الرئيسية منتديات مجلس التعليم العصري طرق و أساليب التعليم ” 5 “

مشاهدة 6 مشاركات - 1 إلى 6 (من مجموع 6)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #80599
    كبرياء
    مشارك


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    عرض المادة العلمية بأسلوب يناسب عقل الطالب وفهمه

    تختلف العقول والمدارك ، من شخص لآخر ، ومن جماعة لأخرى ، وذلك أمر بين وواضح ، ويدلك على

    ذلك أن الطلاب في الفصل الواحد يختلفون في سرعة الاستجابة لأسئلة المطروحة ، وفي الفهم ، ولعل حديث أبي

    سعيد الخدري المروي في الصحيحين وغيرهما يجلي لنا الأمر : « عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : إن

    رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال : عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الحياة الدنيا وبين ما عنده ،

    فاختار ما عنده . فبكى أبو بكر فقال : فديناك بآبائنا وأمهاتنا . قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ،

    وكان أبو بكر هو أعلمنا به » .. الحديث . قال النووي : وكان أبو بكر رضي الله عنه علم أن النبي صلى الله عليه وسلم

    هو العبد المخير فبكى حزناً على فراقه وانقطاع الوحي وغيره من الخير دائماً ، وإنما قال صلى الله عليه وسلم إن عبداً

    وأبهمه لينظر فهم أهل المعرفة ونباهة أصحاب الحذق . . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : نعم . كان أبو بكر الصديق

    رضي الله عنه أقرب الناس إلى رسول الله ، وأولاهم به ، وأعلمهم بمراده لما يسألونه عنه فكان النبي يتكلم بالكلام

    العربي الذي يفهمه الصحابة رضي الله عنهمويزداد الصديق بفهم آخر يوافق ما فهمهوه ، ويزيد عليهم ولا يخالفه ..


    ثم إن المقدرة على إيصال المعلومات إلى ذهن الطالب ، تختلف قوة وضعفاً من ووسيلة لأخرى ، ومن هذه الوسائل ،

    طريقة الشرح ، شرح المادة المراد تدريسها ، وهذه الطريقة تعد من أفضل الطرق في الإفصاح والكشف عن مراد

    المعلم ، ولذا كان من المهم جداً أن يعرف المعلم مستوى طلابه العقلي ، لأن ذلك يساعد على تحديد أسلوبه في

    عرض المواد العلمية ، وتلخيصها بما يوفق عقولهم ومداركهم . ويوضح ذلك الآثار التالية :

    « عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجدر أمن البيت هو ؟ قال :

    نعم . قلت : فما لهم لم يدخلوه في البيت ؟ قال : إن قومك قصرت بهم النفقة . قلت : فما شأن بابه مرتفعاً ؟ قال : فعل

    ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ، ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن

    أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه في الأرض »فالنبي صلى الله عليه وسلم ترك بناء الكعبة على أساسها الذي

    بناها عليه إبراهيم عليه السلام ، من أجل الأمن من الوقوع في المفسدة ، والمفسدة هي : أن قريشاً كانت تعظم أمر

    الكعبة جداً فخشي صلى الله عليه وسلم أن يظنوا لأجل قرب عهدهم بالإسلام أنه غير بناءها لينفرد بالفخر عليهم في

    ذلك ) فانظر رعاك الله كيف ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمراً عظيماً كهذا ، خشية أن تقصر أفهامهم عن إدراك

    الأمر على وجهه . ولكي نزيد الأمر وضوحاً ، هاك مثالين من تلاميذ محمد صلى الله عليه وسلم :

    الأول : مارواه البخاري في صحيحه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : حدثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن

    يكذب الله ورسوله ؟ .

    والثاني : ما رواه مسلم ، عن عبد الله بن مسعود قال : ( ما أنت محدثاً قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا

    كان لبعضهم فتنة ) فهذان الأثران يوضحان لنا أثر مخاطبة الناس بالأحاديث التي لا تحتملها عقولهم ، حتى ولو كانت تلك

    الأحاديث المحدث بها صحيحة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لما كانت عقولهم تقصر عن فهمها

    وإدراك حقائقها جاء النهي عن ذلك لكي لا يحدث لهم فتنة . والمعلمون لهم نصيب من ذلك ، وعليهم عبء كبير ، إذ إن

    على المعلم أن يجتهد في تبسيط المسائل ، وصياغة الألفاظ بعبارات واضحة مفهومة تناسب مستوى طلابه ، كي لا

    يقعوا في حيرة من أمرهم ، ولكي لا يصعب العلم عليهم .

    قال الغزالي في الإحياء : الوظيفة السادسة : أن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه فلا يلقى مالا يبلغه عقله فينفره أو

    يخبط عليه عقله اقتداء في ذلك بسيد البشر صلى الله عليه وسلم حيث قال : « نحن معشر الأنبياء أمرنا أن ننزل

    الناس منازلهم ونكلمهم على قدر عقولهم » فليبث إليه الحقيقة إذا علم أنه يستقل بفهمها ..


    وروى الحاكم في تاريخ بإسناده عن أبي قدامة عن النضر بن شميل قال سئل الخليل عن مسألة فأبطأ

    الجواب فيها قال فقلت ما في هذه المسألة كل هذا النظر ، قال : فرغت من المسألة وجوابها ولكني أريد أن أجيبك

    جواباً يكون أسرع إلى فهمك ، قال أبو بدامة فحدثت به أبا عبيد فسر به . وفي تاريخ عبد الله بن جعفر السرخسي أبي

    محمد الفقيه أخبرني محمد بن حامد حدثنا عبد الله بن أحمد سمعت الربيع سمعت الشافعي يقول : لو أن محمد بن

    الحسن كان يكلمنا على قدر عقله ما فهمنا عنه ولكنه كان يكلمنا على قدر عقولنا فنفهمه .

    الخلاصة


    اختلاف عقول وأفهام الطلاب من شخص لآخر ، ومن جماعة لأخرى .
    براعة المعلم تكمن في قدرته على إيصال المعلومة للطالب كما ينبغي ، وليست في حشد النصوص والأدلة ، وكثرة المسائل .
    تقدير المستوى العقلي للطلاب ، ومن ثم تعليمهم وتدريسهم على هذا الأساس .
    أن تكليف عقل الطالب ما لا يحتمله ، وتحميله فوق طاقته ، لا يزيد الطالب إلا حيرة وجهلاً .

    و شكراً
    أخوكم حفيد الصِّديق

    #906525

    موضوع رائع

    كل الاجزاء مهمة

    واهم نقطة التي نالت اعجابي في الموضوع

    براعة المعلم في ايصال المعلومات للطلاب

    جزاك الله خيرا على هذه الموسوعة

    واسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك

    #906960
    جيهان04
    مشارك

    مشكوووووووور عالموضوع الحو كتير

    تقبل مروري

    #907489
    كبرياء
    مشارك


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    أختي الكريمة ” سميره ”
    يسعدني متابعتك للموضوع

    تشرفت بمرورك الجميل

    بارك الله فيك

    و شكراً
    أخوكم حفيد الصِّديق

    #907490
    كبرياء
    مشارك


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    أختي الكريمة ” جيهان ”

    تشرفت بمرورك الجميل

    بارك الله فيك

    و شكراً
    أخوكم حفيد الصِّديق

    #911226

    الســـــــــــــــــــــــــلام عليـــــــــــــــــــــــــــــــــــكم
    *********************************************
    مـــــوضــــــوع غـــايـــــة فـــي الروعـــــــــــــة
    ******************************************
    بــــــــارك اللـــــه فيــــــــــــك
    *************************
    وننتضر ماهوة أفضل في المواضيع القادمة
    **************************************
    ولك مني الشكر والتقدير
    ************
    تقبلو مروري
    ******
    ديما دموع

مشاهدة 6 مشاركات - 1 إلى 6 (من مجموع 6)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد