الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان سرقة الحجر الأسود

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #82678
    دبّـــور
    مشارك

    هل تعلم أخي القارئ أن الحجر الأسود هو حجر من حجار الجنة؟
    وهل تعلم بأن لونه أبيض وقد أسودّ من كثرة ذنوب الناس؟
    هل تعلم أخي القارئ أن الحجر الأسود سرق في عام 312هـ؟
    وهل تعلم بأن الكعبة المشرفة ظلت بدون الحجر الأسود إلى عام 339هـ؟
    وهل تعلم بأن من سرقه هم من المسلمون, أو بمعنى أدق ممن يدعون الإسلام؟
    وهل تعلم بأن الحجر الأسود قد كسروه عند سرقته وبأنه أعيد ترميمه ولصقه بالفضة المصهورة؟

    ظهرت في عهد المعتضد فرقة من القرامطة تسمى (الفرقة السبعية) وهي إحدى فرق المذهب الشيعي وقد ظهرت في البحرين والأحساء حتى قويت واستحكمت في عام 312هـ وكان قائدهم رجل يدعى أبوطاهر الحسين بن أبي سعيد الجنابي القرمطي وكانوا يقطعون الطريق ويغيرون على المسافرين ويهددون أمن المارين.

    أرسل أبو طاهر فدعا كل من كان في البحرين والأحساء من الشباب وعشاق السلاح هلموا إلي فإن لي بكم حاجة وكان ذلك قبيل موسم الحج فتجمع حوله خلق لا يحصون عدا فمضى بهم إلى مكة ووصل في وقت أداء الفريضة وقد كان الحجيج محرمين فأمر رجاله أن اشرعوا سيوفكم واقتلوا كل من تصادفونه وأطلقوا أيديكم بالمكيين والمجاورين واستلوا علي سيوفهم وأعملوها في الناس قتلا فلما رأت الخلائق هذا فزعت إلى داخل الحرم ووضعت المصاحف أمامها أما المكيون فهرعوا إلى السلاح وتآزر كل من كان لديه سلاح به ومضى إلى ساحة الوغى فلما رأى أبو طاهر الأمر على هذه الحال أخرج إلى وسط ساحة القتال رسولا يقول لقد جئنا للحج لا للقتال وكان الذنب ذنبكم إذ أفسدتم علينا إحرامنا وقتلتم واحدا منا دون ذنب فاضطررتمونا إلى حمل السلاح وإذا ما ذاع في العالم أن المكيين يتأبطون الأسلحة ويعبثون في الحجيج قتلا فسيعزف الناس عن الحج وتؤصد طريقه وتسوء سمعتكم لا تفسدوا علينا حجنا بل دعونا نؤدي الفريضة وخيل للمكيين صدق قوله ولم يستبعدوا أن أحدا قد تحرش بهم فشهر سلاحه عليهم وقتل واحدا منهم – وهذا من جهلهم وعدم معرفتهم بأحوال تلك الفرقة – واتفقوا على أن يعيد الجانبان السيوف إلى أغمادها وأقسما بالقرآن الكريم يمينا لا رجعة فيها بأن لا يعودا إلى القتال ثانية وأن يتراجع المكيون ويعيدوا المصاحف إلى أمكنتها في الحرم حتى يتمكن الجانبان من زيارة الكعبة وتأدية مناسك الحج وأقسم المسلمون من المكيين والحجاج كما أقسم أبو طاهر ورجاله وفق إرادتهم ثم تراجعوا وألقوا السلاح وعاد المكيون ثم أعادوا المصاحف إلى أماكنها واستأنف الحجيج تأدية مناسكهم وطوافهم .

    ولما رأى أبو طاهر أن حملة السلاح قد تفرقوا أمر أعوانه أن هبوا إلى السلاح واندفعوا إلى الحرم واقتلوا كل من تلقونه في داخله وخارجه فاندفعوا بسيوفهم ورماحهم إلى الحرم بغتة وأخذوا يقتلون كل من يجدونه في طريقهم إلى أن قتلوا المجاورين جميعا وخلقا كثيرين غيرهم وجعل الناس يلقون بأنفسهم في الآبار ويفرون إلى رؤوس الجبال خوفا من السيف فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية فانتهب أموالهم واستباح قتالهم فقتل الناس في رحاب مكة وشعابها حتى في المسجد الحرام وفي جوف الكعبة، وجلس أميرهم أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي – لعنه الله – على باب الكعبة، والرجال تصرع حوله في المسجد الحرام في الشهر الحرام ثم في يوم التروية، الذي هو من أشرف الأيام، وهو يقول:
    أنا بالله
    وبالله أنا
    الله يخلق الخلق
    وأفنيهم أنا
    فكان الناس يفرون فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئا، بل يقتلون وهم كذلك، ويطوفون فيقتلون في الطواف، وقد كان بعض أهل الحديث يومئذ يطوف، فلما قضى طوافه أخذته السيوف، فلما وجب أنشد وهو كذلك:
    تـرى المحـبين صـرعى في ديارهم
    كفتيـة الكـهف لا يـدرون كـم لبثوا
    ثم أمر القرمطي – لعنه الله – أن تدفن القتلى ببئر زمزم، ودفن كثيرا منهم في أماكنهم وحتى في المسجد الحرام – ويا حبذا تلك القتلة وتلك الضجعة – ولم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصل عليهم؛ لأنهم شهداء في نفس الأمر، بل من خيار الشهداء، وهدم قبة زمزم، وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه، وأمر رجلا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فأراد أن يقتلعه، فسقط على أم رأسه فمات لعنه الله وصار إلى أمه الهاوية، فانكف اللعين عند ذلك عن الميزاب، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود.
    فجاء رجل منهم فضرب الحجر بمثقل في يده وقال:
    أين الطير الأبابيل؟
    أين الحجارة من سجيل؟

    وكان من جملة من قُتل ذلك العام التابعيّ الجليل عبدالرحمن بن عبداللـه بن الزبير، وقد سبى ما يقارب الثلاثين ألفاً من النساء والغلمان. ولما رجع القرمطي إلى بلاده، تبعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنده وسأله وتشفع إليه في أن يرد الحجر ليوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال، فلم يفعل – لعنه الله – فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهله وجنده، واستمر ذاهبا إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وأموال الحجيج.

    وروى إبن الأثير عن بعضهم أنه قال: كنت في المسجد الحرام يوم اقتلع الحجر الأسود إذ دخل رجل وهو سكران راكب على فرسه، فصفر لها حتى بالت في المسجد الحرام في مكان الطواف، ثم حمل على رجل كان إلى جانبي فقتله ثم نادى بأعلى صوته:
    يا حمير، أليس قلتم في بيتكم هذا )وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا)
    فأين الأمن؟

    وكان أبو طاهر عليه اللعنة قد ضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره ثم اقتلعه بعد صلاة العصر من يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة ،وأقام بمكة أحد عشر يوما ثم انصرف إلى بلده هجر ( البحرين والمنطقة الشرقية للسعودية الآن) وحمله معه واحتفظ القرامطة بالحجر الأسود بعد أن بنو له كعبة جديدة في دولتهم. وبقى مكان الحجر خالياً يلتمس الحجاج والمعتمرين فجوته بأيديهم وهم يبكون ويتوسلون إلى الله أن يعيد لهم الركن إلى مكانه.
    هلك أبو طاهر القرمطي سنة 332هـ.
    ومع هلاك سليمان القرمطيّ عام 331هـ وانقسام الحكم بين أبنائه، خفّت قوّة القرامطة وتهديدهم لدولة الإسلام، واقتصرت أعمالهم على قطع الطريق وبعض الهجمات الخفيفة لتأمين مصدرٍ لعيشهم. وقد كان الزمن كفيلاً بزيادة ضعفهم وحاجتهم إلى المال، فما أتى عام 339هـ حتّى استبدلوا الحجر الأسود بخمسين ألف دينار أعطاهم إيّاها الخليفة المطيع، وذلك إن دلّنا على شيء فإنّما يدلّنا على مقدار ضعفهم وحاجتهم. وقد تكفل اللـه سبحانه وتعالى أمر تلك الطائفة، وإن كان قد أمهلها بعض الوقت، فقضى عليهم ومحى ذكرهم وجعلهم عبرة لمن يعتبر، ولم يبقَ في أيّامنا هذه إلاّ بقايا لهم في تلك الديار.
    فوجيء المسلمون في يوم النحر (عيد الأضحى) الموافق ليوم الثلاثاء من سنة 339هـ بزعيم القرامطة سنبر بن الحسن القرمطي يوافي مكة بالحجر الأسود – قيل أن الحجر الأسود عاد على ظهر قعود ضعيف فسمن! – فأظهره بفناء الكعبة ومعه أمير مكة. وكان على الحجر ضبات فضة قد عملت عليه من طوله وعرضه، تضبط شقوقاً حدثت عليه بعد قلعه، وأحضر معه جصاً يشد به، فوضع سنبر القرمطي الحجر بيده، وشد الصانع بالجص، وقال سنبر لما رده ):أخذناه بقدرة الله، ورددناه بمشيئة الله( ونظر الناس إلى الحجر الأسود فتبينوه وقبلوه وحمدوا الله تعالى. ويقال أن القرامطة حاولوا غش المسلمين فيه، فجاءوا بحجر مماثل له، إلا أن المفاجأة كانت لهم حين قبل رئيس وفد مكة اختبار مادة أصل الحجر. وطلب إحضار ماء لكون الحجر الأسود يطفو على الماء وهو ليس كبقية الحجار المعروفة، مما جعل رئيسهم يظهر تعجبه البالغ وهو يردد: (هذا دين مضبوط).

    #929790

    معلومات رائعة وموضوع جميل

    شكرا جزيلا لك أخي ملقوف أفندي

    تقبل مروري…

    #930073
    دبّـــور
    مشارك

    فراشة سوريا

    مرورك أسعدني جدا نفعنا الله وإياكم وأفادنا..

    تقبلي شكري وتقديري

    #930292

    يسلمو الاخ ملقوف على الطرح المميز

    بارك الله فيك
    كل عام وانت بالف خير

    #930337
    دبّـــور
    مشارك

    شاعر الشباب

    كل عام وأنت بألف صحة وسلامة وأشكر لك مرورك أخي..

    احترامي لك أخي..

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد