إذا بدى خيط الفجر مسفرا فلابد لخيوط الليل أن تنجلي

وللقلوب أن تأن وتخشع وتصفى…

ولابد لزهور الربيع أن تنتثر عبر أرض خضراء أصابها وابل من السماء

فأكتسبت ثوبا زاهيا بالألوان وفي غمرة الزمان

أطلت نافذتها عبر الأثير والمأثور

فلآحت أفآقها تسمو بالأنين عبر ومضات وإشراقات السنين

فنسجت طيف خيالها بمصداقية النفوس وروحانية العبوق

المطلقة في سائر أركان الكون الفسيح ….

منها أكتب بالقلب لا بالقلم وأخط عباراتي إلى ملآحات السحب

أيا طيوري زغردي وياسماء الدنيا أزرقي

فما العيب إن وجدت إبتسامة قوسك المتبهرج بالألوان يبرغ

ومنها أجدد اللقاء بك لكي يحلو الحديث معك على شاطئ الذكرى

ويخطفني معك على شط البصيرة الوقوف لسموك وسيادتك بالأكوان

أقف هناك وأناشد سربك الأخاذ بالرحيل معه في رحابك المترامية الأطراف

لعلي أجد من يصغي إلى نفسي وحديث الخواطر وأسرد له من عبير الروح كلمات

ولقد عنيت من خالجت روحه بالحب والوئام وشاطرته لوعة الألم والحرمان

سألت الزمان؟! ..فقلت له بحق من أوجدك ومرتسم مزاياك بعقول البشر

هل لي بأجابة تشفي العليل من سقمه ..لماذا تجاورنا الهموم والأحزان

هل لك من شيئا منها في حدوثها أما العيوب والأخطاء بأيدينا وننسبها لك

فقال لي متبسما …هكذا أنتم البشر تعيروننا همومكم وعيوبكم وأحزانكم

وترمون بها على كاهل الزمن لئلا تضيق عقولكم وتضمحل ثقتكم بأنفسكم

فالعيب من صفاتكم والقذف والرجم انما من صفات البلهاء واليائسين من الحياة

فلما لاتصارعين نفسك وتسأليها إلى متى أنتي ماكثة معي

فهل حق البقاء لسابقيك من الموتى لكي يحق لك البقاء انتي ؟؟!!!

محال أن ترتجيه محال ..هكذا الدنيا تدور وهكذا حق لها الزوال ..هل تنصتين

لقول ربك كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والأكرام

فكفاكي ماتفعلين …!!