علي فراشه كان ينام …وأضمه بين أضلعي … في أحضاني استكان … واطمأن بين يدي … تركته ينعم باأمان … ورحت أغط في نومي … وعندما التف الظلام … سمعت قنابل من فوقي … تقذفني بالنيران … وتلتهم كل ما حولي … ضممت ولدي في صدري … وتضرعت أدعو ربي … وبعد أن سكن القذف … نظرت فلم أجد ولدي … جاءت قذائف الغدر … وحطمت رأس ولدي … ولدي .. وامصيبتاه … أين ذهب رأس ولدي … لم أر إلا عظاما … تناثرت علي الفرش … كنت أضم في أحضاني … عظام ولدي .. ولا أدري … ألمم بين أصابعي … بقايا الرأس في كفي … مات ولدي .. مات الحلم … ومات معه نبض قلبي … يا ويلتي .. واولداه … ذهب عني قرة عيني … كيف السبيل إلي الحياة … كيف أحيا هنا وحدي … أشم رائحة الموت … تعم أجواء البيت … أري القتلي والشهداء … يسقطون فوق البعض … أري الأطفال والنساء … يذبحون أمام عيني … الأشلاء والعظام … والدماء تحت قدمي … كيف أنعي موت ولدي … وإلي من يارب أنعي … يحملون جسد ولدي … ويذهبون إلي اللحد … مات شهيدا مع شهداء … الغزو الغادر علي بلدي … يابغداد .. يا بلدي … راح فداؤك قرة عيني … يا بغداد .. يا وطني … في أحضانك دفن ولدي … إن بقيت علي الإسلام … فهنيئا لك دم ولدي … وإن ضل فيك السبيل … فلا حياة ولا لحد …
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد