ســــألتني ابنــة الرافدين . . . . (( فراشـــة الرافدين )) . . .
ما ســـر اختفاءك يا العزيز . . .
بـــصراحـ ـ ـة اول مرة اعرف بأن اسمي عزيز . . . . هههه ولكنـ ـ ـ ـي لست عزيز
ما اذا اقول لكي يا فراشـ ـ ـ ـة . . . . تلك المشاعر في قلبي والعواطف الجياشــة
كوني الذي اصبحت بسيط ـ ـ ـا ً وانا كنت في يوم كما يقولون الفراعنـ ـ ـة باشا
اصبح الان اسمى صاحب الكلمة الحزينة . .. صاحب المشاعر الحســاســـ ـ ـ ـ ـة
بعد ان كنت اســــدا ً يدوي صوت زئيره .. اصبحـت اليوم عصفور سهل لكل من يكمنه افتراسـه

. . . .
مـ ـ ـ ـاذا اقول لكي يا فراشــة . .
اوصف لكي زمن الغدر الذي اعيشــه . . وانا من في زمـــان الذهب ولد وعاش َ
ام اصف لكي اصحاب انســان باعوه . . . ممن يضن انهم اهله وناســــــــــــــه
انا الزهرة التي ذبلت . . . وجمالها فقدت ومن نفسها خجلت فأنحنت تعبت وماتت
وقبل ان تمت قالت :

حينما تحسّ ُ انك تحصي أمواتك بشكل ٍ فـَـذ ..ولا تتنبهُ إلى لحظاتِ الفرح ِالتي تمرّ بك.. .. فأنت عراقي ..
حينما يضحكُ الآخرون على النكاتِ الجميلةِ .. وأنت لا تضحككَ سوى النكات الدامية .. .. فأنت عراقي ..
حينما توجعك كرامتـُكَ حتى مع سائق ِالتاكسي الذي يأخذ منك أكثر من أجرته .. .. فأنت عراقي
حينما يحترمك الآخرون ويتعاطفون معك .. ولكنهم يعجزون غالباً عن الوقوف إلى جانبك .. .. فأنت عراقي ..

حينما تحسّ ُ انكَ – وأطفالك – تدفعون ثمن أخطاء وعجرفةِ وظلم الآخرين .. بلا ذنب أو سبب .. .. فأنت عراقي
حينما تحسّ ُ انك عبارة عن تاريخ ٍ من الحروبِ والجروح ِ والخيبات ِ والموت ِ والغياب .. كلها تمشي على الأرض معك .. .. فأنت عراقي
حينما تحسّ ُ بالمهانةِ لحظة تترك بيتك متوجّها إلى إي كوكب في العالم .. خال ٍ من الموتِ والدم والخراب .. .. فأنت عراقي ..
حينما تحسّ إن إنسانيتك قـد سُـلبتْ منك .. وحياتـُك وحياة ُ أطفالك لم تعد تهم أحدا سـواك .. .. فأنت عراقي ..
حينما تحسّ ُ انك تستحقّ الحياة .. ولكن لا شيء في الحياة يمنحكَ هذا الحق .. .. فأنت عراقي

ماذا اقول لكي يا فراشـ ـ ـة . . سوى
بكـــل مشـ ـ ـاعر جياشــة . . انا عزيز . . . انا عزيز

انا تلك البســــــــمة التي كانت . . . تســر الناظرين
انا هذه النظرة التي صـــــارت . . . رمز الحائريـــن
انا الاماني التـ ـ ـ ـ ـي بـــانت . . . في قلوب الطيبين
انا الآمال التي مــــــــــــاتت . . . في اعين الخائبيــن
انا الفراشــــة التـ ـ ـي طارت . . . وسر لها الناظرين
انا الارض التـ ـ ـي عانــــت . . . من اقدام الكافريـــن

لا اعرف ما أقول . . . فأنتي تعرفين . . . .
ايتها الفراشــــــة أمازلتي تســــــــألين ؟؟؟
انا من قبلت تراب بلدي من بغداد الى صلاح الدين
وروت عطشي عين المياه . . . في زين العابديـــــن
وفي بغداد . . .
سارت خطواتي في شـــــــارع فلسطين
انا الطير الذي طار في ســــماء الاعظمية
وفي شقق حيفا كل حيـــــن وحيـــــــــن
انا من كانو صحبتي أهــــــــل الكاظمية
وكانو اخوتي اهـــــــــل بتاويـــــــــــــن
وذكرياتي كتبتها على جــــــدران الكرادة
وعلى ارفصة المنصور لن تمحيها السنين
انا الدمعـــة التي نزلت على شـــارع الرشيد
انا من ابكي على بغداد شــــوق وحنيــــــن

هل عرفتي الان ؟؟ ام ما زلتي تسئلين ؟؟؟
انا جرح الزمــان ان كنتي تدركيـــــــن . . ؟؟
. . . . .

آه يا فراشـــــــة الرافدين . . . . أسف على طول غيابي . . .
زمن الرحيل . . . اعذريني ان طلت غيابي فزرت في قائمة اصدقائك فراغ
صبايا . . . شكرا ً لأني كنت في بالك . . واني كنت لكلماتك صياغ
. . . .
شاعر الشباب . . . اعذرني ان كنت جعلتك تنتظر طويلا على الباب
باب ذكراي . . . الذي اليوم افتحه من جديد . . .
بقلب قوي صامد عالحديد . . .
الى كل من نادى بأسم عزيز . . . لقد عاد اليوم عزيز
الى كل من افتقد قمر بغداد . . .
لقد اطل اليوم من جديد في ليل مجالسنـــــــــــــــــــــا

ارجـ ـ ــــــو ان تتقبلو كلماتي التي كتبتهـ ـا في لحضات يأس وشجن
امتلكني فيها ارقى معاني الحزن . . .
وزادت في قلبي هموم .. . تأثيرات الفتن . .
فأشعلت نار صدري . . وزادت في قلبي الشجـــن
وضربتني الدنيا بفاسها . . . وجلعتني امارس ادنى المهن
فلم اصدق ان مقصدها . . هوتعليمي كيف اتخطى المحن
فهذا صفي ظلم منهــا . . . وتجبر علي َّ وممــــــــــــن ؟
من اقرب من كنت اضنه على قلبي ارحــم وأحـ ـ ـ ـن
لربما كانت طعنات الغدر تزيد في نفسي الالمــــ
لكنها زادت في نفسي اعلاء في الفـــــــــــــــــــــــــــن

وامجاد قد تكون بعد حيــــن . . .
ليس قد وانما بالتأكيد . . . مع الزمن

تلك كانت كلماتي . . . شكرا ً لقرائتها وارجو ترحيب عودتي . .

تقبلو فائق احترامــي والتقدير

عزيـــــ~ــــز الخالصــــي