الرئيسية منتديات مجلس تقنية المعلومات مليونيرات وادي السليكون

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #8488
    www
    مشارك

    السلام عليكم

    اذا كنت عبقريا اذهب هناك لتصبح عبقريا أكثر·· اذا كنت رجل أعمال وتريد ان تصبح زبونا للمستقبل، احزم حقائبك وتوجه الى سيليكون فالي
    أو وادي السيليكون في كاليفورنيا حيث احدث الانجازات التكنولوجية في مجال الالكترون والمعلوماتية وحيث يولد
    60 مليونيرا يوميا·

    لاتبحث هناك عن الحياة الاجتماعية· انها جافة جدا، حتى ان المرأة الوحيدة تحول منزلها الى ترسانة الكترونية كي تتمكن من ان تتصل· وعندما تشعر بملل أكبر تقصد عيادة الطببيب النفساني·
    الافكار والمشاريع العظيمة في سيليكون فالي غالبا ما تنطلق من داخل امكنة صغيرة ضيقة تتبعثر في انحائها اجهزة الكمبيوتر· هنا دولة التكنولوجيا المتطورة والصناعة الالكترونية في اميركا· لابد اذا من ان تكون العنوان الذي يستقطب العباقرة ورجال الاعمال في هذه المجالات·
    اصحاب الشركات هناك يعتقدون انهم يطورون التكنولوجيا من أجل توفير شبكات اتصال لاسلكية قليلة التكلفة وسهلة الاستعمال في آن واحد، وهم على يقين بأنهم وتمشيا مع النمط السائد في تلك المنطقة، سيغيرون العالم!

    الزلزال يتربص بالجميع

    ومن يقصد سيليكون فالي ويمكث فيه بضعة ايام،لابد، بداية، ان يتملكه الذعر والدهشة في آن بسبب الهزات الارضية المتكررة التي تحدث هناك، لكن هذا الشعور سرعان ما يزول اذا ما عرف المرء بأن هذه الهزات ليست سوى ظاهرة طبيعية تذكر بأن الصدع الكائن في باطن الارض والشهير بـصدع سان آندرياس حيث وقع الزلزال الشهير، يتلوى في مساره تحت هذه البقعة من ولاية كاليفورنيا، أجل، كان وادي الزلازل قبل ان يصبح وادي المستقبل·
    ويتنبأ جيولوجي أميركي بحدوث الزلزال الثاني الهائل والمدمر خلال ثلاثين سنة· وهنا يبرز سؤال: لماذا يستمر، الناس، اذا، في العيش هنا؟·
    الاجابة على هذا السؤال ليست بالأمر السهل، والأكيد هو ان المنطقة تعيش في خطر دائم· وعلى الرغم من ذلك، وبدءا من عام ،1933 عندما قام بيل هيوليت و ديف باكارد الطالبان المتخرجان من جامعة ستانفورد، بانشاء هيوليت – باكارد الشركة الرائدة في صناعة الـ هاي – تك بدأت سيليكون فالي تضع رهاناتها على الاشخاص والافكار والاختراعات، ونسيت الزلازل· بالتأكيد ان زبائن المستقبل لا يأبهون بالمخاطر·

    60 مليونيرا يولدون يوميا

    ومنذ ذلك التاريخ ووادي السيليكون يجتذب الادمغة الاكثر بريقا من جميع انحاء العالم، والتي تغريها اللغة الالكترونية الكبرى· ففي المنطقة تحولت اول لعبة فيديو في العالم من حلم الى حقيقة، وكذلك آلة تسجيل الفيديو، وفأرة الكمبيوتر، والكمبيوتر الشخصي، وكل شيء آخر نراه في عصر المعلوماتية هذا، توقعوا اذا تلك الاشياء التي يمكن ان تدخلنا في خيال الخيال·
    وفي اوج ازدهار الوادي في عام ،2000 ذكرت مجلـــــة فوريس ان 43 ثريا اميركيا من اصــــــل الـ 400 الاوائل في العالم، عاشوا فيه، وتقدر ثرواتهم مجتمعة بحوالى 184 مليار دولار! واذا ما اردنا الأخذ بتوقعات المجلة، فان 60 مليونيرا جديدا يولدون كل يوم في سيليكون فالي·
    خلال الاشهر الاولى من عام ،2001 حدث تدهور اشبه ما يكون بالكارثة، وانخفض مؤشر ناسداك (الخاص بسوق اسهم التكنولوجيا) 50 في المئة عما كان عليه قبل سنة، وادى ذلك الى انهيار اغلب الشركات، واشهرت العديد منها افلاسها، مما اضطر اقواها مثل سيسكو واينتل وهيوليت – باكارد الى دق ناقوس الخطر، مع سلسلة من الاجراءات العملية مثل صرف عدد من الموظفين وتقليص حجم الارباح، وزاد من حدة الازمة ظهور مشكلة نقص الطاقة في كاليفورنيا، الذي ادى الى التعتيم شبه الكامل في بعض الاوقات·
    ومع كل ذلك، بقيت المعنويات في سيليكون فالي تميل الى التفاؤل، كما لو ان مياه الشفة هناك كانت ممزوجة بمنشط الـ بروزاك·

    التفاؤل التقني

    نحن نسمي هذا التفاؤل التقني، وهو ما يقوله جان انجلش – لويك استاذ الانتروبولوجيا في جامعة سان جوزيه، ليضيف موضحا: هناك حالة عامة من الادمان على شيء اسمه الفرصة، واذا كان احد ما يعارض هذا الوصف، فلماذا أتى اصلا الى هنا؟·
    ان سيليكون فالي ليس تسمية جغرافية رسمية، بل ان هذه مجرد تسمية اطلقت على قطعة أرض في شمالي كاليفورنيا، تبلغ مساحتها 1500 ميل مربع، جرت اضاءتها لتتلألأ ليلا، ولتبدو شبكة الطرقات المتقنة كما لو انها رسمت هكذا لتقود الى الأمل·
    واذا ما طلب من أحد المقيمين فيها تحديد المعالم التي يمكن لسائح ان يزورها، فهو سيجيب حتما: حوض اسماك مونتري وبحيرة تاهو لكن حوض الاسماك والبحيرة المذكورين ليسا موجودين في المنطقة·

    عش ودع غيرك يعيش

    المناخ هو جاذب آخر، فالسماء التي تبدو كما لو انها سقف الوادي زرقاء صافية على مدار السنة، ودرجات الحرارة معتدلة· وربما كان في نمط الحياة الذي يتيح الاسترخاء ويجعل الجميع يرتدون السروال الكاكي والقيمص كزي عمل اختياري لهم، احدث ذهنية خاصة تنطلق من هذا القول المأثور عش ودع غيرك يعيش فكل شيء ممكن في هذا الوادي الذي يقضم فيه الرجال المستحيل ويفعلون ما يحلو لهم: قد يصبغون شعرهم بالازرق، ويفتحون الشركات دون ان يسألهم احد ماذا تفعلون أيها السادة؟·

    الرغبة في التفوق

    ومن جهته، يصف ليس فاداز، وهو نائب مدير تنفيذي في شركة اينتل اهمية سيليكون فالي بالقول: بالنسبة الى المهندس، فان الاثارة تكمن في المشروع، ومن يعمل هنا، يعرف انه يتفوق على الجميع، وبأنه السباق، ورغبته في الفوز تكون شديدة وملحة، بل وتتصل بالبقاء نفسه·
    والثروة في سيليكون فالي لا تأتي بالميراث، بل انها تجبى اما من خلال ابتكار فكرة خلاقة، أو عبر التسويق اللامع لفكرة خلاقة، أو عبر التسويق اللامع لفكرة عادية·
    وعندما يحصل الناس على الثروة، فان اول ما يرغبون فيه هو اقتناء منزل جميل· هذا ما يقوله المقاول بول كونرادو الذي يتولى بناء منازل تتجاوز كلفة بعضها الاربعة ملايين دولار، ومعظم زبائنه يدفعون نقدا·
    ولكن بعد العاصفة التي ضربت سوق الاسهم العام الماضي، بدأت تظهر منازل اقل كلفة، وراح المقاولون يوافقون، ولأول مرة على بيع عقاراتهم باسعار ادنى من تلك التي كانوا يطلبونها في السابق·
    وأجواء العمل المريحة، لكن المكثفة، هي التي تحدد مكان وأسلوب العمل في سيليكون فالي، فالحديقة او الفناء الخلفي لأي منزل قد يصلح مكانا لاجتماعات عمل المهندسين في اي من شركات انتاج الالكترونيات·
    والملاحظ ان العلاقات الوثيقة التي تربط بعض الموظفين فيما بينهم، يعود معظمها الى أيام الدراسة، وعلى ذلك تقول انان باترسون الموظفة في شركة نارو باند اوديو: كنت وزملائي نعاني اثناء دراسة علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد، واظن اننا قررنا الاستمرار في ان نعاني معا بعد ستانفورد· فجو العمل التنافسي في سيليكون فالي لايدع مجالا للراحة ويدفع الجميع كافة الى بذل اقصى طاقتهم، وتحقيق الفوز والتفوق·
    وعمليا، فان ساعات العمل في سيليكون فالي ليست محددة بوقت، وهي قد تتواصل وتطول الى ما لا نهاية، ولدرجة يستحيل معها التمييز بين الليل والنهار· لكن سحر الثروة والشهرة اقوى من ان تمكن مقاومته!·

    المرأة والترسانة الالكترونية

    ذات صباح، ذكرت احدى الصحف المحلية الصادرة في سيليكون فالي ان هناك سيدة مساهمة في شركة مالية، تقتني جهازي هاتف خلوي، وجهازي كمبيوتر محمولين، وجهازا خاصا بالبريد الالكتروني، وثلاثة اجهزة كمبيوتر ثابتة في المنزل، واربع آلات للطباعة وجهاز فاكس· ونقلت الصحيفة عن هذه السيدة التي تحيط نفسها بترسانة الكترونية معلوماتية حقيقية قولها: كل هذه الاجهزة تعمل في وقت واحد ولا تتوقف أبدا· قد يظن البعض بأني ابالغ، لكن عملي يتطلب مني ان أكون دائما على اتصال·
    وتوضح هذه السيدة التي تتردد على عيادة أحد الاطباء النفسيين، قائلة: ليس لدي اصدقاء، فالحياة الاجتماعية هنا شبه معدومة، لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عما اشعر به، لكنني اجد نفسي مرغمة على ان ادفع المال لأحدهم، حتى ولو كان طبيبا نفسيا، لكي يستمع الي!

    آلات افضل من البشر

    والطبيب النفسي كينيث سيمان، يتفهم حالة هذه السيدة ويقول: لدي مريضة تبدأ دائما حديثها بالقول: كل شيء حسن، لكنني اشعر بأني آلة· فنحن هنا بصدد التعامل مع مهن تدور حول التكنولوجيا· وهؤلاء الناس يشعرون بالراحة في التعامل مع الآلات اكثر مما يفعلون مع البشر، وهذه هي المشكلة·
    جيم كوث مدير مركز العلوم والتكنولوجيا الاجتماعي في جامعة سانتا كلارا يقول في دراسة له، ان هناك 40 جنسية تشكل البنية الاساسية للإدارة، مضيفا بأن الحركة الاجتماعية لاتسير بنفس وتيرة الحركة التكنولوجية، والناس يميلون اكثر فاكثر الى العزلة والانقطاع عن بعضهم البعض، وليس هناك من شيء يجمعهم سوى الاختراع والابتكار·
    صحيح ان فكرة نشوء وادي السيليكون تقوم على الاختراع، لكن يبقى للمال دوره، وكسب المال هو الأمنية التي يتبادلها الصينيون العاملون فيه اثناء احتفالهم بعيد رأس السنة الصينية!
    ويمكن القول ان سيليكون فالي الذي يجمع العديد من التناقضات، بما فيه ذلك الزلزال النائم في باطن الارض، انه يقبع على حافة المستقبل، ربما زال ذات يوم من الوجود، وربما كان هو المستقبل·
    لذلك لابد من التذكير باحدى تعاليم الفيلسوف الصيني كونفوشيوس والتي جاء فيها: بالطبع، المال والشهرة هما هدفاً كل انسان· لكن المهم هو ان نعرف ما اذا كنا مستعدين لتحمل التضحيات التي يتطلبها تحقيق هذا الهدف!·

    نقلا عن جريدة الاتحاد الاماراتية

    تحياتي
    www

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد