الرئيسية منتديات مجلس عالم السفر والسياحة في أحـضـــان أم الدنـيــا (( مـصــر الـســلام ))… أهلا بكـــم

مشاهدة 9 مشاركات - 16 إلى 24 (من مجموع 24)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1003155

    اهلا فيك اخي الكريم

    تنورنا وتنور مصر

    منتظرينك ان شاء الله

    تسلم على مرورك

    بارك الله فيك

    #1003159

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    …..

    العمارة الإسلامية في مصر في العصر الفاطمي

    في عام (358 هـ – 969 م) أرسل الخليفة المعز لدين اله الفاطمي جيشاً علي رأسه قائده جوهر الصقلي لفتح مصر، و قد اختط جوهر مدينة القاهر علي شكل مربع تقريباً و بني سوراً حولها من الحجر، و قد كان بسور القاهرة عدة أبواب لم يبق منها الآن سوي بابي النصر و الفتوح في الشمال و باب زويلة في الجنوب

    1- القصر الشرقي الكبير (358 هـ)

    وضع جوهر الصقلي اساس القصر الذي بناه لمولاه المعز في الفضاء الذي يقع فيه الآن خان الخليلي و مسجد الحسيت تقريباً و أطلق عليه أيضاً “القصر المعزي” و كان الخليفة المعز يسكن فيه و يباشر أعمال الدولة و قيل أنه كان يحتوي علي أربعة آلاف حجرة و كان بقصر المعز أبواب كثيرة منها باب الذهب و باب العيد و باب الديلم و باب الزهومة.

    2- القصر الغربي الصغير

    و كان غرب القصر الشرقي و هو أصغر منه بناه الخليفة العزيز بالله و موقعه مكان سوق النحاسين و قبة الملك المنصور قلاوون و ما جاوره. و كان بين قصر المعز و قصر العزيز فضاء يسع عشرة آلاف من الجند أطلق عليه فيما بعد إسم “بين القصرين”.

    و في أيام الفاطميون أصبحت جزيرة الروضة من المتنزهات و أنشئت فيها المناظر الكثيرة.

    * العمارة الحربية في العصر الفاطمي

    باب النصر

    يتكون باب النصر من برجين قائمين مربعين أمام المدخل و يؤدي المدخل إلي ساحة مغطاة بقبو متقاطع و يحلي المدخل رسوم تمثل الآلات الحربية .

    باب الفتوح

    و يتكون باب الفتوح من برجين مستديرين قائمين أمام المدخل و يؤدي المدخل إلي ساحة مغطاة بقبة منخفضة محمولة علي أربعة مثلثات كروية و يحلي المدخل بكوابيل بعضها علي هيئة رأس كبش،
    و يربط بابا النصر و الفتوح سور المدينة الشمالي و يشتمل باطنه في الثلث العلوي منه علي سراديب مقببة بها أبراج تساعد علي الدفاع عن المدينة.

    باب زويلة

    أما باب زيولة في الجنوب و هو أقرب الشبه في تصميمه إلي باب الفتوح و يعلو برجيه المستديرين مئذنتا جامع المؤيد المجاور له و يتصل باب زويلة من الشرق قسم هام من سور بدر الجمالي.

    من أهم الآثار الدينية الفاطمية في مصر :

    1- الجامع الأزهر (359-361 هـ) (970 – 972 م)

    يقع هذا الجامع في ميدان الأزهر و هو أول أثر فاطمي في مصر أنشأه القائد الفاطمي جوهر الصقلي بأمر من الخليفة المعز,

    و يتوسط الجامع صحن مكشوف تحيطه أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة ،

    و عقود الأروقة ترتكز علي أعمدة من الرخام مختلفة الطرز، و العقود من الطراز المدبب الا ما كان منها حول الصحن فهي مثلثة الشكل و يرجع تاريخها إلي أواخر الدولة الفاطمية و بداية العصر الأيوبي.

    و ليس للجامع مئذنة ترجع إلي العصر الفاطمي و المآذن الحالية تنسب للسلطان قايتباي و السلطان الغوري و للأمير عبد الرحمن كتخدا أحد أمراء القرن الثامن عشر.

    2- جامع الحاكم (380 – 403 هـ) ( 990 – 1013 م)

    بدأ في بنائه في عهد العزيز بالله و قد تم في عهد ابنه الحاكم بأمر الله.

    يتوسط الجامع صحن مكشوف تحيطه أربعة أروقة كما يوجد ثلاث قباب برواق القبلة مثل تصميم رواق القبلة الأول في الجامع الأزهر،و توجد في ركني الواجهة منارتان و لكل منهما قاعدة هرمية ناقصة حول المئذنة أقيمت لتدعيمها ،و المدخل الرئيسي بارز عن الواجهة و هو اول مثال من هذا النوع للمداخل التذكارية أخذ الفاطميون فكرته من مسجد “المهدية” في تونس.

    و يلاحظ أن طريقة انتقال القبة المربعة الي الدائرة في قباب رواق القلبة كانت بإستعمال المحاريب الركنية التي أخذها المسلمون عن الساسانيين و قد كانت معروفة منذ القرن الثالث الميلادي.

    يُــتبع إن شاء الله ،،،

    #1005880

    تابع العماره الاسلاميه في مصر في العصر الفاطمي

    3- أضرحة السبع بنات ( 400 هـ – 1010 م)

    ترجع أهمية تلك الأضرحة إلي أنها أمثلة للأضرحة الأولي الموجودة في العمارة الإسلامية.و تعتبر طريقة تحول القبة في هذه الأضرحة نقطة البداية في طريقة تطور القبة من المحاريب الركنية إلي المقرنصات، و هنا نجد أن المنطقة المربعة قد تحولت إلي منطقة مثمنة من الداخل بواسطة المحاريب الركنية تعلوها رقبة مثمنة ثم قبة علي منطقة دائرية.

    4- جامع الجيوشي (498 هـ )

    هو زاوية صغيرة تقع علي حافة جبل المقطم خلف القلعة و المدخل يعلوه مئذنة فريدة في شكلها و لها أهمية خاصة بالنسبة لتطور المآذن في مصر،فهي تتكون من برج مربع ينتهي من أعلاه بشرفة حافتها مكونة من المقرنص استخدمت فيها لأول مرة ثم يعلو البرج المربع منطقة مكعبة أصغر حجما من السفلي

    و المدخل يؤدي إلي ردهة و من الردهة يتجه الداخل إلي صحن مكشوف مربع التخطيط يكتنفه من جهتيه غرفة مستطيلة مغطاه بقبو نصف اسطواني و محور الصحن يؤدي إلي مدخل رواق الصلاة.

    المنطقة التي تتقدم المحراب تعلوها قبة و منطقة القبة قد تحولت من المربع إلي المثمن بواسطة محاريب ركنية تعلوها رقبة مثمنة.
    و كل من حائط القبلة و القبة من الداخل مغطي بزخارف فاطمية الطراز و بأشرطة من الكتابات الكوفية و يعتبر المحراب قطعة فنية نادرة المثال تمثل دقة الزخارف الجصية في العصر الفاطمي.

    5- جامع الأقمر (519 هـ – 1125 م)

    يقع هذا الجامع بشارع المعز لدين الله (النحاسين سابقاً)

    يعتبر جامع الأقمر من أجمل المساجد الفاطمية علي الإطلاق و يمتاز بجمال زخرفة واجهته التي تعتبر أول واجهة مزخرفة في المساجد المصرية و هي مبنية من الحجر، كما أن الواجهة منحرفة بالنسبة لإتجاهات واجهات الصحن مثلها في ذلك واجهة مسجد السلطان حسن بالقلعة.

    يوجد داخل المسجد صحن تحيط به أربعة أروقة مكونة من قباب منخفضة محمولة علي مثلثات كروية، و يظهر هنا حلقة جديدة في كيفية تطور تغطية الأروقة في المساجد في مصر، كما يظهر التأثير البيزنطي واضحاً في طريقة تشييد القبة.

    6- مشهد السيدة رقية (527 هـ )

    والمشهد عبارة عن مسطح مربع محاط بمسطحات مستطيلة من جانبيه. وكل مسطح مستطيل به دخله محراب.

    والمسطحان المستطيلان والسقيفة التي تتقدم الطرف مغطاة بسقف خشبي مسطح. ويقع المدفن في الجزء الأوسط، وتعلوه قبة. وهذه الأجزاء منفصلة، بعضها عن البعض، بعقدين؛ كل منهما محمل على عمودين، مع وجود محراب مجوف وسط كل جزء. والمحراب الرئيسي قطعة فنية رائعة؛ ويبلغ ستة أمتار في الارتفاع وثلاثة أمتار في الاتساع (العرض) ومترا وعشرين سنتيمترا في العمق، وتعلوه طاقية في شكل محارة وبها جامة في الوسط.

    وللقبة أربعة وعشرين جانبا (ضلعا)، وترتكز على رقبة مثمنة تقوم على دلايات في أركان المربع. وفي منتصف كل ضلع من أضلاع مربع القبة نافذة بثلاث فتحات؛ بين الدلايات.

    يُتبع ،،

    #1005881

    تابع العماره الاسلاميه في مصر في العصر الفاطمي
    ….

    7- المشهد الحسيني (549 هـ – 1154 م)

    دفن به رأس الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب بعد نقله من عسقلان إلي القاهرة و ذلك بعد إنشاء قبة المشهد الذي أنشئ خصيصاً له.

    تم إنشاء منارة علي باب المشهد و هي حافلة بالزخارف الجصية فوق الباب المعروف بالباب الأخضر و الباقي منها قاعدتها المربعة عليها لوحتان تذكاريتنان.

    8- جامع الصالح طلائع (555 هـ – 1160 م)

    أنشأه الصالح طلائع بن رزيك و يقع في ميدان باب زويلة في مواجهة أحد أبواب القاهرة الفاطمية.

    و جامع الصالح طلائع هو آخر أثر للفاطميين في مصر و قد بني مرتفع عن سطح الأرض بنحو أربعة أمتار.
    و الواجهة مكونة من خمسة عقود مثلثة الشكل، كما أن للمسجد ثلاث مداخل محورية و هي فكرة سورية الأصل وجدت قبل ذلك في المسجد الأموي بدمشق.

    تصميم المسجد يتكون من مستطيل يتوسطه صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الموجود به منبر خشبي عليه زخارف مكونة من حشوات هندسية بداخلها زخارف نباتية تمثل حلقة الإتصال من الزخارف الفاطمية إلي الأشكال الهندسية المتعددة الأضلاع القريبة من الأشكال النجمية.
    المحراب يسوده البساطة و يكتنفه عمودان من الرخام الأحمر و علي يمين المحراب يوجد المنبر.

    تابعونا و العمارة الإسلامية في مصر في العصر الأيوبي

    #1005884

    العمارة الإسلامية في مصر في العصر الأيوبي

    في أيام السلاطين من بني أيوب دخلت جزيرة الروضة بما حوته في ملك ابن اخ صلاح الدين ثم استأجرها الملك الصالح أيوب لمدة ستين سنة و بني فيها قلعة و كل حراستها إلي المماليك من جنده و أطلق عليها إسم “البحرية”.

    من مميزات الطراز الأيوبي في العمارة تطور المئذنة التي أخذت شكلاً خاصاً يعرف بـ “المنخرة” و كذا القبة إذ تعددت فيها حطات المقرنص و بناء الإيوان مفرداً فوق القبور بدل القباب، كما ظهر بناء الخوانق لإقامة الصوفية.
    و كان لملك صلاح الدين يوسف الايوبس أكبر الفضل في إنشاء المدارس و إنتشارها في مصر، و قد عمل علي القضاء علي المذهب الشيعي و إنعاش مذاهب أهل السنة فبني المدارس لفقهائها و كان للمذهي الشافعي الحظ الأكبر.

    1- قبة و مسجد الإمام الشافعي (608 هـ – 1211 م)

    يقع هذا الأثر في شارع الإمام الشافعي، كانت هذه المدرسة خاصة بفقهاء أصحاب الشافعي و معقلاً لنشر هذا المذهب،

    و تم تجديد هذا المسجد في عهد الخديوي توفيق علي ما هو عليه الآن، و بقي من عمارة صلاح الدين الأولي لقبر الشافعي تابوت فاخر من الخشب غطاؤه هرمي الشكل عليه نقوش و كتابات بالخط الكوفي.
    تعتبر قبة الإمام الشافعي من أجمل القباب في مصر الإسلامية و تنتهي القاعدة المربعة من الخارج بشرفة بها شرفات مسننة جميلة بأسفلها محاريب ذات عقود مثلثة محلاه بزخارف جصية و فوق هذه القاعدة المربعة توجد قبة خشبية .و بقمة القبة من الخراج يوجد قارب برونزي يعرف بـ”العشاري” كان يوضع فيه الحبوب لأكل الطيور .

    وبجدار الضريح الشرقى ثلاثة محاريب غلفت تجاويفها بأشرطة من الرخام الملون كما غلقت طواقيها بالخشب المنقوش ثم محراب رابع صغير أحدث لتصويب اتجاه القبلة وتكسو الحوائط الداخلية وزرة من الرخام الملون يتخللها ثلاث لوحات رخامية تشير اثنتان منها إلى تجديد قايتباى للقبة و هي مصنوعة من الخشب المصفح بألواح من الرصاص ركب بأعلاها قارب من النحاس يبرز منه الهلال.

    2- مسجد السلطان الصالح نجم الدين-المدرسة الصالحية (641 هـ -1243م)

    أنشأ هذه المدرسة الصالح نجم الدين أيوب سابع من ولى ملك مصر من سلاطين الدولة الأيوبية ، أقامها على جزء من المساحة التى كان يشغلها القصر الفاطمى الكبير وأتمها سنة 641 هجرية = 1243 /44م وكانت تتكون من بناءين أحدهما قبلى ، وقد ضاعت معالمه وشغلت مكانه أبنية حديثة ، والثانى بحرى لم يتخلف منه سوى إيوانه الغربى الذى يغطيه قبو معقود ، وكان كل من البناءين يشتمل على إيوانين متقابلين أحدهما شرقى والآخر غربى وصف من الخلاوى على كل من الجانبين ويفصل هذين البناءين ممر يقع فى نهايته الغربية مدخل المدرسة الذى يتوسط الوجهة تعلوه المئذنة.
    وما زالت هذه الوجهة محتفظة بتفاصيلها العمارية فهى مقسمة على يمين المدخل ويساره إلى صفف قليلة الغور فتح أسفلها شبابيك تغطيها أعتاب امتازت بتنوع مزرراتها تعلوها عقود عاتقة اختلفت زخارفها وتنوعت أشكالها. وهنا تبدو لنا أول مرة فى هذه الوجهة ظاهرة فتح شبابيك سفلية بعد أن كانت تشاهد بأعلى الوجهات فى الجوامع المتقدمة كجامعى عمرو وابن طولون وغيرهما. وقد عنى بزخرفة المدخل وتجميله فأخذ الكثير من عناصره الزخرفية من وجهتى جامعى الأقمر والصالح طلائع وكتب وسط العقد المقرنص الذى يعلو الباب تاريخ الإنشاء 641 هجرية.

    أما المئذنة فتبتدئ أعلى المدخل مربعة إلى الدورة ثم مثمنة تحلى أوجهها صفف تغطيها عقود مخوصة فتح بها فتحات بعقود على شكل أوراق نباتية. ويغطى المثمن قبة مضلعة ازدانت قاعدتها بفتحات على هيئة أوراق نباتية أيضا تعلوها تروس بارزة. وتمثل هذه المئذنة طراز أغلب المآذن التى أنشئت فى أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الهجرى – الثالث عشر وأول الرابع عشر الميلادى – قبل أن تتطور إلى طرازها المألوف الذى عم وانتشر بمصر بعد ذلك.

    3- مدرسة و ضريح الصالح نجم الدين أيوب (647 هـ -1249 م)

    تعتبر من أهم العمائر التي تنسيب للعصر الأيوبي و تتكون المدرسة من جزئين رئيسيين يفصلهما ممر تعلو مدخله مئذنة، كما أن كل جزء تتكون من إيوانين متقابلين بينهما فناء، و ملحق بالمدرسة ضريح بجوار الإيوان الغربي تعلوه قبة من الطوب و حوائط الضريح من الحجر، و طريقة تحول القبة من المربع إلي الدائرة استخدمت فيها ثلاثة صفوف من المقرنصات وتسود هذه القبة البساطة سواء من الداخل أو من الخارج وتبرز وجهتها عن سمت وجهة المدرسة و تنتهى بعقود محدبة وتتوجها شرفات مسننة وترتكز القبة على قاعدة مثمنة فتح فى كل من وجهاتها الأربع ثلاثة شبابيك كما فتح فى مبدأ انحناء القبة ثمانية شبابيك.

    تزيين المحراب بالفسيفساء المذهبة ذلك النوع من الزخرف الذى نراه باقيا فى هذا المحراب لأول مرة بمصر. وبالرغم من انتشار استعماله قبل ذلك كعنصر أساسى فى تزيين كثير من الآثار الإسلامية المتقدمة فى الشرق كقبة الصخرة والمسجد الأقصى بالقدس والجامع الأموى بدمشق. أمرت بإنشاء الضريح الملكة شجرة الدر سنة 647 هجرية ليدفن بها زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب

    4- قبة شجرة الدر

    تقع بشراع الخليفة تجاه مشهد السيدات والسيدة رقية و قد أمرت بإنشائها شجرة الدر المدفونة فيها.
    قبة السلطانة شجرة الدر، هي عبارة عن غرفة دفن مربعة الشكل تعلوها قبة، وهناك ثلاثة أبواب في وسط ثلاثة من أضلاعها؛ بينما يوجد المحراب في وسط الضلع الرابع من جهة القبلة. و للمحراب بروز شبه دائري من الخارج، و على كل جانب من جانبيه كوة يعلوها عقد ذو زاوية. و في وسط كل ضلع من الأضلع الأربعة للضريح توجد كوة مستطيلة من الجص بالداخل. و يعلو كوة المحراب عقد نصف دائري. و جميع العقود محمولة على إفريز خشبي يحتضن الضريح تماما. و المحراب هو أول نموذج في مصر يحتوي على فسيفساء في شكل شريط مضفر وسط خلفية مذهبة، و به رسم لشجرة بأغصان مسترسلة. و يوجد في وسط الضريح تابوت من خشب حديث نسبي؛ يضم أجزاء أخذت من التابوت القديم.

    5- قبة الخلفاء العباسيين

    و تقع خلف المشهد النفيسي و تضم رفاة أفراد من الخلفاء العابسيين و كذا أولاد الظاهر بيبرس البنقداري
    و مقرنص هذه القبة يتفق مع مقرنص قبة شجرة الدر و تشبهها أيضاً في أشكال العقود المحارية الجصية الموجودة بقاعدة القبة من الخارج.

    5- قصر الصالح بجزيرة الروضة

    و هو من الآثار الأيوبية التي زالت و لم يبق لها أثر الآن.

    و إلي الملتقي و العمارة الإسلامية في مصر في عصر المماليك

    بالسلامه ،،،

    #1008550

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    …..

