أكدت اللجنة العليا للانتخابات في باكستان الاثنين، إجراء تعديلات على قانون الانتخابات في البلاد، بما يسمح للرئيس برويز مشرف بالترشح لتولي فترة رئاسية جديدة لمدة خمس سنوات، فيما يظل محتفظاً بمنصبه العسكري كقائد للجيش.

وفيما يتمسك زعماء المعارضة برفضهم تولي الرئيس الباكستاني، المدعوم من الولايات المتحدة، رئاسة البلاد لفترة جديدة، فقد ذكرت اللجنة أن هذه التعديلات تفرغ دعاوى قضائية أقامها معارضون أمام المحكمة العليا، للطعن في شرعية تولي مشرف للرئاسة مع احتفاظه بمنصبه العسكري، من مضمونها.

وقالت اللجنة في بيان أصدرته الاثنين: “لقد أقر رئيس لجنة الانتخابات في باكستان التعديلات اللازمة، بعد الحصول على موافقة الرئيس عليها”، وفقاً لما نقلت وكالة أسوشيتد برس.

وبدأت المحكمة الباكستانية العليا عقد جلساتها الاثنين، للاستماع إلى الدعاوى قدمها قادة المعارضة، ومن بينهم زعيم حزب الجماعة الإسلامية، ونجم منتخب الكريكيت السابق الذي انتقل للعمل في السياسة، عمران خان، بالإضافة إلى مجموعة من المحامين من أنصار الديمقراطية.

ويطالب أصحاب هذه الدعاوى بعدم السماح لمشرف بتولي منصب الرئاسة وقيادة الجيش في الوقت نفسه، كما يعارضون انتخاب مشرف من البرلمان الحالي، ويطالبون بإجراء انتخابات تشريعية قبل تنظيم الانتخابات الرئاسية.

ومن المتوقع أن يتقدم مشرف بأوراق ترشيحه لفترة رئاسية جديدة إلى لجنة الانتخابات خلال الأيام المقبلة، حيث من المقرر أن تجري الانتخابات الرئاسية في النصف الأول من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، قبل الموعد الذي كانت قد أعلنته زعيمة المعارضة، بنظير بوتو، للعودة إلى باكستان.

وكان حزب الشعب المعارض، قد أعلن مؤخراً أنّ زعيمته رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو، التي تعيش منذ سنوات في العاصمة البريطانية لندن، ستعود إلى البلاد في 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، قائلاً إن طائرتها ستحطّ في كراتشي.

جاء الإعلان عن عودة بوتو أيام قليلة فقط بعد أنّ انهارت مساعي رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف للعودة إلى باكستان، عقب سبعة أعوام في المنفى، سريعاً إثر قرار السلطات الباكستانية بإبعاده مجدداً إلى جدة في السعودية.

وكانت تقارير إعلامية صدرت في الثامن والعشرين من يوليو/ تموز الماضي، قد أفادت بأن الرئيس الباكستاني التقى زعيمة المعارضة، خلال زيارته القصيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وبحسب التقارير التي أوردتها بعض الصحف ومحطات التلفزيون الباكستانية، فإن اللقاء بين مشرف وبوتو، الذي جرى في أبوظبي، استغرق نحو ساعة، وانتهى دون التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، حيث ذكر أن اللقاء تركز حول إمكانية تقاسم السلطة في باكستان.