بين ردحات عمري الوردي وخفق قلبي البرئ
أيقنتُ أنّ ‘‘ الحياة لسّه بخير‘‘
لا شئ يزيد الحياة قسوة على الإنسان من أن يكون
جريحاً ينزف وينزف ولا يجد من يُضمــِد لهُ جراحاته
حين ينهمــِر الدمع بـِغزارة حافــِراً أخاديد ووديان داخل أعماقه
ما أشد قسوة الأيام ..تجرحنا ..تدمينا..تقتل الفرحة بأنفسنا
إستحوذني التفكير بالماضي الأليم … غرقتُ وسط بحر من الدموع …
نهضت وجففتها..
نظرتُ للمرآة مع شدة كرهي لها وأنا أقول :
‘‘يا غبية… ابتسمي الحياة لسه بخير ‘‘
تناولت معطفي الملقى على كرسي الخشبي المتهالك والبسمة لا تفارقني ..وأوصدت الأبواب وخرجت ..
مشيت في شوراع المدينة وحدي … والصمت يسود المكان
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة تتساقط عليّ قطرات المطر
..اتجهت لمكان طفولتي … لحديقتي …
جلست على ذلك الكرسي … و نظرت إلى القمر
فتخيلت فارس أحلامي ..يمشي بجانبي..يبتسم لي..يضمني..
يهمس في أذني ‘‘ أحبك ‘‘
بلا شعور مني
أنطلقتُ أرقص تحت زخات المطر
وأغني بأعلى صوتي
أهلا ً ومرحبا ً بفارسي .. بحبيبي .. بل بعشيقي
كم أتمنى أن تكون رجلا ً ذا قوة جسمانية
تحملني على يداك وتطير بي لعالم الحب
لعالم خالي من الأشواك .. ملئ بالوفاء
لعالم الجمال عالم العشاق عالم الأحرار وندوّن حبنا على كتاب الهيام
لازلت أغني ..و أغني ..و أغني …إلى أن صرخت
متى ستأتي يا بحاري ؟؟ كي نبحر على سفينة الحياة .. لنعيش معاً ..لنرسم
أروع عشق عرفته البشرية..
أتمنى أن تتلاقى أيدينا وتلامس بعضها البعض و بدبلة ماسية تنتهي
لازلت أرقص وأغني وأنتشي فرحاً
هل تسمعني يا هذا ؟؟ يا حبيبي ؟؟
تمنيت لو أنك بقربي تضمني لصدرك وتقول ‘‘ أنتِ لي ‘‘
… صرخة تولد صرخة أخرى …
أين أنتَ يا مالك مشاعري؟؟ إلى متى ستظل في خيالي ..أحلامي ..رقصاتي ..غنائي؟؟
أريدك أن تظهر لي واقعاً لا خيالاً
نرقـص معاً
نـغـنــي معاً
نــبـكـي معاً
نضحـك معاً
نـجـري معاً
نجــلس معاً
نــأكـــل معاً
أنت يا أروع رقصاتي وأروع ما تغنيت به
أتمنى وجودك دائماً لتزيح عني ألم وحدتي وغربتي..قسوتي وحزني
يـــا أحلى مـــن رأت عـيـنـاي
وأجمل من تبسمت له شفتاي
أيا ترى هذا شوق أم حب أم عشق أم هيام أم أكبر من ذلك كله؟؟
…. أتخيل الآن يدي تمسك بيده..
بم بم بم
بم بم بم
هل تسمع يا حبيبي؟؟ هل تسمع ؟؟
إنها طبول..نعم طبول..تــُــدَق مـَعلنة ً حفل زفافنا تحت المطر
خرج الأطفال … الأهل … الجيران … الأحباب والأصحاب
أهازيج الفرح تصخب المكان
زغاريد
تصفيق
تبريكات
الجميع يشاركنا الفرح
الكل يتهامس .. ينظرون إلينا يا حبيبي .. ويقولون:
انظروا إليهم
كيف يحبون !!.. يعشقون !!.. يهيمون !!.. يتهامسون مع بعضهما !!
نحن الآن محط أنظار الجميع يا نبضات قلبي
وأنا بأحضان الحبيب.. إذا بتلك المرأة تحدق بي ..تقترب مني ..تهمس بأذني ‘‘ هو ليس لك … بل لي ‘‘
جاءني حديثها كالصاعقة..كل هذا وفي الأخير ليس لي
تصلبت
تلعثمت
التفتُ إلى حبيبي\فارس أحلامي وقلت:
أنت جعلتني أعشق الحياة ورقــّصت قلبي حتى الموت .. فلا تخذلني
يا إلهي .. ماذا يحدث ..ما لذي أراه ؟؟
انتهى المطر !!..
وأختفى حبيبي !!..
وتلاشت أحلامي !!..
وتبخرت في لمح البصر !!..
ورقصتي انتهت بالموت !!..
وآخر هذياني ** أبعدو عني تلك المرأة إني أمقتها فهي تريد أن تستفرد بحبيبي **
أي عشق خرافي هذا؟؟
وأي خيالٍ قابعة به؟؟
هل بات واقعي أحلام؟؟
ويبقى الأمل ..
لكن مع أي فارس..!!! لا أدري …!!!
نهضت و واصلت المسير بين دروب الحياة
مع قناعتي التامة أن الحلم مهما كان جميلاً ورائعاً لا يقاوم
فلابد من تلك المنغصات ..لابد من المعوقات
لابد من كثر الضحك والفرح..أن أبكي يوما من الأيام
هكذا هي الحياة يوم لنا وألف علينا
وسأظل أردد دوماً وأبداً ‘‘ الحياة لسه بخير‘‘

.
.
.
دمتم بكل ود وحب
طفلة الحم