الرئيسية › منتديات › مجلس القصص والروايات › اقرأ وتأمل
- This topic has 9 ردود, 6 مشاركون, and was last updated قبل 16 سنة، 8 أشهر by
أبو قصي.
-
الكاتبالمشاركات
-
1 نوفمبر، 2007 الساعة 2:30 م #83976
بسمة عذاب
مشاركسافر صديقان للعمل بإحدى الدول
وأثناء رحلة السفر جلس كل منهم بجوار الآخر على كرسى الطائرة
يتحدث عن طموحه وأحلامه خلال تلك الرحلة ،
وقد تشابهت الآمال فالكل يرجو أن تمر أيام غربته بسلام ليعود بعدها إلى وطنه الأصلى
فيعيش حياته فى هناء وسعادة وأمان ،
وقد علم كل منهم أنه من شروط عقده أنه يمكن أن يتم الاستغناء عنه فى أى وقت
وأن يترك كل ممتلكاته فى تلك البلد ويخرج منها بدون أى شىء.وسرعان ما دارت الأيام وانخرط كل من الصديقين فى عمله
واختلفت الأحوال فأما أحدهما فكان يجتهد فى عمله من أجل أن يبنى لنفسه بيتـاً جميلاً في بلده
وكان كل همه كيف يجمل ذلك البيت ويحسنه لأنه كان على يقين أن حياته ليست دائمة فى هذا البلد الغريب
وإنما هو جاء من أجل غاية محددة وأنه مهما طال الوقت أو قصر فإنه راجع إلى بلده وسيكون بإنتظاره بيته الجميل.أما الآخر فقد اجتهد أيضاً فى عمله وشرع فى بناء بيت جميل بكل ما يملك ولكن فى تلك البلد الغريب ..!!
وظل يعمل ويجتهد من أجل تزيين وتجميل ذلك البيت ناسياً أو متناسياً أنه سيرحل ويتركه فى أى وقت لا محالة.وبعد فترة تقابل الصديقان فقال الأول للآخر :
يا صاحبى ما لى أراك نسيت ما تعاهدنا عليه من قبل ،
ما لى أراك تنظر تحت قدميك ولا تنظر إلى مستقبلك أنسيت أننا ولابد راجعون إلى وطننا
وأنك تارك كل ما تبنى هنا ولا محالة ؟!!
فماذا أعددت لنفسك فى وطنك ؟؟ أين دارك ؟ أين مقامك ؟؟
بل كيف سيكون معاشك إن لم تقدم لحياتك غداً ؟؟؟؟؟!!!!!وانتهى اللقاء ، واستمر كل منهما على حاله منهم من يعمل لحياته الحقيقية غداً
والآخر ظل أيضاً على نهجه ينظر تحت قدميه ولا يعمل لغده.ومرت السنين والأصدقاء لا يتقابلون إلا قليلاً
وكلما تقابلوا صدفة أسدى الصديق المخلص لصاحبه النصيحة
خوفاً على حياته ومستقبله ولكن بدون فائدة.وبعد فترة ليست بالقصيرة حدث ما كانا يخشاه الأصدقاء
بل إن شئت فقل حدث ما كانوا قد تناسوه بمرور السنين ،
وجاءت اللحظة القاسية وجاء وقت الرحيل !!!!!!!!!!وتقابل الأصدقاء أيضاً على نفس الطائرة ولكن هذه المرة فى اتجاه رحلة العودة
واستعادوا شريط الذكريات فها هو المجتهد طوال سنينه يشعر بالفرح لما هو منتظره فى موطنه
من بيت جميل وأهل قد اشتاق إليهم وحياة قادمة ليس فيها تعب ولا نصب ،
وهو مع ذلك يعاتب نفسه على أى لحظة مرت عليه لم يجتهد فيها حق الاجتهاد
ويتمنى لو أنها تعود فيستغلها لحياته الباقية لا للذاته الفانية.أما الآخر فيا له من ندم وحسرة فها هى اللذات كلها قد ذهبت ولم يبق له إلا هذا الواقع الأليم الذى تناساه ولم يعمل له ،
فهمس صاحبه فى أذنيه مخاطباً :
يا صاحبى أين بناءك الذى بنيت ؟
وأين أملاكك التى ملكت؟
ها أنت قد تركت كل ما ملكت ، وقدمت على وطن لم تقدم لنفسك فيه شىء ،
فيا أسفاه على حياتك التى ذهبت هباء
ويا حسرتاه على ما أنت ملاقيه اليوم من الكرب والبلاء.وأخيراً أخى الحبيب هل استوعبت الدرس جيداً ،؟
هلا توقفت وفكرت قليلاً ماذا أعددت لحياتك الحقيقية بعد موتك
فإن الحياة الدنيا وإن طالت فهى قصيرة وحقيرة بالنسبة إلى الحياة الآخرة
وإن الموت ولابد قادم وستخرج من هذه الدنيا بلا أملاك إلا ما بنيت من الآن فى دار المقامة.فأعمل لتلك اللحظة التى ستبدأ فيها رحلة العودة إلى وطنك إلى حياتك الخالدة ،
وأعلم بأن الأمر إما جنة وإما نار ،
فهل أعددت العدة وعمرت مكان إقامتك الخالد فى الآخرة. ؟قال الله عـز وجل :
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15)
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) }(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)1 نوفمبر، 2007 الساعة 4:10 م #942576الزعول عاطف
مشاركبارك الله فيك يا مشرفتنا الغالية
0000000000000000
وجعل لك بكل كلمة حسنة في ميزان اعمالك1 نوفمبر، 2007 الساعة 6:03 م #942620اسد الرافدين
مشاركمشكورة عل موضوع
ننتظر جديدك
4 نوفمبر، 2007 الساعة 10:57 م #9438845(بقايا انسان)5
مشاركمشكورة اخت بسمه على القصه الجميله
جزاك الله خيرا
12 نوفمبر، 2007 الساعة 8:52 م #944065بسمة عذاب
مشاركالزعول عاطف هلا بيك
نورت الموضوع
تحياتي لك مشرفنا
12 نوفمبر، 2007 الساعة 8:55 م #944068بسمة عذاب
مشاركأسد الرافدين أشكر مرورك ياغالي
دمت بكل الخير
12 نوفمبر، 2007 الساعة 8:56 م #944069بسمة عذاب
مشاركبقايا انسان اشكر مرورك ياغالي
دمت بكل الخير
13 نوفمبر، 2007 الساعة 12:40 ص #944141ساقي الغرام
مشاركشكرا اختي على القصه الجميله والرائعه
اتمنى لك التوفيق الدائم
14 نوفمبر، 2007 الساعة 4:04 م #945208بسمة عذاب
مشاركالشكر ليك اخي ساقي على تواجدك
تقبل تحياتي
23 نوفمبر، 2007 الساعة 11:05 ص #950191أبو قصي
مشارككلام رائع وقصة نأخد منها العبره
فيجب ان نبني للمستقبل وان ننظر امامنا
شكرا لكي أختي بسمة عذاب
تقبلي مروري المتواضع
نور -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.