إن قلت لك أنتِ … أنتِ

فحصيلة هذا العالم

كل العالم

بين يديكِ

ومفاتيح كنوز الواقعِِ

رغم ضجيج الوهم لديكِ

كم قالوا إنكِ هاجرتِ ونسيتِ

كم قالوا إنك بالغتِ وطغيتِ

كم قالوا إنكِ ما عدتِ امرأةَ

فوق المقياس

وأنا أصرخ مازلت

أنتِ … أنتِ

******

رغم الهمس الحائرُ في شفتيكِ

رغم كتاب الزمن الضائع في عينيك

رغم الصبرِ ، ورغم الهجرِ

رغم المدِ ، ورغم الجزرِ

يبقى قارب أشواقكِ يسري

يقهر أمواج صدودي

وعواصف غدري

رغم حكايات القدر الغامض

في كفيكِ

أنتِ ، أنتِ

رغم استخفافي المخجلُ

حين تكونين أمامي

في أبهى ما يمكن أن يلمح في وجناة فتاةٍ

لم تبلغ بعد العشرين

رغم أعاصير القلق المتسامي

أنتِ … أنتِ

*****

من غيركِ سيدتي

تهدم مملكة الأوهام

وتطيح بكل الأصنام

وتعيد لروحي قافلة

الأحلام

قومي .. اجتهدي

واستلي من معجم صمتي

آلاف الأحكام

فأنا سيدتي أترقب

منذ ملايين الأعوام

أترقب امرأة

تسحق كل الأشواك

تمشي

تتحدى

زوبعة الأقلام

تتخطى الخوف

وتقمع ثورات الأقزام

لا تخشى وزر الإفتاء

جبنٌ أن لا تفتي امرأةً

حين يكون القلب كتاباً

ويكون المسند

هذا الحجم من الإحساس

من غيركِ سيدتي

تعرف صمتي

تدرك ذاك العمق الماثل في لغتي

تقرأ ضحكاتي

وتحس بذاك العصف الكامن في رئتي

تتمعن

لا تسأم من دولة يأسي

وتحاول

أن تمسح في كف الرهبة آلامي

لا تخشى من وحشة ذاتي

تتوغل في عمق متاهاتي

تتأكد أني لم أكذب

بهيامي وحديثي

بل حتى في أسوء ساعاتي

تتمكن أن ترصد

كل نجوم سماواتي

كل نيازك هذا الأرق المترامي

بين شتاتي

أنتِ … أنتِ

*****

كذب لو قالوا غيركِ سيدتي

تتلاشى في حضرتكِ

الأعوام

لتكون بقربكِ

ساعاتٌ ، لحظات

حتى أجهل كيف تسير الأيام

غيركِ امرأة حمقاء ٌ

حتى لو رقصت

فوق مسارح غاياتي

حتى لو ركبت

فوق غمائم نزواتي

من تقتحم المجهول

من تشرب كأس الغربةِ

وتمازح في الليل العاتي

من تقهر مارد رغباتي

وحبائل شيطاني

من غيركِ تحسب

كم كان اليوم حصيلة أهاتي

أنتِ … أنتِ

طاغيةٌ في مملكة القلب

امرأةٌ

تصفع كل الأقدار

وتشِرع للحبِ ملايين الأسفار

من غيرك تحكمُ أقطاري

من تطلق في مدني

صافرة الإنذار

لا يوجد أبدا سيدتي

ثوار … أو غوغاء

فاغتنمي ما شئتِ من الأشياء

سمي ما شئتِ من الأسماء

سنصفق رغما سيدتي

ونناضل رغما سيدتي

وسنكتب في كل الجداران

أن لا يوجد إلا أنتِ

وجيوشكِ … عسكركِ

مهووس

لا ينفك يمشط ساحاتي

يعدم ُ ، أو ينفي

كل امرأةٍ دارت

أو حتى حلمت

أن تدنو من بركة مأساتي

*****

أين سأهرب منكِ أين ؟

وعيونك أقمارٌ

ترصدني

وتحيط بأبعاد الكونين

وأنا لا أملاك إلا الخوف

إلا ان أهرب ، أهرب

حتى ابلغ كونا

لا يوجد فيه إلا أنتِ

وهنالك أعلن سيدتي

لا توجد غيركِ امرأة

تدرك كل مسافاتي

لا تجزع من هذا الفجر الأتي

تترقب

أن ينهض من بين الأموات

رفاتي…