الطـريـق إلى السـعادة الزوجيـة
أهمية الموضوع :

” لكي يجعل كل داعية من بيته واحة إيمان ، ومحل أمان واطمئنان يستريح فيه من عناء العمل ، وكآبة رؤية المنكر وثقل الواقع المادي الجاف ..
” لكي نجعل من بيوتنا نواة دعوة ، ولبنة بناء لكيان المجتمع المسلم .
” لكي نؤكد على ضرورة العمل داخل البيت _ والتي قصرّ فيها الكثير _ إنفاذاً لامر الله عز وجل لكل مؤمن . ]ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً [
” دعوة لابراء الذمة والقيام بالأمانة المناطة بكل مسؤول عن بيت “والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته”،
” تنبيه لفريق من الدعاة ليس لبيوتهم حظ منهم إلا النوم والأكل .. شعارهم في هذا “أنا مشغول” ،،
” التنبيه على منزلقات وقع فيها بعض الدعاة مما عرقل مسيرة الدعوة في بيوتهم مما كان له الأثر السلبي على تربية الزوجة والأبناء .
” دعوة لصورة مثالية واقعية لما ينبغي أن يكون عليه الداعية في تعامله مع زوجته وأبنائه وأقربائه .
2- مميزات المنزل :

يمتاز المنزل بخصائص ينفرد بها عن بقية وسائل الدعوة الأخرى مما يعطي فرصة أكبر للتوجيه والإعداد للدعوة ؛ منها :
” اجتماع أفراد الأسرة داخل البيت معظم ساعات اليوم, والتوافق النفسي والاجتماعي بينهم. .
” رؤية أفراد الأسرة للقدوة أمامهم في القول والعمل والسلوك ، مما يساعد على الإقتداء في ذلك .
” إمكانية إعطاء الإرشادات طوال ساعات اليوم على شكل جرعات خفيفة مما يسهل تقبلها وثباتها في الذهن ، وهنا تظهر بوضوح طريقة العرض الكيفي وليس الكمي للمعلومات كما هي الحال في المحاضرات العامة الندوات والدروس .
” إعطاء الجرعة حسب الحاجة فهو بمثابة وضع الدواء على الجرح مباشرة قبل تأثره بالعوامل السلبية الخارجية ؛ وتعد هذه العملية أكبر مساعد على نجاح العلاج .
” التكيف في وضع الدروس المناسبة في القرآن وعلومه والسنة، وعلومها، والسير و علوم اللغة العربية لعموم أفراد الأسرة في أي ساعة من ليل أو نهار وعلى قدر الحاجة والاستطاعة سواء كان ذلك يومياً، أو يوماً بعد يوم ، أو أسبوعياً أو شهرياً، مراعاة الأحوال النفسية والاجتماعية لتحقق أكبر قدر ممكن من الميول و الإقبال ، ولتبعد الملل المؤدي إلى النفور .
” إمكانية الاستفادة من البرامج الإذاعية الإسلامية المختلفة أثناء القيام بأعمال منزلية أخرى، أو أثناء أخذ قسط من الراحة من عناء العمل اليومي.
” استغلال فرص الدخول و الخروج والطعام والشراب واللباس والنوم و اليقظة وقضاء الحاجة للتدريب على الآداب العامة والأدعية الواردة في ذلك، وتكرار ذلك في كل مناسبة مماثلة .
” التوجيه والإرشاد أو العقاب أحياناً داخل البيت وليس أمام الناس يجعل الأثر الكبير لهذه التوجيهات وإصابتها الغرض المقصود.
” الملاحظة المستمرة والمراقبة الذاتية للأسرة على أعضائها فيما بينهم يشجع على التذكير عند الحاجة بقيامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله مما يوفر فرص الحصانة الدائمة والصيانة المستمرة.
” توفر المناخ الإسلامي داخل البيت يساعد كافة أفراد الأسرة على اختلاف أعمارهم وأجناسهم على تجنب السلوك الخطأ أو العمل الشاذ.
” إخلاص الأبوين في توجيه الأبناء والبنات يدفع إلى العمل الدائم دون توقف أو استرخاء. (المرأة ومسئولياتها في الدعوة) البابطين
” طرح المنهج المناسب مع الحرية في الطرح .

3- بعض الأمور التي ينبغي مراعاتها لنجاح الدعوة في البيوت:

” كسب ود أفراد الأسرة لمناصرة وتقبل الدعوة:
إن الإنسان تتحكم فيه ـ في كثير من الأحيان ـ عواطفه ومشاعره ؛ ولذا فإن مراعاة العواطف والمشاعر مهم جداً في تقبل الناس لما تدعوهم إليه، وقد قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم : ” ]ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ..[”
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ

ومن أهم ما تكسب به مشاعر الآخرين .. احترامهم وتقديرهم والرفق بهم والإحسان إليهم ولذا فإن الله أكّد هذا الأمر لجميع أفراد الأسرة .
” وصاحبهما في الدنيا معروفاً ”
” من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ ـ أمك …
” يوصيكم الله في أولادكم.
” استوصوا بالنساء خيراً .
” خيركم خيركم لأهله.
” يسألونك ماذا ينفقون ؟ قل ما انفقتم من خير فللوالدين والأقربين .
” الصدقة على المسكين صدقة والصدقة على ذي رحم صدقة وصله.

