الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان رد الشبهات عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم *****

مشاهدة 13 مشاركة - 46 إلى 58 (من مجموع 58)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #949118
    mmorsy
    مشارك

    مصادر القرآن الكريم ” ورقة ابن نوفل “

    تعريف بالفرقة الأبيونية :-

    قال المؤرخ موشيم في المجلد الأول من تاريخه: (إن الفرقة الأبيونية التي كانت في القرن الأول كانت تعتقد أن عيسى عليه السلام إنسان فقط تولد من مريم ويوسف النجار مثل الناس الآخرين وطاعة الشريعة الموسوية ليست منحصرة في حق اليهود فقط، بل تجب على غيرهم أيضاً والعمل على أحكامه ضروري للنجاة.

    ولما كان بولس ينكر وجوب هذا العمل ويخاصمهم في هذا الباب مخاصمة شديدة كانوا يذمونه ذماً شديداً ويحقرون تحريراته تحقيراً بليغاً انتهى.

    وقال جامعو تفسير هنري واسكات: “سبب فقدان النسخة العبرانية أن الفرقة الأبيونية التي كانت تنكر ألوهية المسيح حرفت هذه النسخة وضاعت بعد فتنة يروشالمن وقال البعض إن الناصريين أو اليهود الذين دخلوا في الملة المسيحية حرفوا الإنجيل العبراني، وأخرجت الفرقة الأبيونية فقرات كثيرة منه.

    ويشير أبو موسى الحريري في كتابه “قس ونبي” إلى عقائد بعض الفرق الأبيونية الهرطوقية التي ادعت أن المسيح يتحول برضاه من صورة إلى صورة، فقد ألقى في صلبه شبهه على سمعان، وصُلب سمعان بدلاً عنه، فيما هو ارتفع إلى السماء حياً إلى الذي أرسله، ماكراً بجميع الذين مكروا للقبض عليه. لأنه كان غير منظور للجميع (ص 129) .

    يزعم النصارى أن ورقة ابن نوفل كان من تلك الفرقة وأنه المصدر الذي تعلم منه محمدٌ صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم . وقد دفعني للكتابة عن هذا الموضوع سببين :-

    السبب الأول كان رداً من أحد النصارى على منتدى للحوار حيث قال عن ورقة ابن نوفل :-

    ” لانه كان ابيونيا وليس مسيحيا فالنصارى هم طائفة يهودية اتبعت الناصري عيسى وهم ليسوا مسيحيين فكانت في الجزيرة بدعة اسمها الابيونية لانهم يتبعون الانجيل الابيوني المنحول كما كانت هناك بدعة المريميين الذين يعبدون مريم فهو من ترجمة التوراة من العبرية الى العربية على يد ورقة فان القرآن والحديث يثبتون ان محمد لم يكن يتنبأ او يعلم الغيب ولو كان به شئ صحيح فانه من التوراة التي كانت موجودة من الاف السنين او من العلوم والاخبار المنتشرة وقتها “

    ومن قراءة الفقرة نلاحظ ما يلي :-

    1- أنه اعتبر ورقة ابن نوفل أبيونياً ليس مسيحياً بل يهودياً .

    2- أنه يرفض مسيحية من اتبعوا عيسى الناصري بينما كتابهم يقول في إنجيل لوقا الإصحاح 24 : 19 ” يسوع الناصري الذي كان إنسانًا نبياً مقتدراً في الفعل والقول “؟

    3- يقول ” لانهم يتبعون الانجيل الابيوني المنحول “

    ثم يناقض نفسه فيقول عن القرآن الكريم ” فهو من ترجمة التوراة من العبرية الى العربية على يد ورقة” ؟؟؟!!

    ويعود ليؤكد تناقضه فيقول عن القرآن الكريم ” ولو كان به شئ صحيح فانه من التوراة التي كانت موجودة من الاف السنين او من العلوم والاخبار المنتشرة وقتها ”

    ما هو الأصح ؟؟؟ هل هو من الإنجيل الأبيوني المنحول أم من التوراة أم من العلوم والأخبار المنتشرة وقتها ؟؟؟

    أما السبب الثاني فهو رسالة وصلتني عبر البريد من أحد النصارى وقد تكلم فيها عن كتاب قرأه فقال:

    ” يقوم الكاتب ( وهو شخصية رائعة جدا في التحليل والبحث والتنقيب واستخلاص الحقائق الخفية ) بتقديم الصورة الحقيقية التي حاول كتاب السيرة إخفائها للعلاقة بين محمد بن عبدالله والقس ورقة بن نوفل النصراني النسطوري وغيره من رهبان النصارى مثل الراهب بحيرى وغيره. ويبدو أن ورقة بن نوفل وهو زعيم كنيسة مكة النسطورية كان يعمل على إعداد خلف له ليترأس الكنيسة وعثر في محمد ( الذكي جدا ) على ضالته المنشودة فأزوجه من بنت عمه ( خديجة هي بنت عم ورقة وهي نصرانية ) واعتنى به وكان هو وخديجة وعبد المطلب ( الحنيفية ) خير عضد وسند لمحمد في بداية دعواه .

    يعتمد هذا البحث على إعادة ترتيب سور القرآن بحسب تاريخ النزول لا بحسب الترتيب الغريب ( من الأطول إلى الأقصر) وسيجد المرء بدون أدنى شك العلاقة القريبة والتشابه بين ما يدعو إليه محمد وبين بدعة النسطورية ولربما الإبيونية النصرانية بشكل لا يترك مجالا للشك.

    ثم يموت ورقة ( ويفتر الوحي؟!؟! ) ثم تموت خديجة ويموت عبد المطلب فيبدأ القرشيون بمهاجمة محمد بدون أن يجدوا من يقاومهم فورقة زعيم النصارى مات وعبد المطلب كبير الهاشميين مات وزوجته الثرية ماتت. فكانت الهجرة وجمع الفلول والعودة بقوة السلاح لفرض ما يريده. في هذه الفترة رأى محمد أنه سيفشل إن استمر في الدعوة النصرانية بما فيها من جدالات ونقاشات حول الله وهل هو ثلاثة أو واحد والمسيح إله أم بشر أم غيره. فماذا فعل؟!

    عاد إلى الأصل وأين الأصل لا في موسى والشريعة واليهودية بل في أبو الديانتين المسيحية واليهودية حين كان الله واحد بكل بساطة وبدون أنبياء : إبراهيم.

    وهنا حاك قصة إسماعيل بن إبراهيم وأبو العرب وكان يعلم عن ذلك من دروسه الكتابية التي نالها على يدي ورقة وغيره.

    ثم ا تجدين أختي مسلمة غريبا قول محمد لأبي بكر: لو أنك سبقت لفزت أنت بالنبوة ولكنني أنا سبقت فهي من نصيبي؟! فماذا يعني بذلك؟! ألا يعني أن الاثنين الرفيقين الذين تعبدا في غار حراء كانا يستعدان معا لقيادة كنيسة مكة ولكن محمدا (الذكي العبقري) سبق وأعلن الوحي والنبوءة فلم يتبقّ لأبي بكر غير الإذعان والتصديق؟! وكانت مكافأة أبو بكر أنه خلف محمد ثم عمر بن الخطاب بينما كان الأولى أن يخلفه علي بن أبي طالب.”
    انتهت الرسالة .

    من قراءة الرسالة نلاحظ ما يلي :-

    1- اعتبر الكاتب ورقة ابن نوفل نسطورياً مسيحياً وليس خارجاً عن النصرانية كما فعل الأول. والسؤال هو : هل ورقة كان نسطورياً أم أبيونياً ؟
    فمن الأصح يا ترى ؟؟؟

    2- يقول ” ….واستخلاص الحقائق الخفية ( لا أعرف كيف تمكن الكاتب من الوصول للحقائق وقد أخفاها أصحابها فهو لم يذكر مصدر معلوماته!!!يقول إن ورقة هو الذي زوج خديجة رضي الله عنها ومحمد صلى الله عليه وسلم مع أن جميع المصادر تذكر قصة زواجهما ولا يوجد لورقة أي ذكر في الموضوع . فمن أين أتى الكاتب بزعمه؟ تقول كتب السيرة أنه لما بلغ محمدٌ صلى الله عليه وسلم من العمر خمساً وعشرين سنة، سافر إلى بلاد الشام للمرَّة الثانية، في تجارةٍ تخصُّ خديجة بنت خويلد، وهي سيِّدة كانت توكل إلى الرجال أمر تجارتها، وقد رغبت في إسناد هذه المهمَّة إلى محمَّد، الَّذي عُرف بين القوم بحسن الخلق، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، حتَّى اشتُهِر عنه لقب ( الصادق الأمين )، وصار موضع ثقة الناس واحترامهم. وقد أرسلت معه خادمها ميسرة، فذهبا واتَّجرا بمالها وربحا ربحاً وافراً، ولما رجَعَا إلى مكَّة أخبر ميسرة سيِّدته بما رأى من غرائبَ شَهِدَها بصحبته محمَّداً في تلك الرحلة؛ فقد كان من شأنه أنه كلَّما اشتدَّ الحرُّ، رأى ملَكين يظلِّلانه من حرارة الشمس وقيظها، فأُعجِبت خديجة بما سمعت، وأرسلت إليه تخطبه لنفسها وكانت في الأربعين من عمرها، فقبل محمَّد وأرسل عمَّه يطلب يدها من أهلها ثمَّ تزوجها.

    3- لماذا اختص ورقة ابن نوفل محمداً من دون البشر ليوكل له مهمة ترأس كنيسة مكة ؟ ألم يكن له أبناء أو أخوة أو أبناء أخوة أو أفراد عندهم علم أو أكثر قرابة من محمد صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا لم يؤلف قرآناً لنفسه بدلاً من أن يعطيه لغيره ؟؟!!

    4- أين نجد السيرة الذاتية لبحيرى وورقة في كتب النصارى القديمة ؟

    5- من أين أتى الكاتب بدعوى أنه كان في مكة نصارى وكنيسة بينما أجمعت كتب التاريخ على أن أهل مكة كانوا وثنيين يعبدون الأصنام وقد أعرضوا عن اعتناق النصرانية لتنافرها مع العقل والفطرة السليمة، كما وأنهم أعرضوا عن اليهودية لأن أنَفَتَهُم وإباءهم جعلهم يرفضون فكرة شعب الله المختار التي تجعل من معتنقي اليهودية الجدد يهود من الدرجة الثانية !لم يبلغ عدد نصارى مكة عدد أصابع اليد الواحدة وأسماؤهم مذكورة في كتب السيرة النبوية وقد أسلموا جميعاً ولله الحمد. ألا يصفهم كتاب النصارى بالأمة الغبية كما في سفر التثنية الإصحاح 32 ” 21 هم اغاروني بما ليس الها اغاظوني باباطيلهم. فانا اغيرهم بما ليس شعبا. بامّة غبية اغيظهم.”
    أما إنجيل متى فيقول في الإصحاح 4 ” 16 الشعب الجالس في ظلمة ابصر نورا عظيما. والجالسون في كورة الموت وظلاله اشرق عليهم نور.

    ( قال اليعقوبي في تاريخه : و أما من تنصر من أحياء العرب فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزي . منهم عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزي و ورقة بن نوفل بن أسد … ( تاريخ اليعقوبي 1- 157 )

    اذن كان ورقة ممن ( تنصروا ) و ليس ممن ورثوا النصرانية ..!!

    6- أين نجد أسماء رؤساء كنيسة مكة المزعومة قبل ورقة؟ ثم إننا نجد على الانترنت مقالات تزعم أنه كان في مكة أكثر من كنيسة ودير فما هو مرجعهم في ذلك ؟

    7- إذا كانت الأبيونية قد تكونت في القرن الأول فلماذا انتظر معتنقوها قروناً ولم يعملوا على تأليف كتاب جديد لهم قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

    8- أما عن نقطة الكاتب بخصوص إعادة ترتيب سور القرآن بحسب تاريخ النزول لا بحسب الترتيب الغريب ( من الأطول إلى الأقصر) فإنها تنم عن جهل لأن السور الطويلة لم تنزل دفعة واحدة كما وأن منها آيات نزلت في مكة المكرمة وآيات نزلت في المدينة المنورة !

    9- يقول ” ثم يموت ورقة ( ويفتر الوحي؟!؟! )

    أليس هذا دليلاً قاطعاً على أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان يتلقى الوحي من الله ؟ وإلا فكيف يكون شديد الذكاء كما قال المؤلف ولا يفطن إلى أن انقطاعه بعد وفاة ورقة عن تزويد أتباعه بآيات جديدة سيؤدي إلى كشف عدم صدقه في أن الله هو الذي يوحي إليه ؟؟؟

    ثم إن الوحي لم ينزل على نبي الإسلام إلا مرة واحدة قبل وفاة ورقة .وعندما عاد نزلت سورة الضحى {والضُّحى * والليل إذا سجى * ما ودَّعك ربُّك وما قلى * ولَلآخرة خيرٌ لك من الأولى * ولَسوفَ يُعطيكَ ربُّك فترضى * ألم يَجِدكَ يتيماً فآوى * ووجدكَ ضالاًّ فهدى * ووجدك عائلاً فأغنى * فأمَّا اليتيم فلا تقهر * وأمَّا السَّائل فلا تنهر * وأمَّا بنعمة ربِّك فحدِّث} (93 الضحى آية 1ـ11). ما الذي جعل محمداً متأكداً من أن المستقبل سيكون فيه الرضى له وقد تحقق ذلك في حياته ؟؟؟

    هنا لفتة لغوية وهي أن الجملة تقول ” وفتر الوحي ” وليس ففتر الوحي.

    يقول علم النحو إن حرف الواو يدل على تتابع الأحداث بالترتيب الزمني أي على التراخي بمعنى : مات ورقة وبعد ذلك فتر الوحي

    أما ” ففتر الوحي ” فإن حرف الفاء تفيد السببية بمعنى أن موت ورقة كان سبباً في انقطاع الوحي وهذا ما لم يحدث.

    أمَّا الخوف والفزع الَّذي انتابه لِمَا سمع ورأى في الغار حتَّى جعله يقطع خلوته، ويسرع إلى البيت مرتعش الفؤاد، فإنه يوضح أن ظاهرة الوحي هذه لم تأت متمِّمة لشيء ممَّا كان النبي صلي الله عليه وسلم يتصوَّره أو يخطر في باله، وإنما فوجئ بها وبالرسالة دون أي توقُّع سابق. كما أن ذهاب خديجة به لابن عمها دليل على أنها لم تكن تعلم كنهه مما جعلها تسأل قريبها ورقة عنه.

    10- يقول الكاتب ” ويموت عبد المطلب ” لم يذكر الكاتب ما إذا كان عبدالمطلب نصرانياً أم لا ، رغم أنه زعيم قريش

    11- يزعم الكاتب أن الهجرة كانت بهدف جمع الفلول والعودة بقوة السلاح لفرض ما يريده نبي الإسلام !!! يبدو أن الكاتب قد نسي أن ورقة ابن نوفل قد تنبأ لمحمد صلى الله عليه وسلم بأنه سيضطر للخروج من مكة المكرمة تماماً كما حدث مع بعض أنبياء الله مثل سيدنا موسى عليه السلام ! وهناك مثال آخر عن ثقة النبي صلى الله عليه وسلم في صدق نبوته وبالتالي في التأكد من حماية الله له ولرسالته وذلك عندما ترك مكة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه أثناء الهجرة إلى المدينة ، لقد رأوا رجالاً قادمين لقتلهم مما أخاف أبي بكر ، لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاذباً أو دجالاً أو شخصاً يحاول خداع الناس لأن يصدقوا نبوته ، فإن المفروض في تلك الحالة أن يقول لصاحبه ” اسمع يا أبا بكر حاول أن تجد مخرجاً خلفياً لهذا الكهف ” أو اجلس القرفصاء في تلك الزاوية وابق هادئاً”. لكنه قال لأبي بكر ” لا تخف. إن الله معنا !” وهذا دليل واضح على ثقته بعون الله له. إذا كان الشخص يعرف أنه يخدع الناس فمن أين له تلك الثقة ؟ إن حالة الطمأنينة الفكرية هذه لا يمكن أن توجد في شخص كذاب أو دجال.
    تابع

    #949119
    mmorsy
    مشارك

    12- يتجاهل الكاتب أو يتعامى عن حقيقة أن الدعوة تدرجت من كونها سرية بدأت بدعوة عائلة نبي الله صلى الله عليه وسلم لقوله سبحانه ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (الشعراء:214) ثم اتخذت صفة الجهر بالدعوة بناءً على أوامر الله لقوله سبحانه ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين َ) (الحجر:94) وقد بقي نبي الله في مكة يدعو للإسلام ويتلقى وأصحابه صنوف العذاب من الكفار على مدى ثلاث عشرة سنة . وبعد ذلك أمره الله بالهجرة إلى المدينة المنورة وقد ورد ذكر ذلك في سفر إشعياء الإصحاح 21 ” 13نُبُوءَةٌ بِشَأْنِ شِبْهِ الْجَزِيرَةِ الْعَرَبِيَّةِ: سَتَبِيتِينَ فِي صَحَارِي بِلاَدِ الْعَرَبِ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ، 14فَاحْمِلَوا يَا أَهْلَ تَيْمَاءَ الْمَاءَ لِلْعَطْشَانِ، وَاسْتَقْبِلُوا الْهَارِبِينَ بِالْخُبْزِ، 15لأَنَّهُمْ قَدْ فَرُّوا مِنَ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَالْقَوْسِ الْمُتَوَتِّرِ، وَمِنْ وَطِيسِ الْمَعْرَكَةِ. 16لأَنَّهُ هَذَا مَا قَالَهُ لِي الرَّبُّ: فِي غُضُونِ سَنَةٍ مَمَاثِلَةٍ لِسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ، 17وَتَكُونُ بَقِيَّةُ الرُّمَاةِ، الأَبْطَالُ مِنْ أَبْنَاءِ قِيدَارَ، قِلَّةً. لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ.”

    وهذا نص آخر :-

    13 وحي من جهة بلاد العرب. في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين.
    14 هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان ارض تيماء وافوا الهارب بخبزه.
    15 فانهم من امام السيوف قد هربوا. من امام السيف المسلول ومن امام القوس المشدودة ومن امام شدة الحرب.
    16 فانه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الاجير يفنى كل مجد قيدار
    17 وبقية عدد قسي ابطال بني قيدار تقل لان الرب اله اسرائيل قد تكلم

    أقول للنصارى :

    – نبوة محمد صلى الله عليه وسلم الوحيدة في بلاد العرب
    – “العطشان والهارب بخبزه” هو صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة
    – “فإنهم من أمام السيوف قد هربوا ” أمر الله سبحانه وتعالى رسوله بالهجرة من مكة إلى المدينة هرباً من بطش قريش عندما تسلحوا بسيوفهم وحاصروا بيته لقتله ولكن الله سبحانه وتعالى نجاه منهم
    – “يا سكان أرض تيماء” مدينة في المملكة العربية السعودية تقع شمال المدينة المنورة وقد كان يسكنها اليهود وهذا أمر من الله سبحانه وتعالى لهم باتباع محمد صلى الله عليه وسلم
    – ” في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار ” لقد حدثت معركة بدر الكبرى وقد نصر الله سبحانه وتعالى فيها محمد صلى الله عليه وسلم في العام الثاني للهجرة وكانت بداية فناء أمجاد قيدار الجاهلية واعتنق جميعهم الإسلام فيما بعد
    – “وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار تقل” لقد قُتل 70 من صناديد قريش يوم بدر

    فهل خطط ورقة ابن نوفل لهذا أيضاً ؟؟؟؟؟؟؟؟

    لقد حُرم نبي الله وأصحابه من وطنهم وأملاكهم وعائلاتهم فأذن الله لهم بمحاربة الكفار لقوله سبحانه ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ (الحج 39-40)

    فكيف يدعي الكاتب أن نبي الله هاجر ليفرض الإسلام بالسيف ؟ وكيف عرف أن أهل المدينة المنورة سيناصرونه خاصة وأن بينهم اليهود وهم من أشد الناس عداوة للمسلمين ؟ بل وكيف يكذب الكاتب ما ورد في كتابه على لسان المسيح عليه السلام في إنجيل لوقا 4 ” 24ثُمَّ أَضَافَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَا مِنْ نَبِيٍّ يُقْبَلُ فِي بَلْدَتِهِ.” .

    13- يقول الكاتب ” في هذه الفترة رأى محمد أنه سيفشل إن استمر في الدعوة النصرانية بما فيها من جدالات ونقاشات حول الله وهل هو ثلاثة أو واحد والمسيح إله أم بشر أم غيره. فماذا فعل؟! عاد إلى الأصل وأين الأصل لا في موسى والشريعة واليهودية بل في أبو الديانتين المسيحية واليهودية حين كان الله واحد بكل بساطة وبدون أنبياء: إبراهيم.”

    أقول : أحمد الله الذي يدافع عن دينه ويظهر الحق حتى على ألسنة أعدائه ! فقد أثبت الكاتب العبقري أن التثليث دخيل على دين الله منذ أن خلق آدم وإلى يوم القيامة ولا علاقة لإبراهيم أو موسى به . ثم إنهم يدعون أن القرآن الكريم نسخة مختزلة من كتابهم فكيف يكون ذلك ؟؟!!

    14-يقول ” وهنا حاك قصة إسماعيل بن إبراهيم وأبو العرب وكان يعلم عن ذلك من دروسه الكتابية التي نالها على يدي ورقة وغيره.” لي أكثر من ملاحظة على هذه المقولة :-

    – لقد بقي العرب يعظمون دين إبراهيم عليه السلام وهذا سبب حرصهم على إبقاء الكعبة أم أن الكاتب ينكر وجود الكعبة في مكة المكرمة لمئات السنين قبل حياة محمد صلى الله عليه وسلم ؟

    – وماذا عن بئر زمزم ؟ أم أن الكاتب أيضاً ينكر وجوده؟ بل وماذا عما يقول كتاب النصارى بهذا الشأن حيث يقول سفر التكوين الإصحاح 21″ وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». 19ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ وَسَقَتِ الصَّبِيَّ. 20وَكَانَ اللهُ مَعَ الصَّبِيِّ فَكَبُرَ، وَسَكَنَ فِي صَحْرَاءِ فَارَانَ، وَبَرَعَ فِي رَمْيِ الْقَوْسِ. 21وَاتَّخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ مِصْرَ.

    – وكيف يفسر الكاتب ما يقول سفر التثنية الإصحاح 33 : 2- 4 ” جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران ….”

    – وماذا عما جاء في سفر التكوين الإصحاح 17″ 20أَمَّا إسماعيل، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً..” أين هي تلك الأمة ؟ وهل تُقاس الأمم في الكتب المقدسة بعددها أم بقيمتها الإيمانية ؟؟؟

    15- ثم يأتي الكاتب بأكذوبة أخرى في قوله ” قول محمد لأبي بكر: لو أنك سبقت لفزت أنت بالنبوة ولكنني أنا سبقت فهي من نصيبي؟! فماذا يعني بذلك؟! ألا يعني أن الاثنين الرفيقين الذين تعبدا في غار حراء كانا يستعدان معا لقيادة كنيسة مكة ولكن محمدا (الذكي العبقري) سبق وأعلن الوحي والنبوءة فلم يتبقّ لأبي بكر غير الإذعان والتصديق؟! وكانت مكافأة أبو بكر أنه خلف محمد ثم عمر بن الخطاب بينما كان الأولى أن يخلفه علي بن أبي طالب.”

    من أين أتى الكاتب بهذا ؟ ثم إن أبا بكر لم يشارك نبي الله في تحنثه في الغار . ومن المستحيل على رجل عظيم مثل عمر أن يكون تابعاً لأحد ما لم يكن متأكداً من صدقه ؟؟؟؟
    وأخيراً : هذا هو الحديث الخاص بنزول الوحي لأول مرة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:

    وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيما روته عنه عائشة زوجه رضى الله عنها قالت : { أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي ، الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى شيئاً إلا جاء مثل فلق الصبح . ثم حبّب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه – أي يتعبد فيه- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة –زوجه – فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ . قال صلى الله عليه وسلم : فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال :اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ .فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ،ثم أرسلني فقال : (( اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق .اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم )) فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده ،فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال زمّلوني زملونّي ، فزمّلوه حتى ذهب عنه الرّوع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي ، فقالت خديجة : كلا والله ، ما يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم وتحمل الكّل وتكسب المعدوم ، وتقرى الضيف وتعين على نوائب الدهر .

    فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل بن عبد العزّى- ،ابن عم خديجة – وكان امرءً تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخاً كبيراً قد عمى –فقالت له خديجة : يا ابن عم ، اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى . فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى – عليه السلام – يا ليتني جذعاً ، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً . ثم لم ينشب ورقة أن توفى ،وفتر الوحي }
    __________________

    #949121
    mmorsy
    مشارك

    مات النبى صلى الله عليه وسلم بالسم

    الرد على شبهة أن النبى صلى الله عليه وسلم مات بالسم .

    الرد على الشبهة:
    حين تصاب القلوب بالعمى بسبب ما يغشاها من الحقد والكراهية يدفعها حقدها إلى تشويه الخصم بما يعيب ، وبما لا يعيب ، واتهامه بما لا يصلح أن يكون تهمة ، حتى إنك لترى من يعيب إنساناً مثلاً بأن عينيه واسعتان أو أنه أبيض اللون طويل القامة ، أو مثلاً قد أصيب بالحمى ومات بها ، أو أن فلاناً من الناس قد ضربه وأسال دمه ؛ فهذا كأن أو أن تعيب الورد بأن لونه أحمر مثلاً ؛ وغير ذلك مما يستهجنه العقلاء ويرفضونه ويرونه إفلاسًا وعجزًا.
    أن محمداً صلى الله عليه وسلم قدمت له امرأة من نساء اليهود شاة مسمومة فأكل منها فمات صلى الله عليه وسلم.
    وينقلون عن تفسير البيضاوى:
    أنه لما فتحت خيبر واطمأن الناس سألت زينب بنت الحارس – وهى امرأة سلام بن مشكم (اليهودى) – عن أى الشاة أحب إلى محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فقيل لها: إنه يحب الذراع لأنه أبعدها عن الأذى فعمدت إلى عنزة لها فذبحتها ثم عمدت إلى سمّ لا يلبث أن يقتل لساعته فسمَّت به الشاة ، وذهبت بها جارية لها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت له: يا محمد هذه هدية أهديها إليك.
    وتناول محمد الذراع فنهش منها.. فقال صلى الله عليه وسلم: ارفعوا أيديكم فإن هذه الذراع والكتف تخبرنى بأنها مسمومة ؛ ثم سار إلى اليهودية فسألها لم فعلت ذلك ؟ قالت: نلت من قومى ما نلت … وكان ذلك بعد فتح ” خيبر ” أحد أكبر حصون اليهود فى المدينة وأنه صلى الله عليه وسلم قد عفا عنها.
    ثم يفصحون عن تفسير البيضاوى:
    أنه صلى الله عليه وسلم لما اقترب موته قال لعائشة ـ رضى الله عنها ـ يا عائشة هذا أوان انقطاع أبهرى (1).
    فليس فى موته صلى الله عليه وسلم بعد سنوات متأثرًا بذلك السُّم إلا أن جمع الله له بين الحسنيين ، أنه لم يسلط عليه من يقتله مباشرة وعصمه من الناس وأيضًا كتب له النجاة من كيد الكائدين وكذلك كتب له الشهادة ليكتب مع الشهداء عند ربهم وما أعظم أجر الشهيد.
    وأيضًا.. لا شك أن عدم موته بالسم فور أكله للشاة المسمومة وحياته بعد ذلك سنوات يُعد معجزة من معجزاته ، وعَلَمًا من أعلام نبوته يبرهن على صدقه ، وعلى أنه رسول من عند الله حقًا ويقينًا.
    وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يموت فى الأجل الذى أجله له رغم تأثره بالسم من لحظة أكله للشاة المسمومة حتى موته بعد ذلك بسنوات.

