
حملت ناقتان ، و ضعت إحداهما وليدها بصورة طبيعية حيث بدأت الناقة على الفور بقبوله و برضاعته و الإعتناء به و بعد يومين حاولت ناقة أخرى أن تضع وليدها إلا أن مخاضها كان عسيرا جدا إستغرق ثلاثة أيام ، حيث حاولت عائلتان مساعدتها و إنقاذها . وخلال فترة المخاض كانت الناقة تعيط و تنحب و تبكي و دموعها تسيل من شدة الآلام و الأوجاع . تمكن كل من الجد و إبنته و زوج إبنته سحب وليدها حوير من رحم أمه بكل صعوبة و عناء و حذر إلى أن فرجها الله عليهم و على الناقة . حاولت البنت أن تقرب حوير إلى الناقة إلا أنها رفضته ثم حاولت مرارا فلم تفلح . إضطر الزوج أن يحلب الناقة الثانية و يسقي حوير المسكين الذي ترفضه أمه أي الناقة . إستمرت العائلة جميعها بمحاولات لإقناع الناقة على قبول وليدها و إرضاعه لمدة ثلاثة أيام متتالية ، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل .

[img][/img]
هرع الجدان و أبو الأولاد لنجدة الناقة

[img][/img]
محاولة الجدين و أبو الأولاد لسحب حوير أثناء الولادة

[img][/img]
رفست الناقة وليدها حوير و رفضت إرضاعه

[img][/img]
حاولت أم الأولاد تقريب حوير إلى أمه إلا الناقة رفضته

[img][/img]
أم الأولاد حلبت الناقة و سقت حوير لمدة ثلاثة ايام

[img][/img]
بقي حوير المسكين منعزلا عن أمه لمدة ثلاثة أيام

و في الليلة الثالثة قررت العائلة و خصوصا الجدان ( الشيخان ) إرسال حفيديهما إلى الواحة أو القرية الصغيرة التي تبعد عنهم عشرات الكيلومترات لجلب معلم الموسيقى .

[img][/img]
الجد الأول للأولاد من ناحية الأب

[img][/img]
الجد الثاني للأولاد من ناحية الأم

ركب كل من الحفيدين الصغيرين على جملين و اتجها نحو الواحة القريبة من العائلة . و أثناء طريقهما هبت عاصفة رملية شديدة إضطرا إلى التوقف بالقرب من الأشجار القريبة و اختفئا تحتها و تناولا زادهما .

[img][/img]
الحفيدان عملا إستراحة أثناء العاصفة الرملية

و بعد أن هدأت العاصفة واصلا سيرهما باتجاه الواحة . و عندما وصلا إلى الواحة ذهبا إلى خيمة إحدى العوائل التي يعرفانها و أخبرا السيدة بأن جدهما يخصها بالسلام و يرجو إرسال معلم الكمنجة الذي يدرس الموسيقى في مدرسة إبتدائية بهذه القرية أو الواحة . ذهبت السيدة مع الصبيين إلى المدرسة و تحدثت مع المعلم و طلبت منه أن يسافر إلى العائلة لحل مشكلة الناقة . وقد رحب بها و بالصبيين و أخبرها بأنه سيأتي في اليوم التالي ، ثم غادروا جميعا المدرسة .

ذهب الصبيان إلى أحد الحوانيت و اشتريا بطاريات للراديو و بعض الحلويات ثم عادا إلى القرية قرب المساء و أخبرا جدهما بأن المعلم سيحضر غدا .

[img][/img]
وصول المعلم و صديقه إلى العائلة على ظهر موتور سايكل دراجة بخارية
و بالفعل جاء المعلم مع صديق له و على ظهره آلة الكمنجة و هما راكبان الدراجة البخارية أي الموتور سايكل و صلا إلى العائلة ورحبت العائلة بهما و قدمت لهما الأكل و الشاي و الحليب . و في أثناء ذلك تحدث الجد إلى المعلم و أخبره بالتفاصيل بأن الناقة ترفض أن ترضع وليدها أو تقترب منه و قد حاولت أن تعضه و ترفسه عدة مرات لولا قيام أم الأطفال و زوجها بمنعها .

[img][/img]
حديث الجدين مع المعلم اثناء إستضافتهم له في الخيمة

ذهبت العائلة مع جيرانها و المعلم إلى خارج الخيمة الكبيرة و وصل الجميع إلى الناقة و وليدها . قام المعلم باستخراج الكمنجة من حقيبتها و محفظتها الخاصة و ربطها بشريط أو لفاف من القماش الأزرق و علقها على سنام الناقة .

[img][/img]
تعليق الكمنجة على سنام الناقة و المعلم يراقبها

[img][/img]
الكمنجة معلقة على ظهر الناقة

كانت الناقة تبكي و تصيح و تنحب بصوت شجي عال طيلة الوقت و في أثناء ذلك بدأت الكمنجة ترجع صدى صوت و ذبذبات الناقة و فجأة إستغربت الناقة من هذا الإيقاع و سكتت لبرهة ثم عادت إلى الصراخ . طلب المعلم بجلب الكمنجة من على ظهر الناقة لأنه عرف نوطة نغمها و ترديد لحنها .

[img][/img]
بدأ المعلم بعزف لحن و صياح الناقة و في الوقت ذاته صاحت و غنت أم الأولاد نفس لحن الناقة

[img][/img]
كان أبو الأولاد يمسك الناقة و أم الأولاد كانت تحاول تهدئه الناقة و تمسيد وبرها و شعرها .

[img][/img]
بدأ المعلم بعزف لحن صوت الناقة و بدأت أم الأولاد تصيح و تنحب و تغني بمثل نغم الناقة .

أي بدأنا نستمع إلى ثلاث إيقاعات و أصوات ، إيقاع المعلم و إيقاع و غناء أم الأولاد و إيقاع نحيب و صياح الناقة و في أثناء ذلك جلب أبو الأولاد حوير إلى الناقة و بدأ يشرب الحليب فلم ترفض الناقة من إرضاعه ، ثم أخذت الناقة تداعب وليدها و تتمتم و تصرخ و تبكي بينما كان حوير يواصل شرب الحليب من أمه .

[img][/img]
حوير يشرب حليب أمه

[img][/img]
واصل حوير بشرب لبن أمه الذي حرم منه ثلاثة أيام

إستمر المشهد هذا أكثر من نصف ساعة و توقف المعلم عن العزف و قال للجميع أهنئكم بأن المشكلة قد إنحلت ، فكوا قيد الناقة و اتركوها مع وليدها . إستغرب الحاضرون في الفلم و استغربنا نحن من هذا المشهد الحزين الذي أدى أخيرا بنتيجة رائعة أقصد هبي إندhappy end .

[img][/img]
المعلم يعزف ألحانا جميلة

قال الجد الكبير علينا أن نذهب إلى الخيمة لكي أدخن سيجارة و نتناول العشاء مع الضيفين المعلم و صديقة .
توجه الجميع إلى الخيمة و عبروا عن فرحتهم بالغناء و تناول العشاء و شرب الشاي و الحليب . وقد عزف المعلم للجميع مقطوعات موسيقية جميلة و غنى الجميع أغان منغولية .

[img][/img]
غمرت قلوب أفراد العائلة و الضيفين الفرحة و غنى الجميع

سبحان مغير الأحوال من الأحزان إلى الأفراح كما يبدو على وجوه أفراد العائلة

و حسب الطب الصيني و الهندي القديم و هنود أمريكا القدامى و الأسكيمو يعتقد الأطباء بأن هناك مراكز للطاقة في جسم الإنسان لها صوت ( إيقاع أو نغم ) يمثل حروف العلة الألمانية ( u , o, a, e, i + m )
وتدعى مراكز الطاقة و هي موجودة في نقاط من جسم الإنسان يطلق عليها بالشكراس أو الشكرن Chakren لكل مركز طاقة صوت و ذبذبات و لون واستدارة خاصة به ، فإذا كان جسم الإنسان سليما فإن مراكز طاقة الجسم الممثلة بحروف العلة أعلاه تعمل بانتظام و بصورة طبيعية . لقد تمكن الأطباء من معرفة ذبذبات و لون و صوت كل مركز طاقة .
نعود إلى الناقة الباكية و نحاول أن ندعم هذا الرأي القائل بأن للجسم مراكز طاقة .
لما كان مخاض الناقة عسيرا جدا سبب لها أوجاعا و آلاما شديدة و نزيف دم طيلة الأيام الثلاثة أصبح أحد مراكز طاقة جسمها وهوU معطوبا و مغلقا . فعلى ضوء ذلك قام المعلم بوضع الكمنجة على سنام و ظهر الناقة . و عندما صاحت الناقة بصوت عال و شجي حزين كان يمثل في الواقع أحد أصوات أو أنغام أو إيقاع مركز الطاقة المقفل أو المعطوب لنفرض الصوت الذي يمثل حرف العلة الألماني U الذي يلفظ أووو . و عندما عاد صدى الصوت من الكمنجة تعرف المعلم العازف على نوطة الصوت أو اللحن أو النغم ، لذا بدأ بعزفه لفترة كما ذكرت أعلاه تقريبا نصف ساعة و غنت ورددت أم الأولاد الصوت ذاته U أوووو ، أدى إلى إنفتاح مركز طاقة جسم الناقة و خفت آلام الناقة و هدأت ثم سمحت برضاعة وليدها العجل .
يحاول أطباء ألمان و من ضمنهم زوجتي معالجة المرضى من خلال معالجة مركز طاقة الجسم المعطوب أو المغلق سواء عن طريق الذبذبات أو عن الألوان التي تمثل القوس قزح أو عن طريق الموسيقى و أدوية كالقطرات و الحبوب .
يقول المختصون في هذا المجال بأن الغناء و الموسيقى يشفيان كثيرا من الأمراض و ينعشان الروح ( النفس ) و الجسم .

عندما كنت صبيا أو مراهقا أتلو القرآن الكريم بصوت عال مرتفع متأثرا بتجويد المرحومين القراء الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و الشيخ مصطفى إسماعيل و الشيخ أبو العينين الشعيشع . لقد درست في حينه المبادئ الأولية لعلم التجويد ، و بعد تلاوتي للقرآن الكريم كنت اشعر بالراحة و الإنتعاش و النشاط و السعادة . تبين لي الآن بأن الآيات الكريمة الجليلة كانت تحتوي على كافة أصوات حروف العلة الألمانية أعلاه زائدا أم m بالإضافة إلى التشديد و التنوين و الإدغام و غيرها من الألفاظ الصوتية . لذا فإن كافة مراكز طاقة جسمي كانت مفتوحة و تعمل بانتظام بحيث كانت الطاقة تسير في معظم أنحاء الجسم دون عائق ، و العلم عند الله .
لماذا يفرح الإنسان عندما يستمع إلى لحن من الألحان أو أغنية من الأغاني بغض النظر عن كلمات الأغاني ، لأن الإيقاع أو اللحن الموسيقي كان يخاطب و ينسجم مع ذبذبات مراكز طاقة جسم المستمع . هل هذا هو التحليل العلمي الدقيق ، كما يقول أطباء هذا العصر المتخصصون بموضوع علاج مراكز طاقة الروح و الجسم ؟
بالمناسبة كان لي صديق في العراق المرحوم الأستاذ وليد الخياط ( أبو أحمد و ليلى ) من مدينة الموصل مختصا بموسيقى معالجة الأطفال و المرضى ، حيث درس علم الموسيقى في إيطاليا و قام بتدريس الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد .

ألمانيا في 11/ 2 / 2008