لم يكن دقيقا المستشرق أبراهام سيلا،عندما ردد ما ردده ارييل شارون أمام لجنة القاضي اسحق كاهانا، والتي شكلت بعد مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا،عام 1982.

أبراهام سيلا حاول تبني رواية مجرم الحرب شارون عندما وصف المجزرة،بأنها فعل مسيحيون عرب،ضد مسلمين عرب،ناسيا ومتناسيا أن المجزرة،نفذت بأمر من شارون نفسه، لأن الجيش الإسرائيلي كان يحتل منافذ المخيمين، وكان ينتشر في محيطهما، كذلك قام الجيش الإسرائيلي بعملية إنارة مبرمجة تمهيدا لتسهيل مهمة ميليشيا القوات اللبنانية، وقوات سعد حداد، والجيش الإسرائيلي هو من قام بالتعتيم الإعلامي،لمدة ثلاثة أيام بلياليها، عن وسائل الإعلام المحلية، والعالمية.

كذلك المؤرخ الإسرائيلي، توم سيغيف، عندما كتب عن المجزرة حاول أن يصف شارون بأنه الرجل الوحيد القوي، القادر على وقف (الإرهاب) الفلسطيني، ومن هنا كان لشارون تأثيرا على الرأي العام الإسرائيلي، وعلى الذاكرة الجماعية للمجتمع الإسرائيلي، باعتبار أن المجزرة أصبحت من الماضي مما أدى إلى عودة شارون إلى سدة الحكم،بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، وهذا يثبت أن المجتمع الإسرائيلي مجتمعا إرهابيا، يبرر قتل الغير،وأن دعايته،المستمرة عن الهولوكوست، إنما تبريرا لاستمرار جرائمه، ومجازره،ضد الأمة العربية.

فميليشيا القوات اللبنانية، دخلت مخيمي صبرا وشاتيلا، بأمر من ارييل شارون وزير الحرب آنذاك، بعد أن أمر جيشه بإمطار المخيم بالآلاف من قنابل الإنارة التي تطلق من المدافع،وخاصة مدافع الهاون التي كانت مرابضها قريبة من المخيمين، وان القوات اللبنانية دخلت المخيمين، وهي مدججة بالأسلحة النارية، والسلاح الأبيض، من بلطات، وسواطير، وسكاكين، استولت عليها من المسلخ البلدي في بيروت، وأن وفد الأهالي من المخيمين، عندما ذهب إلى مقر القيادة الإسرائيلية، في المدينة الرياضية المطلة على المخيمين طالبا التدخل لحماية ما تبقى من المدنيين في المخيمين،جرى تسليمهم من قبل الجيش الإسرائيلي إلى ميليشيا القوات اللبنانية، حيث قامت الميليشيات بذبحهم بالسلاح الأبيض فورا، وعندما قام أفراد ميليشيا القوات اللبنانية، بإلباس المدنيين الستر الواقية من الرصاص، لتجريب رصاص البنادق، والرشاشات، والمسدسات، من مختلف الأعيرة النارية لتلك البنادق، والرشاشات، والمسدسات،كان كل ذلك يجري تحت سمع وبصر ضباط الجيش الإسرائيلي.

في19 أيلول تمكنت وسائل الإعلام من الدخول إلى المخيم بفعل مدنيين تمكنوا من الهرب من المخيمين، وأخبار سكان بيروت الغربية بالمجزرة، وتمكنت كاميراتهم من تصوير، جثث الأطفال المقطعة، وبطون أمهاتهم المبقورة، وجثث آباؤهم الممثل بها.

الجيش الإسرائيلي بقيادة مجرم الحرب ارييل شارون، كان باستطاعته منع حدوث المجزرة لو أراد ذلك، لأنه كان على علم مسبق بها، وهذا يثبت أن شارون مجرم حرب عن سبق إصرار وترصد، لأنه دخل بيروت الغربية، مع ميليشيا القوات اللبنانية بحجه أنهم ينوون تطهيرها من ألفي مقاتل فلسطيني رفضوا الخروج من بيروت، عن طريق البحر برعاية غربية وأميركية، وشارون كان على علم مسبق بنية الميليشيات اللبنانية ارتكاب مجزرة بحق المدنيين العزل، من فلسطينيين، ولبنانيين، يسكنون في محيط المخيمين المذكورين، انتقاما لمقتل قائدهم الشيخ بشير الجميل بتفجير مقره المركزي، بعد أن انتخب رئيسا للبنان بمساعدة إسرائيلية، حيث قتل المئات من المدنيين اللبنانيين، مع إخوانهم الفلسطينيين،حيث عملت الأسلحة النارية، والأسلحة البيضاء فعلتها طيلة ثلاثة أيام بلياليها، قتلا، وذبحا، وتقطيعا، مما يثبت أن القتلة من ميليشيا القوات اللبنانية مجرمو حرب ليس في مخيمي صبرا وشاتيلا، فحسب، وليس ضد الشعب الفلسطيني وحده، بل ضد مخيمات تل الزعتر، وضبية، وجسر الباشا، وضد التجمعات السكانية اللبنانية، في النبعة، وبرج حمود، والمسلخ، والكرنتينا، وشرق صيدا، والجبل، وليثبت كذلك أن المجزرة، نفذت بأمر من شارون، وبتواطؤ منه، لأن شارون مجرم حرب بامتياز، وهذا ما كاد القضاء البلجيكي أن يتوصل إليه لولا التدخل الأميركي.وتواطؤ اللوبي الصهيوني في أوروبا.