البـــــحـــرين v.s الكــــــــويـــت ( تحليل كامل )
بسم الله الرحمن الرحيم

انتهى اليوم القسم الاول من الجولة الثالثة لبطولة الخليج الخامسة عشر المقامة على ستاد الملك فهد الدولي في الرياض عامة المملكة العربية السعودية بلقاء الجريحين المنتخب الازرق الكويتي صاحب الباع الطويل في بطولات الخليج و المنتخب البحريني الجريح الاخر و صاحب التطور المستمر في المستوى بالعناصر الشابة و المتحمسة لبناء جيل جديد لاول دولة في الخليج تمارس كرة القدم عبر التاريخ …

نقدم لكم اليوم اعزاءنا اعضاء و زورا الرياضة الى الابد اليوم تحليلا مفصلا لمباراة اليوم التي جمعت بين الفريقين الجريحين شارحين طريقة اللعب و النهج التكتيكي الذي اتبعه كل من مدربي الفريقين …

دخل المنتخب الكويتي المباراة بمعنويات هابطة بعد الخسارة السابقة من المنتخب العماني في الجولة الماضية من بطولة خليجي 15 ووضح على اللاعبين الشد النفسي و الضغط الذي يحتم عليهم الفوز لعل و عسى يحصل تعثر للمنتخبين السعودي و القطري في المباريات الماضيه ..

المدرب الكويتي السيد بيرتي فوجتس هو الاخر لم يضف جديدا على فريقه سواء تكتيكيا او حتى من ناحية اللاعبين حيث ادحل لهيب في المقدمة و اعاد بشار الى الوسط و ادخل بدلا من الخضري الذي لم يتمكن من المشاركة في هذا اللقاء بسبب حصوله على انذارين امام السعودية و عمان في الجولات الماضية ..
و لم يستحدث اي طريقة جديدة للعب رغم ان طريقته ممتازة جدا و لكن تحتاج الى عشر مباريات تقريبا لينسجم اللاعبين على اداءها و تطبيقها كما يريد و هي نقطة تحسب في صالحة بسبب عدم لعب مباريات تجريبية كافية منذ استلامه تدريب المنتخب الكويتي ..
حيث انه لازال يعتمد على البريكي في منتصف الملعب كاملا لبناء الهجمة و ربط الصفوف و اعطاءه الدور الدفاعي ايضا و هو امر مرهق للاعب اولا و مفكك للصفوف ان لم يجد لاعبا بنفس مستوى البريكي يقوم بالمناوبة في الاماكن التي يرتكها ..

عمق الدفاع الكويتي كان يعاني من خل بسيط و بطء في التغطية و تخليص الكرات الى خارج الصندوق و خاصة من قبل اللاعب نهير الشمري و الذي لم يكن في مستواه المعتاد و قتاليته المعروفه مما اثر سلبا ايضا على زميله جمال مبارك ..
اما اطراف الدفاع الكويتي فهي الاخرى لم تكن في يومها و لم يشهد لها انطلاقات الى الامام لمساندة الهجوم و اكتفى المدرب بتكليف الظهيرين بالشق الدفاعي و اعطاء بناء الهجمة لثلاثي الوسط جراغ و سكين و بشار الذي يتواجد خلف المهاجمين ..

