الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان *غـــــزوات الرســــول صلى الله عليه وسلم*

مشاهدة 15 مشاركة - 16 إلى 30 (من مجموع 41)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #934404

    غزوة خيبر

    ما كاد رسول الله عليه وسلم يعود من صلح الحديبية ، ويستريح بالمدينة شهراً من الزمن حتى أمر بالخروج إلى خيبر . فقد كان يهود خيبر يعادون المسلمين وقد بذلوا جهدهم في جمع الأحزاب في غزوة الخندق لمحاربة المسلمين .

    وخرج رسول الله عليه الصلاة والسلام في مطلع العام السابع الهجري في جيش تعداده ألف وستمائة رجلٍ . وكانت خيبر محصنةً تحصيناً قوياً فيها ثمانية حصونٍ منفصلٌ بعضها عن بعض .وكان يهود خيبر من أشد الطوائف اليهودية بأساً وأكثرها وأوفرها سلاحاً .

    والتقى الجمعان واقتتلوا قتالاً شديداً . واليهود يستميتون في الدفاع عنها . واستمر التراشق بينهم ست ليالٍ .

    وفي الليلة السابعة وجد عمر بن الخطاب يهودياً خارجاً من الحصون فأسره وأتى به الرسول عليه الصلاة والسلام . فقال اليهودي : إن أمنتموني على نفسي أدلكم على أمرٍ منه نجاحكم. فقالوا : قد أمناك فما هو ؟ فقال الرجل : إن أهل هذا الحصد قد أدركهم اليأس وسيخرجون غداً لقتالكم . فإذا فتح عليكم هذا الحصد فسألوكم على بيت فيه منجنيق ودروع وسيوف يسهل عليكم بها فتح بقية الحصون. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله عليه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ))

    فبات الناس ليلتهم كل منهم يتمنى أن يعطاها . فلما أصبح الصباح قال : ” أين علي بن أبي طالب ” ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه . فدعاه ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ بإذن الله ، فأعطاه الراية وقال له : ” والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ” .

    ولما ذهب علي بن أبي طالب إليهم خرج مرحب اليهودي يختال في سلاحه فقتله . وأحاط المسلين بالحصون ، وحمل المسلمون عليهم حملة صادقة . فسقطت حصونهم حصنا بعد حصن . واستولى اليأس على اليهود وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم الصلح على أن يحقن دماءهم ، فقبل الرسول عليه الصلاة والسلام ، وصارت أرضهم لله ولرسوله وللمسلمين .

    وهكذا استولى المسلمون على خيبر ، وغنموا منها العديد من السلاح والمتاع .

    وقد قتل من اليهود في هذه الغزوة ثلاثة وتسعون رجلا واستشهد من المسلمين خمسة عشر رجلا .

    وكان من بين ما غنم المسلمون منهم عدة صحف من التوراة ، فطلب اليهود ردها فردها المسلمون إليهم . ولم يصنع الرسول عليه الصلاة والسلام ما صنع الرومان حينما فتحوا أورشليم وأحرقوا الكتب المقدسة فيها ، وداسوها بأرجلهم ، ولا ما صنع التتار حين أحرقوا الكتب في بغداد وغيرها .

    تبع

    #934413
    أم تووفي
    مشارك

    جزاكي الله خيرا عنا جميعا

    #934514

    وفقك الله
    يا اخت سارة
    واتمنى لك الدوام على
    العطاء المفيد والتقدم ونحن
    ننتظر المزيد ولدي ملاحظة صغيرة اتمنى ان تتقبليها
    وهي ضرورة ذكر الموقع الذي يؤخذ منه
    الموضوع لان ذلك جزء من الامانة
    وانت اهل للامانة وخصوصا
    نحن نتكلم في مواضيع
    مقدسة وحفظك
    الله وبارك فيك
    اخوك محمود سنايبر

    #934635

    السلام
    مشكورة سارة

    #934704

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مشكور ة هنوده على المرور الطيب

    بارك الله فيك

    #934714

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هلاا اخى فى البدايه مشكور على المرور الطيب

    اما بالنسبه للملاحظه اكيد اخى راح اعمل بها

    موضوع الغزوات انا كنت اجهز فيه من فترة

    وكنت اعلم المصادر ولكن غيابى عن الموضوع

    وعدم الاستمرار فيه لفترة غيابى جعلتنى ما اتذكر المواقع او المصادر

    مشكور اخى على التنبيه

    سمحنى اخى ما راح اذكر المصادر فى هذا الموضوع لانى ما اتذكرها فعلاا

    بارك الله فيك

    #934716

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    مشكورة غاليتى الفراشه الجميله

    على المرور الطيب

    بارك الله فيك

    #934718

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    غزوة مؤتة

    في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة جهز رسول الله عليه وسلم جيشاً للقصاص ممن قتلوا الحارث بن عمير الذي كان رسول الله عليه وسلم قد بعثه إلى أمير بصرى داعياً له إلى الإسلام .

    وأمر على الجيش زيد بن حارثة ، وقال عليه الصلاة والسلام : ” إن أصيب زيدٌ فجعفر بن أبي طالب ، وإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة ، فإن أصيب عبد الله فخالد بن الوليد” .

    وانطلق الجيش وبلغ عددهم ثلاثة آلافٍ من المهاجرين والأنصار . وأوصاهم الرسول عليه الصلاة والسلام بأن لا يقتلوا امرأةً ولا صغيراً ، ولا شيخاً فانياً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناءً .

    ووصل الجيش إلى مكان يدعى ” معان ” في أرض الشام . وكان هرقل قد حشد مائتي ألف مقاتل لقتال المسلمين .

    والتقى الجيشان غير المتكافئين عدداً أو عدة . وقاتل المسلمون قتال الأبطال . وصمدوا أمام هذا الجيش الضخم . وقاتل زيد بن حارثة حامل اللواء حتى استشهد ، فتولى القيادة جعفر بن أبي طالب ، وحمل اللواء بيمينه فقطعت ، ثم حمله بشماله فقطعت ، فاحتضنه بعضديه حتى ضربه رجلٌ من الروم فاستشهد ، فسمي بذي الجناحين حيث أبدله الله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء .

    ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة وقاتل حتى استشهد . فأخذ الراية خالد بن الوليد . واستعمل دهاءه الحربي ، حتى انحاز بالجيش ، وأنقذه من هزيمة منكرة كادت تقع . فانتهز خالد فرصة قدوم الليل فغير نظام الجيش ، فجعل ميمنة الجيش ميسرة ، وميسرته ميمنة ، كما جعل مقدمة الجيش في المؤخرة ، ومؤخرة الجيش في المقدمة .

    فلما أطل الصباح ، أنكرت الروم ما كانوا يعرفون من راياتهم ، وسمعوا من الجلبة وقعقعة السلام ، فظنوا أنهم قد جاءهم مدد . فرعبوا وانكشفوا ، وما زال خالد يحاورهم ويداورهم ، والمسلمون يقاتلونهم أثناء انسحابهم بضعة أيامٍ حتى خاف الروم أن يكون ذلك استدراجاً لهم إلى الصحراء . فتوقف القتال .

    وهكذا تبدلت هزيمة جيش المسلمين إلى نصرٍ . وأي نصرٍ أكبر من صمود جيشٍ يبلغ عدده ثلاثة آلاف مقاتلٍ أمام جيشٍ عدده مائتا ألف مقاتلٍ .

    وإنه لشيءٌ نادرٌ أن يقف جنديٌ واحدٌ أمام سبعين من الجنود المحملين بالسلاح ، ولكن قوة الإيمان هي التي جعلت المسلمين يصمدون أمام جيش العدو .

    تبع

    #936637
    شفيع
    مشارك

    اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم (الأخت الكريمة يوفقكي الله سبحانه وتعالى على هذه المعلومات القيمة والتي تستلمها اجرها امام الواحد الأحد الفرد الصمد
    الأشعث بن قيس الكندي : أمير كندة في الجاهلية والإِسلام، وفد على رسول الله وأسلم، ولما ولي أبو بكر الخلافة امتنع الأشعث وبعض كندة من تأدية الزكاة، ولكنه هزم وسيق موثوقاً إلى أبي بكر في المدينة، فأطلقه أبو بكر وزوجه أخته أم فروة، وحسن إسلامه، وحضر اليرموك وفقد عينه، وحضر فتح العراق مع سعد، وكان مع علي في صفين والنهر وان، وتوفي عام 41 هـ. تقبل مني خاص تحياتي وشكرا

    #937022

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    شكرا للجميع على المرور الطيب

    #937028

    غزوة حنين

    بعد أن فتح المسلمون مكة ، انزعجت القبائل المجاورة لقريش من انتصار المسلمين على قريش.

    وفزعت هوازن و ثقيف من أن تكون الضربة القادمة من نصيبهم . وقالوا لنغز محمداً قبل أن يغزونا .
    واستعانت هاتان القبيلتان بالقبائل المجاورة ،

    وقرروا أن يكون مالك بن عوف سيد بني هوازن قائد جيوش هذه القبائل التي ستحارب المسلمين .

    وأمر رجاله أن يصطحبوا معهم النساء والأطفال والمواشي والأموال ويجعلوهم في آخر الجيش ،

    حتى يستميت الرجال في الدفاع عن أموالهم وأولادهم ونسائهم .

    لما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك خرج إليهم مع أصحابه وكان ذلك في شهر شوال من العام الثامن

    للهجرة . وكان عدد المسلمين اثني عشر ألفاً من المجاهدين .

    عشرة آلف من الذين شهدوا فتح مكة ، وألفان ممن أسلموا بعد الفتح من قريش .

    ونظر المسلمون إلى جيشهم الكبير فاغتروا بالكثرة وقالوا لن نغلب اليوم من قلة .

    وبلغ العدو خبر خروج المسلمين إليهم فأقاموا كميناً للمسلمين عند مدخل وادي أوطاس ( قرب الطائف )

    وكان عددهم عشرين ألفاً .

    وأقبل الرسول صلى الله عليه وسلم في أصحابه حتى نزلوا بالوادي .

    وكان الوقت قبيل الفجر ، والظلام يخيم على وادي حنين السحيق .

    وفوجئ المسلمون بوابل من السهام تنهال عليهم من كل مكان .

    فطاش صوابها ، واهتزت صفوفهم ، وفر عددٌ منهم .

    ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم هزيمة المسلمين نادى فيهم يقول :

    أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

    وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم العباس أن ينادي في الناس ، فقال :

    يا معشر الأنصار، ويا معشر المهاجرين ، يا أصحاب الشجرة .

    فحركت هذه الكلمات مشاعر الإيمان والشجاعة في نفوس المسلمين ،

    فأجابوه : لبيك يا رسول الله لبيك .

    وانتظم الجيش مرةً أخرى ، واشتد القتال .

    وأشرف الرسول صلى الله عليه وسلم على المعركة .

    وما هي إلا ساعة حتى انهزم المشركون ، وولوا الأدبار تاركين النساء والأموال والأولاد .

    وأخذ المسلمون ينهمكون في تكثيف الأسرى وجمع الغنائم .

    وبلغ عدد الأسرى من الكفار في ذلك اليوم ستة آلاف أسير .

    وهكذا تحولت الهزيمة إلى نصر بإذن الله تعالى .

    وكانت حنين درساً استفاد منه المسلمون .

    فتعلم المسلمون أن النصر ليس بكثرة العدد والعدة .

    وأن الاعتزاز بذلك ليس من أخلاق المسلمين .

    ومرت الأيام فإذا بوفد من هوازن يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يعلن ولاءه للإسلام ،

    وجاء وفد من ثقيف أيضاً يعلن إسلامه . وأصبح الذين اقتتلوا بالأمس إخواناً في دين الله …