” إعطاء كل ذي حق حقه:
لابد من أن يجعل الداعية جزءً من وقته لأداء حقوق أهله، كما أنه في المقابل لا يبالغ في هذا إلى درجة الانقطاع عن الدعوة و التغيب عن حضور أعمال الخير مع إخوانه والموفق من وفقه الله للموازنة بين البيت والعمل و الدعوة… كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه ” إن لنفسك عليك حقاً، وإن لربك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً…” علماً أن كثرة الانشغال بذلك بالأهل ينسي الرجل الآخرة، كما احسّ حنظلة.
” تجنب المشكلات الأسرية:
لابد من المشكلات ما دمنا بشراً نخطئ أحياناً ونصيب في أحيان أخر، ولكن خير الخطائين التوابون الذين يدركون الخطأ فلا يتمادون فيه ” ]والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم…[
وحتى ندرك أثر المشكلات الأسرية على البيت المسلم ؛ بل على المجتمع نتذكر المشكلات التي حدثت في بيت النبوة . (مشكلة النفقة) حتى أن بعض الصحابة جلسوا في المسجد يبكون لأنهم ظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم طلّق نسائه.

4- أساليب ووسائل الدعوة في البيت:

” الحوار المباشر ( القصة / الوعظ / الزجر/…).
” الدرس.
” الشريط .
” الكتاب و الرسائل .
” المجلات الإسلامية.
” الزيارات .
” الملصقات / النشرات.
” الكمبيوتر( القرآن / الحديث ).
” المذياع ( إذاعة القرآن الكريم ).
” ( الفيديو ).

5- مشكلات تواجه الداعية في بيته:
وسائل الإعلام ( التلفاز / الفيديو / المذياع / المجلة / الصحيفة… ) .
ولاشك أن الإعلام بجميع صوره ووسائله أصبح اليوم مهماً في معرفة الكثير مما يدور في العالم وفي تطوير الملكات الثقافية ولكنه: ” ينقل ـ في نفس الوقت ـ من الشر أكثر مما ينقله من الخير، ومن باب السياسة الشرعية فإن المباح يمنع إذا جر إلى مفاسد وسد الذرائع من المعتبرات الشرعية ” ووسائل الإعلام بشكل عام فيها أضرار كثيرة منها.
” أكثر برامجه مصحوبة بالمعازف .
” تعرض فيه العورات التي حُرِم علينا النظر إليها .

وللتلفزيون أضرار أخرى كثيرة منها:
1.قتل الوقت وإضاعة العمر
2.تقطيع الأواصر الأسرية.
3.ينشر الاختلاط ويحث عليه .
4.يعود على سماع الموسيقى .
5.يعود على عدم غض البصر.
6.يعود على رؤية المنكر.
7.يسهم في ضعف الطلاب.
8.يعظم الرياضة.
9.تمجيد الغرب والدعوة للتقليد .
10.نشر العقائد الوثنية لاسيما برامج الكرتون الفضائية.
11.إثارة الشهوة الجنسية وتهييج الغرائز.

وهناك من الدعاة من يرى إدخاله بشروط.:
1.المراقبة والمتابعة الدائمة من الوالدين للتلفاز .
2.غلق التلفاز عند ظهور المحرمات ( كالموسيقى / و العورات).
3.تعليم الأبناء حكم الإسلام في الموسيقى ورؤية العورات.
4.تصحيح المفاهيم التي تعارض الأحكام الشرعية.

و الذي أراه ـ والله أعلم ـ أن الذي يستطيع أن يتخلى عن التلفاز فهو أسلم بلاشك فإن أبى إلا أن يدخله فليجند نفسه للانضباط بشروط استخدامه وإلا فهى المسئولية أمام الله .

وأما الذين يستطيعون عدم إدخاله . فعليهم ـ أيضاً ـ أن يجندوا أنفسهم على إيجاد البديل و الذي اقترحه ما يلي:
1.إدخال المجلات الإسلامية.
2.إدخال المسجل وتزويد البيت بمكتبة صوتية .
3.المدارسة والحوار مع أهل البيت.
4.الزيارات والنزهات.
5.إدخال الكمبيوتر وما يحمله من مسابقات ثقافية وشرعية .
6.إشغال الابناء بالمسابقات و الاطلاع على الكتب.
7.تدريب الفتيات على التدبير المنزلي.
8.إلحاق الأبناء بحلق تحفيظ القرآن .

وهناك فريق من الدعاة يرى أن الفيديو ” الإسلامي يمكن أن يشغل شيئاً من الوقت ويعوض عن شئ من الإعلام ، وهي خطوة أرى أنها جيدة لا سيما وقد أفتى الشيخ ابن عثيمين بأن التصوير بالفيديو لامور الدعوة لا بأس به ( انظر الباب المفتوح ج 2 ).

“الخادمة وكيفية التعامل معها:
ومما عمت به البلوى، وجود الخادمات في بيوت المسلمين ، ويزداد الأمر سوءً عندما تكون الخادمة غير مسلمة، ولا يخفى ما ترتب على هذه الظاهرة من مفاسد وفضائح داخل البيوت المسلمة. وهناك ضوابط ينبغي للداعية أن يراعيها في حالة دخول الخادمة لبيته عند الضرورة:
1.معاملتها معاملة الأجنبية: من حرمه الخلوة بها ، والنظر إليها.
2.أمرها بالحجاب وعدم السماح لها بالخروج من البيت متبرجة.
3.أن يراقب الداعية سلوك هذه الخادمة، وأثرها في المنزل من ناحية العقيدة والأخلاق .
4.أن يقوم بدعوتها عبر الأشرطة ، والكتيبات التي تسجل أو تكتب بلغتها.
5.أن لا يتعامل الداعية مباشرة معها، بل يجعل ذلك عن طريق أهل بيته.

“الوالدان أو الزوجة عندما يقفون عائقاً دون زوجته .
“المجتمع ( الأقرباء / الجيران / المدرسة ).
“الزوجة غير الملتزمة / أو المدللة / المشاكسة.
“انشغاله وكثرة أعماله والتزاماته.

6- علاقة الداعية بزوجته:

إن علاقة الداعية بزوجته تتجاوز علاقة حاجات البدن من شهوه فرج أو بطن. فهو يرى أنها حارسة قلعته ، ومربية أولاده ، ومهبط فؤاده ، يجد عندها الأمل يوم أن يصاب باليأس والوصية بالصبر يوم يحس أن الجزع قد دب في قلبه وعقله؛ ولذا فإن علاقته بها علاقة إيمان ودعوة قبل أن تكون علاقة مؤانسة وشهوة ؛ ولذا فهو يسعى لتقوية هذه العلاقة وشد أصر هذه الرابطة، والعقد الغليظ من خلال برامج إيمانية وترفيهية .. أذكر هنا على سبيل المثال:
“التوجيه والإرشاد : وذلك من خلال الحوار الهادف، والموعظة الحسنة، والكلمة المؤثرة…لتطهيرها من كل لوثة جاهلية قد تبدو في كلامها وأعمالها.
قالت عائشة: قلت للرسول صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا. قال: “لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجتة”.
وكذلك المرأة كان إذا خرج زوجها من البيت ذكّرته وقالت له: اتق الله فينا يا أبا فلان فلا تطعمنا إلا حلالاً فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار .
“التعاون على أداء الصلوات: رحم الله امرأة قامت من الليل .
“التعاون على الانفاق والبر : ” إذا تصدقت المراة من مال زوجها غير مفسده.

“التعاون في مجال الدعوة:
o خديجة: التثبيت والتأييد ” كلا والله لا…”
o الرميصاء: الصبر والكرم ” “لقد عجب الله من صنيعكما بضيفيكما الليلة””.
o عائشة : تشرح للمراة التي جاءت تسال عن كيفية التطهر من دم الحيض.

7-علاقة الداعية بابنائه :

إن مما يؤسف له أنك تجد بعض الدعاة منشغلاً عن تربية أولاده، وأياً كانت الأسباب فإن هذا التقصير يعد تفريطاً سيسأل عنه المرء بين يدي الله عز وجل الذي أوصى الوالدين بابنائهم خيراً فقال: ” يوصيكم الله في أولادكم ” وقال صلى الله عليه وسلم: ” “والرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته” “وفي رواية “مسئول عن أهل بيته”” ولذا يجب الاهتمام بأداء هذه الأمانة التي انيطت برقبة كل أب . وتتلخص علاقة الداعية بابنائه بما يلي:
“القدوة .
“المبادرة ” “مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع…” ” .
“المصاحبة . الرفق ومعرفة الانطباعات: ” عمر مع ابنه عبدا لله مع حادثة سؤال: النخل .
“المتابعة والمراقبة قال أنس:: ” أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة”
“المعاقبة والمكافأة .
“التكليف.
“التعليم .
“التأديب.

8- منزلقات الدعاة في بيوتهم:

“التناقض بين البيت وخارجه.
“عدم التعاون على البر والتقوى.
“وجود المنكرات [عدم الإنكار].
“عدم الاهتمام بالبناء الثقافي الشرعي [المجلات الإسلامية الدعوية التربوية-حفظ كتاب الله].
“الإفراط في تلبية مطالب الزوجة أو الانشغال بها.
“الشخصية الضعيفة أو المتسلطة.