اليوم أذكر حين جئت مرتجفا .. لتروي قصة حبك المدانة ..
وتهوي علي رأسي بمطرقة .. كأنها صاعقة تدمر إنسانة ..
من قبل أن تأتي بزمن بعيد .. قرأت في عينيك سطور الخيانة ..
وحين أتيت إلي بحبك الجديد .. ضاقت بك جدران الأمانة ..
أصبحت أراك أمامي رجلا غريبا .. منذ أن عرفت تلك الشيطانة ..
تخليت عن كل سماتك عندها .. وتداعت بك الأشواق في استكانة ..
نزعت عنك رداء الطهر من أجلها .. وألبستها رداء العفة والحصانة ..
ذرفت علي آعتابها دموعا ساخنة .. ورضيت لنفسك الذل والمهانة ..
ماذا جنيت بعد كل تضحية .. إلا جحودا منها .. ونكرانا ..

كيف استطعت أن تدمر قلعة .. كانت منذ زمن بعيد حصينة ..
أسقطت مملكتي لتعلي عرشها .. فوق رقاب ضحاياك الحزينة ..
ألقيت كل الدنيا تحت قدميها .. ورضيت أن تعيش حياة مهينة ..
أجهزت علي فؤادي بطعنة خنجر .. وأخذتها بين يديك وسرت الهوينة ..
كأن من أدميت لم ينبض أبدا .. بحب .. أو حياة ..ماحيينا ..
أتساءل ..تري هل أحببتي يوما .. وضحيت من أجلي بأشياء ثمينة ..
هل سقطت من عينيك دمعة .. تحمل إلي أشواقا دفينة ..
هل ألقيت علي قلبي نظرة حانية .. قبل أن تقطع شرايينه ..
أنعيك قلبي علي جدران الزمن .. قد مات نبضك في صمت وسكينة ..

إن جئت يوما إلي نادما .. لن تجد إلا أطلالا وضغينة ..
إن أردت أن تقترب خطوة .. سوف أخطو بعيدا خطوات رصينة ..
إن سألتني عن حب قد مضي .. سوف أصدقك بكلمات أمينة ..
لم يعد بين ضلوعي قلبا نابضا .. ولن تنعم معي بحياة كريمة ..
إن أردت أن تحيا سالما .. فابتعد عني وأنسي حياتي القديمة ..
لا تقذفني إلي طريق الإنتقام .. حيث النيران تلتهم كل قيمة ..
فلن أرضي أن يحترق بقيتي .. أو تحترق ذكرياتي الأليمة ..
عد من حيث أتيت فليس لك عندي .. مكانا في حياتي العقيمة ..