    العمارة الإسلامية في مصر في عصر المماليك

    يعتبر عصر المماليك العصر الذهبي في تاريخ العمارة الإسلامية في مصر،و ترجع العوامل التي أثرت علي تصميم المنزل المملوكي إلي عوامل ثلاثة:

    أ- مناخية

    فنظراً لقلة سقوط الأمطار فقد استغني عن جعل سقوف المنازل الخارجية مائلة و بدت أفقية مستوية، و جاء تصميم المقعد و هو عبارة عن مكان مسقوف مفتوح من الجهة البحرية، كما ظهر تصميم الملقف و هو الطريقة الأولي لتكييف هواء الغرف الداخلية، فيدخل الهواء من فتحات للتهوية و يستقبل نسيم الهواء العليل من الجهة البحرية بعد غروب الشمس بعدة ساعات أثناء فصل الصيف.
    و كان لوضع الغرف حول فناء مكشوف تتوسطه نافورة للمياه أثره في السماح للهواء من تخلل أجزاء المنزل المختلفة. و لتبريد أواني الشرب و لترطيب جو الغرف تم عمل المشربيات و هي عبارة عن نوافذ من الخشب بها فتحات يتخللها الهواء ،و في داخل قاعات الغرف الكبيرة تم عمل نافورة المياه و جعلت تتوسط الدرقاعة و هي جزء مربع التخطيط يفصل إيواني القاعة و يعلو الدرقاعة الشخشيخة و هي عادة عبارة عن قبة من الخشب بها فتحات صغيرة تسمح بدخول الهواء إلي داخل القاعة و أحيانا يستعاض عنها بالملقف.

    ب- إجتماعية

    فقد كان لغيرة المسلمين علي نسائهم من أهم العوامل التي أثرت في تصميم الواجهة، فجعلت النوافذ عالية بقدر المستطاع حتي لا تكون قريبة من أعين المارة او حتي راكبي الإبل كما سدت بمشربيات مصنوعة من خشب الخرط الجميل و بها ثقوب تمكن من بالداخل لرؤية من بالخارج و لا تمكن من بالخارج من الرؤية.
    تعمد وجود إنكسار في مدخل الدار فينحني الداخل من الباب الرئيسي غرباً نحو دهليز و منه ينحرف إلي الفناء الداخلي و هذا أيضاً منعاً من رؤية من يجلس داخل الحوش من الخارج. و يقال أن إختيار المؤذنين في هذا العصر كان من مكفوفي البصر يرجع إلي عدم إمكان رؤية من يقف من نساء الدار بأعلي السطح فيكونون في مأمن من العيون.

    جـ- الدينية

    تم تقسيم الدار إلي قسمين رئيسيين أحدهما بالطابق الأرضي خاص بالرجال و يعرف بـ “السلاملك” و قد أعد للإستقبال و إقامة الحفلات و الآخر بالطابق العلوي و هو خاص بالحريم و يعرف بـ “الحرملك”. كما عمل علي إيجاد مداخل ثانوية خاصة بالحريم حتي لا ترمقهم أعين الزوار حين دخولهم إلي الدار. عمدوا أحياناً إلي تصميم محراب او تجويف داخل الحائط بأحد القاعات الكبري و يوجه المصلين أثناء صلاتهم إلي الكعبة فيؤم رب الدار الزائرين وقت الصلاة كما يؤم سكان الدار كذلك.

    من نماذج القاعات المملوكية

    * قاعة “عثمان كتخدا” (751 هـ – 1350 م)

    تعتبر أقدم قاعة إسلامية قائمة في القاهرة و تقع بشارع بيت القاضي و قد تخلفت هذه القاعة من منزل كبير أنشأه محب الدين الموقع الشافعي و قد أوقفه الأمير عثمان كتخدا القازدغلي علي أثر إمتلاكه له ،و علي أثر تخطيط شارع بيت القاضي هدم جزء منه و لم يبق منه سوي القاعة و هي مستطيلة و مكونة من إيوانين عاليين بينهما درقاعة و السقف محلي بزخارف جميلة ذات ألوان بديعة. كما يوجد درج في الجهة القبلية يؤدي إلي دهليز مستطيل يغطيه سقف مقبي من الجص المفرغ مكون من أشكال هندسية بديعة و مغطاه بالزجاج الملون.

    * مقعد بيت القاضي (901 هـ – 1496 م)

    و يعتبر هذا المقعد أجمل مثال للمقعد في العمارة الإسلامية و هو في الأصل جزء من قصر الأمير سيف الدين ماماي و يوجد بالمدخل المعقود كتابات تاريخية. و واجهته مكونة من عقود مدببة علي شكل حدوة فرس و هي محمولة علي أربعة أعمدة و تربط العقود فوق الأعمدة روابط خشبية و سقف المقعد محلي بزخارف ملونة و مذهبة. و يرجع السبب في تسميته بيت القاضي إلي أن المحكمة الشرعية كانت قد إتخذته مكاناً لها قبل إصلاحه،و يرجح إلي أن الفناء الواقع أمامه يمثل حوش القصر نفسه.

    و من أمثلة القصور المملوكية التي لا تزال قائمة بالقاهرة:

    1- قصر الأمير يشبك (729 هـ – 1337 م)

    و يعرف بإسم حوش بردق و يقع بشارع المعز لدين الله مقابل مدرسة برقوق و المدرسة الكاملية

    2- قصر الأمير طاز (753 هـ – 1352 م)

    يقع قصر الأمير طاز بمنطقة الخليفة بالقلعة بشارع السيوفية المتفرع من شارع الصليبة.وقد أنشأ هذا القصر الأمير سيف الدين طاز بن قطغاج , أحد الأمراء البارزين في عصر دولة المماليك البحرية.و الذي بدأ نجمه في الصعود خلال حكم الصالح إسماعيل بن الناصر محمد (743 – 746هـ 1343 – 1345م) حتى أصبح في عهد أخيه المظفر حاجي واحداً من أمراء الحل والعقد الذين كانت بيدهم مقاليد الدولة.

    3- قصر السلطان قايتباي (890 هـ – 1485 م)

    4- قصر الأمير خير بك (906 هـ – 1501 م)

    5- منزل زينب خاتون (906 هـ – 922 هـ) (1501 م _ 1516 م)

    منزل زينب خاتون يقع فى حى الأزهر خلف الجامع الازهر،

    منزل زينب الذي سمي على اسم سيدته ، بني في القرن الرابع عشر . ويقال ان اول من سكنه كانت عائلة مثقال السدوني . يتألف منزل زينب خاتون من ثلاث طبقات. الطبقة الاولى ، وهي الاوسع ، تضم قاعات مزخرفة بزخارف عربية اسلامية .

    اما الطبقة الثانية ففيها نوافذ خشبية هي من اجمل ما صنع من نوافذ في التاريخ المعماري الاسلامي . اما السقف والحيطان فتزينها رسوم نباتية.

    6- بقايا منزل السلطان الغوري (906 هـ – 922 هـ) (1501 م _ 1516 م)

    و إلي الملتقي و العمارة الإسلامية في مصر في عصر المماليك الأتراك (البحرية)

    #1008552

    العمارة الإسلامية في عصر الماليك الأتراك(البحرية)

    1- جامع الظاهر بيبرس ( 1266 م – 1269 م)

    يقع هذا الجامع بميدان الظاهر بالقاهرة و يشبه في تخطيطه إلي حد كبير مسجد أحمد بن طولون،يعتبر هذا الجامع من أكبر جوامع القاهرة حيث تبلغ مساحته 103 فى 106 مترات ولم يبق منه سوى حوائطه الخارجية وبعض عقود رواق القبلة، و يتكون الجامع من صحن محاط بأروقة من جهاته الأربعة و رواق القبلة يتكون من ست بلاطات بينما يتكون الجانبين من ثلاثة و الشمالي الغربي من إثنين فقط.

    يمتاز المسجد بوجود ثلاثة مداخل محورية بارزة عن الواجهات الثلاثة عدا الواجهة الجنوبية الشرقية و المدخل الرئيسي مغطي بقبة بينما الجانبين بقبوين متقاطعين.
    ويقع أكبر هذه المداخل وأهمها فى منتصف الوجهة الغربية قبالة المحراب. وقد حلى هذا المدخل كما حلى المدخلان الآخران الواقعان بالوجهتين البحرية والقبلية بمختلف الزخارف والحليات فمن صفف معقودة بمخوصات إلى أخرى تنتهى بمقرنصات ذات محاريب مخوصة إلى غير ذلك من الوحدات الزخرفية الجميلة اقتبس أغلبها من زخارف وجهات الجامع الأقمر وجامع الصالح طلائع ومدخل المدرسة الصالحية. وكانت المنارة تقع فى منتصف الوجهة الغربية أعلى المدخل الغربى

    2- قناطر أبي المنجي

    ينسب للظاهر بيبرس أيضاً تلك القناطر المشيدة بالحجر و هي معقودة بعقود مدببة و بين كل عقدني رنك الظاهر بيبرس و تقع هذه القناطر في بداية الطريق الزراعي الرئيسي عند قليوب.

    3- مدرسة و ضريح و بيمارستان قلاوون بالنحاسين ( 1284 م – 1288 م)

    تقع مجموعة السلطان المنصور قلاوون بشارع المعز لدين الله و قد أقيمت علي رقعة من أرض القصر الفاطمي الصغير الغربي.
    أهم ما يسترعي النظر في هذه المجموعة المعمارية القبة التي تعلو الضريح و يظهر التأثير السوري في تخطيط قاعدتها فهي مقامة علي قاعدة مثمنة مكونة من أربع دعائم مربعة و أربعة أعمدة مستديرة، و الأعمدة ضخمة من الجرانيت و ذات تيجان مذهبة، أما الدعائم فبهاأربعة أعمدة رخامية في أركان كل منها و قد كسيت من الخارج بالرخام الدقيق المطعم بالصدف.

    كما يمتاز البناء من الداخل بتكسية الحوائط بأشرطة مستطيلة تجري رأسية و هي من الرخام الملون و ذلك في الجزء السفلي من الحائط.و أمام باب القبة باب المدسة المنصورية و يعتبر محراب المدرسة أقل فخامة من محراب القبة الذي يعد من أكبر و أفخم المحاريب في مصر الإسلامية، أما الأأجزاء الباقية من البيمارستان فتنحصر في بقايا إيوانين كبيرين ،و كلها فاطمية الطراز و قد ظل البيمارستان يؤدي وظيفته إلي سنة 1856 م.

