للدكتور يول فورمان
Dr. Joel Fuhrmann

ترجمة : د . عدنان جواد الطعمة

من يدعي أن منتوجات حليب البقر مثل الجبن و اللبن الزبادي و غيرهما غير صحي لتغذية الإنسان ، فإنه سيقف لوحده مع هذا الرأي .
إن أغلبية علماء التغذية و مرشدوا الرجيم و الأطباء كانوا يعتقدون بأن الحليب من أهم المواد الغذائية المفيدة والمغذية لإحتوائه على كمية كبيرة من الكالسيوم والزلال ، و له قيمة بيولوجية عالية .

وفي أثناء هذه الفترة إزدادت وارتفعت أصوات كثيرة تقول بأن حليب البقر الطبيعي لم يخصص و يحدد للإنسان وانه يجلب الأخطار الصحية له .

لما كانت كميات هائلة من حليب البقر يستهلكها ويتناولها شعبنا ، فحري بنا أن نجري الفحوصات المختبرية على أخطار الحليب التالية :

1 – عسر الهضم : عندما ينقص عمل خميرة سكر اللبن ( الحليب ) بعد فترة الرضاعة ، أي عندما تقل القدرة على هضم سكر الحليب ( اللاكتوز) عند البشر بعد مضي خمس سنوات ، أثبتت الدراسات المتعددة بأن نسبة عالية جدا من أوجاع البطن سببها عدم هضم سكر الحليب .
يبدأ سكر الحليب الغير مهضوم في الجهاز الهضمي بالتخمر الذي يسبب الغازات و التقلصات والتشنجات و الإسهال . وحتى أقلية من الناس الذين باستطاعتهم هضم سكر الحليب إلى سكر اللبن ( غالكتوز ) ، فإنهم يميلون إلى الإصابة بمرض ماء الأبيض في العين (كاتاراكت ) إذا شربوا كميات كثيرة من الحليب .

أثبتت الدراسات الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية أن الناس الذين كانت خميرة سكر اللبن عندهم تعمل بانتظام طيلة حياتهم والذين كانوا يشربون حليب البقر و يتناولون منتوجاته بكثرة ، أصيبوا بمرض الماء الأبيض في العين .
2 – الأمراض التي سببها الإلتهابات : أثبتت الدراسات الحديثة على أن حليب البقر يسبب حساسية بدرجات متفاوتة عند كثير من الناس .
وأهم أنواع الحساسيات المشهورة هي الإسهال والقئ والمغص المعوي و سيلان الأنف و التهاب القصبات الهوائية ( إلتهاب شعبي ) .
وفي الدراسات المتعددة تم إثبات أن تناول حليب البقر يفاقم و يزيد من حدة أمراض الربو و تصلب الشرايين و الأكزمة الجلدية ، كما أثبتت الدراسات الأخيرة أن حليب البقر يسبب إلتهاب الأمعاء المزمن ، معنى ذلك أن الخلايا اللمفاوية ( خلايا نظام مناعة أجسامنا ) التي تقينا و تحمينا من الفيروسات الدخيلة ستزداد بكثرة خارقة إذا أضيف إلى جسم الإنسان الحساس زلال الحليب .

أن زلال حليب البقر عرف منذ أكثر من قرنين بأنه أحد العوامل المسببة لمرض إلتهاب الأمعاء .

كما أثبتت التجارب بأن هناك علاقة بين رضاعة الطفل بقنينة الحليب و بين إلتهاب الأمعاء . أثبتت التجارب التي أجريت في المستشفى بأن أعراض مرض إلتهاب الأمعاء ستزول عند ترك رضاعة الطفل بحليب البقر ، وتعود هذه الأعراض إذا أضيف إلى غذاء الطفل حليب البقر .

3 – الحليب معدي للأمراض : يصاب المرء بالإسهال المزمن عندما يشرب حليب البقر النئ الخالص . و هذا الحليب النيئ الخام يساهم في نقل الأحياء الدقيقة لعدوى الأمراض إلى جسم الإنسان الضعيف .

نشرت الدراسات الصحية في الفترة الواقعة 1950 -1980 في بريطانيا و ويلز أخبارا عن إنتشار المرض لأكثر من 179 شخصا بسبب حليب البقر .
لم يكن معروفا بصورة عامة بأن فيروسات اللوكيميا ( ابيضاض الدم ) تنقل العدوى بواسطة حليب البقر .
و عرف أيضا أن في المناطق المصابة بانتشار مرض لوكيميا ( إبيضاض الدم ) اللمفاوية الحادة تحدث عند إصابة البقر باللوكيميا و أن منتوجات حليب البقر تسبب أيضا مرض سرطان نظام مناعة الجسم . وإضافة إلى ذلك فإن حليب البقر يحتوي على مواد كيمياوية مبيدة للحشرات و مواد مضادات الحيويات ( الأنتي بايوتكس ) الموجودة في علف البقر الذي تتناوله .

4 – الحليب و تصلب الوعية و الأعصاب : أثبتت الدراسات عن الأوبئة بأن مرض تصلب الأوعية و الأعصاب محددا في مناطق معتدلة المناخ في الكرة الأرضية . ان استهلاك حليب البقر المنتشر في العالم يسبب انتشار مرض تصلب الأوعية و الأعصاب الذي تجاوز الحدود الجغرافية .

يحتوي حليب البقر على الكالسيوم بمقدار أربعة أضعاف من حليب الأم عند البشر . وبرضاعة الطفل بحليب البقر فإن كمية الكالسيوم في جسم الطفل ستكون ضعف كمية الكالسيوم إذا رضع بحليب الأم .

5 – نقص الحديد : إن حليب البقر لا يستطيع أن يزود جسم الطفل الرضيع بكمية الحديد الكافية التي يحتاجها مثل ما يزوده حليب الأم .
يمنع حليب البقر الجسم من قبول واستلام الحديد من المواد الغذائية الأخرى و يساعد بصورة مخفية على نزيف الدم في الجهاز الهضمي و يسبب نشوء نقص الحديد بالجسم .
لقد أثبت العالم الأمريكي هنتر في بحوثه عن الأطفال الرضع من أن نسبة 59% منهم الذين يتمتعون بطبابة الأطفال والذين تمت تغذيتهم بحليب البقر أصيبوا بفقر الدم ، في حين أن النسبة الباقية منهم أصيبوا بنقص في الحديد .
أثبتت التجارب المؤكدة أن نزيف الدم في المعدة سببه حليب البقر و نتيجته هي نقص الحديد .

6 – الحليب و أمراض أوعية القلب : أثبتت العلاقة بين التغذية و بين إرتفاع نسبة الكولسترول في الدم من خلال التجارب التي أجريت على الأطفال الرضع و الأطفال و البالغين ، بحيث أعطي للأطفال الرضع بعمر ستة أشهر حليب البقر فوجد الأطباء أن نسبة الكولسترول في دمهم أعلى بكثير من الأطفال الرضع بنفس أعمارهم ( ستة أشهر ) والذين رضعوا من حليب أمهاتهم .

ألمانيا في 22 / 1 / 2008