– امي…اين تذهب الشمس عندما تختفي من السماء؟!
– تغرق في البحر..!
– ماما..لماذا تأكل النملة فتات السكر؟!
– لانها لا تجد شيئا اخر تأكله..!
– كيف يصنعون الخبز؟!
– نحن لا نصنعه..وانما نشتريه..!

فضول الاطفال..وكثرة اسئلتهم..دليل على الذكاء والرغبة في المعرفة..لكن هناك ام يضايقها الحاح طفلها بالسؤال فتنهره..او تلجاء الى الكذب حتى ينصرف الطفل عنها,فتتفرغ هي للحديث عما يحلو لها.

ومسألة الكذب عند الامهات اصبحت منتشرة جدا هذه الايام,لقلة الوعي,ولعدم تفرغ الام لتربية اطفالها.فكل ام لديها طفل يتراوح عمره من الثانية الى العاشرة تظن انها قد قامت بواجبها نحوه على اكمل وجه عندما اشترت له كما كبيرا من الكتب والاشرطة التعليمية,والالعاب الذهنية وجلبت له مربية فلبينية تتقن الانجليزية,فكل هذا قد يفيد ولكن بنسبة ضئيلة جدا,لان الطفل في هذه المرحلة العمرية يتعلم من امه بشكل اسرع وافضل,اذ يستطيع حنانها ان يفتح له آفاقا من النمو الذهني ويرفع مستوى ذكائه ويدعم ثقته بنفسه.

وهناك تجربة شهيرة جدا لام امريكية لا تتميز عن غيرها من الامهات سوى بوعيها لدورها في تربية الاطفال وبصبرها على رعايتهم, فلقد فوجىء المعلمون في الحضانة بأن احد الاولاد لا يتجاوز عمره الاربع سنوات يتفوق على اقرانه المتساوين معه في المرحلة العمرية,بأعوام كثيرة.

ولما سألت الادارة عن السر واستدعت والدة الطفل اخبرتهم بأنها كانت تصحبه معها وهو طفل صغير لم يكمل عامه الاول الى الحدائق والاسواق والمتاحف فتحدثه طوال الطريق كشخص كبير,فتشرح له الالوان والاشارات و الاراقام,وتعلمه اسماء الخضراوات والفواكه والمحلات والشوارع,فاذا صعدت معه درجات السلم اخذت تعدها معه واحدة بواحدة فاذا عبرت به اشارة مرور حدثته عن الوانها متى تعبر وكيف تعبر وعندما بدأ يسأل لم تعنفه بل كانت تجيب وتبحث عن اجابات صحيحة وبسيطة مهما كانت الاسئلة صعبة ومحيرة.

فابدئي الان….
وامنحي طفلك الفرصة….لكي يسأل…