    4- مدرسة و ضريح الناصر محمد بن قلاوون ( 703 هـ – 1304 م)

    يمتاز بمدخله القوطي الطراز المبني بالرخام و الذي نقل من كنيسة سان جورج بعكا علي يد الأشرف خليل بعد أن فتحها، يعلو الباب منارة محلاه بزخارف جصية بدية و دقيقة،

    و قد شيد هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات لم يبق منها الآن غير إيوان القبلة والإيوان المقابل له ، أما الإيوانان الآخران فقد حل محلهما بعض أبنية مستحدثة. ولم يتخلف بإيوان القبلة سوى المحراب بعموديه الرخاميين الجميليين وطاقيته المحلاة بزخارف جصية بارزة ومفرغة تعتبر بما يعلوها من زخارف جصية أخرى وما يقابلها بصدر الإيوان الغربى مثلا جميلا لما وصلت إليه هذه الصناعة من رقى وازدهار فى هذه الحقبة من الزمن. وعلى يمين الداخل من المجاز الموصل للصحن باب يؤدى إلى القبة التى لم يبق منها سوى رقبتها ومقرنصات أركانها.

    أما الوجهة فهى مبنية بالحجر وما زالت تحتفظ بالكثير من معالمها القديمة تحليها صفف قليلة الغور فتح بأسفلها ثلاثة شبابيك معتبة تعلوها عقود عاتقة زينت بزخارف محفورة فى الحجر وتنتهى هذه الصفف من أعلى بمقرنصات جميلة

    5- مسجد سلار و سنجر الجاولي (1303 – 1304 م)

    يقع هذا الأثر غلي ربوة عالية بشارع مراسينة الموصل من ميدان السيدة زينب إلي القلعة.
    و هو عبارة عن خانقاه مبينة علي الصخر مباشرة و مدخلها الرئيسي علي إرتفاع ثلاثة أمتار و نصف من مستوي الشارع، و الواجهة فريدة من نوعها فهي تشتمل علي قبتين و تجاورهما مئذنة ثم المدخل العمومي و تنتهي من أعلاها بشرافات مسننة علي قبتين مبنيتان بالطوب،

    و المئذنة مبنية من الحجر و قاعدتها مربعة يعلوها منطقة مثمنة ثم يليها منطقة أخري مستديرة القطاع بها فتحات و بقمة المئذنة طاقية مضلعة.
    و يتكون من صحن مسقوف وإيوان القبلة ويؤدى الباب الثانى إلى طرقة معقودة بقبوات مصلبة على يمينها قبتان الأولى أكبر من الثانية

    6- خانقاه بيبرس الجاشنكير (1306 م – 1309 م)

    تقع هذه الخانقاه حالياً بشارع الجمالية. و قد بدأ في إنشائها بيبرس الجاشنكير ،

    و الداخل لهذه الخانقاه يجتاز باب المدخل إلي (دار كاه) مربعة علي سارها باب القبة و هي من القباب الكبيرة و قد فرشت أرضيتها بالرخام الأسود و الأبيض، و يتوسط القبة من أسفل قبر المنشئ و جدرانها مؤززة بالرخام و كتبت بالخط الكوفي المربع “محمد” مكررة و المحراب مكسو بالرخام الدقيق.
    و تخطيط هذا الأثر من النوع المتقاطع المتعامد و يتكون من صحن مربع حوله أربعة إيوانات و اللمدخل يعلوه عقد مستدير الشكل،

    و الواجهة من الحجر تقسمها تجويفات مستطيلة رأسية و تنتهي من أعلاها بصفوف من المقرنصات، كما أن الواجهة تنتهي من أعلاها بصف أفقي من الشرافات المسننة.

    7- قبة حسن صدقة 715 هجرية = 1315م.

    تقع هذه القبة بشارع السيوفية وكانت ضمن المدرسة السعدية التى أنشأها الأمير شمس الدين سنقر السعدى أحد أمراء الناصر محمد بن قلاون سنة 715 هجرية = 1315م وقد سميت بقبة حسن صدقة بالنسبة إلى الشيخ حسن صدقة المدفون بها. ولم يبقى من هذه المدرسة سوى المدخل والقبة والمنارة ، فالمدخل يقع فى طرف وجهة القبة يغطيه مقرنص من ثلاث حيطات فوقه طاقية العقد وأسفله شباك على كل من جانبيه ثلاثة أعمدة رخامية صغيرة وتغطيه مقرنصات جميلة. وأسفل الشباك إطار زخرفى يحيط بعتب الباب الملبس بالرخام الأحمر والأبيض ، هذا ويعلو المدخل زخارف جصية مفرغة غاية فى الدقة والجمال شأنها شأن الزخارف الجصية التى تحلى رقبة القبة وقاعدتها وهى أهم ما امتاز به هذا الأثر. ووجهة القبة من أسفل بها صفتان تنتهيان بمقرنصات بكل منهما شباك يعلوه عتب يزدان بزخارف هندسية ذات أطباق نجمية يعلوه عقد مزرر ،

    وبكل وجهة من وجهات منطقة الانتقال من المربع إلى الدائرة صفة معقودة بزخارف جميلة وعلى جانبيها عمودان حليا بزخارف دقيقة وبها ثلاثة شبابيك اثنان منها بعقد مثلث يعلوهما شباك مسدس كانت جميعا مملوءة بزخارف جصية مفرغة وإلى جانبى الصفة طبقان زخرفيان مستديران ، هذا ويحيط بدائر القبة أعلى هذه المنطقة نطاق زخرفى جميل يشمل على طراز مكتوب به بالخط المملوكى المزهو آيات قرآنية أسفله شبابيك جصية مفرغة يحيط بها زخارف جصية. وتقوم المنارة على يسار المدخل وقد أنشئت على طراز المآذن التى شيدت فى هذه الحقبة من الزمن – أواخر القرن السابع وأوائل الثامن- أواخر القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر – وهى تتكون من بدن مربع تحلى وجهاته صفف معقودة وينتهى بدورة المؤذن التى يعلوها مثمن به ثمانى فتحات ذات عقود مورقة داخل صفف تغطيها عقود مخوصة ويعلو المثمن طبقتان من المقرنص المتعدد الحطات يعلوهما قبة مضلعة. والقبة من الداخل محمولة فى الأركان على مقرنصات مكونة من ثلاث حطات بمنتصف الحطةالأولى من كل منها شباك ذو عقد مثلث مثل الشبابيك المجاورة له والسابق الإشارة إليها. وأسفل هذه المقرنصات طراز مكتوب يحيط بالمربع. ويقع المحراب فى منتصف الحائط الشرقى للقبة ويحيط به طراز مكتوب به أدعية وبنهايته تاريخ القبة مكتوبا بالأرقام 721 هجرية وبالقبة تابوت مكتوب به اسم منشئ المدرسة وتاريخ الإنشاء 715 هجرية كما تضم القبة رفات الشيخ حسن صد

    8- جامع الأمير ألماس 730 هجرية = 1330م.

    يقع هذا الجامع بشارع السيوفية ، أنشأه فى سنة 730 هجرية = 1330م الأمير سيف الدين ألماس أحد مماليك الناصر محمد بن قلاون الذى ظل فى خدمته إلى أن صار من أكبر أمرائه. وتخطيط الجامع عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة عقودها جميعا محمولة على أعمدة رخامية أحيطت العقود المشرفة منها على الصحن بزخارف جصية ، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالرخام الملون ، وتشغل القبة الركن الغربى البحرى من الجامع ، وأهم ما فيها محرابها الصغير بعموديه الجميلين وبقايا الخردة الرخامية الدقيقة التى ما زالت موجودة به.

    أما الوجهة العمومية فيتوسطها الباب الذى يقع فى دخلة معقودة بمقرنصات ذات دلايات على جانبيها صفتان قليلتا الغور تنتهيان بمقرنصات ، ويعتبر هذا الباب فى مجموعه من الأمثلة القليلة لأبواب الجوامع التى بنيت بهذا التصميم ، وبالواجهة صفتان على يمين الدخل ويساره فتح بها شباكان سفليان وآخران يعلوانهما صنعاهما وشباكا صفتى المدخل من الخشب المفرغ بدلا من الجص المفرغ وهذه الظاهرة نادرة الوجود فى الجوامع المملوكية. وتقوم المنارة وهى حادثة على يمين المدخل كما تقوم القبة على يساره وليس فى كلتيهما ما يسترعى النظر.

    9- جامع السلطان الناصر محمد بالقلعة 735 هجرية = 1335م

    يقع هذا الجامع داخل القلعة على يسار الصاعد إلى جامع محمد على باشا الكبير ، أمر بإنشائه الملك الناصر محمد بن قلاون سنة 718 هجرية = 1318م وما لبث أن رغب فى توسيعه فهدمه وأعاد بناءه فى سنة 735 هجرية = 1335م وبلغت مساحته من الداخل 59 مترا طولا فى 53 مترا عرضا

    و هو يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذى يشتمل على أربعة صفوف من العقود بينما يشمل كل من الأروقة الثلاثة الأخرى على صفين من العقود ترتكز جميعا على أعمدة رخامية مختلفة الأحجام متنوعة التيجان وفتح فى خواصرها فتحات معقودة أعلى الأعمدة قصد بها التخفيف. ويعلو وجهات الأروقة المشرفة على الصحن شرفات مسننة تنتهى عند كل ركن من أركان الصحن بخوذة مضلعة محمولة على قاعدة مقرنصة. وتقوم أمام المحراب قبة أنشئت سنة 1935م حلت محل القبة القديمة التى سقطت فى وقت غير معلوم وترتكز هذه القبة على مربع بأركانه الأربعة مقرنصات كبيرة من الخشب وبأسفلها طراز خشبى مكتوب به بالخط البارز الكبير اسم الناصر محمد وتاريخ الإنشاء سنة 735 هجرية. وهذه القبة بقاعدتها المربعة محمولة على عقود مرتفعة تحملها عشرة أعمدة ضخمة من الجرانيت الأحمر. أما سقف الجامع فهو من الخشب على هيئة قصع نصف كروية تحيط بها أشكال هندسية تحصر بينها نهود بارزة تكون فى مجموعها منظر خلابا يدل ما بقى منه على ما كان عليه هذا السقف من جمال وبهاء. وللجامع مدخلان أولهما يقع فى منتصف الوجهة الغربية والثانى فى منتصف الوجهة البحرية كما أن له مئذنتين تقوم الأولى على يمين المدخل الغربى والثانية بالطرف الشرقى للواجهة البحرية. وبالرغم من أن عدد الجوامع التى لها مئذنتان متماثلتان قليل ومحدود فإن هذا الجامع قد انفرد بمئذنتيه غير المتماثلتين هذا فضلا عن غرابة طرازهما وكسوة قمتيهما بالقاشانى الذى لم يشاهد قبل ذلك إلا فى قمة مئذنة مسجد بيبرس الجاشنكير.

