الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › *غـــــزوات الرســــول صلى الله عليه وسلم*
- This topic has 40 رد, 15 مشارك, and was last updated قبل 14 سنة، 11 شهر by khaledebnrshd.
-
الكاتبالمشاركات
-
31 أكتوبر، 2007 الساعة 3:37 م #941991(صمت المشاعر)مشارك
غزوه بنى قينقاع
مقدمة
الخيانة والغدر وإحداث الشغب، والفتن، ونشر الفساد، مما اشتهر به اليهود قديماً وحديثاً،
وذلك هو خلقهم، وطبعهم،
وعلاجهم منه ليس بالأمر السهل اليسير، ولذلك لا ينفع معهم في كثير من الأحيان إلا القتل،
أو الإبعاد ليبقى المجتمع سليماً من كيدهم ومؤامراتهم، والتاريخ إلى يومنا شاهد بذلك،
فأينما حلوا أفسدوا، ولم يتقبلهم أي مجتمع، حتى إخوانهم فى الكفر لم يقبلوا بهم.
فساد اليهود
ونصيحة الرسول لهم وردهم عليهوصراع المسلمين مع اليهود بدأ منذ أول عهد الرسالة،
وقد أقاموا عهوداً ومواثيق مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
ولكنهم سرعان ما نقضوها، فبعد هزيمة قريش في غزوة بدر، ازداد غيظ اليهود في المدينة،
وكان من أشدهم يهود بنى قينقاع، فقاموا بإثارة الشغب،
واستفزاز المسلمين، فجمعهم الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وطالبهم بالإسلام قبل أن يصيبهم ما أصاب قريشاً، فقابلوا ذلك بالرفض والصدود،
والإستمرار في الأذى مغترين بما لديهم من آلات الحرب لكونهم صاغة وحدادين وصنّاع
فأنزل الله فيهم قوله تعالى: { {11} قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ{12} قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَار } (آل عمران:12،13).
سبب الحرب بينهم وبين المسلمينوذكر ابن كثير، وابن هشام أن امرأة من العرب جلست إلى صائغ في سوق بنى قينقاع،
فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها، فعقده إلى ظهرها،
فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا عليها، فصاحت،
فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهودياً فشدت اليهود على المسلم فقتلوه.
فحاصرهم المسلمون في حصونهم حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في رقابهم،
وأموالهم، ونسائهم، وذراريهم.
مدة حصارهم
قال ابن هشام : واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في محاصرته إياهم بشير بن عبد المنذر
وكانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليلة .
موقف عبد الله بن أبي بن سلول
ثم قام زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول مطالباً
رسول الله صلى الله عليه وسلم بإلحاحٍ شديد أن يعفو عنهم، وكانوا حلفاء الخزرج،
وفيه نزل قول الله “{50} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{51} فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ
” (المائدة: 50،51)، فعامله الرسول بالمراعاة، ووهبهم له،
وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه فيها، فخرجوا إلى أذرعات الشام،
بعد أن قبض منهم الرسول صلى الله عليه وسلم أموالهم، ولم يلبثوا في الشام حتى هلك أكثرهم، وكان عددهم سبعمائة رجل.
31 أكتوبر، 2007 الساعة 3:43 م #941995(صمت المشاعر)مشاركغزوات عام 3 هـ
غزوة ذي أمر
كان النبي صلى الله عليه و سلم في مراقبة دائمة لأعدائه وخصومه الذين يبحثون عن أي فرصة تمكنهم من إلحاق
الأذى بالمسلمين،
وكان كلما هم هؤلاء الأعداء من الأعراب وغيرهم بمهاجمة المدينة خرج إليهم النبي صلى الله عليه
و سلم فأدبهم وفرق جمعهم،
وشتت شملهم، ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم بلغه أنّ جمعاً من غطفان قد
تجمّعوا يريدون الإغارة على أطراف المدينة، يتزعمهم دعثور بن الحارث بن محارب،
فخرج النبي صلى الله عليه و سلم في أربعمائة وخمسين رجلاً ما بين راكب وراجل،
واستخلف على المدينة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان ذلك في السنة الثالثة للهجرة،
وفي أثناء الطريق قبض المسلمون على رجل يقال له جبار من بني ثعلبة
فدعاه النبي صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام فأسلم،
وصار دليلاً للجيش إلى بلاد العدو،
وهرب هؤلاء الأعراب من النبي صلى الله عليه و سلم وتفرقوا في رؤوس الجبال،
ونزل صلّى الله عليه وآله وسلّم مكان تجمعهم وهو الماء المسمى بذي أمر فعسكر به قريباً من الشهر
ليُشعِر الأعراب بقوة المسلمين ويستولى عليهم الرعب والرهبة،
وقد حصل لرسول الله صلى الله عليه و سلم من المعجزة،
ومن إكرام الله له في هذه الغزوة أمر عجب.
روى ابن اسحق وغيره من أصحاب المغازى والسير، أن المسلمين في هذه الغزوة أصابهم مطر كثير،
فذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم لحاجته فأصابه ذلك المطر فبلَّل ثوبه،
وقد جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم وادي ذي أمر بينه وبين أصحابه،
ثمّ نزع ثيابه فنشرها على شجرة لتجف،
ثمّ اضطجع تحتها، والأعراب ينظرون إلى كلّ ما يفعل رسول الله،
فقالت الأعراب لدعثور – وكان سيّدهم وأشجعهم – قد أمكنك الله من قتل محمّد،
وقد انفرد من أصحابه حيث إن غوّث – أي طلب الغوث والنجدة – بأصحابه لم يُغث حتى تقتله،
فاختار سيفاً من سيوفهم صارماً،
ثمّ أقبل حتّى قام على رأس رسول الله بالسيف مشهوراً فقال:
يا محمّد من يمنعك منّى اليوم؟ قال: الله، ودفع جبريل عليه السلام في صدره فوقع السيف من يده،
فأخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقام على رأسه وقال:
من يمنعك منّى ؟، قال: لا أحد، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله،
والله لا أُكثِّر عليك جمعاً أبداً، ثم أعطاه رسول الله سيفه ثمّ أدبر، ثمّ أقبل بوجهه ثمّ قال:
والله لأنت خير منى، قال رسول الله: أنا أحقّ بذلك منك، فأتى قومه فقالوا له:
أين ما كنت تقول، وقد أمكنك الله منه، والسيف في يدك ؟ قال: قد كان والله ذلك،
ولكني نظرت إلى رجل أبيض طويل دفع في صدري فوقعت لظهري، فعرفت أنّه مَلَك
وشهدت أنّ محمداً رسول الله، والله لا أُكثِّر عليه جمعاً أبداً، وجعل يدعو قومه إلى الإسلام،
ونزلت هذه الآية:
{يا أيها الذِين آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَةَ الله عَليكُم إذ هَمَ قَومٌ أن يَبسُطُوا إليكم أيديهم فَكَفَّ أيديهم عَنكُم}
(المائدة:11). وهذه القصة ثابتة في الصحيحين بسياق مختلف،
وفي غزوة أخرى كذلك، وما في الصحيحين أصح.
ومن هذه الغزوة وما حصل فيها، يتبين لنا أن الله ناصر دينه وجنده،
وما على المسلمين إلا أن يبذلوا وسعهم، ويجاهدوا لإعلاء كلمة الله،
والله نسأله أن ينصر المجاهدين في سبيله في كل مكان،
إنه ولى ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.
__________________31 أكتوبر، 2007 الساعة 3:47 م #942000(صمت المشاعر)مشاركغزوة حمراء الأسد بعد انتهاء غزوة أحد التي حدث فيها ما حدث، من تمحيص للمؤمنين وكشف لحقيقة المنافقين،
بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أبا سفيان يعد لقتال المسلمين،
فأمر بلالاً أن ينادي بالناس: (إنّ رسول الله يأمركم بطلب عدوكم،
فخرج النبي صلى الله عليه و سلم بأصحابه في أثر أبى سفيان وهم يحملون جراحهم،
وأمر ألا يخرج معه إلا من شهد القتال في أحد)، وقد ذكر القرآن أحداث هذه الغزوة،
فقال الله في كتابه:
{الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم}
(آل عمران: 172)، وطلب رسول الله العدو حتى بلغ حمراء الأسد.
كان هدف رسول الله من سيره لحمراء الأسد إرهاب العدو، وإبلاغهم قوة المسلمين،
وأن الذي أصابهم في أُحد لم يكن ليوهنهم عن عدوهم أو يفل من عزيمتهم.
ومر برسول الله معبد بن أبي معبد الخزاعي، وهو يومئذ مشرك، وكان مقيماً بحمراء الأسد،
فقال: يا محمد أما والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك، ولوددنا أن الله عافاك فيهم،
ثم خرج من عند رسول الله،
حتى لقي أبا سفيان ومن معه بالروحاء،
وقد أجمعوا أمرهم على ملاقاة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه،
وقالوا: أصبنا أحد أصحابه وقادتهم وأشرافهم، ثم نرجع قبل أن نستأصلهم،
لنكرن على بقيتهم فلنفرغن منهم، فلما رأى أبو سفيان معبدا قال: ما وراءك يا معبد ؟
قال: محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا،
قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم، شيء لم أر مثله قط، قال:
ويلك ما تقول ؟ قال:
والله ما أراك ترتحل حتى ترى نواصي الخيل، قال:
فوالله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل شأفتهم،
قال فإني أنهاك عن ذلك، ووالله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتا من شعر ،
قال: وما قلت ؟ قال قلت:
كـادت تُهَـدُّ من الأصوات راحلتـي إذ سالـت الأرضُ بالجـردِ الأبابيـلِ
تــردى بأسـد كــرام لا تنابلــة عند اللقـــاء ولا ميـل معــازيل
فظلـت عـدوا أظـن الأرض مائلـة لمـا سموا برئيـس غير مخـــذول
فقـلت ويـل ابن حـرب من لقاءكم إذا تغطمطـت البطحـاء بالجيـــل
إنـي نذيـر لأهل البسـل ضاحيــة لكـل ذي أربة منهـــم ومعقـول مـن جيـش أحمـد لا وخش قنابلـه
وليـس يوصـف ما أنذرت بالقيـل
فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه عن ملاقاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثانية.
ومر بأبي سفيان ركْبٌ من عبد القيس، فقال: أين تريدون ؟ قالوا: المدينة، قال: ولم ؟ قالوا:
نريد الميرة، قال:
فهل أنتم مبلغون عني محمدا رسالة أرسلكم بها إليه واحمل لكم إبلكم هذه غدا زبيبا بعكاظ إذا وافيتموها ؟
قالوا: نعم، قال: فإذا وافيتموه فاخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه،
والى أصحابه لنستأصل بقيتهم، فمر الركب برسول الله وهو بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان،
فقال حسبنا الله ونعم الوكيل،
وفي ذلك أنزل الله قوله تعالى:
{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} (آل عمران:173) وروى البخاري عن ابن عباس قال:
“حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار،
وقالها محمد حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا،
وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل”. فبث الله الرعب في قلوب الكفار،
أبى سفيان وأصحابه، فانصرفوا خائفين وجلين،
وعاد الرسول بأصحابه إلى المدينة.
والذي يُستفاد من أحداث هذه الغزوة وما رافقها من مجريات،
أن الله سبحانه ناصر دينه، ومؤيد أوليائه، وأن النصر لا يُحسم بعنصر القوة المادية فحسب،
وإنما هناك عنصر أهم وأجدى ألا وهو عنصر الإيمان بالله والاعتماد والتوكل عليه.
ويُستفاد أيضاً – علاوة على ما سبق- أن النصر حليف المؤمنين إذا هيأوا له أسبابه،
وأعدوا له القوة المعنوية والمادية؛ فلا شك حينئذ أن الله ناصرهم.
وصدق الله القائل في محكم كتابه:
{إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد } (غافر:51).
4 نوفمبر، 2007 الساعة 12:48 ص #943408(صمت المشاعر)مشاركغزوات عام 4 هـ
غزوة ذات الرقاع
بعدما كُسرت شوكة جناحين من الأحزاب: اليهود ومشركي مكة من قبل المسلمين،
بقي جناح ثالث: وهم الأعراب القساة الضاربين في فيافي نجد،
والذين ما زالوا يقومون بأعمال النهب والسلب بين وقت وآخر.
فأراد الرسول صلى الله عليه و سلم تأديبهم، وإخماد نار شرهم،ولما كانوا بدواً لا بلدة أو مدينة تجمعهم، بات لا يجدي معهم سوى حملات التأديب والتخويف،
فكانت غزوة ذات الرقاع.
جرت أحداث هذه الغزوة في السنة الرابعة من الهجرة، بعد خيبر،كما رجحه ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد. وبدأت حين سمع النبي صلى الله عليه و سلم باجتماع قبائل:
أنمار أو بنى ثعلبة،
وبنى محارب من غطفان، فأسرع بالخروج إليهم بأربعمائة أو سبعمائة من الصحابة،
واستعمل على المدينة أبا ذر، وقيل عثمان بن عفان،
وسار متوغلاً في بلادهم حتى وصل إلى موضع يقال له نخل،
ولقي جمعاً من غطفان، فتوافقوا ولم يكن بينهم قتال، إلا أنه صلى بالصحابة صلاة الخوف،
فعن جابر قال: (خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى ذات الرقاع من نخل، فلقي جمعاً من غطفان،
فلم يكن قتال، وأخاف الناس بعضهم بعضاً، فصلى النبي صلى الله عليه و سلم ركعتي الخوف) رواه البخاري
.
وكان لكل ستة بعير يتعاقبون على ركوبه، حتى تمزقت خفافهم، ولفّوا على أرجلهم الخرق؛ولذلك سميت الغزوة بذات الرقاع، ففي الصحيحين عن أبى موسى
رضي الله عنه قال: (خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزاة،
ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي، وسقطت أظفاري،
وكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسُمِّيت غزوة ذات الرقاع؛ لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا).
ومما صاحب هذه الغزوة قصة الأعرابي، ففي البخاري، عن جابر رضي الله عنه قال:
(كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم بذات الرقاع،
فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه و سلم ،
فجاء رجل من المشركين وسيف النبي صلى الله عليه و سلم معلق بالشجرة،
فاخترطه فقال: تخافني ؟، قال: لا قال فمن يمنعك منى ؟ قال: الله،
فتهدده أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ، وأقيمت الصلاة، فصلى بطائفة ركعتين،
ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، وكان للنبي صلى الله عليه و سلم أربع، وللقوم ركعتان).
وكان لهذه الغزوة أثر في قذف الرعب في قلوب الأعراب القساة،
فلم تجترئ القبائل من غطفان أن ترفع رأسها بعدها، بل استكانت حتى استسلمت،
وأسلمت، حتى شارك بعضها في فتح مكة وغزوة حنين.
وبهذا تم كسر أجنحة الأحزاب الثلاثة، وساد الأمن والسلام ربوع المنطقة،
وبدأ التمهيد لفتوح البلدان والممالك الكبيرة، لتبليغ الإسلام ونشر الخير.
4 نوفمبر، 2007 الساعة 12:49 ص #943409(صمت المشاعر)مشاركغزوات عام 5 هـ غزوة المريسيع أو غزوة بني المصطلق
جرت أحداث هذه الغزوة في السنة الخامسة من الهجرة، وسببها أنه لما بلغ الرسول صلى الله عليه و سلم أن الحارث بن أبي ضرار – رأس وسيد بنى المصطلق- سار في قومه، وبعض من حالفه من العرب، يريدون حرب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وقد ابتاعوا خيلاً وسلاحاً، وتهيّأوا لذلك، فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بريدة بن الحصيب الأسلمي؛ ليستطلع له خبر القوم، فأتاهم حتى ورد عليهم ماءهم، فوجد قوماً مغرورين، وقد تألبوا وجمعوا الجموع، ولقي الحارث بن أبى ضرار، وكلمه، ورجع إلى رسول الله فأخبره خبرهم، فندب رسول الله الناس، فأسرعوا في الخروج، وخرج معهم جماعة من المنافقين لم يخرجوا في غزاة قبلها لقرب السفر، ورغبة في عرض الدنيا، واستعمل على المدينة زيد بن حارثة.
وبلغ الحارث بن أبى ضرار ومن معه مسير رسول الله صلى الله عليه و سلم إليه، فخافوا خوفاً شديداً، وتفرق عنهم من كان معهم من العرب، وانتهى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المريسيع وهو مكان الماء، فضرب عليه قبته، ومعه عائشة وأم سلمة، وتهيأ رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه لملاقاة القوم. وجعل راية المهاجرين مع أبي بكر الصديق، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فنادى في الناس: قولوا لا إله إلا الله، تمنعوا بها أنفسكم وأموالكم.
والصحيح من روايات هذه الغزوة أنه لم يكن قتال بين المسلمين والمشركين، وإنما أغاروا عليهم عند الماء، وسبوا ذراريهم، وأموالهم، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيح (أن النبي صلى الله عليه و سلم أغار على بني المصطلق وهم غارّون – المباغتة في القتال – وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم، وأصاب يومئذ جويرية) رواه البخاري ومسلم.
وذكر أصحاب السير أنّ أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها قالت: (أتانا رسول صلى الله عليه و سلم ونحن على المريسيع، فأسمع أبى يقول: أتانا ما لا قبل لنا به. قالت: فكنت أرى من الناس والخيل مالا أصفُ من الكثرة، فلما أسلمتُ، وتزوجني رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ورجعنا، جعلت أنظر إلى المسلمين، فليسوا كما كنت أرى، فعلمت أنه رعب من الله تعالى يُلقيه في قلوب المشركين.
وفي هذه الغزوة وقعت حادثة الإفك في حق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي قص علينا نبأها القرآن، وفصلت السنة أحداثها، وقد تحدثنا عنها في مقال سابق من محورنا هذا.
ولنا أن نستفيد من هذه الغزوة دروساً وعبراً، نستخلصها من الحوادث المصاحبة لهذه الغزوة، وخاصة حادثة الإفك التي أظهرت خطر المنافقين وجرأتهم، حتى نالوا من عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم ما ينبغي على المؤمن فعله عند سماع الشائعات من حفظ اللسان وعدم الخوض فيها، يضاف إلى ذلك الصبر والتحلي به، وعدم التعجل في الأمور عند الابتلاء أسوة بالنبي صلى الله عليه و سلم .4 نوفمبر، 2007 الساعة 12:51 ص #943411(صمت المشاعر)مشاركغزوه بنى قريظة ثم بلغ النبي صلى الله عليه و سلم
أن يهود بنى قريظة القاطنين بجوار المدينة يريدون نقض ما بينهم وبينه من العهود،
فاسترجع من جيشه خمسمائة رجل لحراسة النساء والذراري،
ولما علم المسلمون بأمر بنى قريظة اشتد وجلهم لأن العدو قد أصبح محيطاً بهم من الخارج والداخل،
ولكن الله سبحانه وتعالى قيَّض لرسوله صلى الله عليه و سلم
من أنبث بين الأعداء يفرق جموعهم بالخديعة والحيلة، حتى استحكم الفشل بينهم،
وخاف بعضهم بعضاً، وأرسل الله تعالى عليهم ريحا باردة في ليل مظلم أكْفَأت قدورهم وطرحت آنيتهم،
فارتحلوا من ليلتهم،
وأزاح الله تعالى هذه الغُمَّة التي تحزَّب فيها الأحزاب من قبائل العرب واليهود على المسلمين.
وكانت هذه الحادثة بين شهري شوال وذي القعدة من شهور السنة الخامسة للهجرة،
واستشهد فيها من المسلمين ستة، وقتل من المشركين ثلاثة.
ولما عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم
لم يخلع لباس الحرب حتى حاصر بني قريظة لخيانتهم ونقضهم للعهد،
واستمر محاصراً لهم خمساً وعشرين ليلة،
حتى كادوا يهلكون ولم يروا بدًّا من التسليم لما يحكم به رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
ورضوا بأن ينزلوا على حكم سيدهم سعد بن معاذ، فحكم بقتل رجالهم وسبى نسائهم وذراريهم وأخذ غنائمهم،
فحبس الرجال في دور الأنصار حتى حفرت لهم خنادق ضربت أعناقهم فيها،
وكانوا نحو سبعمائة رجل، وبذلك أراح الله المسلمين من شر مجاورة هؤلاء الأعداء،
والله عزيز ذو انتقام.
4 نوفمبر، 2007 الساعة 12:54 ص #943413(صمت المشاعر)مشاركغزوه الخندق كان بين المسلمين من الخزرج وبين يهود بنى النضير المجاورين للمدينة عهد على التناصر،
فخان اليهود عهدهم مع المسلمين، حيث هموا بقتل النبي صلى الله عليه و سلم ،
فخرج عليه الصلاة والسلام إليهم في السنة الخامسة للهجرة حتى أجلاهم عن مواطنهم،
فأورث الله تعالى المسلمين أرضهم وديارهم، ولم يقر لهؤلاء اليهود قرار بعد ذلك فذهب جمع منهم إلى مكة،
وقابلوا رؤساء قريش واتفقوا معهم ومع قبيلة غطفان على حرب المسلمين،
فتجهزت قريش ومن تبعهم من كنانة، وتجهزت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد،
وتحزبوا جميعاً على محاربة المسلمين،
حتى بلغ عدد جميعهم عشرة آلاف محارب قائدهم العام أبو سفيان.
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بتجمعهم لذلك استشار أصحابه فيما يعمل لمقاومتهم،
فأشار سلمان الفارسيّ رضي الله عنه بحفر خندق في شمال المدينة من الجهة التي تؤتى منها المدينة،
فحفروه وجاءت قريش ومن معها من الأحزاب ونزلوا خلف الخندق،
وجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثلاثة آلاف من المسلمين أمام الخندق،
واستمروا على هذه الحالة يترامون بالنبل بضعاً وعشرين ليلة،
وقد رتب رسول الله صلى الله عليه و سلم حراسا على الخندق لئلا يقتحمه الأعداء ليلا،
وكان يحرس بنفسه أصعب جهة فيه، ولما طالت المدة اقتحم جماعة من المشركين الخندق بخيلهم،
فمنهم من وقع فيه فاندقَّ عنقه،
ومنهم من برز له بعض شجعان المسلمين فقتله، وقد استمرت هذه المعركة يوما كاملا.
4 نوفمبر، 2007 الساعة 12:55 ص #943414(صمت المشاعر)مشاركغزوة دومة الجندل بعد غزوتي بدر وأحد أراد الرسول صلى الله عليه و سلم تأمين أطراف الجزيرة العربية،
حتى تكمل السيطرة للمسلمين، ويتم الاعتراف بدولة الإسلام، فتفرغ لذلك،
ثم بلغه أن قبائل حول دومة الجندل تقطع الطريق وتنهب الناس، وقد حشدت جمعها لمهاجمة المدينة،
فبادرهم الرسول صلى الله عليه و سلم ،
وخرج إليهم في ألف من المسلمين بعد أن استخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري رضي الله عنه،
فكانت هذه الغزوة في السنة الخامسة للهجرة.
وكان الجيش يسير في الليل، من أجل إخفاء الأمر ومباغتة العدو، ويستريح في النهار،
فلما وصل جيش المسلمين ديار العدو، هاجموا الماشية ورعاتها، فأصابوا منها ما استطاعوا،
وهرب الباقي.
ثم نزل المسلمون منازل أهل دومة الجندل فلم يجدوا فيها أحدا؛
حيث فر القوم وانتشروا في النواحي خوفاً من المسلمين،
ولم يكتفِ المسلمون بذلك وإنما بقي الرسول وأصحابه أياماً لتتبع القوم، وبعث السرايا،
ولكنهم لم يعثروا على أحد منهم. بعد ذلك عاد الجيش الإسلامي إلى المدينة منتصراً غانماً.
يقول صاحب الرحيق المختوم: “بهذه الإقدامات السريعة الحاسمة،
وبهذه الخطط الحكيمة الحازمة نجح النبي صلى الله عليه و سلم في بسط الأمن،
وتنفيذ السلام في المنطقة والسيطرة على الموقف، وتحويل مجرى الأيام لصالح المسلمين،
وتخفيف المتاعب الداخلية والخارجية التي كانت قد توالت عليهم، وأحاطتهم من كل جانب وبذلك ظهرت قوة
المسلمين؛ فاستكان المنافقون والبدو الأعراب، وحادت قريش عن المواجهة،
فكانت فرصة للمسلمين في نشر الإسلام وتبليغه، ولله الحمد والمنّة”.
4 نوفمبر، 2007 الساعة 2:07 م #943801كبرياءمشاركجهد مشكور أختي الكريمة ” ساره ”
4 نوفمبر، 2007 الساعة 3:16 م #943817ابن الجزائرمشاركمشكورة
21 يناير، 2010 الساعة 4:20 م #1384141khaledebnrshdمشاركبارك الله فيك أختى الكريمة
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.