يا لها من مفاجأة عجيبة و من صدفة غريبة ، قبل دقا ئق خلت خاطبتني زوجتي أمام أمي بغضب شديد و نرفزة كبيرة و عصبية متوترة ملوحة بكلتا يديها بوجه عبوس ، ومن الصدف كان في يدي كوبا زجاجيا من الماء البارد جدا ، فخاطبتني نفسي الأمارة بالسوء ، أرم على وجهها الكوب وما فيه من الماء البارد ؟فرد عقلي فورا لا،لا،لا،لا إنك تزيد الأمر سوءا ، فمسكت أعصابي و قلت في نفسي لا للغضب و تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : لاتغضب و لك الجنة ، و الحديث الثاني الذي يقول : لمن الصرعة فيكم ، قالوا لمن يغلب عند المصارعة ، قال :لا ، الصرعة لمن يملك نفسه عند الغضب ، صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم ،فكان ردي على زوجتي ، بهدوء و صوت منخفض ، لا تغضبي ، لا تخاطبي زوجك بهذاالشكل ، يهديك الله يا عزيزتي .

ودخلت مكتبي ، و فتحت الكومبيوتر لأبحث في الإنترنيت على منتدى مجالسنا بعد غياب طويل و كلي شوق إليه ، وحشاك ايها المنتدى العزيز ، و من أغرب الصدف و جدت استفتاءحول المبادئ الأساسية لحياة زوجية هانئة، أصارحكم القول إنني الآن أكتب وأناخائف من دخولها المفاجئ و تقرأما أكتب لكم على شاشة الكومبيوتر و تقول لي فضحتنا على النيت ، لا أطيل عليكم دخلت زوجتي إلى مكتبي و أخفيت ما أكتب ، جاءت لي طالبة مني السماح و العفو و المعذرة ، سامحتها مبتسما مصافحا بعطف و حنان ، هذه الحقيقة ليست من نسج الخيال ، صدقوني اخوتي ، أخواتي .

إذن ، علينا أن نضيف مبدأ آخر جديد و أساسي :هو على الزوج أن لا يقابل الإساءة بالإساءة بل بالتفهم و العفو و الصبر و الكلمة الطيبة حتى تهدأالأمور و النفوس ليحل المشكلة بالحوار الهادئ المفيد .

على فكرة ما هذه النصيحة الغريبة و العجيبة التي جاء بها أخينا و التي تطلب منا البكاء عند غياب الزوجة و الأولاد ، ما هذا ؟ لماذا نبكي ؟ لم أفهم سبب هذا البكاء يا أخينا ؟ نحن جئنا للحياة لنفرح ، لنسعد ، لنحمد الله على نعمه و خيراته ، الحياة حلوة ، الحياة مسرة ، الحياة جميلة ما دمنا في الطريق المستقيم ، نؤمن بالله ،و نعمل صالحا ، و نتواصى بالحق ، ونتواصى بالصبر .

تقبلوا مني اخوتي أخواتي فائق تقديري و احترامي.