    —————————————————————-

    (1) الأبهران عرقان متصلان بالقلب وإذا قطعا كانت الوفاة.

    #949122
    mmorsy
    مشارك

    تعلّم محمد صلى الله عليه وسلم من غيره

    الرد على شبهة أن تعلّم محمد صلى الله عليه وسلم تعلم من غيره

    الرد على الشبهة:
    وهى من أسوأ المفتريات على محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال ربه عز وجل عنه: (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى ) (1).
    لكن الحقد حين يتمكن من قلوب الحاقدين يدفعهم إلى المنكر من القول ومن الزور ، حتى إنهم ليتجرأون على قولٍ لا يقبله عقل عاقل ، ولا يجرؤ على مثله إلا المفترون.
    فى هذه المقولة زعموا أنه حين كان ينزل عليه الوحى بالآيات التى أثبت العلم الحديث المعاصر أنها من أبرز آيات الإعجاز العلمى فى القرآن فيما تتصل بمراحل خلق الإنسان من سلالة من طين ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلّقة وغير مخلقة ثم يكون إنشاؤه خلقًا آخر..
    زعموا أن كاتب وحيه قال مادحًا مَنْ هذا خلقه تبارك الله أحسن الخالقين ) (2).
    ثم أفرطوا فى زعمهم فقالوا إن محمدًا صلى الله عليه وسلم قال له: اكتبها فهكذا نزلت علىّ.. ؟! وهنا لابد من وقفة:
    فأولاً: مما هو ثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحى يأخذ العرق يتصبب من جسده ويكون فى غيبة عمن حوله.. فإذا انقضى الوحى أخذ فى ذكر وتلاوة ما نزل عليه من القرآن ، وهذا ما تقرره كل كتب السيرة.
    ثانياً: معنى ما سبق أنه صلى الله عليه وسلم لا يأخذ فى الإملاء على كاتب وحيه إلا بعد اكتمال نزول الوحى واكتمال نزول الآيات المتعلقة بمراحل خلق الإنسان فى سورة ” المؤمنون “.
    ثالثًا: وبهذا يتضح كذب المقولة أن كاتب وحيه صلى الله عليه وسلم هو الذى أملاها عليه وأنه أمر بإثباتها.
    رابعًا: أن لفظة ” تبارك الله ” تكررت فى القرآن الكريم تسع مرات ، تلتقى جميعها فى مواضع يكون الحديث فيها عن قدرة الخالق فيما خلق من مثل قوله تعالى:
    (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) (3).
    (تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا) (4). (تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا) (5).
    (تبارك الذى له ملك السموات والأرض وما بينهما ) (6).
    (تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شىء قدير )( (7).
    فلماذا تعلم محمد صلى الله عليه وسلم من كاتب وحيه آية ” المؤمنون ” دون غيرها مما جاء فى بقية السور ؟!!

    ————————————————–

    1) النجم: 3ـ4.
    (2) المؤمنون: 14.
    (3) الأعراف: 55.
    (4) الفرقان: 1.
    (5) الفرقان: 61.
    (6) الزخرف: 85.
    (7) الملك: 1.
    __________________

    #949125
    mmorsy
    مشارك

    هل الرسول صلى الله عليه وسلم يخطئ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    هكذا أجاب الشيخ الجليل، الدكتور يوسف القرضاوي ودفع الشبهة وكشف المسألة بعدما اتهمه بعض أعداء الدين من تخطيء النبي صلى الله عليه وسلم :

    الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
    فإن آفة العلم خصلتان هما أسوأ الرذائل. أعاذنا الله وإياكم منهما:
    الأولى: هي اتباع الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئًا، وهو أكذب الحديث، كما قال صلى الله عليه وسلم، وكما قال تعالى:{وما يتبع أكثرهم إلا ظنًّا، إن الظن لا يغني من الحق شيئًا}يونس:36

    والثانية: هي اتباع الهوى، والهوى يعمي ويصم، وهو شر إله عبد في الأرض، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.{أفرأيت من اتخذ إله هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله}الجاثية: 23
    فإذا اجتمعت الآفتان في شخص أو في فئة من الناس كانت الطامة، كما قال تعالى في شأن المشركين الذين اتخذوا اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى آلهة لهم:{إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى}النجم:23
    وهؤلاء الناس الذين ذكرهم السائل في سؤاله يتبعون الظنون التي لا تغني من الحق شيئًا، ويخلطون معها الهوى الذي يضل الإنسان عن سبيل الله{ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}القصص:50
    فهؤلاء يأخذون بعض الكلام دون بعض، ويقطعون الكلام عن سياقه، فيحرفون الكلم عن مواضعه، على طريقة(لا تقربوا الصلاة) وعلى نحو ما كان يفعله اليهود في عهد النبوة.

    فهم يقولون متبجحين: القرضاوي يخطئ رسول الله (صلى الله عليه وسلم). فداه أبي وأمي. بهذه العبارة الخشنة الجافية الموهمة.
    لقد دلت الأدلة الكثيرة الناصعة على أنه (صلى الله عليه وسلم) كان يجتهد، بل هو سيد المجتهدين وإمامهم، كما أنه إمام أمته في كل فضيلة، والاجتهاد لاستنباط الأحكام من النصوص هو من أجل الفضائل، وأعظم المكارم، فينبغي أن يكون أسوة فيها، كما في غيرها.

    والاجتهاد معناه: بذل الوسع لنيل حكم شرعي عملي بطريق الاستنباط. أي أنه عملية بشرية عقلية، يشحذ المجتهد ذهنه ليستنبط الحكم من مظانه الشرعية المعتبرة.
    ومقتضى هذا: أن الرسول حين يجتهد يعمل عقله كما يعمل البشر، ويفكر كما يفكر البشر، وما دام في هذه الحالة البشرية، فلا غرو أن يقع منه الخطأ كما يقع من سائر البشر. وإلا لم يكن هناك فرق بين الاجتهاد البشري والوحي الإلهي.

    إلا أن الذي يميزه هنا عن غيره عليه الصلاة والسلام: أنه لا يقر على الخطأ، ولا يسكت عليه، حتى لا يأخذه الناس عنه على أنه الحق والصواب الذي شرعه الله تعالى.
    ومن الأدلة البينة على ذلك: عدد من الوقائع التي ذكرها القرآن الكريم، وعاتب فيها الله تبارك وتعالى نبيه ومصطفاه محمدًا صلى الله عليه وسلم.
    وأما نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، فقد ثبت اجتهاده في قضايا كثيرة، ذكرها العلماء. بعضها ثبت بصريح القرآن الكريم. وبعضها ثبت بالحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم. بعضها في أمور الدنيا المحضة، وبعضها في أمور الدين والتشريع.

    اجتهاده في أمور الدنيا:
    فأما ما اجتهد فيه وأخطأ في أمور الدنيا، فأشهر مثال له: قضية تأبير النخل في المدينة، حين رآهم يلقحون النخيل كما هي عادة أهلها، فسألهم عن ذلك فأجابوه بما عرفوه من عادتهم، فقال: ما أظنه يصلح. ولم يكن ذلك بوحي من الله، بل اجتهادًا منه بحكم خبرته البشرية، وقد نشأ بوادي غير ذي زرع، فلا معرفة له بهذه الأمور، ولكن الأنصار ظنوه وحيًا، فتركوا التأبير، فلم تثمر النخيل في ذلك الموسم ثمرها المعتاد، ورآها النبي عليه السلام، فأنكرها، فسألهم عما أصابها، فأخبروه بأنهم نفذوا مشورته حين قال لهم ما قال، فقال عليه الصلاة والسلام:”إنما ظنت ظنًّا فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن ما حدثتكم عن الله، فلن أكذب على الله. أنتم أعلم بأمر دنياكم”

    ومن تلك الوقائع والمواقف: موقفه (صلى الله عليه وسلم) من أسرى بدر، وقد استشار فيهم أصحابه فاختلفوا عليه، وأخذ برأي أبي بكر ومن وافقه، ونزلت الآيات في سورة الأنفال تعاتبهم على ذلك.
    ومن هذه الوقائع ما ذكره الشيخ عبد الجليل عيسى من علماء الأزهر البارزين في كتابه (اجتهاد نبي الإسلام):
    روى البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
    1ـ “والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده
    لو يعلم أحدهم أن يجد عَرْقا سمينا، أو مِرماتين حسنتين لشهد العشاء. وفي رواية مسلم:”أخر صلى الله عليه وسلم العشاء ليلة فخرج فوجد الناس قليلا فغضب … فذكر الحديث.”.

    2ـ ولكنه لم يفعل ما هم على فعله إما باجتهاد آخر، أو بوحي من الله في ذلك.
    ويروي مسلم عن عائشة رضي الله عنها، عن جدامة بنت وهب الأسدية أنها سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
    1ـ”لقد هممت أن أنهى عن نكاح الغيلة.
    2ـ حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم”.
    قال العلماء: وسبب همه (صلى الله عليه وسلم) بالنهي عنها خوف الضرر على الولد الرضيع. وكانوا يقولون: إن الأطباء ترى هذا اللبن داء، إذا شربه الولد ضوي واعتل؛ فلذا كانت العرب تكرهه وتتقيه بقدر الطاقة.
    والنووي يعلق على هذا الحديث بقوله: وفي الحديث جواز اجتهاده (صلى الله عليه وسلم) وبه قال جمهور أهل الأصول.
    وأيضًا هنا في صورة العزم وعدم الفعل يشق على الإنسان تحديد وقت العدول عن تنفيذه (صلى الله عليه وسلم) ما همّ أن يفعله، للسبب الذي ذكرناه فيما سبق.
    وروى البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنه قال: بعثنا (صلى الله عليه وسلم) في بعث، فقال:
    “إن لقيتم فلانا وفلانا ـ لرجلين من قريش سماهما ـ فحرقوهما بالنار.
    ثم أتيناه نودعه حين أردنا الخروج، فقال: إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا بالنار، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن أخذتموهما فاقتلوهما”.وفي رواية ابن إسحاق:”… ثم رأيت أنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا الله”.

    ويعلق الحافظ بن حجر بقوله: وفي الحديث جواز الحكم بالشيء اجتهادًا ثم الرجوع عنه.
    ويروي مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أنه قال: كنا قعودًا حول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ـ معنا أبو بكر وعمر في نفر ـ فقام (صلى الله عليه وسلم) من بين أظهرنا فأبطأ علينا، وخشينا أن يقتطع دوننا، وفزعنا، فقمنا، فكنت أول من فزع حتى أتيت حائطًا للأنصار لبني النجار فدرت حوله حتى دخلته، فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:”أبو هريرة؟ فقلت: نعم، يا رسول الله. قال: ما شأنك؟ قلت: كنت بين أظهرنا ….وذكر ما حصل.

    فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة، اذهب، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة.
    فكان أول من لقيت عمر. فسألني فقلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه بشرته بالجنة.
    فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لاستي، فقال: ارجع يا أبا هريرة، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهشت بكاء، وركبني عمر، فإذا هو على إثري. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك يا أبا هريرة؟ قلت: لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربة خررت لاستي، قال ارجع.
    __________________

    #949128
    mmorsy
    مشارك

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر ما حملك على ما فعلت؟ قال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه بشره بالجنة؟.قال: نعم، قال: فلا تفعل، فإني أخشى أن يتكل الناس عليها، فخلهم يعملون!
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:فخلهم”
    والحقيقة التي قلتها وما زلت أقولها، هي:أن الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد يجتهد في بعض الأمور التي ليس فيها وحي، وقد يخطئ فيها، كما هو شأن المجتهد دائمًا، ولكن مزيته (صلى الله عليه وسلم) على غيره: أن الله تعالى لا يقره على الخطأ، فسرعان ما ينزل عليه الوحي يستدرك عليه، ويصحح له خطأه؛ لأنه لو ترك الخطأ دون تصحيح وتصويب، لأصبح شرعًا للناس عليهم أن يتبعوه وينفذوه؛ لأن الله لم يرسله إلا ليطاع بإذن الله.

    وأنا أعلم أن في هذه القضية خلافًا بين علماء الأصول، وأن منهم من لم يقل بجواز الاجتهاد للرسول ولا للرسل من قبله، وإذا لم يكن الاجتهاد جائزًا له، فلا يتصور الخطأ منه. وأن من الأصوليين من رجح هذا القول.
    ولكني رجحت القول الآخر الذي قال به عدد من الأصوليين المعتبرين، من أمثال الآمدي وابن الحاجب وابن الهمام.
    وهو ما اختاره العلامة الشوكاني من المتأخرين في كتابه(إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول)وقال: إنه قول الجمهور.

    ترجيح الآمدي:
    قال العلامة الآمدي في (الإحكام): اختلفوا في أن النبي عليه السلام، هل كان متعبدًا بالاجتهاد فيما لا نص فيه؟
    فقال أحمد بن حنبل والقاضي أبو يوسف: إنه كان متعبدًا به.
    وقال أبو علي الجبائي وابنه أبو هاشم(من المعتزلة) إنه لم يكن متعبدًا به.
    وجوز الشافعي في رسالته ذلك من غير قطع. وبه قال بعض أصحاب الشافعي والقاضي عبد الجبار وأبو الحسين البصري (من المعتزلة).
    ومن الناس من قال إنه كان له الاجتهاد في أمور الحروب، دون الأحكام الشرعية.
    والمختار جواز ذلك عقلا ووقوعه سمعًا.
    أما الجواز العقلي، فلأنا لو فرضنا أن الله تعالى تعبده بذلك، وقال له: “حكمي عليك أن تجتهد وتقيس” لم يلزم عنه لذاته محال عقلا، ولا معنى للجواز العقلي سوى ذلك.

    وأما الوقوع السمعي فيدل عليه الكتاب، والسنة، والمعقول.
    أما الكتاب فقوله تعالى{فاعتبروا يا أولي الأبصار}الحشر:2 أمر بالاعتبار على العموم لأهل البصائر، والنبي عليه السلام، أجلهم في ذلك، فكان داخلا في العموم، وهو دليل التعبد بالاجتهاد والقياس، على ما سبق تقريره في إثبات القياس على منكريه.

    وأيضًا قوله تعالى:{إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله}النساء:105 وما أراه يعم الحكم بالنص، والاستنباط من النصوص.
    وأيضًا قوله تعالى{وشاورهم في الأمر}آل عمران:159 والمشاورة إنما تكون فيما يحكم فيه بطريق الاجتهاد، لا فيما يحكم فيه بطريق الوحي.

    وأيضًا قوله تعالى بطريق العتاب للنبي عليه السلام، في أسارى بدر، وقد أطلقهم:{ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض}الأنفال:67 فقال عليه السلام:”لو نزل من السماء إلى الأرض عذاب، ما نجا منه إلا عمر”؛ لأنه كان قد أشار بقتلهم، وذلك يدل على أن ذلك كان بالاجتهاد، لا بالوحي. وأيضًا قوله تعالى:{عفا الله عنك لِمَ أذنت لهم؟}التوبة:43، عاتبه على ذلك ونسبه إلى الخطأ، وذلك لا يكون فيما حكم فيه بالوحي، فلم يبق سوى الاجتهاد.
    وليس ذلك خاصًّا بالنبي عليه السلام، بل كان غيره أيضًا من الأنبياء متعبدًا بذلك. ويدل عليه قوله تعالى{وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث}الأنبياء:78 وقوله{ففهمناها سليمان، وكلا آتينا حكمًا وعلمًا}الأنبياء:79 وما يذكر بالتفهيم إنما يكون بالاجتهاد لا بطريق الوحي.

    وأما السنة فما روى الشعبي أنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقضي القضية، وينزل القرآن بعد ذلك بغير ما كان قضى به، فيترك ما قضى به على حاله، ويستقبل ما نزل به القرآن؛ والحكم بغير القرآن لا يكون إلا باجتهاد.
    وأيضًا ما روي عنه أنه قال في مكة:”لا يختلا خلاها، ولا يعضد شجرها”. فقال العباس:إلا الأَذْخِر. فقال عليه السلام: “إلا الأذخر”ومعلوم أن الوحي لم ينزل عليه في تلك الحالة، فكان الاستثناء بالاجتهاد.

    وأيضًا ما روي عنه عليه السلام أنه قال”العلماء ورثة الأنبياء”وذلك يدل على أنه كان متعبدًا بالاجتهاد، وإلا لما كانت علماء أمته وارثة لذلك عنه، وهو خلاف الخبر.
    وأما المعقول فمن وجهين:
    الأول: أن العمل بالاجتهاد أشق من العمل بدلالة النص لظهوره؛ وزيادة المشقة سبب لزيادة الثواب؛ لقوله عليه السلام لعائشة “ثوابك على قدر نَصَبِكِ” فلو لم يكن النبي عليه السلام عاملا بالاجتهاد مع عمل أمته به. لزم اختصاصهم بفضيلةٍ لم توجد له، وهو ممتنع، فإن آحاد أمة النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون أفضل من النبي في شيء أصلا.

    الثاني: أن القياس هو النظر في ملاحظة المعنى المستنبط من الحكم المنصوص عليه، وإلحاق نظير المنصوص به، بواسطة المعنى المستنبط، والنبي عليه السلام أولى بمعرفة ذلك من غيره لسلامة نظره، وبعده عن الخطأ، والإقرار عليه. وإذا عرف ذلك فقد ترجح في نظره إثبات الحكم في الفرع ضرورة؛ فلو لم يقض به، لكان تاركًا لما ظنه حكمًا لله تعالى على بصيرة منه، وهو حرام بالإجماع.

    هذا وقد ذكر الإمام الآمدي مشاغبات المخالفين في هذه القضية من النصوص ومن المعقول، وفصلها، ثم رد عليها بما يبين تهافتها وضعفها، فثبت ما رجحه الآمدي والحمد لله.
    ترجيح الإمام الشوكاني:
    وذكر الإمام الشوكاني من كتابه (إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول) (في جواز الاجتهاد للأنبياء)، خلاصة الأقوال في هذه المسألة، فقال رحمه الله:
    اختلفوا في جواز الاجتهاد للأنبياء، صلوات الله عليهم، بعد أن أجمعوا على أنه يجوز عقلا تعبدهم بالاجتهاد كغيرهم من المجتهدين، حكى هذا الإجماع ابن فورك، والأستاذ أبو منصور‎، وأجمعوا أيضًا على أنه يجوز لهم الاجتهاد فيما يتعلق بمصالح الدنيا، وتدبير الحروب، ونحو، حكى هذا الإجماع سليم الرازي، وابن حزم.

    وذلك كما قلت وقع من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم من إرادته بأن يصالح”غطفان”على ثلث ثمار المدينة، وكذلك ما كان قد عزم عليه من ترك تلقيح ثمار المدينة.
    فأما اجتهادهم في الأحكام الشرعية، والأمور الدينية، فقد اختلفوا في ذلك على مذاهب:
    الأول: ليس لهم ذلك؛ لقدرتهم على النص بنزول الوحي، وقد قال سبحانه:{إن هو إلا وحي يوحى}النجم:4 والضمير يرجع إلى النطق المذكور قبله بقول:{وما ينطق عن الهوى}النجم:3 وقد حكى هذا المذهب الأستاذ أبو منصور عن أصحاب الرأي.

    وقال القاضي في” التقريب”: كل من نفى القياس أحال تعبد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) به
    قال الزركشي: وهو ظاهر اختيار ابن حزم.
    واحتجوا أيضًا بأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا سئل ينتظر الوحي، ويقول: ما أنزل عليّ في هذا شيء، كما قال لما سُئل عن زكاة الحمير. فقال لم ينزل عليّ (في ذلك)إلا هذه الآية الجـامعة{فـمن يعمل مثقـال ذرة خـيرًا يره ومن يـعمل مـثقال ذرة شرًّا يره}وكذلك انتظر الوحي في كثير مما سئل عنه.
    ومن الذاهبين إلى هذا المذهب، أبو علي، وأبو هاشم( الحبائيان من المعتزلة).

    المذهب الثاني: أنه يجوز لنبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) ولغيره من الأنبياء، وإليه ذهب الجمهور.
    واحتجوا بأن الله سبحانه خاطب نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) كما خاطب عباده، وضرب له الأمثال، وأمره بالتدبر والاعتبار، وهو أجل المتفكرين في آيات الله، وأعظم المعتبرين بها.
    وأما قوله:{وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}النجم 3، 4 فالمراد به القرآن؛ لأنهم قالوا{إنما يعلمه بشر}النحل:103 ولو سلم، لم يدل على نفي اجتهاده؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان متعبدًا بالاجتهاد بالوحي، لم يكن نطقًا عن الهوى، بل عن الوحي.

    وإذا جاز لغيره من الأمة أن يجتهد بالإجماع، مع كونه معرضًا للخطأ، فلأن يجوز لمن هو معصوم عن الخطأ بالأولى.
    وأيضا قد وقع ذلك كثيرًا منه صلى الله عليه وآله وسلم، ومن غيره من الأنبياء.
    فأما منه، فمثل قوله:”أرأيت لو تمضمضت؟” “أرأيت لو كان على أبيك دين؟” وقوله للعباس “إلا الإذخر” ولم ينتظر الوحي في هذا، ولا في كثير مما سئل عنه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “ألا وإني أوتيت القرآن معه”
    وأما من غيره فمثل قصة داود وسليمان.
    وأما ما احتج به المانعون، من أنه صلى الله عليه وآله وسلم لو جاز له الاجتهاد، لجازت مخالفته، واللازم باطل.
    وبيان الملازمة: أن ذلك الذي قاله بالاجتهاد هو حكم من أحكام الاجتهاد، ومن لوازم أحكام الاجتهاد جواز المخالفة؛ إذ لا قطع بأنه حكم الله، لكونه محتملا للإصابة، ومحتملا للخطأ، فقد أجيب عنه بمنع كون اجتهاد غيره، لعدم اقترانه بما اقترن به اجتهاده صلى الله عليه وآله وسلم من الأمر باتباعه.

    وأما ما احتجوا به من أنه لو كان متعبدًا بالاجتهاد لما تأخر في جواب سؤال سائل، فقد أجيب عنه بأنه إنما تأخر في بعض المواطن، لجواز أن ينزل عليه فيه الوحي الذي عدمه شرط في صحة اجتهاده، على أنه قد يتأخر الجواب لمجرد الاستثبات في الجواب، والنظر فيما ينبغي النظر فيه في الحادثة، كما يقع ذلك من غيره من المجتهدين.

    المذهب الثالث:
    الوقف عن القطع بشيء من ذلك، وزعم الصيرفي في “شرح الرسالة”أنه مذهب الشافعي؛ لأنه حكى الأقوال ولم يختر شيئًا منها. واختار هذا القاضي أبو بكر الباقلاني، والغزالي.
    قال الإمام الآمدي:
    ولا وجه للوقف في هذه المسألة، لما قدمنا من الأدلة الدالة على الوقوع، على أنه يدل على ذلك دلالة واضحة ظاهرة قول الله عز وجل:{عفا الله عنك لم أذنت لهم}التوبة:43 فعاتبه على ما وقع منه، ولو كان ذلك بالوحي لم يعاتبه.
    ومن ذلك ما صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم، من قوله: “لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي” أي لو علمت أولاً ما علمت آخرًا ما فعلت ذلك، ومثل ذلك لا يكون فيما عمله صلى الله عليه وآله وسلم بالوحي، وأمثال ذلك كثيرة، كمعاتبته صلى الله عليه وآله وسلم على أخذ الفداء من أسرى بدر بقوله تعالى:{ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض}الأنفال:67 وكما في معاتبته صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى:{وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك}الأحزاب:37إلى آخر ما قصه الله في ذلك في كتابه العزيز.

    والاستيفاء لمثل هذا يفضي إلى بسط طويل، وفيما ذكرناه يغني عن ذلك، ولم يأتِ المانعون بحجة المنع، أو التوقف لأجلها.
    والخلاصة هنا ما قاله الشيخ عبد الجليل عيسى:
    الآن قد ذكرنا من الأمثلة والشواهد ما يدل على وقوع الاجتهاد منه صلى الله عليه وسلم متنوعًا حسب طبيعة الإنسان؛ فرأيناه اجتهد وعبر عن اجتهاده بالقول مرة، والعمل والفعل أخرى، وإقرار رأي بعض صحابته أو عدم إقراره إياه ثالثة.
    والاجتهاد منه إذن مؤكد الوقوع، سواء أكان عن طريق القرآن الكريم أو السنة الصحيحة.

    وموضوع اجتهاده عليه السلام لم يكن خاصًّا بموضوع معين ولا بوقت ومكان؛ بل تناول عدة أمور من واقع حياته وحياة المؤمنين معه، وما لم يكن من واقع حياته وحياة المؤمنين معه كذلك ـ كما في حديث نسل الممسوخ وحديث عذاب القبرـ وامتد إلى تعبير الرؤيا بل رأى بعض العلماء أنه تناول فهم القرآن، ونحن لا نقر ذلك الرأي لما فيه من الخطورة، وحدث في أزمنة متعددة وأمكنة مختلفة.

    كما لم يكن رأيه عليه السلام فيما اجتهد فيه، يمثل الصواب دائمًا، ولا محل رضاء الله تعالى عنه دائمًا كذلك، كما أن تصويب الخطأ في رأيه من المولى جل شأنه، أو منه عليه السلام أو من صحابته، لم يكن دائمًا أبدًا عقب ظهور الرأي مباشرة؛ بل قد كشفت الأيام عن خطأ هذا الرأي في بعض الأحايين، أو كان سببًا في أن عاتبه عليه مولاه جل شأنه، أوقع التصويب بعد فترة زمنية تقصر وتطول، مما لا يدع شكًّا في أن الرسول بشر يجوز عليه ـ عدا ما خصه به الله ـ ما يجوز على أي بشر آخر.
    فالفصول الثلاثة من الباب الثاني تصور في جملتها تنوع اجتهاده صلى الله عليه وسلم، وبالتالي تصور وقوع اجتهاد منه، وفي غير أمر واحد وغير زمان واحد، وغير مكان واحد.

    وفيما أبداه عليه السلام من رأي في تلقيح النخل أظهرت الأيام عدم نفعه لمن أخذوا به ـ كما لم يجئ وحي بشأنه ـ والله سبحانه وتعالى إذ يوافقه على ما رأى وطلب بقوله:{قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها}، لا يوافقه على ما رأى وطلب في ناحية أخرى، كما جاء في قوله:{قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون…}؛ بل قد يعاتبه ـ وأحيانًا يشتد في العتاب ـ على ما رأى عليه السلام مثل ما جاء في قوله تعالى:{وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه}، وفي قوله:{فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك…الآية}وفي قوله:{وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره… الآية}، وفي قوله:{عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا…}، وفي قوله:{ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم…}.

    وفيما نقل عنه عليه السلام تعديلا لرأيه الأول في حديث التحريق بالنار ـ في رواية البخاري عن أبي هريرة ـ وفيما أوحى إليه من الله جل شأنه في أمر عذاب القبر ـ في رواية مسلم عن عائشة ـ وفيما ذكره تعالى اسمه إجابة لما رأى وطلب في شأن القبلة ـ في سورة البقرة ـ يدل على وجود فترة زمنية لا يعرف مقدارها على وجه الدقة بين الرأي ومجيء الصواب به أو بين الطلب وإجابته.
    1ـ فالاجتهاد جاز على الرسول صلوات الله عليه إذن لأنه وقع منه.
    2ـ وموضوعه متنوع، ديني أو دنيوي، مغيب أو مشاهد، كما يؤخذ من الروايات المذكورة.

    والله أعلم
    __________________

    #949133
    mmorsy
    مشارك

    ماتت فاضطجع معها

    الرد على شبهة ماتت فاضطجع معها .

    يثير كلاب النصرانية شبهاً كثيرة الهدف منها التلبيس على المسلم أمور دينه , بالطعن في ديننا الحنيف الذي يثبت كفرهم بصريح العبارة , والطعن في نبينا صلوات الله وسلامه عليه , والطعن في أصحابه أهل الجنة الذين أقاموا الدين ونصروا الله ورسوله , وليس هدف هؤلاء الطغمة الحديثة تبشيراً بنصرانيتهم أو دعوة لعقيدتهم التي اثبت على مر العصور فسادها من قبل مئات بل الاف من العلماء ومن بعض علمائهم أيضاً , بل فقط هدفهم إخراج المسلم من دينه .

    ولقد نحى نفس المنحى قبلهم كثير من المستشرقين في أزمنة متعددة قريبة , وكثير من الزنادقة في أزمنة سابقة , ولكن بعصرنا هذا حققت لهم التقنية الحديثة نوع من الأمان حيث يتخفون وراء الأجهزة للطعن بأمان من أن يقام عليهم حد أو يقتص منهم , وهذا هو ديدنهم كما وصفهم كتاب ربنا عز وجل ( لا يقاتلونكم جميعا إلا من وراء جدر ) والجدر الحديثة الآن هي التقنية التي يتخفون وراءها , فهم أجبن من المواجهة وأضعف حجة في المشافهة .

    وهدفنا هنا هو بيان الحق والصدق للمسلم حتى يكن على يقين أن الله تعالى اختار خير البشر لرسالته وخير الصحبة وخير جيل لصحبة رسوله ثم استخلف رسالته لخير الأمم طالما تمسكوا بما كان عليه رسوله صلى الله عليه وسلم .

    يثير طغام النصارى قصة من السيرة بفهم مختلق مكذوب , لا يوافق لغة ولا فهما ولا عرفا ولا عقلا , ولكن فقط يناسب كفرا بقلوبهم وزندقة وفسقاً إستقوه من كتابهم .
    يقول النصارى ( أن رسول الله – بأبي هو وأمي – مارس الجنس مع فاطمة بنت أسد وهي ميتة ) وهم كعادتهم يسوقون أحداثا حقيقية بتحريف يناسب ما جبلهم كتابهم عليه , ولنبدأ في المقصود بعون الله .

    الرواية التي يستند فيها النصارى قولهم :

    عن ابن عباس قال: ( لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب ألبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه واضطجع معها في قبرها فقالوا: ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة واضطجعت معها ليهون عليها) ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر )

    عن ابن عباس قال: ( لما ماتت أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت ممن كفل النبي صلى الله عليه وسلم وربته بعد موت عبد المطلب، كفنها النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه، وصلى عليها واستغفر لها وجزاها الخير بما وليته منه، واضطجع معها في قبرها حين وضعت فقيل له: صنعت يا رسول الله بها صنعا لم تصنع بأحد! قال: إنما كفنتها في قميصي ليدخلها الله الرحمة ويغفر لها، واضطجعت في قبرها ليخفف الله عنها بذلك) ( كنز العمال )
    المعنى اللغوي لكلمة أضطجع :

    ضجع: أَصل بناء الفعل من الاضْطِجاعِ، ضَجَعَ يَضْجَعُ ضَجْعاً وضُجُوعاً، فهو ضاجِعٌ، وقلما يُسْتَعْمَلُ، والافتعال منه اضْطَجَع يَضْطجِعُ اضْطِجاعاً، فهو مُضْطَجِعٌ. واضْطَجَع: نام.وقيل: اسْتَلْقَى ووضع جنبه بالأَرض.

    وأَضْجَعْتُ فلاناً إِذا وضعت جنبه بالأَرض، وضَجَعَ وهو يَضْجَعُ نَفْسُه؛ ورجل ضُجَعةٌ مثال هُمَزةٍ: يُكثر الاضْطِجاعَ كَسْلانُ.
    والضِّجْعَةُ: هيئةُ الاضْطِجاعِ.

    والمَضاجِعُ: جمع المَضْجَعِ؛ قال الله عز وجل: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]؛ أي: تَتَجافى عن مضاجِعِها التي اضْطَجَعَتْ فيها.

    والاضْطِجاعُ في السجود: أَن يَتَضامَّ ويُلْصِق صدره بالأَرض، وإِذا قالوا: صَلَّى مُضْطَجعاً فمعناه: أَن يَضْطَجع على شِقِّه الأَيمن مستقبلاً للقبيلة.

    وفي الحديث: (( كانت ضِجْعةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أَدَماً حَشْوُها ليفٌ )).

    الضِّجْعةُ، بالكسر: مِنَ الاضْطِجاعِ وهو النوم كالجِلْسةِ من الجلوس، وبفتحها المرّة الواحدة.

    والمراد ما كان يَضْطَجِعُ عليه، فيكون في الكلام مضاف محذوف تقديره: كانت ذاتُ ضِجْعته أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشَ أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ.
    وكل شيء تَخْفِضُه، فقد أَضْجَعْتَه.

    والتَّضْجِيعُ في الأَمر: التَّقْصِيرُ فيه.

    وضَجَعَ في أَمره واضَّجَعَ وأَضْجَعَ: وَهَنَ.

    ( لسان العرب لأبن منظور )

    فيفهم مما سبق أن المعنى العام للاضطجاع هو النوم أو الإستلقاء على الجنب .

    الفهم الأعوج للإضطجاع :

    وليتم لنا من أين أتى النصارى بعوج الفهم ( هذا بعد المرض الذي بقلوبهم ) ليتم لنا ذلك نعرض هنا معنى الاضطجاع بكتابهم الملئ بالدنس :

    التكوين 19-30:36
    32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه . فنحيي من ابينا نسلا . 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة . ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها . ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . 34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي . نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه . فنحيي من ابينا نسلا . 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا . وقامت الصغيرة واضطجعت معه . ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما .

    التكوين 10-26
    فقال ابيمالك ما هذا الذي صنعت بنا . لولا قليل لاضطجع احد الشعب مع امرأتك فجلبت علينا ذنبا .

    تكوين 30:16
    فلما اتى يعقوب من الحقل في المساء خرجت ليئة لملاقاته وقالت اليّ تجيء لاني قد استأجرتك بلفّاح ابني . فاضطجع معها تلك الليلة

    تكوين 34:2
    فرآها شكيم ابن حمور الحوّي رئيس الارض واخذها واضطجع معها واذلّها

    تكوين 35:22
    وحدث اذ كان اسرائيل ساكنا في تلك الارض ان رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرّية ابيه . وسمع اسرائيل وكان بنو يعقوب اثني عشر

    تكوين 39:7
    وحدث بعد هذه الامور ان امرأة سيده رفعت عينيها الى يوسف وقالت اضطجع معي

    خروج 22:16
    واذا راود رجل عذراء لم تخطب فاضطجع معها يمهرها لنفسه زوجة

    إذن الأضجاع لديهم هو الزنا , وهذا فهم معوج مناسب لعموم كتابهم , وعلى الرغم من أن نصارى العرب يتحدثون العربية ولكن ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) فصرفوا الكلمة عن معناها المتعارف عليه إلى المعنى البعيد والمناسب لهدفهم .

    التقط كلاب النصارى ما سأورده الان لعرضه بفهم كتابهم الملئ بالزنا والدعارة كشبهة على عوام المسلمين , وما أتوا إلا من جهلهم باللغة العربية ( سقت لك سابقاً معنى اضطجع ) وعلة كتابهم -الزنا والدعارة والفجور- والتي اخرجت كتابهم عن وقار المحترم من الكتب فضلا عن القداسة تلك العلة التي تؤرقهم ليل نهار , فرموا غيرهم بما فيهم كقول الشاعر : رمتني بدائها وانسلت .
    تفسير الروايات بعضها البعض :

    يفهم كل مسلم وكل عاقل أن المعنى يؤخذ من جمع الروايات ببعضها , وسأسوق لك هنا ما ورد في قصة وفاة فاطمة بنت أسد رضي الله عنها لتتبين مدى كذب وحقد هؤلاء , ولن أطيل عليك بذكر السند ولكن فقط المتن :

    1- أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كفَّن فاطِمَة بِنْت أسد في قميصه واضطجع في قبرها وجَزَّأها خيراً. وروي عن ابن عباس نحو هذا وزاد فقالوا: ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه! قال: ” إنه لم يكن بعد أبي طالب أبرّ قاله ابن حبيب. منها إنما ألبستها قميصي لتُكسى من حلل الجنة واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر ” ( أسد الغابة لابن الأثير )

    التقط كلاب النصارى لفظة اضطجع وفسروها تفسير كتابهم بالزنا اعتمادا على الرواية التي جاءت بلفظ ” اضطجع معها ” ومعنى النص في هذه الرواية اضطجع بقبرها كما هو واضح بالرواية الأولى , وكعادتهم تحريف الكلم عن مواضعه ولم يكملوا قراءة بقية الروايات والتي تفسر بعضها البعض .

    فلقد كفنها صلى الله عليه وسلم بقميصه = لتكسى من حلل الجنة

    اضطجع في قبرها = ليهون عليها عذاب القبر

    2- عن الزبير بن سعيد القرشي قال: ( كنا جلوسا عند سعيد بن المسيب، فمر بنا علي بن الحسين، ولم أرَ هاشميا قط كان أعبد لله منه، فقام إليه سعيد بن المسيب، وقمنا معه، فسلمنا عليه، فرد علينا، فقال له سعيد: يا أبا محمد، أخبرنا عن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب – رضي الله تعالى عنهما- قال: نعم، حدثني أبي قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول :

    لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم، كفنها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قميصه، وصلى عليها، وكبر عليها سبعين تكبيرة، ونزل في قبرها، فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه، ويسوي عليها، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، وحثا في قبرها.فلما ذهب قال له عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه -: يا رسول الله، رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا لم تفعله على أحد فقال: ( يا عمر إن هذه المرأة كانت أمي التي ولدتني.إن أبا طالب كان يصنع الصنيع، وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبا، فأعود فيه.

    وإن جبريل -عليه السلام- أخبرني عن ربي -عز وجل- أنها من أهل الجنة.وأخبرني جبريل -عليه السلام- أن الله تعالى أمر سبعين ألفا من الملائكة يصلون عليها) ( مستدرك الحاكم )

    3- عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده: ( أن رسول الله ” ص ” دفن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب بالروحاء مقابل حمام أبي قطيفة) ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )

    4- يوم ماتت صلى النبي صلّى الله عليه وسلّم عليها، وتمرغ في قبرها، وبكى، وقال: ( “جزاك الله من أمٍ خيراً، فقد كنت خير أمّ” ) ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر )

    فهل يفهم من الروايات السابقة ما ذهب إليه كلاب النصارى ؟؟

    نبذة تعريفية بفاطمة بنت أسد رضي الله عنها :

    نسوق للمسلمين تعريفاً بسيطا بمن هي فاطمة بنت أسد , فمن هي فاطمة بنت أسد ؟؟

    هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أم علي بن أبي طالب وإخوته قيل إنها ماتت قبل الهجرة وليس بشيء والصواب أنها هاجرت إلى المدينة وبها ماتت.

    أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال:حدثنا أبو محمد إسماعيل بن علي الحطيمي قال: حدثنا محمد بن عبدوس قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن الشعبي قال: أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم أسلمت وهاجرت إلى المدينة وتوفيت بها. قال الزبير: هي أول هاشمية ولدت لهاشمي هاشمياً. قال: وقد أسلمت وهاجرت إلى الله ورسوله وماتت بالمدينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وشهدها رسول الله ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر )

    وكانت فاطمة بنت أسد زوج أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي فولدت له طالبا وعقيلا وجعفرا وعليا وأم هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب وأسلمت فاطمة بنت أسد وكانت امرأة صالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل في بيتها ( أي ينام القيلولة وهي نوم الظهر) ( الطبقات الكبرى لابن سعد )

    قال محمد بن عمر: وهو الثّبت عندنا. وأم علي عليه السلام فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأسلمت قديماً، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وهي ربت النبي صلّى الله عليه وسلّم و، وولدت لأبي طالب عقيلاً، وجعفر، وعلياً، وأم هانئ، واسمها فاختة، وحمامة. وكان عقيل أسنّ من جعفر بعشر سنين، وجعفر أسنّ من علي بعشر سنين، وجعفر هو ذو الهجرتين، وذو الجناحين ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر )

    وروى الأعمش عن عَمْرو بن مرَّة عن أبي البحتري عن علي قال: قلت لامي فاطِمَة بِنْت أسد: اكفي فاطِمَة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سِقاية الماء والذهاب في الحاجة وتكفيك الداخل: الطحنَ والعجنَ. وهذا يدل على هجرتها لأن علياً إنما تزوج فاطِمَة بالمدينة . ( أسد الغابة لابن الأثير )

    عن أبي هريرة. وكان جعفر بن أبي طالب الثالث من ولد أبيه وكان طالب أكبرهم سناً ويليه عقيل ويلي عقيلاً جعفر ويلي جعفراً علي. وكل واحد منهم أكبر من صاحبه بعشر سنين وعلي أصغرهم سناً…. وأمهم جميعاً فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )

    عن جرير سمعت النبي ” ص ” يدعوا النساء إلى البيعة حين أ نزلت هذه الآية ” يأيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ” وكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعت رسول الله . ( مقاتل الطالبين الاصفهاني )

    __________________

    #949135
    mmorsy
    مشارك

    بقلم الشيخ أحمد ديدات

    قمت بالاتصال بالكنائس الافريقية وشرحت مقاصدي للقسس الذين اهتممت ان يكون بيننا حوار , لكنهم رفضوا بأعذار شبه مقبولة. لكن المكالمة الثالثة عشر جائتني بالفرحة. لقد وافق القس فان هيردن على مقابلتي بمنزله في يوم السبت بعد الظهر . استقبلني القس في شرفة منزله بترحيب وود. وقال اذا كنت لا امانع فأنه يود حضور حميه البالغ من العمر سبعين عاما للمشاركة معنا في النقاش . ولم امانع في ذلك, جلس ثلاثتنا في قاعة المكتبة

    لماذا لاشيء :

    تصنعت سؤالا : ماذا يقول المتاب المقدس عن محمد؟.
    وبلا تردد اجاب : لاشيئ.

    لماذا لاشيئ, وفقا لشروحاتكم فان الكتاب المقدس مليئ بالتنبؤات , فيخبر عن قيام دولة السوفيت الروس زعن الايام الاخيرة وحتى عن بابا كنيسة الروم الكاثوليك.
    فقال : نعم , ولكن لاشيئ عن محمد.
    فسالت ثانية : لكن لماذا لاشيئ؟.
    اجاب الرجل المسن: يابني لقد قرات الكتاب المقدس لخمسين سنة مضت ولو كان هناك اي شيئ عن محمد لكنت عرفته.

    ولا واحدة بالاسم :

    استفسرت : الست تقول ان هناك مئات النبؤات التي تتكلم عن مجيئ المسيح , في العهد القديم؟.
    قال القس : لا مئات بل الاف.

    قلت: اني لن اجادل في الالف نبؤة التي تتحدث عن مجيئ المسيح. فاننا كمسلمون امنا وصدقنا بالمسيح دون الحاجة الى اي نبؤة كتابية . انما امنا , تصديقا لمحمد صلى الله عليه وسلم. لكن بعيدا عن هذا الكلام , هل يمكن ان تعطيني نبؤة واحدة مضبوطة , حيث ذكر اسم المسيح حرفيا؟ ان التعبير المسيا المترجم بالمسيح ليس بأسم انما هو لقب. هل توجد نبؤة واحدة تقول ان اسم المسيا سيكون عيسى وان اسم امه مريم ؟.

    اجاب القس : لا لايوجد مثل هذه التفاصيل.
    اذن كيف تستنتج ان هذه الالف نبؤة هي عن المسيح؟.

    ما النبوءة :

    اجاب القس قائلا : انك تدرك ان التنبؤات هي الكلمات التصويرية لاي شيئ سيحدث في المستقبل, وعندما يتحقق هذا الشيئ فعلا, فاننا ندرك بوضوح انجاز هذه النبؤة التي سبق الاخبار بها سلفا.
    قلت : ما تفعله في الحقيقة هو انك تستنتج, انك تناقش, انك تضع اثنين اثنين معا, قال : نعم .
    قلت : اذا كان هذا ما تفعله مع الالف نبؤة لتاكيد دعواك عن عيسى, فلماذا لا نختار نفس المنهج بالنسبة لمحمد؟.

    وافق القس على هذا الراي العادل و المنهج المعقول للتعامل مع المشكلة. وطلبت منه ان يفتح الكتاب المقدس عن سفر التثنية (18:18), وقد فتحه وقراء. واليك النص باللغة العربية اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به).نبيا مثل موسى :

    بعد ان قرا النص, استفسرت : لمن تعود هذه النبؤة؟.
    وبدون تردد قال : يسوع.
    فسألت : لماذا يسوع؟.ان اسمه غير مذكور هنا؟.
    اجاب القس: بما ان النبؤة هي الوصف التصويري لامور ستحدث في المستقبل, فأننا ندرك ان تعبيرات النص , تصف المسيح وصفا دقيقا.
    قلت: انك ترى ان اهم ما في النص هي كلمة مثلك, اي مثل موسى .فهل عيسى مثل موسى؟. بأي كيفية كان مثل موسى؟.
    اجاب: بادئ ذي بدئ كان موسى يهوديا , وكذلك كان عيسى. كان موسى نبيا وكذلك كان يسوع.
    قلت : هل تستطيع ان تجد تشابهات اخرى بين عيسى وموسى؟.
    قال القس انه لا يتذكر شيئا اخر.

    قلت: اذا كان هذا هو المعيار لاكتشاف مرشح لهذه النبؤة في سفر التثنية. اذن ففي هذه الحالة يمكن ان تنطبق على اي نبي من انبياء الكتاب. سليمان , اشعياء , حزقيال , دانيال , هوشع , يوئيل , ملاخي , يوحنا… الخ . ذلك انهم جميعا يهود مثلما هم انبياء. فلماذا لا تكون هذه النبؤة خاصة باحد هؤلاء الانبياء؟.

    فلم يجب القس.
    استانفت قائلا: انك تدرك استنتاجاتي , وهي ان عيسى لا يشابه موسى. فأذا كنت مخطأ, فأرجوا ان تردني الى الصواب.

    أمور غير متشابهة :

    قلت : ان عيسى لايشبه موسى , بمقتضى عقيدتكم , فان عيسى هو الاله المتجسد, ولكن موسى لم يكن الها, اهذا حق؟.
    اجاب : نعم.
    قلت : بناء على ذلك فأن عيسى لايشبه موسى. ثانيا.بمقتضى عقيدتكم , مات عيسى من اجل خطايا العالم. لكن موسى لم يمت من اجل خطايا العالم. أهذا حق؟.
    اجاب : نعم.
    فقلت: لذلك فان عيسى لايشبه موسى. ثالثا. بمقتضى عقيدتكم ذهب المسيح الى الجحيم لثلاثة ايام. ولكن موسى لم يكلف بالذهاب الى الجحيم. اهاذا حق؟.
    أجاب : نعم.

    واستنتجت : اذن عيسى لم يكن مثل موسى. ولكن ايها القس هذه ليست حقائق غامضة , بل حقائق مكشوفة .
    دعنا نتكلم في الامور الدقيقة في حياة موسى وعيسى.

    1- الاب والام : كان لموسى والدان ( واخذ عمرام بوكابد عمته وزوجة له فولدت له هارون وموسى )(خروج:20:6) . وكذلك محمد كان له ام واب . لكن المسيح كان له ام فقط وليس اب بشري , اليس هذا ما يقوله الكتاب المقدس؟.
    قال : نعم.

    2- الميلاد المعجز : ان موسى ومحمد ولدا ولادة طبيعية. مثال ذلك , الاقتران الطبيعي بين رجل وامراة. ولكن عيسى ولد بمعجزة مميزة.

    3- عقد الزواج : لقد تزوج موسى و محمد وانجبا اولاد. ولكن عيسى ظل اعزبا كل ايام حياته .
    اهاذا صحيح ؟.
    اجاب القس : نعم .

    قلت : اذن عيسى ليس مثل موسى . بل محمد مثل موسى.

    4- مملكة تهتم بالامور الاخروية: ان موسى ومحمد كانا نبيين , مثلما كانا زعيمين. واعني بالنبوة..
    الانسان الذي يوحى اليه برسالة الهية لارشاد الناس.اما الزعيم . فاعني به , الانسان الذي له سلطان وقيادة على شعبه. سواء كان متوجا كملك او لا .فاذا اقتدر انسان على توقيع عقوبة الاعدام مثلا والحكم بين الناس ..فهو زعيم.
    و لقد كان موسى يملك هذا السلطان, فقد امر بأعدام عباد العجل(خروج:32: 26 )..
    و كذلك محمد كان له سلطان في الحكم بين الناس. اما المسيح فانه ينتمي الى الصنف الاخر من الانبياء .
    ومن هنا فأن عيسى ليس مثل موسى , لكن محمد مثل موسى.

    5- لا شريعة جديدة : ان موسى ومحمد اتيا بشرعة جديدة واحكام جديدة لشعبيهما .
    وان موسى جاء بالوصايا العشرة وطقوس جديدة شاملة لهداية الناس.
    وجاء محمد صلى الله عليه وسلم, الى شعب يغط بالجهالة, اشتهروا بؤاد البنات, مدمنون للخمر , عبدة اوثان مولعون بالقمار والميسر.

    في وسط هذه الصحراء فان الرسول صلى الله عليه وسلم كما يقول ( توماس كاريل ) : قد شرف الذين اتبعوه فجعلهم حاملي مشاعل النور والعلم.
    اما بخصوص المسيح كان يحاول دائما ان يثبت لليهود الذين كانوا يتهمونه بالتجديف , بأنه لم يأت بشريعة جديدة , فيقول : لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء , ما جئت لانقض بل لاكمل. (متي 5: 17 ).
    وبعبارة اخرى انه لم يأت بشريعة جديدة او اي احكام جديدة على الاطلاق.انما جاء ليكمل الشريعة القديمة.
    وباختصار فأنه لم ينشئ دين جديد , مثل ما فعل موسى ومحمد. سألت القس ؟.
    فأجاب : نعم.

    6- كيف كان رحيلهم : ان كلا من موسى و محمد, قد توفاهم الله وفاة طبيعية. لكن وفقا للعقيدة النصرانية , فأن المسيح مات شر ميتة بقتله على الصليب.اليس هذا صحيح؟.
    اجاب : نعم.
    قلت : من ثم فأن عيسى ليس مثل موسى ولكن محمد مثل موسى.

    7- المقام السماوي : ان كلا من من محمد وموسى يرقد الان في قبره على الارض , ولكن طبقا لتعاليمكم فأن المسيح يجلس الان ( عن يمين قوة الرب ) .(لوقا 22 : 69 ).
    قال القس : نعم.
    فقلت : ومن ثم فأن عيسى ليس مثل موسى , بل محمد مثل موسى.

    بعد هذا الحوار المنطقي و المثبت بالادلة والبراهين , وبعد ان وافق القس , وبأستسلام لكل ما طرحته من اراء .

    قلت : ايها القس للان ماتناولناه , انما للبرهنة فقط على موضوع واحد من هذه النبؤة كلها, ذلك بالتحقيق في كلمة( مثلك) , اي مثل موسى. ان النبوة اوسع من ذلك بكثير , تقول النبؤة ( اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به). (التثنية 18:18).
    يجب التركيز على عبارة (من وسط اخوتهم, مثلك). ان الخطاب موجه لموسى , وشعبه اليهود كشخصية معينة . عندما تقول النبوة من (اخوتهم ), تعني يقينا العرب .

    انك تعلم انه يتحدث عن ابراهيم , وكان لابراهيم زوجتان سارة وهاجر , ولدت هاجر لابراهيم ولدا . انه الابن البكر لابراهيم كما يقول الكتاب المقدس ودعا ابراهيم اسم ابنه الذي ولدته هاجر اسماعيل) . (التكوين16 :15).
    وحتى الثالثة عشر من العمر فأن اسماعيل بقي الابن الوحيد لأبراهيم, ولقد وهب الله ابراهيم ابنا اخر من سارة اسماه اسحاق.
    تابع

    #949136
    mmorsy
    مشارك

    العرب واليهود :

    اذا كان اسماعيل واسحاق ابناء الوالد نفسه( ابراهيم) , وهوما يقوله الكتاب المقدس. اذن هما اخوان , وهكذا فان الشعوب التي نشأت من سلالتهما , اخوة بالمعنى المجازي. ان ابناء اسحاق هم اليهود , وابناء اسماعيل هم العرب, وهو ما يقوله الكتاب المقدس ايضا.

    ويؤكد حقيقة هذه الاخوة بالنسب (وامام جميع اخوته يسكن ).(تكوين16 :12 ).
    وعن وفاة اسماعيل تقول التوراة( وهذه سنو حياة اسماعيل , مئة وسبع وثلاثون سنة, واسلم روحه ومات وانضم الى قومه. وسكنوا من حويلة الى شور التي امام مصر حينما تجيئ نحو اشور. امام جميع اخوته)).(تكوين 25: 17).

    ان ابناء اسماعيل هم اخوة لابناء اسحاق . وبنفس النمط . فأن محمد من قوم هم اخوة بني اسرائيل , ذلك انه من سلالة اسماعيل (العرب). مثل ما تنبأت عنه التوراة ( اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم).
    بل تذكر النبوة بوضوح ان النبي الاتي الذي هو مثل موسى , والذي سيبعثه الله , ليس من بني اسرائيل, لان التوراة لم تقل من بين انفسهم). بل قالت من وسط اخوتهم). من ثم فان الرسول صلى الله عليه وسلم , هو الذي من وسط اخوتهم.

    واجعل كلامي في فمه :

    تستأنف النبوة قولها ( واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه). ماذا تعني النبوة (واجعل كلامي في فمه).?

    ان السيرة النبوية تحدثنا , ان محمد صلى الله عليه وسلم, عندما بلغ من العمر اربعين عاما حينما كان يتعبد في غار حراء, الذي يبعد حوالي ثلاثة اميال عن مكة المكرمة. في هذا الغار نزل اليه جبريل وامره بلسان عربي قائلا: اقرا, امتلا النبي خوفا ورعبا منه, فاجاب ما انا بقارئ , فرد جبريل عليه السلام : اقرا .
    قال : ما انا بقارئ.
    ثم اعاد الامر عليه قائلا اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الاكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم ).
    ادرك النبي ان ما يريده منه الملاك هو ان يعيد نفس الكلمات التي وضعها في فمه. ثم توالى نزول القران, في الثلاثة والعشرين سنة من حياة النبوة, نزل جبريل بالقران الكريم على قلب محمد ليكون من الرسل.

    اليس هذا تصديق حرفي لما جاء في نبوة الكتاب المقدس. ان القران الكريم هو في الحقيقة انجاز لنبوة موسى . انه الرسول الامي .
    وضع جبريل الملاك كلام الله في فمه بالفظ والمعنى و استظهره الرسول كما انزل.

    إنجاز لنبوة إشعياء :

    ان اعتكاف الرسول في الغار والطريقة التي انزل اليه بها القران بواسطة جبريل , وكون الرسول اميا لايعرف الكتابة ولا القراءة . انما هي انجاز لنبؤة اخرى , في سفر اشعياء (29 : 12). هذا نصها ( او يدفع الكتاب لمن لايعرف الكتابة ويقال اقرأ هذا , فيقول لا اعرف الكتابة ).

    ومن الزم ما يجب ان تعرفه هو انه لم يكن هنالك نسخة عربية من الكتاب المقدس في القرن السادس الميلادي , اي حينما كان محمد حيا . فضلا على ذلك فانه امي , يقول القران عنه : ( فأمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته ).

    إنذار من الله :

    قلت للقس : هل رايت كيف تنطبق النبؤة على الرسول محمد كأنطباق القفاز في اليد.
    اجاب القس قائلا: ان جميع شروحاتك وتفسيراتك انما هي فحص دقيق للكتاب المقدس , ولكن ليست ذات قيمة و اهمية, ذلك اننا نحن النصارى نحرز على يسوع الاله المتجسد الذي خلصنا من الخطيئة.

    قلت : ليست ذات اهمية!!.
    ان الله انزل هذه النبؤة ثم تتاتي انت وتقول انها ليست ذات اهمية!, ان الله يعلم ان من الناس من هم مثلك ايها القس الذين بفلتة لسان وارادة قلوبهم الهينة يسقطون كلام الله و لا يعيرون له اي اهتمام, لهذا تابع تكملة النبؤة يقول الكتاب المقدس : ( ويكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم باسمي انا اطلبه ). وفي النسخة الكاثوليكية من الكتاب المقدس يقول : ( ساكون انا المنتقم ). ان الله القادر يتوعد بالعقاب و العذاب .

    ان النبي الذي يشبه موسى كما جاء في النص (مثلك) هو بلا ريب محمد , لقد قدمت البراهين والحجج في فيض من الوضوح , بأن هذه النبؤة عن محمد لا عن المسيح عليهما الصلاة والسلام.

    نحن المسلمين لا ننكر ان عيسى هو المسيح الذي ارسله الله الى بني اسرائيل. ان مانقوله هو ان ما جاء بسفر التثنية (18:18)لا يشير اطلاقا الى المسيح . انها نبؤة واضحة تتنبأ عن محمد.

    ابتعد القس بمنتهى الادب قائلا : انها مناقشة خطيرة ومهمة للغاية .
    وسوف احاول ان اناقش الطائفة في هذا الموضوع.

    لقد مضت خمسة عشر سنة منذ ذلك الوقت وانا لا زلت انتظر ما وعد به!!.

    اعتقد ان القس كان مخلصا عندما دعاني ورحب بي وبالبحث العلمي , غير ان التحزب والتعصب لدين الاجداد يقتل بقسوة.

    ———————————————–

    ملاحظة من الناشر: ورد في التوراة أنه لن يخرج في بني اسرائيل أي نبي يشابه موسى:
    وَلَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى، الَّذِي خَاطَبَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ
    (عهد التثنية 34: 10) و هذا دليل على أن البشارة ستكون حتماً لرسول من العرب. و الجدير بالذكر أن البشارات بمحمد (ص) مازال كثير منها موجوداً و تذكره بإسم أحمد أو محمد مع ذكر كثير من تفاصيل حياته

    #949137
    mmorsy
    مشارك

    التقاء النبي بالخضر عليهما الصلاة والسلام

    الحمد لله الذي إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ . والصلاة والسلام على المخصوص بالسيادة

    والشرف المصون . والمنـزل عليه وحياً في الكتاب المكنون . {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ

    الْخَالِدُونَ} . وعلى آله وصحبه المصدقين له والمؤمنين به وبالآخرة هم يوقنون . {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى

    مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} . وبعد ..

    وشبيه بهذا ، ما يفترونه من سماع النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخضر ، وبعثه أنس يسأله أن يدعو له

    ولأمته . وهذا من أبشع الكذب والافتراء والجهل بمقام سيد المرسلين صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ومما أوردوا فيه

    من الواهيات الموضوعات حديثين:

    [ الأول ] حديث أنس بن مالك ، وله ثلاث طرق

    [ الطريق الأولى ]

    قال أبو الحسين بن المنادي كما في ((الزهر النضر في نبأ الخضر)) (ص40): أخبرني

    أبو جعفر أحمد بن النضر العسكري أن محمد بن سلام المنبجي حدثهم قال حدثنا وضاح بن عباد الكوفي

    حدثنا عاصم بن سليمان الأحول حدثني أنس بن مالك قال: ((خرجت ليلة من الليالي ، أحمل مع النبي صلى

    الله عليه وسلم الطهور ، فسمع مناديا ينادي ، فقال لي: يا أنس صه ، قال: فسكت ، فاستمع ، فإذا هو يقول:

    اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه ، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قال أختها معها ،

    فكأن الرجل لقن ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: وارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه ،

    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أنس ضع الطهور ، وائت هذا المنادي ، فقل له: ادع لرسول الله أن يعينه

    الله على ما ابتعثه به ، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق ، قال: فأتيته ، فقلت: رحمك الله ! اِدْعُ

    الله لِرَسُولِ الله أن يُعِيْـنَهُ على مَا اِبْتَعَثَهُ بِهِ ، واِدْعُ لأمَّتِهِ أن يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ بالحقِّ ، فقال لي: ومَنْ

    أرسلكَ ؟ ، فكرهتُ أن أخبره ولم استأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له: رحمك الله ! ما يضرك

    من أرسلني ، ادع بما قلت لك ، فقال: لا أو تخبرني بمن أرسلك ، قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله

    عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله ! أبى أن يدعو لك بما قلت له حتى أخبره بمن أرسلني ، فقال: ارجع إليه ،

    فقل له: أنا رسول رسول الله ، فرجعت إليه ، فقلت له ، فقال لي: مرحبا برسول الله رسول الله ، أنا كنت

    أحق أن آتيه ، اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام ، وقال له: يا رسول الله الخضر يقرأ

    عليك السلام ورحمة الله ، ويقول لك: يا رسول الله إن الله فضَّلك على النبيِّين كما فضَّل شهر رمضان على

    سائر الشهور ، وفضَّل أمَّتك على الأمم كما فضَّل يوم الجمعة على سائر الأيام ، قال: فلما وليت سمعته

    يقول: اللهمَّ اجعلني من هذه الأمَّة المرشدة المرحومة ، المتوب عليها)) .

    وأخرجه ابن الجوزي ((الموضوعات))(1/194) تعليقاً عن ابن المنادى به مثله .

    وأخرجه الطبراني ((الأوسط))(3071) عن بشر بن علي بن بشر العجلي ، وابن عساكر ((تاريخ دمشق))

    (16/423:422) عن محمد بن الفضل بن جابر ، كلاهما عن محمد بن سلام المنبجي بنحو حديث ابن النضر العسكري .

    وقال أبو القاسم: ((لم يروه عن أنس إلا عاصم ، ولا عنه إلا وضاح ، تفرد به محمد بن سلام)).

    وقال أبو الحسين بن المنادى: ((هذا حديث واهٍ بالوضاح وغيره ، وهو منكر الإسناد سقيم المتن ، ولم

    يراسل الخضر نبَّينا صلى الله عليه وسلم ، ولم يلقه)) .

    قـلت: صدق أبو الحسين . ما أسمجَه وأبردَه من خبرٍ ! ، كيف جهل واضعُه مقامَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ

    وَسَلَّمَ وكرامتَه على ربِّه ، ولم يستحيي منه حتى تجرأ عليه ، فوضع على لسانه هذا المقال ((اِدْعُ الله لِرَسُولِ

    الله أن يُعِيْـنَهُ على مَا اِبْتَعَثَهُ بِهِ ، واِدْعُ لأمَّـتِهِ أن يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ بالحقِّ)) !! .

    وقد قال إمام المحدثين ((كتاب العلم)) (106): حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بن

    الأَكْوَعِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)). ولا

    يستحل مثل هذا الادعاء ، أعني طلب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الخضر أن يدعو له ولأمَّتِه ، إلا

    الزنادقة الذين يزعمون كذباً وافتراءاً ؛ أن مقام الولاية أعلى من النُّبوة والرسالة !! . فقد تزندق قائلهم ،

    وأعظم على الله الفرية حين قال: مقامُ النُّـبُّوةِ في بَرْزَخٍ فُوَيْقَ الرسُولِ وَدُونَ الوليْ.

    [ الطريق الثانية ]

    قال ابن عساكر ((التاريخ)) (16/424:423): أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن

    إبراهيم في كتابه أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الهمداني بمصر أنا أبو الحسن علي بن

    محمد بن موسى التمار الحافظ نا أحمد بن محمد بن سعيد نا الحسين بن ربيع نا الحسين بن يزيد السلولي نا

    إسحاق بن منصور نا أبو خالد مؤذن بني مسلمة نا أبو داود عن أنس بن مالك قال: ((كان رسول الله يتوضأ

    من الليل إلى الليل ، فخرجت معه ذات ليلة في بعض طرق المدينة ، ومعي الطهور ، فسمع صوت رجل

    يدعو: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني ، ……)) فذكره بنحو حديث الوضاح السالف .

    قلت: والمتهم بهذا الحديث أبو داود ، وهو نفيع بن الحارث الهمداني الكوفي القاص الأعمى ، مجمع على

    تركه ، وكذبه قتادة .

    وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات توهماً ، لا يجوز الاحتجاج به ، ولا

    الرواية عنه إلا على جهة الاعتبار .

    [ الطريق الثالثة ]

    قال أبو حفص بن شاهين كما في ((الزهر النضر فى نبأ الخضر))(ص42): حدثنا

    موسى بن أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك ثنا أبي ثنا محمد بن عبد الله

    الأنصاري ثنا حاتم بن أبي رواد عن معاذ بن عبيد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أنس قال: ((خرج رسول الله

    صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات ليلة لحاجةٍ ، فخرجت خلفه ، فسمعنا قائلاً يقول: اللهم إني أسألك شوق الصادقين

    إلى ما شوقتهم إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا لها دعوة لو أضاف إليها أختها ، فسمعنا القائل

    وهو يقول: اللهم إني أسألك أن تعينني بما ينجيني مما خوفتني منه ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

    وجبت ورب الكعبة ، يا أنس ! ائت الرجل ، فاسأله أن يدعو لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرزقه الله

    القبول من أمَّته ، والمعونة على ما جاء به من الحق والتصديق ، قال أنس: فأتيت الرجل ، فقلت: يا عبد الله

    ادع لرسول الله ، فقال لي: ومن أنت ، فكرهت أن أخبره ولم أستأذن ، وأبى أن يدعو حتى أخبره ، فرجعت

    إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فأخبرته ، فقال لي: أخبره ، فرجعت ، فقلت له: أنا رسول الله إليك ،

    فقال مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله ، فدعا له ، وقال: اقرأه مني السلام ، وقل له: أنا أخوك الخضر ،

    وأنا كنت أحق أن آتيك ، قال: فلما وليت سمعته يقول: اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المتاب عليها)) .

    وأخرجه كذلك الدارقطني ((الأفراد)) من طريق أنس بن خالد عن محمد بن عبد الله الأنصاري بمثله .

    وقال الحافظ ابن حجر: ((ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، هو أبو سلمة البصري ، وهو واهي الحديث جداً ،

    وليس هو شيخ البخاري قاضى البصرة ، ذاك ثقة ، وهو أقدم من أبي سلمة)) .

    قلت: أبو سلمة هذا ممن يسرق الأحاديث ويركبه على أسانيد أهل البصرة ، ترجمه أبو جعفر العقيلى

    ((الضعفاء))(4/95) قال: ((محمد بن عبد الله أبو سلمة الأنصاري عن مالك بن دينار منكر الحديث . حدثنا

    محمد بن موسى بن حماد البربري ثنا محمد بن صالح بن النطاح ثنا أبو سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري

    ثنا مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال: ((كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل من جبال

    مكة ، إذ أقبل شيخ متوكئا على عكازه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مشية جني ونغمته ، فقال:

    أجل ، فقال: من أي الجن أنت ؟ ، قال: أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس ….)) فذكر حديثاً طويلاً باطلاً ،

    لا يتابعه عليه إلا مثله أو أكذب منه .
    [ الثانى ] حديث عمرو بن عوف المزني

    أخرجه ابن عدى ((الكامل))(6/62) ، ومن طريقه البيهقى ((دلائل النبوة))(5/423) ، وابن الجوزى

    ((الموضوعات))(1/193) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده: ((أن رسول

    الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان في المسجد ، فسمع كلاما من ورائه ، فإذا هو بقائل يقول: اللهمَّ أعني على ما

    ينجيني مما خوفتني ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سمع ذلك: ألا تضم إليها أختها ، فقال

    الرجل: اللهم ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك:

    اذهب يا أنس إليه ، فقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم تستغفر لي ، فجاءه أنس ، فبلَّغه ، فقال

    الرجل: يا أنس أنت رسول رسول الله إليَّ ، فارجع فاستثبته ، فقال النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قل له: نعم ،

    فقال له: اذهب فقل له: إن الله فضَّلك على الأنبياء مثل ما فضَّل به رمضان على الشهور ، وفضَّل أمتك على

    الأمم مثل ما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام ، فذهب ينظر إليه ، فإذا هو الخضر)).

    قلت: والمتهم بهذا كثير بن عبد الله بن عمرو المزني ، ركن من أركان الكذب ، قاله الإمام الشافعي . وقال

    ابن حبان: منكر الحديث جداً ، يروى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة ، لا يحل ذكرها في الكتب ، ولا

    الرواية عنه .

    وهذه المناكير والموضوعات مما يحتج بها غلاة الصوفية والشيعة على حياة إلياس والخضر ، وأنهما

    أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى ، وأنهما يجتمعان كل عامٍ بالموسم ، ويشربان من زمزم شربة

    تكفيهما إلى قابل ، وأن إلياس موكل بالفيافي ، والخضر موكل بالبحر . ولله درُّ من قال: ما ألقى هذا بين

    الناس إلا شيطان ! .

    وفى ((المنار المنيف)) (1/67) للحافظ الجهبذ ابن القيم: ((فصل: من الأحاديث الموضوعة أحاديث حياة

    الخضر عليه السلام ، وكلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد:

    كحديث ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المسجد ، فسمع كلاما من ورائه فذهبوا ينظرون ، فإذا

    هو الخضر)) .

    وحديث ((يلتقي الخضر وإلياس كل عام)) .

    وحديث ((يجتمع بعرفة جبريل وميكائيل والخضر)) الحديث المفترى الطويل .

    سئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر ، وأنه باق ؟ ، فقال: من أحال على غائبٍ لم ينتصف منه ، وما ألقى

    هذا بين الناس إلا الشيطان)) .
    __________________

    #949138
    mmorsy
    مشارك

    ولاً: استهزأ النصراني برسول الله عندما أراد علي بن أبي طالب الزواج من ابنة أبي جهل (المسلمة) حينما صعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المنبر وقال بما معناه، إما أن يطلق ابنتي أو يتزوج ابنة أبي جهل، فوالله الذي نفسي بيده لا تجتمع ابنة رسول الله مع ابنة عدو الله تحت سقف واحد، فقام علي وطلق ابنة أبي جهل،

    فقال أين العدل في ذلك.

    ثانيا: استهزأ النصراني أيضا بقيام رسول الله بهدم الأصنام في مكة واصفا إياه بأنه يتنافى مع قولة تعالى: لكم دينكم ولي دين؟
    الرد
    لم يطلق علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابنة أبي جهل لأنه لم يتزوجها أصلاً، وإنما خطبها، ولما علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس على منبره فقال: إن فاطمة بضعة مني، وأنا أتخوف أن تفتن في دينها، وإني لست أحرم حلالاً ولا أحل حراماً، ولكن والله لا تجتمع ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله مكاناً واحداً أبداً. فترك علي الخطبة. والحديث في الصحيحين ومسند الإمام أحمد واللفظ له.

    وقد بين الإمام النووي في شرح صحيح مسلم علة نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الجمع بين ابنة رسول الله وابنة عدو الله تحت سقف واحد: فقال رحمه الله تعالى: قال العلماء: في هذا الحديث تحريم إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم بكل حال وعلى كل وجه وإن تولد ذلك الإيذاء مما كان أصله مباحاً وهو حي، وهذا بخلاف غيره، قالوا وقد أعلم صلى الله عليه وسلم بإباحة نكاح بنت أبي جهل لعلي بقوله صلى الله عليه وسلم لست أحرم حلالاً، ولكن نهى عن الجمع بينهما لعلتين منصوصتين: إحداهما: أن ذلك يؤدي إلى أذى فاطمة فيتأذى حينئذ النبي صلى الله عليه وسلم فيهلك من آذاه فنهى عن ذلك لكمال شفقته على علي وعلى فاطمة. والثانية: خوف الفتنة عليها بسبب الغيرة، وقيل ليس المراد به النهي عن جمعهما، بل معناه: أعلم من فضل الله أنهما لا تجتمعان، كما قال أنس بن النضر: والله لا تكسر ثنية الربيع. ويحتمل أن المراد تحريم جمعهما ويكون معنى لا أحرم حلالاً أي لا أقول شيئاً يخالف حكم الله فإذا أحل شيئاً لم أحرمه وإذا حرمه لم أحلله ولم أسكت عن تحريمه لأن سكوتي تحليل له، ويكون من جملة محرمات النكاح الجمع بين بنت نبي الله وبنت عدو الله. انتهى.

    وأما اعتقاد ذلك النصراني أن هدم رسول الله صلى الله عليه وسلم للأصنام يتنافى مع قوله تعالى: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ {الكافرون:6}، فهذا جهل فاضح، فليس معنى الآية أنكم لا تتعرضون لي وفي المقابل أنا لا أتعرض لدينكم وأصنامكم التي تعبدونها من دون الله، فإن هذه هي المداهنة التي كان يبغيها الكفار من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ {القلم:9}، وقد بين معنى الآية التي هي محل الاستشكال الحافظ ابن كثير في تفسير سورة (الكافرون) فقال ما نصه:

    هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون، وهي آمرة بالإخلاص فيه فقوله تعالى: قل يا أيها الكافرون يشمل كل كافر على وجه الأرض، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفار قريش، وقيل إنهم من جهلهم دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة، ويعبدون معبوده سنة، فأنزل الله هذه السورة وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية فقال: لا أعبد ما تعبدون يعني من الأصنام والأنداد “ولا أنتم عابدون ما أعبد وهو الله وحده لا شريك له، فما ههنا بمعنى من، ثم قال: ولا أنا عابد ما عبدتم* ولا أنتم عابدون ما أعبد أي ولا أعبد عبادتكم أي لا أسلكها ولا أقتدي بها وإنما أعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه، ولهذا قال: ولا أنتم عابدون ما أعبد أي لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته، بل قد اخترعتم شيئاً من تلقاء أنفسكم كما قال: إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى.
    فتبرأ منهم في جميع ما هم فيه، فإن العابد لا بد له من معبود يعبده وعبادة يسلكها إليه، فالرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه يعبدون الله بما شرعه، ولهذا كان كلمة الإسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله أي لا معبود إلا الله ولا طريق إليه إلا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،

    والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله، ولهذا قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: لكم دينكم ولي دين، كما قال الله تعالى: وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ. وقال: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم. انتهى كلام ابن كثير.

    والله أعلم

    #949140
    mmorsy
    مشارك

    رد العلامة الألباني على شبهة الاستدلال بمقولة (( اختلاف أمتي رحمه )) ونسبتها للنبي…
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    أما بعد :

    قال العلامة الألباني رحمه الله رحمة واسعة في مقدمة كتابه (( صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم )) ( مقدمة الكتاب الأولى ) ، صفحة 58 من الطبعة الثانية لدار المعارف تحت عنوان : (( شبهات وجوابها )) ، ذكر عدة شبه مع الجواب عليها وأول هذه الشبه أورد رحمه الله هذه الشبه وهي الاستدلال بمقولة : (( اختلاف أمتي رحمة )) ونسبتها أيضاً للنبي صلى الله عليه وسلم ، حيث قال رحمه الله :
    (( 1- قال بعضهم : لا شك أن الرجوع إلى هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في شؤون ديننا أمر واجب ، لا سيما فيما كان منها عبادة محضة لا مجال للرأي والاجتهاد فيها ؛ لأنها توقيفية ؛ كالصلاة مثلاً ، ولكننا لا نكاد نسمع أحداً من المشايخ المقلدين يأمر بذلك ، بل نجدهم يُقرِّون الاختلاف ، ويزعمون أنه توسعة على الأمة ، ويحتجون على ذلك بحديث – طالما كرروه في مثل هذه المناسبة رادين به على أنصار السنة – : (( اختلاف أمتي رحمة )) ، فيبدو لنا أن هذا الحديث يخالف المنهج الذي تدعو إليه ، وألفت كتابك هذا وغيره عليه ، فما قولك في هذا الحديث ؟

    الجواب من وجهين :
    الأول : أن هذا الحديث لا يصح ، بل هو باطل لا أصل له ؛ قال العلامة السبكي : (( لم أقف له على سند صحيح ، ولا ضعيف ، ولا موضوع )) .
    قلت : وإنما روي بلفظ : (( … اختلاف أصحابي لكم رحمة )) .
    و (( أصحابي كالنجوم ؛ فبأيهم اقتديتم اهتديتم )) .
    وكلاهما لا يصح : الأول واه جدًّا ، والآخر موضوع ، وقد حققت القول في ذلك كله في (( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة )) ( رقم 58 و 59 و 61 ) .

    الثاني : أن الحديث مع ضعفه مخالف للقرآن الكريم ، فإن الآيات الواردة فيه – في النهي عن الاختلاف في الدين ، والأمر في الاتفاق فيه – أشهر من أن تذكر ، ولكن لا بأس من أن نسوق بعضها على سبيل المثال ، قال الله تعالى : (( وَلا تَنازَعُوا فَتَفشَلُوا وَتَذهَبَ رِيحُكُم )) ، وقال : (( وَلا تَكُونوا مِنَ المُشرِكينَ * مِنَ الذينَ فَرَّقوا دينَهُم وَكانوا شِيَعاً كُلُّ حِزبٍ بِما لَديهم فَرِحون )) ، وقال : (( وَلا يَزالُونَ مُختَلِفينَ * إلا مَن رَحِمَ رَبُّكَ )) ، فإذا كان من رحم ربك لا يختلفون ، وإنما يختلف أهل الباطل ؛ فكيف يعقل أن يكون الاختلاف رحمة ؟‍‍‍‍1
    فثبت أن هذا الحديث لا يصح ، لا سنداً ولا متناً ، وحينئذٍ يتبين بوضوح أنه لا يجوز اتخاذه شبهة للتوقف عن العمل بالكتاب والسنة الذي أمر به الأئمة )) . انتهى كلامه رحمه الله تعالى .
    وقد وضع الشيخ رحمه الله حاشية على قوله في الفقرة الأخيرة عند قوله (( فثبت أن هذا الحديث لا يصح ، لا سنداً ولا متناً )) بقوله : (( ومن شاء البسط في ذلك فعليه بالمصدر السابق )) أهـ ، يعني رحمه الله سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة رقم 58 و 59 و 61 .

    فرحم الله الشيخ رحمة واسعة ونفعنا بعلمه إنه سميع مجيب .
    وأسـأل الله أن ينفع بها قائلها وكاتبها وقارأها ومستمعها .

    وفق الله الجميع لطاعته .

    رزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح وصلاح النية .

    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .
    __________________

    #965981
    tato079
    مشارك

    مشكور كثير .

مشاهدة 13 مشاركة - 46 إلى 58 (من مجموع 58)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد