جاء في حديث حبيش بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله

وسلم خرج من مكة مهاجرًا إلى المدينة، ومرَّ على خيمة أم معبد

الخزاعية رضي الله عنها ، ورأت أم معبد من كراماته صلى الله عليه وآله

وسلم ، ثم بايعها على الإسلام ، وانطلق ، ولما رجع زوجها ووجد لبنًا

أعجبه ذلك وقال : من أين لك هذا يا أم معبد ؛ والشاء عازب حائل ولا

حلوب في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مرّ بنا رجل مبارك من حاله كذا

وكذا . قال: صِفِيه لي يا أم معبد ، قالت : رأيتُ رَجُلاً ظاهِرَ الوَضَاءَةِ(1)

أَبْلَجَ الوَجْه(2) حَسَنَ الخَلْقِ ، لَمْ تَعِبْهُ تَجِلَّةٌ(3) ولَمْ تُزْرِيهِ صعلةٌ(4) وَسِيمٌ(

5) قَسِيمٌ ، في عَيْنِهِ دَعَجٌ(6) وفي أَشْفَارِهِ وَطفٌ(7) وفي صوتِه صَهلٌ(8) وفي

عُنقِه سَطعٌ(9) وفي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ(10) أَزَجُّ أَقْرَنُ(11) إن صمَتَ فَعَلَيه الوَقَارُ

، وإنْ تَكَلَّم سماه وعَلاهُ البَهَاءُ(12) أَجْمَلُ النَّاسِ وأَبْهَاهُ مِن بَعيدٍ ،

وأَحْسَنُه وأجملُه مِن قَريبٍ ، حُلْوُ المًنْطِقِ ، فَصْلاً لا نَزْرَ ولا هَذْرَ(13) كأنَّ

منطقَه خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ ، رَبْعَةٌ ، لا

تَشْنَؤهُ مِن طولٍ(14) ولا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِن قِصَرٍ(15) غُصنٌ بينَ غُصنَين ، فهو

أَنْضَرُ الثلاثةِ مَنْظَرًا ، وأحسنُهم قَدْرًا ، له رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ(16) إنْ قال

سَمِعُوا لِقَوْلِه ، وإنْ أمَر تَبَادَرُوا إلى أمْرِه ، مَحْفُودٌ(17) مَحْشُودٌ ، لا

عَابِسٌ ولا مُقْتَصِدٌ…. الحديث.

أخرجه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وأبو نعيم في دلائل

النبوة واللالكائي في اعتقاد أهل السنة.

والحديث: بمجموع طرقه يرتقى إلى درجة الحسن

شرح معاني بعض الكلمات:

1- الوَضَاءَةِ : حسن الوجه

2- أَبْلَجَ الوَجْهِ : مشرق الوجه

3- التَجِلَّةٌ : عظم البطن

4- الصعلة: صغر الرأس

5- الوَسِيمٌ : الجميل الخلقة

6- الدعج : شدة سواد العينين

7- الوطف: طول أشفار العيون

8- الصهل : حدَّه الصوت وصلابته

9- سطع : إشراف وطول

10- كثاثة: دقة نبات شعر اللحية مع استدارة

11- أَزَجُّ أَقْرَنُ : دقة شعر الحاجبين مع طول فيهما واتصال ما بينهما من
شعر

12- البهاء : حسن المظهر.

13- لا نَزْرَ ولا هَذْرَ : كلامه بَيِّن واضح ليس كثيراً وليس قليلاً

14- لا تَشْنَؤهُ مِن طولٍ : ليس طويلاً طولاً مفرطاً

15- ولا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِن قِصَرٍ : لا يحتقر لقصره الشديد

16- له رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ : يحيطون به