    #938017
    doudou12121
    مشارك

    ارك الله فيك ………………………مشكورة على الموضوع الجميل

    #939636

    شكرا للجميع

    #939660

    غـــــــــــــــزوات العـــــــــــــــــام الثـــــــــــــاني للهجرة

    غزوة ذي العشيرة

    في جمادى الأولى، وجمادى الآخرة سنة 2هـ الموافق نوفمبر وديسمبر سنة 623م. خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في خمسين ومائة ويقال: في مائتين، من المهاجرين، ولم يكره أحداً على الخروج، وخرجوا على ثلاثين بعيراً يتعقبونها، يعترضون عيراً لقريش، ذاهبة إلى الشام، وقد جاء الخبر بفصولها من مكة فيها أموال لقريش، فبلغ ذا العشيرة، فوجد العير قد فاتته بأيام، وهذه هي العير التي خرج في طلبها حين رجعت من الشام فصارت سبباً لغزوة بدر الكبرى.
    وكان خروجه صلى الله عليه وسلم في أواخر جمادى الأولى، ورجوعه في أوائل جمادى الآخرة على ما قاله ابن إسحاق، ولعل هذا هو سبب اختلاف أهل السير في تعيين شهر هذه الغزوة. وفي هذه الغزوة عقد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم معاهدة عدم اعتداء مع بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة. واستخلف على المدينة في هذه الغزوة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومى، وكان اللواء في هذه الغزوة أبيض، وحالمه حمزة بن عبد المطلب رضي اللَّه عنه.

    غزوات عام 2 هـ
    غزوه بدر
    عيـر أبي سفيان وندب المسـلمين للعير

    عندما سمع الرسول صلى الله عليه و سلم بأبي سفيان مقبلاً من الشام في تجارة لقريش، ندب المسلمين إليه، وقال لهم: (هذه عير قريش، فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها).
    وفي رواية عن أبى أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن بالمدينة: (إني أخبرت عن عير أبي سفيان أنها مقبلة، فهل لكم أن نخرج قبل هذه العير، لعل الله يغنمناها ؟ قلنا: نعم. فخرج وخرجنا معه).
    إبـل المسلمين إلى بـدر
    الطـريق إلى بدر
    ولم يستنفر الرسول صلى الله عليه و سلم كل الناس، بل طلب أن يخرج معه من كان ظهره حاضراً، ولم يأذن لمن أراد أن يأتي بظهره من أعلى المدينة، لذا لم يعاتب أحداً تخلف عنها. وكان عددهم ما بين 313 وال 317 رجلاً، منهم ما بين أل 82 وال 86 من المهاجرين و61 من الأوس و170 من الخزرج، معهم فَرَسان وسبعون بعيراً، يتعاقب الرجلان والثلاثة على البعير الواحد. وكان أبو لبابة وعلي بن أبى طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فعندما جاء دوره في المشي، قالا له: (نحن نمشى عنك). فقال لهما: (ما أنتما بأقوى منى ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما).
    وفي الطريق، عندما بلغوا الروحاء، رد الرسول صلى الله عليه و سلم أبا لبابة وأمّره على المدينة، وسبق ذلك أن جعل عبد الله بن أم مكتوم على الصلاة، وأصبح مكانه في زمالة الرسول صلى الله عليه و سلم على البعير، مرثد بن أبى مرثد. ولذلك فلا خلاف بين رواية ابن إسحاق ورواية أحمد.
    حـذر أبي سفيـان
    وعندما علم أبو سفيان بالخطر المحدق بقافلته، أرسل ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة يستنجد بقريش. وجاء ضمضم مسرعاً إلى مكة، وعندما دخلها وقف على بعيره، وقد جدع أنفه، وحول رحله، وشق قميصه، وهو يصيح: (يا معشر قريش، اللطيمة اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد وأصحابه، لا أرى إلا أن تدركوها، الغوث، الغوث).
    قريش تتجهـز للخروج
    وخرجت قريش مسرعة لإنقاذ عيرها ورجالها، ولتلتقي بالمسلمين في حرب تراها قاضية على قوة المسلمين التي ظلت تهدد تجارتهم. ولم يتخلف من أشرافهم سوى أبي لهب، فإنه أرسل مكانه العاص بن هشام، مقابل دين كان عليه، مقداره أربعة آلاف درهم. ولم يتخلف من بطون قريش سوى بنى عدى. وبلغ عددهم في بداية مسيرهم نحو ألف وثلاثمائة محارب، معهم مائة فرس وستمائة درع وجمال كثيرة، بقيادة أبى جهل.
    الشيطان وقـريش
    وعندما خشوا أن تغدر بهم بنو بكر لعدواتها معهم، كادوا أن يرجعوا عما أرادوه، فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك المدلجي، سيد بني كنانة، وقال لهم: (أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه. فخرجوا من ديارهم كما حكى عنهم القرآن (بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله) {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (الأنفال:47).
    ذكر رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
    قال ابن إسحاق فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة عن ابن عباس ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قالا: وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها. فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له يا أخي، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة فاكتم عني ما أحدثك به فقال لها: وما رأيت ؟ قالت رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجد والناس يتبعونه فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ثم صرخ بمثلها: ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها. ثم أخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار إلا دخلتها منها فلقة قال العباس والله إن هذه لرؤيا، وأنت فاكتميها، ولا تذكريها لأحد. وفى القصة إنكار العباس على أبي جهل قوله: (حتى حدثت فيكم هذه النبية)، وإرادة العباس أن يشاتمه، واشتغال أبى جهل عنه بمجيء ضمضم يستنفر قريشاً لصد المسلمين عن عيرهم، فتجهزوا وخرجوا إلى بدر، فصدق الله رؤيا عاتكة.
    نجـاة أبي سفيان بالعيـر
    لقد كان أبو سفيان متيقظاً للخطر المتكرر من جانب المسلمين. ولذا عندما اقترب من بدر لقي مجدي بن عمرو وسأله عن جيش الرسول صلى الله عليه و سلم ، فأفاده مجدي بأنه رأى راكبين أناخا إلى تل، ثم استقيا في شن لهما، ثم انطلقا، فبادر أبو سفيان إلى مناخيهما، فأخذ من أبعار بعيريهما، ففته، فعرف منه أنه من علائف المدينة، فأسرع تاركاً الطريق الرئيس الذي يمر على يسار بدر، واتجه إلى طريق الساحل غرباً، ونجا من الخطر. ثم أرسل رسالة أخرى إلى جيش قريش، وهم بالجحفة، يخبرهم فيها بنجاته، ويطلب منهم الرجوع إلى مكة. وهم جيش مكة بالرجوع، ولكن أبا جهل رفض ذلك، قائلا: (والله لا نرجع حتى نرد بدراً، فنقيم بها ثلاثا، فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقى الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبميسرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدا. فامضوا).
    رجـوع بني زهـرة
    فأطاعه القوم ما عدا الأخنس بن شريق، حيث رجع بقومه بني زهرة، وطالب بن أبى طالب، لأن قريشاً في حوارها معه، اتهمت بنى هاشم بأن هواهم مع محمد صلى الله عليه و سلم . وساروا حتى نزلوا قريباً من بدر، وراء كثيب يقع بالعدوة القصوى، على حدود وادي بدر.
    الرسول صلى الله عليه و سلم يستشير اصحابه
    وبلغ خبر ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم ، فاستشار أصحابه. وخشي فريق منهم المواجهة في وقت لم يتوقعوا فيه حربا كبيرة، ولم يستعدوا لها بكامل عدتهم وعتادهم، فجادلوا الرسول صلى الله عليه و سلم ليقنعوه بوجهة نظرهم. وفيهم نزل قول الله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} (الأنفال:7).
    وتكلم قادة المهاجرين، وأيدوا الرأي القائل بالسير لملاقاة العدو، منهم أبو بكر وعمر والمقداد بن عمرو. ومما قاله المقداد: (يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه). وفى رواية قال: (لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إن هاهنا قاعدون، ولكننا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك) وسر النبي صلى الله عليه و سلم من قوله.

    تبع

    #939719
    ahmed_samy_as
    مشارك

    شكرا جدا يا اختى سارة على هذه المعلومات الجميلة و الرائعة و بارك الله فيكى و يقويكى فى الخير ان شاء الله
    اخوكم
    ahmed_samy_as

مشاهدة 15 مشاركة - 16 إلى 30 (من مجموع 41)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد