السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أختي الكريمة ” مهرة الشرق “
جزاك الله خير الجزاء على هذا الإهتمام و الله أسأل أن يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك .
كان لي تعليق على هذا الموضوع وهو يتعلق بأمرين :

الأول : كيف نتعرف على الحديث “الموضوع ” .
بين لنا العلماء الافاضل علامات الوضع في الحديث الشريف .
من هذه العلامات القدر الكبير في هذا الحديث و الذي يجعلنا نجزم بعدم نسبه للرسول صلى الله عليه و آله و سلم .

كما أن الخطورة في نقل الحديث المكذوب هذا و هذه النقطة لا يجب إهمالها و هي أن في هذا النص الطويل ما يلبس على الناس دينهم .

ومما يجدر التنبيه إليه أن الحديث المكذوب هو أحد الأبواب التي اختلقها أعداء الدين الإسلامي للنيل من الإسلام و القول بانه محرف كما حرف الدين النصراني و اليهودي …

من الطبيعي جداً أن يكون الحديث المكذوب جميل اللفظ و المعنى و ربما يكون موافقاً للأصول الإسلامية و لكنه لم يخرج عن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و هو الذي لا ينطق إلا بالحق …

من علامات الحديث الموضوع ” المكذوب ” أن يحتوي على المبالغات حتى لو أن ينافي الفطرة .

فلو وضعنا هذا ” الحديث المكذوب ” تحت المجهر فسنخرج منه ما يوهيه

ومن الأمثلة على ذلك
 إقتباس الرد:”ubbcode-body”>يا محمد ، من صام يوماً واحداً وقرأ هذا الدعاء ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أو في أي وقت كان ، أقوم على قبره ومعي براق من نور – عليه سرج من ياقوت أحمر ، فتقول الملائكة : يا إله السماوات والأرض ، من هذا العبد – فيجيبهم النداء ، يا ملائكتي هذا عبد من عبيدي قرأ الدعاء في عمره مرة واحدة . ثم ينادى المنادى من قبل الله تعالى أن اصرفوه إلى جوار إبراهيم الخليل عليه السلام وجوار محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .

نلاحظ من هذه الفقرة أن الأجر مبالغ فيه أشد المبالغات فكيف يعقل أن يأخذ مثل هذا الأجر العظيم على دعاء هذا الدعاء مرة واحدة طول حياته .

من المعقول أن يقال مثلاً :” من دعا بهذا الدعاء كتب له مئة حسنة “

ثم من الأمور الدالة على الوضع تناقض النص مع القرآن الكريم و قواعد الدين كيف يعقل أن من يدعو بهذا الدعاء مرة واحدة له هذا الأجر و الجنة و إهمال الأعمال ليس الإنسان معصوم من الخطأ إلا الرسل عليهم الصلاة و السلام .. وهذا ينافي الأصول .

ثم إن من علامات الوضع الذي تظهر في هذا الحديث ” اشتمال الحديث على مبالغات لايقول بها النبي صلى الله عليه وسلم من إعطاء الثواب العظيم على العمل اليسير و العذاب الشديد على الذنب الصغير .

النقطة الأهم في الموضوع وهو المحور الثاني من هذا التعليق
حكم رواية الحديث المكذوب و العمل به
لا يجوز روايته إلا على سبيل التحذير منه و التعريف بوضعه ..
ولا يجوز العمل به لا في الأحكام و لا في العقائد و لا في فضائل الأعمال

هذا حكم شرعي و يجب العمل به ولا يحق لأحد التحجج بأن الحديث أو النص جميل فيحرم عليكم نقله و لا نشره إلا على سبيل التنبيه على خطورته .

و كان لي تعليق آخر عن حكم التوسل بالأنبياء و الأولياء و الصالحين

السؤال بالأنبياء و النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و الأولياء الصالحين يعتبر من الشرك بالله .. فالله عز وجل سميع مجيب لا يحتاج إلى وسيط ليقبل الدعاء قال تعالى ” وقال ربكم ادعوني أستجب لكم” ..
و على هذا لا يجوز التوسل بالأنبياء و لا بالرسل و لا بالأولياء و الصالحين .

و يجوز الدعاء بهذه الصيغة في الأسفل

اللهم إني أسألك بحبي لنبيك واتباعي له وبحبي لأوليائك أن تعطيني كذا – فهذا جائز ؛ لأنه توسل من العبد إلى ربه بعمله الصالح ، ومن هذا ما ثبت من توسل أصحاب الغار الثلاثة بأعمالهم الصالحة .

و لا يجوز بهذه الصيغة

أن يسأل الله بجاه أنبيائه أو ولي من أوليائه بأن يقول : اللهم إني أسألك بجاه نبيك أو بجاه الحسين مثلا ، فهذا لا يجوز ؛ لأن جاه أولياء الله وإن كان عظيما عند الله وخاصة نبينا محمدا – صلى الله عليه وسلم – ، غير أن ذلك ليس سببا شرعيا لاستجابة الدعاء ، ولهذا عدل الصحابة حينما أجدبوا عن التوسل بجاهه – صلى الله عليه وسلم – في دعاء الاستسقاء إلى التوسل بدعاء عمه العباس ، مع أن جاهه عليه الصلاة والسلام فوق كل جاه ، ولم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم توسلوا به – صلى الله عليه وسلم – بعد وفاته ، وهم خير القرون وأعرف الناس بحقه وأحبهم له .

أن يسأل العبد ربه حاجته مقسما بوليه أو نبيه ، أو بحق نبيه أو أوليائه بأن يقول : اللهم إني أسألك كذا بوليك فلان ، أو بحق نبيك فلان – فهذا لا يجوز ، فإن القسم بالمخلوق على المخلوق ممنوع ، وهو على الله الخالق أشد منعا ، ثم لا حق واجب لمخلوق على الخالق بمجرد طاعته له سبحانه حتى يقسم به على الله .
هذا هو الذي تشهد له الأدلة ، وهو الذي تصان به العقيدة الإسلامية ، وتسد به ذرائع الشرك . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
.

هذا ومن أراد مزيد توضيح فليتقدم بالسؤال

و بارك الله فيكم

شكراً
أخوكم هيثم