اكدت صحيفة “لا غازيتا ديللو سبورت” الايطالية أمس الجمعة ان صانع الألعاب الدولي البرازيلي رونالدينيو قد ينتقل من برشلونة الاسباني الى ميلان الايطالي عوضا عن تشلسي الانجليزي.

وذكرت الصحيفة ان روبرتو اسيس شقيق ومدير اعمال رونالدينيو الحائز جائزة الكرة الذهبية عام ،2005 نفى أي اتفاق مع تشلسي كما ورد في الصحف الاسبانية في الايام القليلة الماضية.

من جهتهم لم يخف المسؤولون في ميلان وعلى رأسهم رئيس النادي سيلفيو بيرلوسكوني اهتمامهم بضم النجم البرازيلي بعدما اعلنوا عن استعدادهم لبحث الامر مع نظرائهم في برشلونة، على امل الحصول على خدمات رونالدينيو خلال فترة الانتقالات الشتوية.

وأكدت الصحيفة ذاتها بان رونالدينيو (27 عاما) بدأ تعلم اللغة الايطالية، وهذا ما يفسر خياره المهني المقبل.

ويلعب رونالدينيو مع برشلونة منذ 2003 وهو جلس على مقاعد الاحتياط في المباراتين الاخيرتين للنادي الاسباني امام ليون الفرنسي في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في مسابقة دوري ابطال اوروبا (2-2)، وأمام اسبانيول السبت الماضي ضمن الدوري المحلي (1-1)، ما عزز فرضية رحيله.

واعتقد الكثيرون من أنصار برشلونة بأن إفلات اللقب المحلي في نهاية الموسم الماضي بطريقة لم يتوقعها أحد ووقوعه في أحضان ريال مدريد ليس أكثر من حادث عابر فإذا بها البداية لأزمة طويلة بطلها رونالدينيو تماماً كتلك التي فجرها مواطنه رونالدو في ريال مدريد قبل أن يرحل الى ميلان.

“روني” صار شبحاً للفنان الكبير الذي توج أفضل لاعب في اوروبا قبل عامين. تلاشت هيبته في مونديال المانيا صيف 2006 ولم يعد مفيداً في برشلونة الامر الذي فرض على الاخير عدم الوفاء بوعده بتجديد عقده معه. وخلال الصيف الماضي راح ميلان وتشلسي يغازلان النجم البرازيلي فكان هناك اتصال لهذه الغاية بين الرئيسين برلوسكوني وخوان لابورتا وزار مدير تشلسي بيتر كينيون العاصمة الكاتالونية خلال اغسطس/آب ليزيل الالغام من طريق انتقال روني الى النادي اللندني.. بيد أن المحاولات لم تنجح، برلوسكوني بالذات دفع بين 60 و70 مليون يورو فرد عليه لابورتا بأن رحيل اللاعب يعني رحيله هو أيضاً، ولم يتابع “روني” ووكيل أعماله وهو شقيقه روبرتو الموضوع. وبالنسبة الى تشلسي الذي راح يزايد فبادر برشلونة الى قطع كل المفاوضات معه وبسرعة.

وخلال الصيف الماضي أيضاً تفاءل أنصار برشلونة بانضمام تييري هنري ليتشكل “الرباعي الرائع” وبتأكيد “روني” تصميمه على استعادة لقبه كنجم ل “كامب نو” حتى أنه تخلى عن الاشتراك في “كوبا امريكا” مع منتخب البرازيل ليشارك في استعدادات برشلونة الصيفية.. لكن كلام الليل يمحوه النهار، وصار النجم الكبير لوحة واسعة تعلق عليها الصحف انتقاداتها من زاوية حياته الصاخبة وسهراته اليومية وزيادة وزنه وتأثيره السيئ في عدد من اللاعبين الشبان أمثال ليونيل ميسي، ولعب دور الشماعة في النتائج التي سجلها برشلونة ولا سيما خارج ارضه.

وصعق رونالدينيو حين راح يرى حياته الخاصة وهي تعرض على المسرح ففقد ابتسامته ولذة اللعب تدريجياً وبدا متوتراً فغاب عنه توهجه المعتاد ودأب الجمهور على اطلاق صفارات الاستهجان ضده، ليس في برشلونة وحدها وإنما في البرازيل أيضاً، وهذا ما حصل الاسبوع الماضي عندما أخرجه مدربه دونجا خلال مباراة تصفيات كأس العالم ضد اوروجواي علماً بأنه لعب بعدما غرزت حقنة في جسده رغم انف أطباء برشلونة الذي خافوا من تضاعف إصابته في قدمه.

عدوى الانتقادات انتقلت أيضاً الى صفوف اللاعبين ونفى قلب الدفاع وقائد الفريق كارلوس بويول ما قيل عن طلبه من المدرب رايكارد بوضع “روني” على مقعد الاحتياطيين وتعرض لاعب الوسط البرازيلي ادميلسون لهجوم عنيف بعدما تحدث عبر القناة الخاصة بالنادي عن وجود “خرفان سود” في صفوف الفريق وعن “لاعبين لا يفكرون الا بالنساء والمال والاعلانات متناسين واجباتهم الرياضية”، وكأنه يغمز من قناة رونالدينيو بالذات، وطلب من بويول إعادة عدد من اللاعبين الى الطريق الصحيحة.

من جهته طلب رونالدينيو من ادميلسون أن يقول له ما قاله “وجهاً لوجه” وانتقد ديكو وايتو زميلهما ادميلسون خلال تدريبات يوم الخميس الماضي وهذا ما فعله بويول وشافي وإينيستا خلال تدريبات منتخب اسبانيا ودعوا الجميع الى الهدوء. ولكن مقابل كل الانتقادات لأدميلسون صرح أحد الاداريين بأن “ما صرح به ادميلسون بصوت عال يصرح به جميع الآخرين بصوت خافت”.

وفي ظل هذه الاجواء المكهربة تتضاعف احتمالات رحيل “روني” الى ناد آخر. وإذا كان الرئيس لابورتا وأمين الصندوق فيران سوريانو (الذي يحلم بالرئاسة عام 2010) يفضلان بقاء “روني” فإن إداريين آخرين يدفعون اللاعب نحو باب الخروج بسرعة وتحديداً خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير/كانون الثاني طمعاً بالحصول على مبلغ باهظ وخصوصاً أنه يحمل الجنسية الاسبانية أيضاً وبمقدوره ان ينخرط في أي ناد كلاعب أوروبي من دون أن يفكر هذا النادي بالحصة المخصصة للاعبين الاجانب مثل ميلان الذي يريد مسحة من الاكسجين أو تشلسي الذي يتحضر لاحتمال رحيل لامبارد ودروجبا. ثم ان رونالدينيو سيصبح في سن الثامنة والعشرين الصيف المقبل وسيكون بمقدوره أن يطلب من الفيفا على ضوء قوانين الاخير تحديد ثمن انتقاله من برشلونة طالما أنه بلغ هذه السن. وسيكون الثمن منخفضاً وفي حدود 20 مليون يورو.. وهذا ما يريد إداريو برشلونة تجنبه.

وسيتضح الموقف أكثر خلال أسابيع قليلة. حظوظ البقاء في برشلونة انخفضت بعد مباراة ليون، وينتظر الجميع مباريات الدوري الاسباني المقبلة ضد اسبانيول ثم فالنسيا وكذلك ريال مدريد.

ميلان ورونالدينيو

يشعر رئيس ميلان سيلفيو برلوسكوني بضعف تجاه “روني”، ولا يتوقف عن مديحه منذ ثلاث سنوات بل يقول إنه التدعيم المثالي لفريقه وقد تكثفت المساعي لضمه بعد انتقال المهاجم الاوكراني شفتشينكو الى تشلسي صيف 2006. وقد صرح رئيس الوزراء الايطالي السابق: “لا ينوي لابورتا التخلي عن رونالدينيو، ولكن إذا ما عدل عن رأيه فستكون الافضلية لنا”. وفي ابريل/نيسان الماضي ابدى برلوسكوني استعداده لدفع 100 مليون يورو فلم يلق رأيه قبولاً من اداريي النادي والجهاز الفني: المبلغ غير متوافر، وإذا تأمن فمن الافضل استثماره لضم لاعبين عدة. وهذا يعني أن على برلسكوني أن يدفع من جيبه الخاص إذا ما أصر على رأيه تماماً مثلما فعل عندما ضم ميلان اليساندرو نيستا.

ويحلم انصار ميلان بأن يلعب روني جنباً الى جنباً مع كاكا ورونالدو مع ان الامر صعب لاعتبارات مالية وتكتيكية، وهناك من يرى ان حضور روني لن يتم الا إذا انتقل كاكا، بل ان ادريانو جالياني الساعد الايمن لبرلوسكوني يعتبر أن خسارة ميلان من انتقال كاكا ستكون اكبر من الربح الذي سيجنيه النادي من ضم روني. ثم ان كاكا مدد أخيراً عقده مع ميلان الى العام 2012 مقابل 9 ملايين يورو راتباً سنوياً.

تشلسي و”روني”

أبرزت صحف لندن خبر مقابلتين أجراهما مالك نادي تشلسي ابراموفيتش مع وكيل روني وهو شقيقه روبرتو دي أسيس في 25 و26 اغسطس/آب الذي نزل في أحد فنادق العاصمة قريباً من منزل رجل الاعمال الاوكراني. وقيل ان الاخير عرض 10 ملايين يورو راتباً سنوياً لضم “ثعبان البحر”، مبلغ عال ولكنه معقول بالمقارنة مع راتب قلب الدفاع جون تيري وهو 8 ملايين يورو. ثم ان تشلسي هو النادي الوحيد في العالم الذي يستطيع ان يدفع القيمة الجزائية في حال انتقال روني الى ناد آخر قبل ان ينتهي عقده معه وهي 127 مليون يورو ونصف المليون! ثم نامت القضية الى ان صحت أخيراً، وقبل أسابيع قليلة تم التعاقد مع مدرب أياكس الهولندي هنك تن كاتي ليكون مدرباً مساعداً في تشلسي وكان قد عمل ثلاث سنوات مساعداً لرايكارد في برشلونة واشتغل وعاش طويلاً مع رونالدينيو. واعتقد البعض ان الاستعانة بالخبير الهولندي مخصصة للتفاوض مع روني وإقناع بالحضور الى تشلسي. بيد أن تن كاتي نفى كل ما كتب وقيل، وأكد أنه لم يتحدث مع روني منذ أكثر من عام.