    و انتظرونا و الحلقة الثانية من العمارة الإسلامية في مصر في عصر المماليك الأتراك (البحرية)-الجزء الثاني

    #1008554

    العمارة الإسلامية في مصر في عصر المماليك الأتراك (البحرية) الجزء الثاني

    10- مسجد المارداني (740 هـ – 1340 م)

    يقع هذا المسجد بشارع التبانة بالدرب الأحمر بالقاهرة.

    و يعتبر هذا المسجد من أجمل مساجد القاهرة و يتكون من صحن مستطيل محاط بأربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذي يتكون من أربعة بلاطات، و يتقدم المحراب قبة محمولة علي مقرنصات كما يتوسط الصحن ميضة تعلوها قبة خشبية.و رواق القبلة حافل يالصناعات الدقيقة فعقوده محمولة علي أعمدة من الرخام و الجرانيت الأحمر و السقف به زخارف ملونة و مذهبة بألوان زاهية جميلة.

    و يعتبر المحراب من المحاريب الدقيقة بمدينة القاهرة، فقد كسيت جدرانه بالرخام الدقيق و الصدف في أشكال هندسية جميلة و طاقيته من الرخام ذي الألوان الأسود و الأحمر و الفيروزي و بجواره منبر دقيق الصنع.

    11- مسجد أصلم السلحدار 745- 746 هجرية = 1344-1345م.

    كان الأمير بهاء الدين أصلم السلحدار أحد مماليك الملك المنصور قلاون. ووصل إلى مرتبة الإمارة فى عصر ابنه الناصر محمد. بدأ بناء هذا المسجد سنة 745 هجرية = 1344م وأتمه سنة 746 هجرية = 1345م، وقد أقامه على شكل المدارس ذات التخطيط المتعامد مع اختلاف فى نظام ما سبقه من المساجد المملوكية فجعل صحنه مسقوفا بعد أن كان فى غيره مكشوفا وجعل كل إيوانين متقابلين متماثلين فالإيوان الشرقى ونظيره الغربى فتحا على الصحن بواسطة عقدين كبيرين كما فتح كل من الإيوان البحرى ونظيره القبلى بواسطة ثلاثة عقود صغيرة تحملها أعمدة رخامية فى حين كانت الإيوانات الأربعة فى المساجد السابقة تفتح على الصحن بواسطة أربعة عقود متماثلة وإن اختلفت فى الحجم وذلك باستثناء مسجد قلاون. كذلك جعل أحد أبوابه يؤدى إلى المسجد مباشرة بخلاف ما يشاهد فى المساجد ذات التخطيط المتعامد من أن الباب يؤدى غالبا إلى دركاة ثم إلى طرقة توصل إلى داخل المسجد. وقد أقتبست بعض مظاهر هذا التخطيط فى بعض المساجد اللاحقة سواء من حيث نظام الإيوانات أو تغطية الأصحن بأسقف خشبية. وتقع القبة بالركن الشرقى القبلى للمسجد وبابها على يمين الداخل من الباب القلبى ويغطيه ثلاث حطات من المقرنص. وبالإيوان الشرقى منبر خشبى صغير دقيق الصنع حفرت حشواته بزخارف بارزة جميلة ويدل سقف هذا الإيوان وأسقف الإيوانات الأخرى وما تبقى عليها من زخارف على أنها كانت غنية بالنقوش المختلفة الألوان. أما الصحن فيحلى وجهاته أعلى العقود دوائر ومعينات من الجص المزخرف يتخللها شبابيك وصفف عقودها مثلثة على شكل مراوح يحيط بها إطارات من الكتابة الكوفية.

    وللمسجد وجهتان رئيستان : الوجهة القبلية وتظهر فى نهايتها الشرقية القبة المضلعة يحيط برقبتها أسفل التضليع بقايا طراز من القاشانى كتب به آيات قرآنية.. وأستعمال القاشانى فى هذه القبة يعتبر من الأمثلة النادرة فى تزيين القباب المملوكية وفى طرفها الغربى تقوم منارة حداثة. وأهم ما يسترعى النظر فى هذه الوجهة التربيعة الرخامية الكبيرة التى تعلو الباب إذ تتجلى فيها دقة الصناعة فهى من الرخام الأبيض الملبس بالرخام الملون بأشكال زخرفية جميلة. أما الوجهة الغربية فيقع فى نهايتها البحرية باب آخر يؤدى إلى صحن المسجد بواسطة طرقة منثنية وإلى دورة المياه. وهذا الباب بما يتميز به من نسب وبما ينفرد به من مقرنصات تغطيه ، جدير أن يعد من أبدع النماذج لأبواب المساجد الأثرية ، وتضمن الكتابة الموجودة على جانبيه أعلى المكسلتين تاريخ الفراغ من العمل فى هذا المسجد 746 هجرية. كما تضمن الكتابة الموجودة أعلى عتب الباب القبلى تاريخ البدء والفراغ 745/ 746 هجرية.

    12- جامع آق سنقر -إبراهيم أغا مستخفظان 747-748 هجرية = 1346-1347م

    يقع هذا الجامع بشارع باب الوزير أنشأ الأمير شمس الدين آق سنقر أحد أمراء الناصر محمد ابن قلاون وزوج ابنته. شرع فى بنائه سنة 747 هجرية = 1346م وأتمه سنة 748 هجرية = 1347م وهو يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذى كان يغطيه قبوات مصلبة محمولة عقودها على أكتاف مثمنة القطاع.

    ويتوسط جدار القبلة محراب من الرخام الملون تعلوه قبة ويجاوره منبر رخامى جميل لبست ريشتاه بالرخام الملون كما حفر دارابزينه وعقوده وخوذته بزخارف متنوعة ويتوج بابه كرنيش من المقرنص المشتمل على ثلاث حطات وله مصراعان من الخشب المجمع مطعم فى أثنائه بالسن ومحفور بوسطها زخارف بارزة ، ويعتبر هذا المنبر أقدم المنابر الرخامية القليلة القائمة بالمساجد الأثرية بالقاهرة. وبوسط الصحن سقيفة متواضعة أقيمت فوق موضع الفسقية التى كان الأمير طوغان أنشأها سنة 815 هجرية = 1412م. ويشغل الركن الغربى البحرى من الجامع قبة أنشئت سنة 746 هجرية = 1345م أى قبل إنشائه بنحو سنة دفن بها علاء الدين كجك بن الناصر محمد. أما الوجهة المشرفة على شارع باب الوزير ففيها الباب العمومى للجامع وهو يقع فى صفة محمول عقدها على كابولين جميلين على هيئة مروحة وعلى يساره بروز القبة ، وبوسط وجهته شباك مستدير من الجص المفرغ الدقيق تحيط به تلابيس من الرخام الملون بشكل جميل وأسفل هذا الشباك لوحه تاريخية مكتوب بها اسم علاء الدين بن الناصر محمد وتاريخ وفاته سنة 746 هجرية. وتقوم المنارة فى الطرف القبلى من الوجهة وهى من المنارات الجميلة فقد جمعت بين البساطة والتناسب وتتكون من ثلاث طبقات أولاها أسطوانية تنتهى بالدورة الأولى بمقرنصاتها البديعة والثانية أسطوانية ذات تضليع تنتهى بالدورة الثانية بمقرنصاتها المماثلة للأولى والطبقة الثالثة مثمنة بأضلاعها ثمانى فتحات تنتهى بدورة ثالثة تعلوها خوذة بهلال نحاسى. وفى سنة 1062 هجرية = 1652م قام إبراهيم أغا مستحفظان بإصلاح هذا الجامع بأن هدم القبوات المصلبة واستعاض عنها بأسقف من الخشب وكسا صدر الإيوان الشرقى بالقاشانى المموه بزخارف باللون الأزرق الجميل ولهذا أطلق عليه الأجانب – الجامع الأزرق – كما أنشأ لنفسه مدفنا بين المنارة والباب القبلى للجامع كساجد جدرانه بالرخام الملون من أسفل وبالقاشانى الأزرق من أعلى وإلى جوار هذا المدفن بالرواق القبلى يقع بناء حادث به مدفن الأمير آق سنقر.

    13- مسجد ومدرسة الأمير صرغتمش 757 هجرية = 1356م

    يقع هذا المسجد بشارع الخضيرى ملاصقا للزيادة الغربية لجامع أحمد بن طولون، بنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو يتكون من صحن مكشوف تشرف عليه أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذى يشمل على ثلاثة أقسام القسم الأوسط منها تغطيه قبة مرتفعة بأركانها مقرنصات خشبية أنشئت فى سنة 1940م محل القبة القديمة التى هدمت أواخر القرن التاسع عشر. ووجد القبة أعلى المحراب ظاهرة عمارية شاهدناها فى كثير من الجوامع السابقة وإن لم نشاهدها فى المساجد المشيدة على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد. وهى فى هذا المسجد تعتبر منيرة انفرد بها دون غيره من المساجد السابقة واللاحقة. ويقوم بصدر هذا الإيوان محراب من الرخام الملون وسط وزرة رخامية أهم ما يسترعى النظر فيها مرتبتان من الرخام الأبيض حفرت بكل منهما زخارف بارزة على شكل سرة فى الوسط وأربعة أركان وطرازان فى أعلى وأسفل المرتبة مكتوب فيها اسم المنشئ متشابهة فى ذلك للكسوة النحاسية لضلف أبواب بعض المساجد المملوكية، ويحيط بالصحن بين فتحات الإيوانات الأربعة خلا وحلت عقود أبوابها بصنج من الرخام الأبيض والأسود كما فرشت أرضه بالرخام الملون يتوسطها مكان الوضوء تغطيه قبة لم يبق منها سوى الأعمدة الرخامية التى كانت تحملها. وإذا ما ترك الإنسان الصحن واتجه إلى الإيوان الغربى وجد على يساره بابا يؤدى إلى الضريح تتوسطة تركيبة رخامية دقيقة الصنع. وكان يكسو جدرانه وزرة من الرخام الملون لم يبق سوى بعض أجزاء منها ويغطى الضريح قبة ترتكز على أركان المقرنص المتعدد الحطات بشكل يختلف عن مقرنصات القبة التى تعلو المحراب ويحلى رقبة القبة كما يحلى حائط الضريح من أعلى شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون برسومات دقيقة.

    أما الواجهة فمقسمة إلى صفف فتح بها نوافذ سفلية وأخرى علوية من الجص المفرغ بأشكال هندسية دقيقة وتتوجها بقايا شرفات مسننة ويكون الجزء البارز منها وجهة القبة التى ترتكز على رقبة أسطوانية بدائرها طراز من الكتابة تعلوه ثلاثة صفوف من المقرنصات تشغل الحيز الناشئ من زيادة تنفيخ القبة عند مبدئها عن محيط الرقبة الحاملة لها وهى فى شكلها هذا تختلف عن الشكل المألوف فى القباب المملوكية. ويقع المدخل فى الطرف البحرى للواجهة وهو على النظام المألوف فى مداخل المساجد تغطيه من أعلى طاقية مجوفة بأسفلها مقرنصات جميلة وفوق مكسلتيه على الجانبين طراز مكتوب به اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء. وتقوم المنارة على يسار المدخل وهى مبنية من الحجر الأبيض والأحمر ومؤلفة من ثلاث طبقات : السفلية منها مثمنة وتنتهى بمقرنصات تكون الدورة الأولى للمنارة ، والطبقة الثانية مثمنة أيضا وتنتهى بمقرنصات تكون الدورة الثانية ، أما الطبقة الثالثة فتشمل على ثمانية أعمدة رخامية تحمل الخوذه

    14- مدرسة و مسجد السلطان حسن (1356 م – 1362 م)

    يقع هذا الأثر بميدان صلاح الدين و قد أنشأه السلطان الملك الناصر حسن بن محمد قلاوون.
    و هي من أجمل الآثار الإسلامية في مدينة القاهرة إذا أن مبانيها تجمع بين قوة البناء و عظمته و دقة الزخارف و جمالها. و المسقط الأفقي يتكون من صحن مربع يتوسط المدرسة و يحيط به أربعة إيوانات علي نمط التخطيط المتقاطع المتعامد،

    و أكبر الإيوانات إيوان القبلة و يوجد خلفه الضريح و يتكون من قاعة مربعة تعلوها قبة محمولة علي ستة صفوف من المقرنصات المصنوعة من الخشب المنقوش و المذهب،

    و يكتنف جدار محراب المسجد من الخارج مئذنتان رشيقتان أقدمهما الجنوبية. و المدخل منحرف عن إتجاهات الإيوانات الداخلية و قد حل بطريقة سليمة بحيث لا يشعر الداخل إلي المدرسة بوجود أي إنحراف.

    و قد كان البدء في إنشاء هذه المدرسة لتكون مسجداً و مدرسة للمذاهب الإسلامية الأربعة و قد ألحق بها مساكن للطلبة.و يحيط بالإيوان الشرقي إفريز من الجص عليه كتابات بالخط الكوفي الجميل المزخرف الحروف و هي تحوي آيات من سورة الفتح.و بغرفة الضريح يوجد كرسي للمصحف الشريف دقت حشواته بالأويمة الدقيقة.

    15- مسجد ومدرسة السلطان شعبان 770 هجرية = 1368/ 69م

    يستدل من جميع الكتابات التاريخية التى بهذا المسجد على أن السلطان شعبان هو الذى أنشأه لوالدتة 770 هجرية = 1368/ 69م غير أن المقريزى وغيره من المؤرخين ينسبون إنشاءه إلى خوند بركه أم السلطان شعبان. وقد تعارف الناس من أجل ذلك على تسميته باسم – مسجد أم السلطان،أنشئ هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد إذ يتكون من صحن مكشوف تحدق به أربعة إيوانات ، ويكتنف إيوان القبلة من الجانبين قبتان متماثلتان البحرية منهما أكبر قليلا من القبلية وبها محراب به بقايا كسوة رخامية ومقبرة مدفون بها خوند بركه أم السلطان وأخته خوند زهره، وهى تختلف فى مظهرها عن القباب المملوكية من حيث الاهتمام بزخرفة جدرانها وتعدد حطاتها ومقرنصاتها ، وبالقبتين شباكان يفتحان على إيوان القبلة ويعتبران من النماذج الجميلة للنجارة العربية فهما مصنوعان من الخشب المجمع على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات من الخشب والسن محفور بها زخارف دقيقة. وبصدر إيوان القبلة وزرة رخامية يتوسطها محراب مكسو بالرخام الملون بجواره منبر بسيط أمر بعمله الأمير على أحد أمراء الجراكسة. ويدل سقف الإيوان القبلى المحلى بالنقوش المذهبة على ما كانت عليه باقى أسقف الإيوانات الأخرى من جمال وبهاء. وبأعلى وجهات الإيوانات الأربعة المشرفة على الصحن طراز مكتوب به آيات قرآنية حفرا فى الحجر وتتوجها شرفات مورقة. وعلى جانبى فتحتى الإيوانين البحرى والقبلى أربع صفف تنتهى بمقرنصات ذات دلايات فتح بها أربعة أبواب : البابان المتقابلان من جهة إيوان القبلة يؤدى أحدهما إلى القبة البحرية والثانى إلى القبة القبلية وإلى باب خلفى للمسجد ، والبابان الآخران يؤدى أحدهما إلى طرقة موصلة للمدخل الرئيس للمسجد والآخر إلى دورة المياه ( التوليت ).

    أما وجهة المسجد فتنحصر أهميتها فى المدخل الجميل الذى يتكون من صفة بصدرها الباب وعلى جانبيها صفتان معقودتان يحيط بعقديهما وعقود الشبابيك التى تعلو الباب طراز مكتوب به آيات قرآنية ولقب المنشئ وتاريخ الإنشاء

    16- مسجد ومدرسة ألجاى اليوسفى 774 هجرية = 1373م

    يقع هذا المسجد بشارع سوق السلاح قرب نهايته من جهة القلعة أنشأه سنة 774 هجرية = 1373م الأمير سيف الدين الجاى أتابك العساكر – كبير الأمراء – فى أيام الملك الأشرف شعبان على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو يتكون من صحن مكشوف كبير تحيط به أربعة إيوانات معقودة الفتحات يدل ما بقى من النقوش المذهبة بسقفى الإيوانين البحرى والقبلى على ما كان عليه سقفا الإيوانين الآخرين من غنى وجمال. وإيوان القبلة على خلاف نظائره فى المساجد الأخرى ترك محرابه وجدرانه بغير وزرة رخامية ، أما منبره ولو أنه فقد الجزء العلوى منه إلا أنه يعتبر من المنابر الخشبية الدقيقة الصنع اجتمعت فيه دقة الحفر فى الخشب وجمال التطعيم فيه كتب بأعلى بابه تاريخ عمله سنة 774 هجرية. وتقع غرفة الضريح فى الركن الغربى القبلى من المسجد تغطيها قبة حجرية مرتفعة.

    أما الوجهة الرئيسة للمسجد فجميلة سواء من حيث تناسب أجزائها أو براعة تقاسيمها ، فهى تشتمل على صفتين كبيرتين تنتهيان من أعلى بمقرنصات وصفتين صغيرتين تنتهى كل منها من أعلى بعقد مثلث على هيئة مروحة وفتح بهذه الصفف ثلاثة صفوف من الشبابيك : الصف الأول منها معتب يعلوه عقد عاتق ، والصف الثانى شبابيك معقودة ، والصف الثالث مكون من شبابيك – قندلية – أى شباكين معقودين بينهما عمود تعلوها فتحة مستديرة. ويقع الباب فى الطرف البحرى من الوجهة وهو مفتوح فى صفة تغطيها مقرنصات جميلة ومكتوب على جانبيه فى طراز محفور فى الحجر أعلى المكسلتين اسم المنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء سنة774 هجرية. وتقوم المنارة على يمين المدخل وهى مكونة من ثلاث طبقات الطبقة الأولى مثمنة حليت بفتحات وصفف معقودة وتنتهى بمقرنصات تكون الدورة الأولى للمنارة والطبقة الثانية أسطوانية تنتهى بمقرنصات أيضا تكون الدورة الثانية والطبقة الثالثة مكونة من ثمانية أعمدة رخامية تحمل الخوذة الجميلة. أما القبة الواقعة فى الطرف القبلى من الوجهة فهى من نوع القباب ذات التضليع المحنى

    انتظرونا و العمارة الإسلامية في مصر في عصر المماليك البرجية الجزء الأول

    #1008555

    العمارة الإسلامية في مصر في عصر المماليك الجراكسة (البرجية)- الجزء الأول

    1- مدرسة و مسجد الظاهرأبو سعيد برقوق ( 788 هـ – 1389 م)

    يقع هذا الاثر في شارع المعز و يعتبر أول المنشئات المعمارية في دولة المماليك الجراكسة.
    و تخطيط المدرسة علي نظام التخطيط المتقاطع المتعامد و يتكون من صحت مربع في الوسط محاط من جهاته الأربعة بأيونات أكبرها إيوان القبلة و هو مقسم إلي ثلاث بلاطات أكبرها الوسطي علي شكل البازليكا و يفصلها عن الجانبين صفان من الأأعمدة تحمل عقوداً محمولة علي أعمدة برفيرية ضخمة ذات تيجان مذهبة.أما مدخل المدرسة فبارز عن الواجهة و ينتهي بعقد ذي ثلاث فصوص و طاقيته محمولة علي مقرنصات و يتقدم المدخل سلم حجري.و بنهاية الواجهة بجوار الضريح توجد المئذنة و هي تمثل شكل المئذنة في عصر المماليك الجراسكة و لو أنها أقل رشاقة من مثيلاتها في آثار قايتباي الا إنها تمثل أجمل من مثيلتها في مدرسة السلطان حسن. ولم تقتصر عنايته على ذلك بل بالغ فى تجميل القبة التى تغطى الضريح فحلى مقرنصات أركانها بنقوش رائعة وفتح برقبتها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون احاطها بنقوش مذهبة. أما أبواب المسجد فقد كسا مصراعى الباب الخارجى منها بصفائح من النحاس ذات التقاسيم الهندسية المزخرفة على مثال أبواب مسجد السلطان حسن وقلاون وغيرهما ، وفى الأبواب الداخلية نراه قد استنبط تصميما آخر شاع استعماله فيما جاء بعده من المساجد ، فكسا المصراعين بسرة فى الوسط من النحاس المفرغ بأشكال زخرفية تحيط بها أربعة أركان من النحاس المفرغ أيضا بأعلاها وأسفلها إزاران نحاسيان مكتوب بهما اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء.

    أما الوجهة فهى كغيرها مقسمة إلى صفف تنتهى بمقرنصات بداخلها صفان من النوافذ الصف العلوى منهما عبارة عن شبابيك صنعت من الخشب المفرغ بدلا من الجص المفرغ

    2- ضريح و خانقاه برقوق و فرج بمقابرالمماليك ( 1405 م – 1410 م)

    بدأ في إنشائها فرج بن برقوق و هي تقع في الجزء البحري من قرافة المماليك بجوار (قبة يونس الدوادار) و التخطيط العام علي شكل مربع يتوسط صحن محاط بعقود مدببة محمولة علي دعائم حجرية،

    و يتكون رواق القبلة من ثلاث بلاطات و المقابل له إثنين أما الرواقان الجانبيان فيتكون كل منهما من بلاطة واحدة و في كل حالة تري البائكات تجري في إتجاهين متعامدين مكونة قبابا منخفضة من الطوب محمولة علي مثلثات كروية.
    و يكتنف رواق الصلاة غرفتان مربعتان عبارة عن ضريحين، الشرقية منهما بها رفاة كل من برقوق و ابنه فرج و المقابلة لها بها رفاة ثلاث سيدات من الأاسرة المالكة في ذات الوقت، و خلف كل من الرواقين الصغيرين و كذا الركن الغربي توجد غرفة الخانقاه.

    و تعتبر المجموعة المعمارية التي تتكون منها هذه الخانقاه من أكبر المجموعات التي أنشئت في قرافات مصر لخدمة أغراض مختلفة فهي تجمع بين بناء مسجد لإقامة الشعائر الدينية في مكان رواق الصلاة، و خانقاه لإقامة الصوفية و مدافن للظاهر برقوق و أفراد أسرته و مدرسة لتلقي العلم و حفظ القرآن و سبيل للشرب، و برواق القبلة يوجد منبر حجري نادر المثال أمر بإنشائه السلطان قايتباي في سنة 1483 م.

    3- مسجد المؤيد شيخ (1415 م – 1420 م)

    تخطيط المسجد علي نظام الصحن المربع المحاط بأربعة أروقة أكبرها رواق القبلة و بجوار المدخل غرفة الضريح و تعلوها قبة تشبه في شكلها الخارجي شكل القبتين بخانقاه برقوق بصحراء المماليك. وتقابل حجرة الضريح هذه من الجهة الأخرى من رواق القبلة حجرة أخرى مماثلة لها إلا أنها تركت عارية لا تغطيها قبة.

    وقد بولغ فى تزيين رواق القبلة وزخرفته واجتمع فيه شتى الصناعات والفنون فتمثل فى منبره الخشبى وأبوابه دقة الصناعة وبراعة التطعيم كما تتمثل فى وزرته ومحرابه الرخامى رقة التصميم وتناسب الألوان ، أما النقوش التى تعلو الوزرة والتى تزين الأسقف وما تخللها من تذهيب فقد جمعت إلى تنوع تصميماتها جمال ألوانها وتجانسها. وكان فى نهاية جدار رواق القبلة من الناحية القبلية فتحتان معقودتان سدتا بالبناء وكسيتا بالرخام الملون والقاشانى، وقد اختار مهندس الجامع برجى باب زويلة وأقام عليهما منارتى الجامع وهو اختيار طريف وهما من النوع المألوف وتتكون كل منهما من ثلاث طبقات الأولى والثانية مثمنة والثالثة مكونة من ثمانية أعمدة رخامية تحمل الخوذة

    4- مسجد ومدرسة القاضى عبد الباسط 823 هجرية = 1420م.

    يقع هذا المسجد بالخرنفش أنشأه فى سنة 823 هجرية =1420م القاضى عبد الباسط الذى كان ناظر الخزانة والكسوة الشريفة فى أيام الملك المؤيد شيخ المحمودى ومن المقربين إليه ، وفى أيام الأشرف برسباى أسندت إليه الوزارة والاستادارية – نظارة الخاصة الملكية. وللمسجد وجهتان يقوم عند تلاقيهما سبيل يعلوه كتاب وله مدخلان يقع أحدهما بالوجهة الشرقية والثانى بالوجهة البحرية ويتكون كل منهما من صفة معقودة بمقرنصات وله باب خشبى حلى بالنحاس المزخرف على شكل سرة مستديرة فى الوسط وأربعة أركان يحصرها من أعلى وأسفل طراز مكتوب. وتقوم المنارة بالوجهة البحرية وهى تكاد تكون صورة طبق الأصل من منارة جامع المؤيد المنشأة فى نفس التاريخ ،

    وقد بنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد إذ يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات يتوسط صدر إيوان القبلة محراب حجرى بسيط يجاوره منبر خشبى دقيق الصنع طعمت حشواته بالسن والزرنشان وهو يعتبر من المنابر التى بلغت فيها دقة الصناعة شأنا عظيما. وأرض إيوان القبلة والصحن مفروشة بالرخام الملون بتقاسيم هندسية جميلة ، ويدل سقفا السبيل والطرقة الموصلة من الباب الشرقى للصحن وما بهما من نقوش جميلة مذهبة على ما كانت عليه أسقف المسجد من أبهة وجمال.

    5- مسجد ومدرسة الأشرف برسباى بشارع المعز لدين الله 826-827 هجرية = 1423-1424م

    كان الملك الأشرف أبو النصر برسباى أحد مماليك الظاهر برقوق يقع هذا المسجد بشارع المعز لدين الله عند تلاقيه بشارع جوهر القائد، وقد أنشىء هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد أى صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات متقابلة وتقع القبة ملاصقة لإيوان القبلة ، وهذا الإيوان كمثيله فى المدارس الأخرى أهم الإيوانات وأكثرها زخرفة ، ويسترعى النظر فيه أرضيته الرخامية الجميلة وشبابيكه الجصية الدقيقة المصنوعة حديثا على نمط نظيراتها القديمة بمدفن الأشرف برسباى بقرافة المماليك ، هذا ومنبره الخشبى حافل بالتطعيم بالسن والزرنشان شأنه فى ذلك شأن منابر المساجد التى أنشئت فى القرن التاسع الهجرى – الخامس عشر الميلادى – ، ولم يبق من أسقف المسجد القديمة سوى سقف الإيوان الغربى المقابل لإيوان القبلة الذى فقد سقفه الأصلى وحل محله سقف آخر. وهذا السقف – سقف الإيوان الغربى – يماثل سقف إيوان القبلة بمسجد برقوق غنى بنقوشة المذهبة الجميلة.

    و واجهة المسجد الرئيسة تشرف على شارع المعز لدين الله ويقع المدخل فى طرفها القبلى بجواره سبيل وكتاب ويحلى صدر المدخل رخام ملون وتغطيه مقرنصات ويكسو الباب الخشبى نحاس مفرغ تفريغا زخرفيا بديعا على شكل سرة فى الوسط وأربعة أركان وطراز علوى وآخر سفلى مكتوب بهما اسم المنشئ وتاريخ التجديد 1332 هجرية ويعلو السرة مقبضان جميلان من النحاس المفرغ أيضا ، وكسوة الأبواب بالنحاس على هذا التصميم تجدها فى مسجد برقوق ومساجد الأشرف برسباى وغيرها من المساجد التى أنشئت فى هذه الحقبة من الزمن وكانت الأبواب السابقة تكسى أوجهها كلها بالنحاس المزخرف كما شاهدنا فى باب مسجد السلطان حسن المركب على باب مسجد المؤيد وغيره، وتقوم إلى يمين المدخل المنارة الطبقة الأولى منها مربعة والثانية أسطوانية تحليها جفوت متقاطعة والثالثة تتكون من أعمدة رخامية تعلوها الخوذة، وقد جددت هذه الطبقة سنة 1945م. وبالنهاية البحرية للوجهه تقوم قبة حجرية حليت بخطوط متكسرة على شكل دالات محفورة فى الحجر. أما الوجهة الممتدة بين المدخل والقبة ففيها صفان من الشبابيك تغطيها مقرنصات جميلة وتتوجها شرفات مورقة

    6- خانقاه الأشرف بارسباي بالقرافة الشرقية ( 835 هـ – 1432 م)

    المجموعة المعمارية الموجودة بالقرافة تشتمل علي خانقاه لإقامة الصوفية ثم حوش كبير فيه قبور و بقايا قبة و قبة كاملة لأخيه الأمير يشبك و أقاربه و بعض العلماء، و مصلي لإقامة الشعائر الدينية ثم قبة حجرية عظيمة تظهر فيها عظيمة القباب المملوكية الطراز.
    و من أعمال الأشرف بارسباي الجليلة حفره خليج الإسكندرية سنة (826 هـ – 1423 م) و قد بقي من آثاره الكثيرة التي أنشأها في مصر : الخانقاه و التربة بالصحراء و المسجد بخانقاه سرياقوس و مدرسة بشارع المعز لدين الله (الأشرفية).
    يقع هذا المسجد والمدفن وبقايا الخانقاه الملحقة بهما بقرافة المماليك على الطريق الموصل بين خانقاه برقوق ومسجد قايتباى وكان غرض الأشرف برسباى من اختيار هذا المكان هو إنشاء تربة له يدفن فيها ، ألحق بها مسجدا صغيرا وخانقاه. وإن الإنسان إذا جال ببصره فى تلك البقعة الصحراوية لراعه منظر تلك القباب الجميلة المبعثرة فيها والتى يزيد فى روعتها اختلاف أشكالها وتباين أوضاعها وتنوع زخارفها وهى من أجل ذلك جديرة بأن تسمى مدينة القباب.

    يصعد الإنسان إلى المسجد بسلم ذى قلبتين متقابلتين تؤديان إلى المدخل الذى تعلوه منارة بسيطة الشكل حلت محل المنارة الأصلية ، ويؤدى المدخل إلى دركاة على يسار الداخل منها باب معقود يؤدى إلى المسجد الذى يتكون من رواقين بينهما مجاز ينتهى بباب ينفذ إلى المدفن ، ويغطى المسجد سقف من الخشب محمول على صفين من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية ، ويوجد بالسقف آثار نقوش قديمة وبإزراره كتابة متضمنة اسم المنشئ ، ويكسو جدران المسجد والمدفن وزرة من الرخام الملون المطعم بالصدف على أشكال هندسية جميلة بلغت حد الدقة والإتقان ، كذلك الأرضية فإنها مفروشة بالرخام الملون أيضا ويجاور المحراب منبر خشبى دقيق الصنع نقل – بعد إصلاحه – من مسجد العمرى المتخرب إلى هذا المسجد ويرجع تاريخه إلى حوالى سنة 855 هجرية = 1451م. ويعلو الوزرة الرخامية بالمسجد والمدفن شبابيك جصية مفرغة محلاه بالزجاج الملون تعتبر من أدق ما احتواته مساجد القاهرة الأثرية. أما الوجهة فتشتمل على المدخل المكتوب على جانبيه اسم المنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء سنة 835 هجرية وتتكون من صفف قليلة الغور مفتوح بها شبابيك سفلية وأخرى علوية وتنتهى بمقرنصات وتقوم فى الطرف البحرى من الوجهة القبة وهى مبنية من الحجر يحليها من الخارج زخارف هندسية جميلة محفورة فى الحجر ، وتقع بقايا وجهة الخانقاه على امتداد وجهة المسجد قبلى المدخل ومثبت عليها طرز رخامية يقرأ من كتابة محفورة بها اسم المنشئ وذكر الأعيان التى أوقفت عليها وخصص ريعها لصيانتها ورعايتها.

    7- جامع الأشرف برسباى بالخانكة 841 هجرية = 1437م

    هذا الجامع هو ثالث المساجد التى أنشأها الأشرف برسباى شيده ببلده الخانكة التى تقع شمال القاهرة وعلى بعد 22 كيلو مترا منها تقريبا وكان الفراغ من بنائه سنة 841 هجرية = 1437م وهو جامع فسيح يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذى يشتمل على ثلاثة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية ويتكون كل من الرواقين الجانبيين من صفين كما يتكون رواق المؤخرة من صف واحد ، هذا ويغطى رواق القبلة سقف من الخشب على شكل مربعات وطبال منقوشة ويكسو الجزء السفلى من حوائطه وزرة من الرخام الملون يتوسطها محراب رخامى يقوم إلى جواره منبر من الخشب طعمت حشواته بالسن.

    و الوجهة الرئيسة تشرف على الطريق العام وبها المدخل الذى تغطيه مقرنصات جميلة ويحلى صدره أشرطة من الرخام الأبيض والأسود بأعلاها طراز مكتوب به تاريخ الفراغ من عمارة هذا الجامع سنة 841 هجرية وإلى يمين المدخل سبيل يعلوه كتاب وإلى يساره تقوم مئذنة مكونة من ثلاث طبقات مماثلة لمئذنة مسجده بشارع المعز لدين الله ، وللجامع ثلاث وجهات أخرى بمنتصف الوجهة الغربية منها مدخل آخر ، وكان لهذا الجامع دورة مياه منفصلة عنه لازالت محتفظة بمعالم تخطيطها القديم.

    8- مسجد ومدرسة الأمير تغرى بردى بالصليبة 844 هجرية = 1440م

    يقع هذا المسجد بشارع الصليبة أنشأه فى سنة 844 هجرية = 1440م تغرى بردى بن عبد الله الرومى البكلمشى نسبة إلى أستاذه بكلمش وكان من جملة مماليكه إلى أن صار أمير عشرة فى أيام الناصر فرج بن برقوق ، وظل يتقلب فى مناصب الدولة إلى أن أصبح دوادارا كبيرا – حامل الدواة- فى أيام الملك أبو سعيد جقمق.

    ولهذا المسجد وجهتان الوجهة الرئيسة تشرف على شارع الصليبة وبها المدخل المكون من صفة معقودة بمقرنصات بصدرها تلابيس من الرخام الأبيض والأسود ، وأعلى الباب وعلى جانبيه كتابات تشتمل على آيات قرآنية واسم المنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء 844 هجرية ، وعلى يسار المدخل تقوم المنارة وهى مربعة القطاع من أسفل تنتهى بمقرنصات تكون دورتها الأولى ، ثم أسطوانية يحلى سطحها زخارف هندسية وتنتهى بمقرنصات تكون كذلك دورتها الثانية ، ثم مسلة مخروطية الشكل حادثة حلت محل القمة الأصلية. وفى طرف هذه الوجهة تقوم القبة ذات الخطوط الضخمة البارزة المتقاطعة مع بعضها والتى لا تتساوى من حيث التناسب والرشاقة مع القباب المعاصرة لها ، وفى الطرف الآخر حوض لسقى الدواب يعلوه كتاب.

    ويؤدى المدخل إلى ردهة مربعة على يمينها باب معقود يؤدى إلى القبة يقابله ويماثله باب آخر يؤدى إلى طرقة توصل إلى الصحن. وقد بنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد وهو يتكون من صحن مكشوف كان مسقوفا فى الأصل يحدق به إيوانان كبيران من الجهة الشرقية والجهة الغربية وآخران صغيران من الجهتين البحرية والقبلية جميعها مفتوحة عليه بعقود يعلوها طراز مكتوب به آيات قرآنية وبنهايتها تاريخ الإنشاء 844 هجرية ، وهذه الإيوانات مسقوفة بمربوعات وطبال خشبية مقسمة ومنقوشة بالألوان المختلفة. وبصدر إيوان القبلة المحراب يقوم إلى جانبه منبر صغير دقيق الصنع وتقع القبة قبلى هذا الإيوان وهى تغطى ضريحا مربعا طول ضلعه أربعة أمتار بأركانه الأربعة مقرنصات كبيرة يتكون كل منها من ثلاث حطات وهى على العموم بسيطة فى مظهرها على خلاف القباب التى أنشئت فى عصر المماليك الجراكسة والتى امتاز أغلبها بوفرة زخارفه.

    9- مسجد القاضى يحيى بن زين 848 هجرية = 1444م

    وهذا المسجد الذى يقع عند تلاقى شارع بين النهدين بشارع الأزهر الجديد أنشأه الأمير المذكور سنة 848 هجرية = 1444م. يتطرق الإنسان من مدخله الواقع فى مواجهة شارع النهدين إلى دركاة صغيرة يسترعى نظر الداخل إليها نقوش سقفها المذهبة ، ثم ينثنى إلى طرقة توصل إلى الصحن ،

    وهذا المسجد مشيد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو مكون من صحن يغطيه سقف بوسطه شخشيخة ويحدق به أربعة إيوانات متقابلة نقشت أسقفها الخشبية بزخارف مذهبة جميلة أسفلها إزار كتب عليه آيات قرآنية مذهبة ، ويتدلى من كل ركن من أركان هذه الأسقف حليات خشبية مقرنصة تنتهى بشرفات مقلوبة. وفى الواقع تعتبر النقوش فى هذا المسجد سواء فى سقف الصحن أو أسقف الإيوانات من أجمل الأمثلة التى نشاهدها فى المساجد المملوكية. ويجاور المحراب منبر من الخشب المجمع على هيئة أشكال هندسية طعمت حشواته بالسن والعاج وللمسجد وجهة شرقية تنتهى من الجهة البحرية بمدخل المسجد الذى تغطيه طاقية مقرنصة ويحلى صدره تلابيس رخامية ، وكتب على جانبيه أعلى المكسلتين آية قرآنية تنتهى بتاريخ الإنشاء سنة 848 هجرية ، وتقع المنارة على يسار المدخل وقد امتازت برشاقتها وتناسب أجزائها وهى مكونة من ثلاث طبقات حليت الوسطى منها بتلابيس رخامية على شكل رءوس أسهم.

    إنتظرونا و الجزء الثاني من العمارة الإسلامية في مصر في عصر المماليك الجراكسة (البرجية)- الجزء الثاني

مشاهدة 9 مشاركات - 16 إلى 24 (من مجموع 24)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد