الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › حياة المواطنين المسلمين في مدينة عريقة بمنطقة شينجيانغ الصينية
- This topic has 7 ردود, 6 مشاركون, and was last updated قبل 16 سنة، 7 أشهر by
tato079.
-
الكاتبالمشاركات
-
5 ديسمبر، 2007 الساعة 7:05 م #85271
كبرياء
مشاركحياة المواطنين المسلمين في مدينة عريقة بمنطقة شينجيانغ الصينية
منطقة شينجيانغ أهم منطقة مكتظة بأبناء قومية الويغور/ احدى الأقليات القومية المشهورة بالصين. أما مدينة كاشغر الواقعة بجنوبي شينجيانغ فهى أشهر المناطق ذات خصائص القومية الويغورية والدين الاسلامي في شينجيانغ وبالصين. يحتل عدد السكان من قومية الويغور تسعين بالمائة من إجمالي سكان المدينة. لذلك يقول الناس إن الزائر الذي لم يزر كاشغر رغم زيارته لشينجيانغ فكأنه لم يزر شينجيانغ. وقد زار مراسل إذاعتنا مؤخرا هذه المدينة. وفي حلقة اليوم تستمعون الى هذه الزيارة.
يعتنق معظم سكان مدينة كاشغر الدين الاسلامي وتوجد في المدينة حوالى عشرة آلاف مسجد بمختلف الأحجام. وأشهرها مسجد هيتغاه الذي يقع في مركز المدينة وهو رمز لها. بنى هذا المسجد في عام 1442 الميلادي أي يعود تاريخه الى أكثر من خمسمائة سنة ويعتبر أحد المساجد الأربعة الكبرى بالصين:- التسجيل –
تزامنت زيارة مراسلنا لمسجد هيتغاه مع صلاة الظهر. ومع نداء الصلاة يتوجه المسلمون من كل حدب وصوب من المدينة الى المسجد لأداء الصلاة. كامل شاب ويغوري يعمل في المسجد، قال لمراسلنا إنه سعيد جدا للعمل في هذا المسجد العريق:
” يتراوح معدل عدد المسلمين المصلين في كل صلاة داخل المسجد بين ألف وألفين شخص. وفي يوم الجمعة يزداد عددهم حتى يصل الى عشرين ألف شخص تقريبا. أما أروع مشهد في المسجد فهو في عيد الفطر وعيد الأضحى المباركين بحيث يبلغ عدد المسلمين داخل المسجد لأداء الصلوات حوالى ثمانين ألف شخص حتى تصبح الطرق والشوارع خارج المسجد مزدحمة بالناس …. ”
قال السيد جوماي/ الإمام الكبير والمشرف على شئون المسجد لمراسلنا إن الحكومة المركزية وحكومة شينجيانغ المحلية خصصتا أموالا كثيرة لصيانة وترميم المسجد. ومنذ عام 1949 بعد تأسيس الصين الجديدة تم ترميم المسجد احدى عشرة مرة. وتم من خلالها توسيع مساحة فناء المسجد وبنيت منشآت جديدة كالحمامات ومغاسل الوضوء الجديدة وقاعة إلقاء المحاضرات وغيرها. الأمر الذي وفّر ظروفا ملائمة وتسهيلات أكثر للمسلمين المشاركين في الأنشطة الدينية داخل المسجد.
تقع مدينة كاشغر في منطقة نائية حدودية بغربي الصين. واقتصادها ما زال متخلفا نسبيا. لذلك وضعت الحكومة المحلية قضية مساعدة الفلاحين الفقراء وخاصة المواطنين المسلمين ليتخلصوا من الفقر على رأس أولويات مهامها في الوقت الحاضر.
الحاج شابير أحد فلاحي بلدة كوبانكوم بمدينة كاشغر. ولديه خمسة أولاد. وظروف عائلته المعيشية صعبة نسبيا. وتمنحه الحكومة المحلية أكثر من خمسمائة يوان صيني شهريا باعتبارها دعما حكوميا لضمان معيشة هذه العائلة.
أثناء الزيارة رأى مراسلنا مركزا لتدريب واعداد الخيّاطات تتعلم فيه عشرات الفتيات فن الخياطة معظمهن من قومية الويغور. وقال المسئول إن المركز تأسّس قبل خمسة أعوام تم خلالها تدريب واعداد أكثر من ألف خيّاط وخيّاطة وجد معظمهم فرص الأعمال في المجتمع.
فاظمة فتاة ويغورية التحقت بالمركز منذ ثلاثة أشهر. قالت لمراسلنا إنها تتعلم وتتلقى التدريب بالمركز مجانا:
” وجدتُ أن الدراسة هنا مفيدة جدا وتعلمت معلومات مفيدة كثيرة. وأريد أن أكون خياطة محترفة وأفتح في المستقبل محلا لخياطة وتصنيع الأزياء.”
زار مراسلنا في مدينة كاشغر بعض الفنانين لعزف المقامات الاثني عشر. وجدير بالذكر أن المقامات الإثني عشر هى فن شعبي عريق يجمع الموسيقى والرقص والغناء في آن واحد. وفي عام 2005 أدرجت منظمة اليونيسكو هذا الفن ضمن قائمة ” التراث الثقافي الشفوي غير المادي للبشرية “. وتعتبر محافظة شا تشه بمدينة كاشغر موطن هذا الفن الأصيل إذ يوجد فيها عدد من الفنانين الماهرين لعزف المقامات الإثني عشر. ودائما ما يسافرون الى الخارج لتقديم العروض في الدول الأجنبية تلبية لدعوات منها.
محمد ترسون أحد هؤلاء الفنانين بمدينة كاشغر. قال لمراسلنا إنه من الجيل الثالث لعائلته التي يتوارث أفرادها هذا الفن الشعبي منذ تاريخ طويل. وقال إن هذا الفن العريق رمز الشرف والكرامة ويدعو الى الفخر والاعتزاز بالنسبة الى عائلته والعائلات الأخرى في المنطقة. وقال هذا الفنان:
” قدمت الحكومة ضمانا ودعما ماديا لتطوير هذا الفن الشعبي العريق ويسعدنا هذا كثيرا. وأصبحنا الان مسنين سنغادر هذا العالم عاجلا أو آجلا، إلا أننا على ثقة بأن هذا التراث الفني سيتوارثه أبناؤنا جيلا بعد جيلا ويتطور تطورا مستمرا ….”
6 ديسمبر، 2007 الساعة 3:31 ص #956427أبو أنور
مشاركإنشاء قائمة