هبطت اسعار النفط للعقود الآجلة حوالي أربعة دولارات الي أقل من 90 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء متراجعة عن مستواها القياسي المرتفع وسط مبيعات واسعة في اسواق السلع الاساسية اثارها غموض بشان مدى القوة التي سيتحرك بها البنك المركزي الامريكي لدعم النمو الاقتصادي.

ومما شجع على مبيعات لجني الارباح استئناف متوقع لصادرات النفط المكسيكية بعد توقفها الاسبوع الماضي بسبب احوال جوية سيئة وتوقعات بأن تقريرا حكوميا سيصدر الاربعاء سيظهر زيادة في مخزونات الخام في الولايات المتحدة.

وأنهى الخام الامريكي الخفيف جلسة التعاملات في بورصة نايمكس منخفضا 3.73 دولار الي 89.80 دولار للبرميل بانخفاض اربعة دولارات عن مستواه القياسي الذي سجله يوم الاثنين والبالغ 93.80 دولار.

وفي لندن هبط خام القياس الاوروبي مزيج برنت 3.64 دولار ليغلق على 86.68 دولار للبرميل مقارنة مع أعلى مستوى له على الاطلاق البالغ 90.49 دولار الذي قفز اليه في الجلسة السابقة.

وهبطت ايضا اسعار الذهب والمعادن الاخرى.

وبدأت لجنة السوق المفتوحة صانعة السياسة بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) اجتماعا الثلاثاء على خلفية استمرار تراجع سوق المساكن في امريكا والذي يقوض ثقة المستهلكين.

وتتقع الاسواق خفضا للفائدة الامريكية بمقدار ربع نقطة مئوية لكن تقريرا في صحيفة وول ستريت جورنال اثار في وقت سابق شكوكا في أن مجلس الاحتياطي سيتخذ هذه الخطوة وهو ما اعطى دفعة محدودة للدولار واثر سلبا على اسواق السلع الاساسية.

وقابلت أوبك بصدود دعوات من الدول المستوردة الي زيادة الانتاج لتهدئة الاسعار ملقية باللوم في ارتفاع الاسعار على التوترات السياسية والمضاربات وليس نقص الامدادات.

ومما زاد الضغوط اعلان شركة بيمكس الحكومية في المكسيك انها قد تستأنف الانتاج يوم الثلاثاء بعد تعطل خمس انتاجها وتوقف الصادرات بسبب احوال جوية سيئة للمرة الثانية في اسبوعين.

والمكسيك هي ثالث اكبر موردي النفط الى الولايات المتحدة.

ومن ناحية اخرى قال خبراء في شؤون الطاقة انهم يتوقعون ان يظهر تقرير ادارة معلومات الطاقة الامريكية الاسبوعي الذي سيصدر يوم الاربعاء زيادة قدرها 600 ألف برميل في مخزونات الخام في الولايات المتحدة الاسبوع الماضي وهو ما سيعزز المخزونات التي تقل حوالي 6 في المئة عن مستوياتها قبل عام.

وقال وزير النفط القطري عبد الله العطية للصحفيين في مؤتمر في لندن “ارجوكم لا تلقوا باللوم عينا في وصول سعر النفط الى 93 دولارا… السوق خرجت عن نطاق السيطرة.”

وقال بنك جولدمان ساكس الامريكي ان اسعار النفط قد تتجاوز حاجز 100 دولار مع استمرار مخاطر مثل انخفاض درجات الحرارة بدرجة كبيرة في الشتاء وخفض للفائدة الامريكية وارتفاع التكاليف واستمرار التوترات السياسية.

وقال البنك الذي أوصى بالبيع لجني الارباح في النفط والذهب ان ارتفاعات اسعار النفط في الفترة الاخيرة ترجع لعوامل أساسية وليس المضاربات.

وقال في مذكرة “في الواقع فان اموال المضاربات عند نفس مستوياتها التي كانت عليها في أغسطس (اب) عندما كان سعر البرميل 72 دولارا.”

وابدى رئيس اوبك محمد الهاملي قلق المنظمة من الصعود الحاد لاسعار النفط لكنه قال ان وزراء اوبك لا يعتزمون مناقشة أي زيادة اضافية في الانتاج لاعلانها في قمة للدول الاعضاء في منتصف نوفمبر تشرين الثاني المقبل في الرياض.