وسط المنتخب الكويتي كان افضل صفوف المنتخب على اقل تقدير حيث كانت حركته مستمرة و مصدر الخطورة رغم قلته على المرمى البحريني كان مصدره خط الوسط الذي اعتمد على بشار الذي يشكل راس مثلث مع ثنائي الهجوم و يتمركز في منطقة القوس البحريني ..
اما جراغ فقد كان هو الاكثر تحركا في صفوف المنتخب الكويتي لبناء الهجمات من الجهة اليمنى و وضح دوره جليا بعد طرد المدافع المتواجد في الجهة اليسرى اللاعب محمد حسين .. و كان لضعف المساندة من الجهة اليمنى و من قبل الظهير تحديدا دور في قطع كرات جراغ …
المنطقة اليسرى فقدت حيويتها كثيرا بعد غياب الخضري و توغل سكين الى العمق كثيرا باوامر من السيد فوجتس و الذي اوكله بمهمة التسديد على المرمى في حال وجود تكتل دفاعي من المنتخب البحريني ..
البريكي اللاعب الاكثر عملا في المنتخب الكويتي ساعدته لياقته العالية في اداء الدور المنوط له كثيرا حيث كان صانع الالعاب في حال الهجوم و لاعب الارتكاز في حال صد الهجوم من قبل المنتخب البحريني و لكن اداؤه لم يكن كما شاهد الجميع في المباراة الاولى امام المنتخب السعودية و ربما ان تكالب الادوار عليه كان هو السببهجوم المنتخب الكويتي لم يشكل تلك الخطورة الكبيرة على المنتخب البحريني حيث ان الهويدي استسلم للرقابة و اوكل له المدرب عملية اقتناص الكرات العرضية القادمة من الاطراف اضافة الى التراجع الى الحلف و فسح المجال للاعب بشار عبدالله و الذي كان بامكانه المناوشة داخل منطقة الجزاء ..
اما فرج لهيب فكان ميله الى الاطراف اكثر من وجوده داخل الصندوق سببا في غيابه عن ارسال كرات خطره الى المرمى حيث انه لم يجد اللاعب المساند في كل اغلب الهجمات التي يبنيها المنتخب الكويتي وسط ترسانة مكثفة من الدفاع البحريني …

السيد فوجتس لم يحرك ساكنا في اغلب اوقات المباراة و اجرى تبديلات مركزا بدلا من الاخر و لم يلحظ اي تغيير تكتيكي على الفريق الذي بدا المباراة بنهج معين و انتهى عليه ايضا ..
كما انه لم يستغل الطرد النبكر الذي حدث في صفوف المنتخب البحريني و كان عليه تكثيف المنطقة اليمنى و على اقل تقدير جعل بشار يتمركز في هذه الجهة الفارغة للمنتخب البخريني في حال الهجوم المرتد بدلا من جراغ الذي كان يساند الوسط الخلفي في حال صد هجوم الفريق المقابل …

المنتخب الكويتي لم يظهر بصورة يدة في هذا اللقاء و هو عامل نفسي بحت لا تكتيكي اثر على اللاعبين و حتى المدرب ايضا خصوصا و ان هذه البطولة لبطولة نقاط و لا يمكن المخاطرة فيها مثل مباريات خروج المغلوب ..
تغيير المدرب لن يكون الحل الامثل للمنتخب الكويتي في المرحلة المقبلة على اعتبار ان امل الكويت في البطولة الان اصبح شبه مستحيل في ظل فارق النقاط المبدئي بينه و بين السعودية و قطر مثلا .. حيث ان المنتخب يسير بخطى جيدة و لكنه يحتاج الى مزيد من الوقت و المباريات للانسجام مع طريقة المدرب التي يهدف اليها دخل المنتخب البحريني في هذا اللقاء بمعنويات جيدة و راحة نفسية على اعتبار انه لا يوجد ما يخسره حاليا في هذه البطولة بعد الخسارتين الماضيتين في الجولتين السابقتين امام السعودية و قطر … و اتضح ان لاعبيه دخلوا الى ارض الملعب للتشريف و اككمال الصورة الطيبة التي عرفها عنهم الجمهور العربي في مباريات تصفيات كاس العالم المالضية و المباراتين الماضيتين ايضا في هذه البطولة …

مدرب المنتخب البحريني السيد سيدكا هو الاخر اصر بعناد الاملن المعروف على طريقته الماضي التي كان يستحدمها في المباريات الماضية و الجديدة و التي استحدثها في بطولة الخليج من ناحية تبديل المراكز المستمر و كان ينتظر الطرد في كل لقاء حتى يعدل من اسلوب فريقه و يعود الى الطريقة الاوروبية المفتوحة في توزيع الكرات بحرية و فتح الملعب بكل الاتجاهات و من حسن حظه ان الطرد جاء في وقت مبكر الدفاع البحريني كان في افضل صورة في مباراة اليوم خاصة بعد عودة الخبير الكابتن خميس عيد الى القائمة الاساية خاصة بعد النقص العددي في الفريق بعد الطرد الذي حصل في المباراة الماضية للاعب المنتخب البحريني المشخص …
حيث وضح ان العمق الدفاعي متفاهم بصورة ممتازة مع وجود اللاعب الثالث في العمق الدفاعي امام حارس المرمي (ليبرو ثابت) و ينكمه الانتقال لتغطية الظهير المتقدم و ختصة من الناحية اليمنى في حال هجوم المنتخب البحريني على الفريق الخصم …

الاظهرة البحينية بقيت ثابته في مكانها لتادية الدور الدفاعي حتى عملية الطرد التي حصلت للاعب المنتخب محمد حسين من العمق الدفاعي الايسر هو العامل الذي جعل السيد سيدكا يتحول الى طريقة الانتشار الدفاعي و جعل احد لاعبي الوسط المتاخر يعود للتغطية في حال الهجوم المرتد للفريق المقابل …

الوسط البحريني كان جيدا جدا في بداية المباراة و خاصة اللاعبين الموجودين في منطقة الارتكاز الثابت و الذين يتحولون الى ثلاثة لاعبين حين يستقبلون هجوم الفريق المقابل و يعودوم الى لاعبين اثنين في منطقة الارتكاز من جديد حيث يتحول اللاعب الثالث الى لاعب وسط متقد لماندة ثلاثي الوساط الامامي ..
اطراف الوسط كانت هي صاحبة زمام التقدم الى الامام و هي ملاحظة تتشارك فيها جميع فرق بطولة الخليج الى حد هذا اللقاء حيث انعدم صانع الالعاب من الوجود على الخارطة الخضراء باتباع الجميع الطريقة الاوروبية الكلاسيكية ..

الجهة اليمنى للمنتخب البحريني في منطقة الوسط كانت هي صاحبة الدور الاكبر في عملية بناء الهجوم من ناحية اللاعب محمد سالمين و الذي يتحول الى داخل منطقة الجزاء في حال فرض الرقابة عليه من قبل الظهير الايسر الكويتي و ينوب عنه لاعبين في ظل وجود سادسي بحريني في خط لوسط …

خط المقدمة البحريني لم يطرا عليه اي جديد حيث يستسلن للرقابة بشكل كبيرو يفتقد الى المهاجم المتحرك و المشاغب الذي يربك دفاع الفريق الخصم اضافة الى افتقاد اللاعب المنهي للهجمة من اللمسة الواحدة ..
حتى و ان كان المنتخب يعتمد على لاعب وحيد في داخل صندوق الفريق المقابل تكتيك المنتخب البحريني كما ذكرنا كان يعتمد على طريقة تبديل المراكز تماما حتى الدقيقة السادسة و العشرين و التي شهدت طرد اللاعب محمد حسين .. فقل هذه الحادثة كان المنتخب البحريني يلعب بخمسة مدافعين منهم ثلاثة في العمق و اربعة لاعبين وسط منهم اثنين في الارتكاز و اثنين على الاجنحية و مهاجم وحيد و يتحول الحال الى ثلاثة في الدفاع و ستة في الوسط وواحد في الهجوم مع تبديل المراكز المستمر في حال الهجوم ..
اما بعد الطرد فاستطاع المنتخب البحريني ان يوزع اللعب بشكل جيد و يستقر على طريقة وحيدة طوال وقت المباراة لتكرار سيناريو ما حدث امام المنتخب السعودي تماما ..
حيث وجد ثلاثة لاعبين ثابتين في الدفاع ولاعب ارتكاز وحيد ثابت و يسنده لاعب وسط من الاربعة المتواجدين امامه و مهاجم وحيد …

المنتخي البحريني اما زال يقدم عروضا جيدة في البطولة و لكن العيب الوحيد هو الاستفاقة المتاخرة التي تحتمها صدمة على الفريق مثل طرد لاب معين في مركز معين و هي مشكلة يتحملها المدرب كاملا و لاعلاعقة للاعبي المنتخب البحرين جميعا فيها …